x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
عود إلى ذكر غرناطة
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة: مج1، ص:174-178
10-4-2022
2777
عود إلى ذكر غرناطة
ولما ألم الرحلة ابن بطوطة في رحلته بدخوله لبلاد (1) الأندلس - أعادها
(175)
الله تعالى للإسلام - قال (2) : فوصلت إلى بلاد الأندلس - حرسها الله تعالى - حيث الأجر موفور للساكن، والثواب مذخور للمقيم والظاعن، إلى أن قال عند ذكره (3) غرناطة ما نصه: قاعدة بلاد الأندلس، وعروس مدنها، وخارجها لا نظير له في الدنيا، وهو مسيرة أربعين ميلا، يخترقه نهر شنيل المشهور، وسواه من الأنهار الكثيرة، والبساتين (4) والجنات والرياضات والقصور، والكروم محدقة بها من كل جهة، ومن عجيب مواضعها عين الدمع، وهو جبل فيه الرياضات والبساتين، لا مثل له بسواها، انتهى.
وقال الشقندي: غرناطة دمشق بلاد الأندلس، ومسرح الأبصار، ومطمح الأنفس، ولم تخل من أشراف أماثل، وعلماء أكابر، وشعراء أفاضل، ولو لم يكن بها إلا ما خصها الله تعالى به من كونها قد نبغ فيها النساء الشواعر كنزهون القلعية والركونية (5) وغيرهما، وناهيك بهما في الظرف والأدب، انتهى.
ولبعضهم يتشوق إلى غرناطة فيما ذكر بعض المؤرخين، والصواب أن الأبيات قيلت في قرطبة كما مر (6) ، والله أعلم:
أغرناطة الغراء هل لي أوبة ... إليك؟ وهل يدنو لنا ذلك العهد؟
سقى الجانب الغربي منك غمائم (7) ... وقعقع في ساحت روضتك الرعد
لياليك أسحار، وأرضك جنة، ... وتربك في استنشاقها عنبر ورد وقال ابن مالك الرعيني:
(176)
رعى الله بالحمراء عيشا قطعته ... ذهبت به للأنس، والليل قد ذهب
ترى الأرض منها فضة فإذا اكتست ... بشمس الضحى عادت سبيكتها ذهب وهو القائل:
لا تظنوا أن شوقي خمدا ... بعدكم أو أن دمعي جمدا
كيف أسلو عن أناس مثلهم ... قل أن تبصر عيني أحدا وغرناطة من أحسن بلاد الأندلس، وتسمى بدمشق الأندلس، لأنها أشبه شيء بها، ويشقها نهر حدره، ويطل عليها الجبل المسمى بشلير الذي لا يزول الثلج عنه شتاء وصيفا، ويجمد عليه حتى يصير كالحجر الصلد، وفي أعلاه الأزاهر الكثيرة، وأجناس الأفاويه الرفيعة، ونزل بها أهل دمشق لما جاءوا إلى الأندلس لأجل الشبه المذكور، وقرى غرناطة - فيما ذكر بعض المتأخرين - مائتان وسبعون قرية.
وقال ابن جزي (8) مرتب رحلة ابن بطوطة، بعد ذكره كلامه، ما نصه: قال ابن جزي: لولا خشية أن أنسب إلى العصبية لأطلت القول في وصف غرناطة، فقد وجدت مكانه، ولكن ما اشتهر كاشتهارها لا معنى إطالة القول فيه، ولله در شيخنا أبي بكر ابن محمد بن شبرين السبتي (9) نزيل غرناطة حيث يقول:
رعى الله من غرناطة متبوأ ... يسر حزينا أو يجير طريدا
تبرم منها صاحبي عندما رأى ... مسارحها بالثلج عدن جليدا
(177)
هي الثغر صان الله من أهلت به ... وما خير ثغر لا يكون برودا؟! وقال ابن سعيد عندما أجرى ذكر قرية نارجة - وهي قرية كبيرة تضاهي المدن، قد أحدقت بها البساتين، ولها نهر يفتن الناظرين، وهي من أعمال مالقة - : إنه اجتاز مرة عليها مع والده أبي عمران موسى، وكان ذلك زمان صباغة (10) الحرير عندهم، وقد ضربوا في بطن الوادي بين مقطعاته خيما، وبعضهم يشرب وبعضهم يغني ويطرب، وسألوا: بم يعرف ذلك الموضع؟ فقالوا: الطراز، فقال والدي: اسم طابق مسماه، ولفظ وافق معناه،
وقد وجدت مكان القول ذا سعة ... فإن وجدت لسانا قائلا فقل ثم قال أجز: بنارجة حيث الطراز المنمنم
فقلت: أقم فوق نهر ثغره يتبسم
فقال: وسمعك نحو الهاتفات فإنها
فقلت: لما أبصرت من بهجة تترنم
فقال: أيا جنة الفردوس لست بآدم
فقلت: فلا يك حظي من جناك التندم
فقال: يعز علينا أن نزورك مثل ما
فقلت: يزور خيال من سليمى مسلم
فقال: فلو أنني أعطى الخيار لما عدت
فقلت: محلك لي عين بمرآك تنعم
فقال: بحيث الصبا والطل من نفثاتها
(178)
فقلت: وقت لسع روض فيه للنهر أرقم
فقال: فوا أسفي إن لم تكن لي عودة
فقلت: فكن مالكا إني عليك متمم
فقال: فأحسب هذا آخر العهد بيننا
فقلت: وقد يلحظ الرحمن شوقي فيرحم
فقال: سلام سلام لا يزال مرددا
فقلت: عليك ولا زالت بك السحب تسجم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ك: بدخوله بلاد.
(2) رحلة ابن بطوطة: 665، 670.
(3) ق: عند ذكر.
(4) ك: والبساتين الجليلة؛ وسقطت اللفظتان من ج.
(5) سيجيء التعريف بهما وبكثير من شواعر الأندلس في النفح.
(6) انظر ص: 155 فيما تقدم.
(7) ك: غمامة.
(8) رحلة ابن بطوطة: 670.
(9) ابن شبرين (وورد خطأ: شيرين وفي ج: بشرين) هو محمد بن أحمد بن محمد بن شبرين ( - 747) ولد بسبتة وأهله من إشبيلية أصلا، كان تاريخيا شاعرا كاتبا، وهو من شيوخ لسان الدين (انظر الإحاطة 2: 174 - 182). وأبياته في الإحاطة (1: 104 تحقيق عنان).
(10) ك: صناعة.