1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاندلسي :

نماذج من براعة لسان الدين في القدح

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب

الجزء والصفحة:  مج5، ص: 138-143

2023-07-10

1294

نماذج من براعة لسان الدين في القدح

واعلم أن لسان الدين ابن الخطيب رحمه الله تعالى الغاية في المدح والقدح، فتارة على طريق الترسل، وطوراً على غيرها، وقد أقذع وبالغ رحمه الله تعالى في هجو أعدائه بما لا تحتمله الجبال، وهو أشد من وقع النبال، ومنه ما وصف به الوزير، الذي كان استوزره السلطان إسماعيل بن الأحمر الثائر على سلطان ابن الخطيب، حسبما سبق الإلمام بذلك، والوزير هو إبراهيم بن أبي الفتح الأصلع الغوي، إذ قال في المذكور وفي ابن عمه محمد بن إبراهيم بن أبي الفتح العقرب

 

138

الردي، بعد كلام، ما صورته:

وما ظنك برجل مجهول الجد، موصوم الأبوة إلى أن قال: تنور خبز، وبركة مرقة، وثعبان حلواء وفاكهة، مغي في شح النفس، متهالك في مسترذل الطبع [ ... ] (1) ، عليه العذيوط (2) الغبي ابن عمه بسذاجة، زعموا، مع كونه قبيح الشكل، بشيع الطلعة، إلى أن قال: وفي العشر الأول من رمضان عام واحد وستين وسبعمائة تقبض على الوزير المشؤوم، وابن عمه الغوي الغشوم، وولد الغوي مرسل الظفيرة أبعد الناس في مهوى الاغترار يختال في السرق والحلية (3) ، سم من سم القوارير، وابتلاء من الله لذوي الغيرة، يروح نشوان العشيات، يرقص بين يديه ومن خلفه عدد من الأخلاف (4) ، يعاقرون النبيذ في السكك الغاصة، وولد العقرب الردي بضده قماءة وتقطباً، تنهوا عنهما العيون، ويبكي منهما الخز، كأنهما صمتاً عند المحاورة وإظلاماً عند اللألاء، من أذلاء بني النضير، ومهتضمي خيبر، فثقفا ملياً، وبودر بهما إلى ساحل المنكب.

قال المخبر: فما رأيت منكوبين أقبح شكلاُ، ولا أفقد صبراُ، من ذينك التيسين الحبقين، صلع الرؤوس، ضخام الكروش، مبهوري الأنفاس، متلجلجي الألسنة، قد ربت بمحل السيف من عنق كل جبار منهما شحمة أترجية كأنها سنام الحوار، لا يثيرون دمعاً، ولا يستنزلون رحمة، ولا يمهدون عذراً، ولا يتزودون من كتاب الله آية، قد طبع الله على قلوبهم، وأخذهم ببغيهم، وعجل لهم سوء سعيهم. وللحين أركبوهم وجراءهم - يعني أولادهم - في جفن غزوي (5) تحف بهم المساعير من الرجال، واقتفى بهم أثر قرقورة تحمل حاجاً إلى الإسكندرية تورية بالقصد، فلما لججوا قذف بهم في لجة بعد استخلاص

 

139

ما ضبثوا به (6) ، وتلكأ الأصلع الغوي فأثبت بجراحة أشعر بها هديه، واختلط العقرب الردي فنال من جناب الله سخطاً وضيقاً، تعالى الله عن نكيره، فكان فرعون هذا الزمان جبروتاً وعتواُ وميتة، عجل الله لهم العذاب، وأغرقهم في اليم.

فانظر كيف كان عاقبة الظالمين، فسبحان من لا تضيع الحقوق مع عدله، ولا تنفسخ الآماد مع منازعة رداء كبريائه، مرغم الأنوف، وقاطع دابر الكافرين، وفي ذلك أقول مستريحاً وإن لم يكن - علم الله تعالى - شاني، ولا تكرر في ديواني:

وما كنت ممن يدخل العشق قلبه ... ولكن من يبصر جفونك يعشق (7)

ومن أمثالهم " من استغضب فلم يغضب فهو حمار " والله سبحانه يقول ومن أصدق من الله قيلا " وجزاء سيئة سيئة مثلها " والعفو أقرب للتقوى والقرب والبعد بيده سبحانه. وصدرت هذه الكلمة لحين تعرف إجلائهم في الجفن إلى الإسكندرية، وبعد ذلك صح هلاكهم:

كن من صروف الردى على حذر ... لا يقبل الدهر عذر معتذر

ولا تعول فيه على دعة ... فأنت في قلعة وفي سفر

فكل ري يفضي إلى ظمإ ... وكل آمن يدعو إلى غرر

كم شامخ الأنف ينثني فرحاً ... بال عليه زمانه وخري

قل للوزير البليد قد ركضت ... في ربعك اليوم غارة الغير

يا ابن أبي الفتح نسبة عكست ... فلا بفتح أتت ولا ظفر

وزارة لم يجد مقلدها ... عن شؤمه في الوجود من وزر

في طالع النحس حزت رتبتها ... وكل شيء في قبضة القدر

 

