من جملة الشكاوى التي يطرحها الوالدان والمربون هي: إن بعض المراهقين - وبالخصوص أولئك الذين لم تتوفر لهم الأسس التربوية السليمة والمناسبة من قبل - لا يهتمون بأمر الصلاة، حتى وإن كانوا من أبوين متدينين، فهم مصداق للقول المأثور:
(النور ينبجس من الظلام، والظلام يظهر من النور).
بعض العوائل يكون فيها الأبوان مثالا للسيرة الحسنة والتقوى والصلاح والعبادة، إلا أن الابن فيها لا يبالي بالدين والصلاة، أو على العكس من ذلك، قد نرى بعض العوائل لا يهتم فيها الأبوان بشؤون الدين، ومعتقداتهما الفكرية غير سليمة، إلا أن الابن فيها متدين وملتزم بالصلاة.
كما أننا نعرف أبناء كان أبواهم متدينين، إلا أنهم انزلقوا في الفساد في مرحلة المراهقة والبلوغ، فتجذرت في أعماقهم روح العصيان والتمرد، مما شجعهم على مواجهة الكثير من المفاهيم والمسائل الدينية بالتجاهل والإهمال، ليس هذا فحسب بل وحتى الى التهاون في بعض القضايا الواجبة كالصلاة.
وينبغي الالتفات الى أن مثل هذه الحالة نادرا ما تلاحظ على المراهقين، الذين بدأوا بممارسة الفرائض الدينية منذ الطفولة، وكأنها أمور ترفيهية لذيذة، ولاقوا في المقابل علائم الرضا والارتياح من الأبوين وبلا أية ضغوط منهما، وهذا ما يعكس أهمية فترة الطفولة واللبنات الأساسية التي توضع خلالها.
لقد أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بتعليم الصلاة للأبناء منذ الطفولة، فقال: (مروا أولادكم بالصلاة)، وهذه إشارة الى ضرورة وأهمية الأسس الأولى، ونحن نرى فائدة هذه الإجراءات الوقائية، وما تبنيه من قاعدة رصينة في الأحاديث والروايات الشريفة، حيث طرحت القضية بمنظار أوسع في التعليم والتربية الدينية، ومن جملة ذلك الحديث الوارد عن الإمام الصادق (عليه السلام): (بادروا أولادكم بالحديث قبل أن يسبقكم إليهم المرجئة).