التربية الفاسدة
المؤلف:
محمد تقي فلسفي
المصدر:
الطفل بين الوراثة والتربية
الجزء والصفحة:
ج2 ص293ـ294
10-2-2021
3667
...التربية الفاسدة للطفل تعود إلى احدى هاتين الجهتين. الإفراط في المحبة ، والتزمت التافه والدّل والغنج ، والإهمال الذي لا يستند إلى مبرر ، والإفراط في التشجيع والإستحسان أو اللوم والتقريع ... كل ذلك يعود إلى جهل المربي ، أو تغافله عن تطبيق واجبه بصورة صحيحة بالرغم من علمه بوظائفه. والنتيجة هي نشوء الطفل على التربية الفاسدة.
|
|
«تعني التربية الفاسدة ترك الطفل لوحده دون تخطيط منهج لسلوكه وتقسيم لأوقاته. في هذه الحالة يستطيع الطفل أن يصل إلى ما يريد دون جهد أو صعوبة ، خصوصاً إذا كان معتقداً بأنه لا يجازى على أفعاله. إن طفلاً كهذا تكون تربيته فاسدة إذا تلقى تشجيعاً زائداً على المعتاد ، أو قوبل بالدلال لغير سبب ، أو تربى في أسرة من دون وجود مشرف عليها ، أو كان المشرف متسامحاً على الأقل ، أو سمح له بإيذاء من حوله أو الاستهزاء من الآخرين من دون مبرر ، أو لا يطرق سمعه حديث عن النشاط والعمل ، أو ينشأ في أسرة خاملة وحقيرة ، أو تسير حياته على عدم الإيمان وحب الكمال ، أو يسير من دون هدف ومرشد
|
تترك التربية الفاسدة آثارا سيئة في جسم الطفل وروحه ، وقد تستمر تلك الآثار حتى نهاية العمر تؤلم صاحبها وتقضّ عليه مضجعه فإن من الآثار السيئة للتربية الفاسدة ظهور عقدة الحقارة. إن المصابين بهذه الحالة النفسية ، والذين يشعرون بنوع من الحقارة والضعة في أنفسهم قلقون ومضطربون دائماً ، وتلاقي ضمائرهم الأمرين من العذاب والتأنيب الداخلي.
|
|
« إن شخصية رجل كهذا مركبة من عدم الثبات ، وفقدان الإعتماد على النفس ، والحيرة والتردد ، ثم الفرار من الواقع والإلتجاء الى الأحلام والخيالات ، والمخدرات ».
|
|
|
« ومن جهة أخرى فإن هذا الفرد يصبح فوضوياً وعابثاً ولكي يستر الشعور بالحقارة في نفسه ، يمتهن قول الزور ويشعر بالاستعلاء ، ويتخذ المبالغة والإفراط في كل شيء قدوة له في سلوكه » (1).
|
قد يصاب الأطفال ، الشباب ، الشيوخ ، الرجال ، والنساء ... وبصورة موجزة كل الطبقات في الأعوام المختلفة من حياتهم بعقدة الحقارة من جهة أو عدة جهات. فإن لم تُحلّ تلك العقدة الروحية ، واستأصلت تلك الحالة النفسية في روح الفرد بصورة مرض مزمن ، أدى ذلك إلى عوارض وخيمة قد تنهي الى الجنون.
وكما أن الخجل يؤدي الى احمرار الوجه ، والخوف يبعث الصفرة في البشرة ، وبصورة عامة تؤثر الحالات الروحية في الجسم ، كذلك عقدة الحقارة فإنها ضغط روحي مؤلم ، وتتضمن ردود فعل مختلفة على جسم الإنسان.
_________________
(1) عقدت حقارت ص7.
الاكثر قراءة في الطفولة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة