تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
تطور نظرية الاحتراق والتنفس عند ابن متويه (القرن 5هـ / 11م)
المؤلف:
سائر بصمه جي
المصدر:
تاريخ علم الحرارة
الجزء والصفحة:
ص404–405
2023-05-21
1154
يحسب ابن متويه على تيار المتكلمين الذين أوجدوا مصطلحاتهم الخاصة مقابل المصطلحات التي وضَعَها الفلاسفة والعلماء في محاولة منهم لاستخدام الفلسفة والعلم في الدفاع عن الدين؛ فمُصْطلح «الاعتماد» الذي يرد كثيرًا في كتبهم يُقابله مصطلح «الميل» عند الفلاسفة، وهو يعني لدى كل منهما: القوة الخفية التي لا يُعرف سببها، أو السعي والانحدار. 70 وقد استخدم هذا المعنى في محاولته لتفسير ظاهرة الاحتراق، مُضيفًا بذلك عنصرًا جديدًا هو ارتباط الحرارة بجهة الاحتراق؛ فالاحتراق يكون أشدَّ كلما كانت الحرارة تتجه نحو مكان محدد، كما أن قُرب وبعد النار يؤثر على شدة الاحتراق.
قال ابن متويه: «فأما إحراق النار فهو لأجل ما تختص به من الاعتماد دون الحرارة، لأن الحرارة لا جهة لها، فكيف تُولد في غير محلها، والإحراق يحصل في غير محل الحرارة؟ وبعد، فإن الإحراق يحصل بحسب الجهات التي يحصل فيها اعتماد النار، والحرارة حالها مع الجهات سواء، فيجب أن ينصرف التوليد إليه دونها، وبين هذا أن قوة الحريق تقف على ما يحصل فيها من الاعتمادات، فإذا قرَّب النارَ أحدنا من موضع واعتمد عليها، كان الإحراق أقوى. وبعد، فالإحراق تفريقٌ مخصوص وهو مقدور لنا، فلو ولدَتْه الحرارة لقدرنا عليها لأن للقادر على المسبب قادر على سببه.» 71
وجود الهواء الجوي كوسيط في عملية الاحتراق الذي أكَّد عليه أبو بكر الرازي والهمداني ليس شرطًا عند ابن متويه، فالعنصر الرئيس في العملية هو الاعتماد، فهو الذي يسبب تفرُّق أجزاء المادة بغَض النظر عن وجود الهواء أو عدمه. ويُقدِّم دليله على صحة كلامه في الثوب الذي يُوضَع على سطح صقيل مثل مرآة فإنه لا يحترق، مع أنَّ للمرآة خاصية عكس الأشعة الحارة للشمس، والإحراق ليس بسبب عدم تخلله الهواء، وإنما لأنَّ صقالة السطح هي التي تمنع النار من القيام بفعلها، ثم يُحاول أن يفسر التجربة التي تكلم عنها الهمداني بشكل معمَّم أكثر على ظاهرات أخرى مثل عدم اشتعال النار في بئر أو موت الإنسان إن قُطِع عنه الهواء الجوي؛ فإن السبب يعود برأيه إلى كثافة الهواء العالية التي تشكّل ثقلا ضاغطًا يمنع المصباح والنار من الاستمرار بالاشتعال وبقاء الحياة. وهذه مُخالفة صريحة للهمداني ودور الهواء الجوي كعنصر مهم في عملية الاحتراق ولا نجد في هذه المخالفة مبررًا سوى التمسك بفكرة الاعتماد والدفاع عنها وإن كان بتفسيرات خاطئة.
قال ابن متويه: «ولا يقف إحراق النار لما تُحرقه على هواء يتخلل بين النار وبين ما يحترق بها، ولا أن تقف حركتها على الهواء، على ما قال الأوائل؛ فإنَّ الاعتماد هو الذي يولد التفريق [سواء] كان هناك هواء أو لم يكن فأما الثوب إذا وضع على الصقيل كالمرآة وغيرها فلا يحترق لا لأن الهواء لا يتخلله؛ فإنه لو وضع على خشب لاحترق ولا هواء يتخلله، وإنما الصقالة تمنع من تخلُّل النار فيه، وأما امتناع اشتعال النار في البئر وامتناع اشتعال المصباح إذا وضعت عليه ما يمنع الهواء، وامتناع بقاء الحياة في المرء إذا منع من النفس فإن كثافة هواء البئر تُطفئ السراج كما يُطفَأَ إِذا دُس تحت الرمل، وإذا وضع عليه جب أو غيره لم يجد. منفذا فيتراجع.» 72
__________________________________________________
هوامش
70- انظر تفصيل المعنى الميكانيكي للميل في كتابنا (تاريخ علم الميكانيك) ، ط 1، دار الكتب العلمية، بيروت، 2016م، ص 362 وما بعد.
71- ابن متويه، الحسن التذكرة في أحكام الجواهر والأعراض، ص 305.
72- المرجع السابق نفسه، ص 305-306.