140

أي اختبار لم تأل نصبته ... في جسد للنحوس أو نظر

بات له المشتري على غير ... وأحرقت فيه قرصة القمر

يا طللاً ما عليه من عمل ... يا شجراً ما لديه من ثمر

يا مفرط الجهل والغباوة لا ... يحسب إلا من جملة البقر

يا دائم الحقد والفظاظة لا ... يفرق بين ظالم وبري

يا كمد اللون ينطفي كمداً ... من حسد يستطير بالشرر

يا عدل سرج يا دن مقتعد ... ملآن من ريبة ومن قذر

يا واصلاً للجشاء ناشئة اللي ... ل ورب الضراط في السحر

من غير لب ولا مراقبة ... لله في مورد ولا صدر

يا خاملاً جاهه الفروج يرى ... صهر أولي الجاه فخر مفتخر

كانوا نبيطاً في الأصل أو حبشاً ... ما عنده عبرة بمعتبر

يا ناقص الدين والمروءة والعق ... ل ومجري اللسان بالهذر

يا ولد السحق غير مكتم ... حديثه، يا ابن فاسد الدبر

يا بغل طاحونة يدور بها ... مجتهد السير مغمض البصر

في أشهر عشرة طحنتهم ... فيها رحى الشؤم والبوار در

والله ما كنت يا مشوم ولا ... أنت سوى عرة من العرر

ومن أبو الفتح في الكلاب وهل ... لجاه في الأنام من خطر

قد ستر الدهر منك عورته ... وكان لليوم غير مستتر

حانوت بز يمشي على فرش ... وثور عرس يختال في حبر

لا منة تتقى لمعترك ... ولا لسان يبين عن خبر

ولا يد تنتمي إلى كرم ... ولا صفاء يريح من كدر

عهدي بذلك الجبين قد ملئت ... غضونه الغبر بالدم الهدر

 

141

عهدي بذلك القفا الغليظ وقد ... مد لوقع المهند الذكر

أهدتك للبحر كف منتقم ... ألقتك للحوت كف مقتدر

يا يتم أولادك الصغار ويا ... حيرتهم بعد ذاك في الكبر

يا ثكل تلك الصماء أمهم ... وظاعن الموت غير منتظر

والله لا نال من تخلفه ... من أمل بعدها ولا وطر

والله يا مسخفان لا انتقلت ... رجلك منها إلا إلى سقر

ألحفك (8) الله بالهوان ولا ... رعاك فيمن تركت من عرر

ما عوقب الليل بالصباح وما ... تقدم البرق عارض المطر

انتهى، وقال مورياً بدم الأخوين، في شأن سلطان تلك الدولة الذي أضحى أثراً بعد عين (9) :

بإسماعيل ثم أخيه قيس ... تأذن ليل همي بانبلاج

دم الأخوين داوى جرح قلبي ... وعالجني، وحسبك من علاج

وهذه تورية بديعة، لأن الأطباء يقولون: إن في خاصية دم الأخوين النفع من الجراح.

وقال رحمه الله تعالى: قلت في رأس الغادر بالدولة حين عرض علي:

في غير حفظ الله من هامة ... هام بها الشيطان في كل واد

ما تركت حمداً ولا رحمة ... في فم إنسان ولا في فؤاد

وقال أيضاً في تلك الدولة بعد كلام، ما نصه:

" وانتدب قاضيهم الشيخ المتراخي الدبر والفك، المنحل العصب والعقدة،

142

المعرق في العمومية، المشهور بقبول الرشوة، أبو فلان ابن فلان، الغريب السم والولاية، ومفتيهم معدن الرياء والهوادة، والبعد عن التخصص والحشمة، والمثل في العماه، والطرف في التهالك على الحطام، فلان البناء، المسخر في بناء الحفيرة، المستخدم في دار ابنه أجيراً، مختضباً بالطين، مضايقاً في رمق العيشة، وحسبك به دليلاً على الحياء وفضل البنوة، فلفقوا من خيوط العناكب شبهات تقلدوا بها حل العقد الموثق، ديدنهم في معارضة صلب الملة بالآراء الخبيثة، يتحكم الوقاح منهم في الحكم الذي نزل به شديد القوى على الذي لا ينطق عن الهوى، بحسب شهوته، تحكمه في غزل أمه إيثاراً للعاجل، بالوعيد، ففسخوا النكاح، وحللوا محرم البضع للدائل، وقد تأذن الله بفسخه، وأجرى دمه نقداً قبل دفع فقده، سبحانه حكم الحكام، وقاهر الظلام، وباء مشيخة السوء بلعنة الله وسوء الأحدوثة، ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً "؛ انتهى.

ومن كلامه في " نفاضة الجراب "، وقد ذكر وزير المغرب محمد بن علي مسعود ما ملخصه: " وانه مجنون، أحول العين، وحش النظرة، يظن به الغضب في حال الرضى، يهيج به المرار فيكمن زماناً خلف كلة مرقده، يدخل إليه وعاء الحاجتين خوفاً من إصحاره إلى فضاء منزله، وتوحشه من أهله وولده، إلى أن تضعف (10) سورة المرة فيخف أمره، قد باين زوجه مع انسحاب رواق الشبيبة، وتوفر داعية الغبطة، لحلف جره الوسواس السوداوي، نستدفع بالله سر بلائه، فاستعان مستوزره منه برأي الفضل بن سهل ويحيى بن خالد وأمثالهما، تدارك الله رمق الإسلام بلطفه "؛ انتهى.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) بياض بمقدار كلمة في ص.

(2) العذيوط: الذي يسلح حين ينزل أثناء المباشرة.

(3) ق: في السرق والحرير والحلية؛ والسرق هو الحرير.

(4) الأخلاف: جمع خلف وهو الرديء الذي لا خير عنده.

(5) أي سفينة حربية.

(6) ضبثوا به: قبض عليهم بسببه.

(7) البيت للمتنبي من قصيدته " لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي ".

(8) ق ص: ألحقك.

(9) أزهار الرياض 1: 274..

(10) ق: تعصف، وهو غير مناسب للمعنى.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي