1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاندلسي :

ابن الفخار وفوائده

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب

الجزء والصفحة:  مج5، ص:378-382

2023-09-26

1319

ترجمة ابن الفخار وفوائده:

قال الشاطبي: حدثنا الأستاذ الكبير أبو عبد الله ابن الفخار قال: جلس بعض الطلبة إلى بعض الشيوخ المقرئين، فأتى المقرئ بمسألة الزوائد الأربعة في أول الفعل المضارع، وقال: يجمعها قولك نأيت فقال له ذلك الطالب: لو جمعتها بقولك أنيت لكان أملح، ليكون كل حرف تضعيف ما قبله، فالهمزة لواحد وهو المتكلم، والنون لاثنين وهما: الواحد ومعه غيره، والواحد المعظم نفسه، والياء لأربعة:

للواحد الغائب، وللغائبينِ، وللغائبينَ، وللغائبات، والتاء لثمانية: للمخاطب، وللمخاطبينِ، وللمخاطبينَ، والمخاطبة، والمخاطبتين، والمخاطبات، وللغائب، وللغائبتين، فاستحسن الشيخ ذلك منه.

وحكى الشاطبي أيضاً أن شيخه ابن الفخار أورد عليهم سؤالاً، وهو: كيف يجمع بين مسألة رجل أوقع الصلاة بثوب حرير اختياراً وبين قوله:

جرى الدميان بالخبر اليقين

فلم ينقدح لنا شيء، فقال: الجواب أن الأول ممنوع عند الفقهاء شرعاً، ورد اللام في دم في التثنية ممنوع عند النحاة قياساً، وكلاهما في حكم المعدوم حساً، وإذا كان كذلك كان الأول بمنزلة من صلى بادي العورة اختياراً، فتلزمه الإعادة، وكان الثاني بمنزلة ما باشر فيه عين دم علم التثنية، فتلزمه الفتحة، وإن كان أصلها السكون، قال: وهذه المسألة تشبه مسألة ابن جني في الخصائص، قال (1) : ألقيت يوماً على بعض من كان يعتادني مسألة فقلت له: كيف تجمع بين قوله:

لدن بهز الكف يعسل متنه ... فيه كما عسل الطريق الثعلب

وبين قوله اختصم زيد وعمرو فلم ينقدح له فيها شيء، وعاد مستفهماً، فقال له: اجتماعهما أن الواو اقتصر به على بعض ما وضع لنا من الصلاحية الملازمة مطلقاً، والطريق اقتصر به على بعض ما كان يصلح له (2) .

قال الشاطبي: وحدثني أيضاً قال: كان لقاضي القضاة علماً وجزالة أبي جعفر ولد يقرأ علي بمالقة، وكان ابناً نبيهاً فهماً ونبلاً، فسأل مني يوماً مسألة

 

يذكرها لأقرانه، وكان معجباً بالغرائب، فجرى على لساني أن قلت له: بين على زيد فعل أمر وفاعل، والأصل ابأين على زيد، ثم سهل بالنقل والحذف، على قياس التسهيل، فصار بين كما ترى، فأعجب بالمسألة حتى ناظر فيها ليلة أباه، وكان أنحى نحاة أهل عصره، فأعجب مما يرى من ابنه من النبل والتحصيل، فبلغت المسألة الشيخ الأستاذ أبا بكر (3) ابن الفخار رحمه الله تعالى، فاعتنى بها، وحاول في استخراج وجه من وجوه الاعتراض على عادة المصلحين من طلبة العلم، فوجد في مختصر العين أن الكلمة من ذوات الواو، ولم يذكر صاحب المختصر غير ذلك، ولم يكن رحمه الله تعالى رأى قول أبي الحسن اللحياني في نوادره: إنه مما يتعاقب على لامه الواو والياء فيقال: بأى يبأى بأواً وبأياً، كما يقال شأى يشأى شأواً وشأياً، فلم يقدم شيئاً على أن اجتمع بالقاضي المذكور فقال له: ألم تسمع ما قاله فلان بين على زيد وإنما هو بون على زيد؛ لأنه من ذوات الواو، ونص على ذلك صاحب المختصر، وحمله على أن يرسل إلي ويردني عن ذلك الذي قلته في المسألة، واجتمعت أنا معه، وحدثني بما جرى له مع الأستاذ ابن الفخار، فذكرت له ما حكاه أبو الحسن اللحياني في نوادره، وما قاله ابن جني في سر الصناعة فسر بذلك، وأرسل بعد إلى القاضي ابن الفخار، وذكر له نص اللحياني وقل ابن حني وجمع القاضي بيننا، وعقد في قلوبنا مودة، فكان الأستاذ ابن الفخار يومئذ يقصدني في منزلي وفي المواسم، ويستشيرني في أموره على سبيل التأنيس، رحمة الله عليه، فأواه على فقد الناس أمثاله.

وقال الشاطبي أيضاً: أنشدني الفقيه الأستاذ الكبير أبو عبد الله ابن الفخار رحمه الله تعالى، وقال: ألقي في سري بيت لم أسمعه قط في السادس عشر من شهر رجب عام ستة وخمسين وسبعمائة:

لتكن راجياً كما أنت ترجو ... ولأربى من الذي أنت راجي

قال الشاطبي: وقرر لنا الأستاذ ابن الفخار المذكور يوماً توجيه قول أبي الحسن الأخفش في كسرة الذال من نحو يومئذ إنها إعرابية لا بنائية، إذ لم يذكر أحد وجه هذا المذهب من قبل، قال ابن جني: إن الفارسي اعتذر له بما يكاد يكون عذراً، فلما تم التوجيه قلت له وأنا حينئذ صغير السن: هب أن الأمر على ما قاله الأخفش من أن الكسرة إعرابية، فما يصنع ببناء الزمان المضاف إلى إذ في أحد الوجهين والإضافة إلى المفرد المعرب تقتضي الإعراب دون البناء فتعجب من صدور هذا السؤال مني لصغر سني، وأجاب عنه بأنه قد يذهب السبب ويبقى حكمه، كما قال ابن جني في اسم الإشارة في ترجمة سيبويه هذا علم ما الكلم من العربية على أن يكون سيبويه وضعه غير مشير به وتركه مبنياً، وأزال سبب البناء، ونظر ذلك بباب التسوية على ما هو مقرر في موضعه، قال: ونظير ذلك ما قرر من إضافة حيث إلى المفرد مع بقاء البناء فيما ذكره الزمخشري، وذلك قوله:

أما ترى حيث سهيل طالعاً

وقوله أنشدنا ابن الأعرابي لبعض المحدثين:

ونحن سعينا بالبلايا لمعقل ... وقد كان منكم حيث لي العمائم

وقد كان حقها أن تعرب لزوال سبب البناء، وهو الإضافة إلى جملة، وحصول سبب الإعراب وهو الإضافة إلى المفرد، ولكنه لم يعتبر النادر، وأبقى الحكم الشائع.

وقال الشاطبي أيضاً: كان شيخنا ابن الفخار يأمرنا بالوقف على قوله تعالى في سورة البقرة {قالوا الآن} ونبتدئ {جئت بالحق} وكان يفسر لنا معنى ذلك قولهم الآن أي فهمنا وحصل البيان، ثم قيل: جئت بالحق، يعني في كل مرة، وعلى كل حال، وكان - رحمه الله تعالى - يرى هذا الوجه أولى من تفسير ابن عصفور له من أنه على حذف الصفة، أي: بالحق البين، وكان يحافظ عليه.

وقال الشاطبي: أنشدني صاحبنا الفقيه الأجل الأديب البارع أبو محمد ابن حذلم (4) لنفسه أبياتا، أنشدنيها يوم عيد على قبر سيدنا الإمام الأستاذ الكبير الشهير أبي عبد الله ابن الفخار يرثيه بها:

أيا جدثاً قد أحرز الشرف المحضا ... بأن صار مثوى السيد العالم الأرضى

عجبت لما أحرزته من معارف ... وشتى معال لم تزل تعمر الأرضا

طويت عليه وهو عين زمانه ... فيا جفن عين الدهر كم تؤثر الغمضا

فحياك من صوب الحيا كل ديمة ... تديم له في الجنة الرفع والخفضا

فها نحن في عيد الأسى حول قبره ... وقوفاً لنقضي من عيادته الفرضا

كمثل الذي كنا وقوفاً ببابه ... بعيد الأماني زائرين له أيضا

ومنا سلام لا يزال يخصه ... يذكره من بعض أشواقنا البعضا

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الخصائص 3: 319 والبيت لساعدة بن جؤية الهذلي في وصف الرمح.

(2) الخصائص: فقلت اجتماعها من حيث وضع كل منهما في غير الموضع الذي بدئ له، وذلك أن الطريق خاص وضع موضع العام.

(3) ها هنا كناه أبا بكر فكأن له كنيتين.

(4) انظر ترجمة ابن حذلم في مستودع العلامة: 74، وكان ابن حذلم كاتب علامة السلطان عبد الرحمن المريني فقيها عارفا بالنوازل.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي