أفردت العتبة العباسية المقدسة حيزًا كبيرًا من مشاريعها لدعم قطاع الزراعة وتنشيطه في العراق، إذ بدأت بمشروع (الساقي) في صحراء كربلاء، الذي حولت عن طريقه مساحات جرداء إلى أراضٍ خضراء تبلغ مساحتها أكثر من 10 آلاف دونم. قُسّم المشروع لزراعة أصناف نادرة من النخيل، إذ بلغ عدد الأصناف أكثر من 95 صنفًا زُرعت بطرائق وآليات حديثة متطورة وعلى مزارع وُزّعت ضمن مساحة المشروع، بالإضافة إلى زراعة محاصيل استراتيجية، مثل الحنطة ذات الرتب العالية، ومحاصيل أخرى، كما شهد المشروع توسعًا مستمرًّا بإضافة إلى مزارع نخيل ومساحات خضراء جديدة.
نجاح أول تجربة لزراعة البطاطا الصناعية في العراق بعد نجاح مشروع الساقي، أنشأت العتبة المقدسة مشروع (الفردوس)، الذي يمتد على مساحة 1000 دونم، وقد خُصّص لزراعة البطاطا الصناعية، وهو الأول من نوعه في العراق. حققت هذه الزراعة نتائج إيجابية، إذ امتازت البطاطا بجودتها العالية وخلوها من الأمراض الفطرية والبكتيرية، كما استُثمرت مساحات أخرى في المشروع لزراعة المحاصيل الموسمية مثل الحنطة وغيرها.
المحاصيل الاستراتيجية ضمن مزارع العتبة العباسية لم تكتفِ العتبة العباسية بهذه المشاريع، بل أنشأت مشاريع زراعية أخرى، مثل العوالي، والمعلى، وحامل اللواء، التي زُرعت بالمحاصيل الاستراتيجية كالحنطة، لتكون تقاوي للأراضي الزراعية أو للاستهلاك البشري. كما خصّصت شركة الكفيل للاستثمارات العامة التابعة للعتبة المقدسة جزءًا من مشاريعها لدعم الزراعة بإقامة مزارع (خيرات أبي الفضل العباس)، التي تنتج محاصيل خضرية، مثل الطماطم، والخيار، والفلفل، والبصل، وغيرها من المحاصيل ذات العلاقة بقوت المواطن العراقي، وخصّصت الشركة مزارع (قاضي الحاجات) و (أنوار الساقي) لزراعة الحنطة والشعير ومحاصيل علفية أخرى.
دعم المنتج المحلي ومكافحة التصحر أسهمت العتبة العباسية عبر هذه المشاريع في دعم المنتج المحلي ورفد السوق بمنتجات غذائية ذات جودة عالية، إضافة إلى ذلك، أسهمت الأحزمة الخضراء الناتجة عن هذه المشاريع في الحد من ظاهرة التصحر التي طوقت محافظة كربلاء المقدسة، ما جعل هذه المشاريع حائط صدّ طبيعي. شركة الكفيل للاستثمارات العامة ولأجل تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقديم المساعدة للفلاح، أنشأت معملاً متكاملًا لتنقية بذور الحنطة في محافظة كربلاء وتعفيرها بطاقة إنتاجية تصل إلى 15 طنًّا في الساعة، ونقاوة تفوق الـ 98%، بخطوط إنتاجية حديثة ومتطورة تضمن تزويد الفلاح بحبوب نقيّة ومحسّنة.
إحياء مشروع الحزام الأخضر مشروع الحزام الأخضر يمتد على طول 27 كيلومترًا ويحتوي على واحات زراعية وبساتين متنوعة، بلغ عددها أكثر من 25 واحة، ويُعد خطوة مهمة في إعادة الحياة إلى المشروع، إذ ينتج أكثر من 70 طنًّا من التمور سنويًّا، وأكثر من 10 أطنان من الزيتون، إلى جانب محاصيل خضرية تُسوّق محليًّا، وقد تحولت هذه المساحات الخضراء إلى وجهة ترفيهية للعوائل الكربلائية لما تحويه من منشآت قادرة على تقديم كلّ ما تحتاجه العائلة.
ثمار السدر ضمن مشاريع العتبة العباسية الزراعية أنشأت العتبة العباسية مزرعة نموذجية للسدر على مساحة تُقدر بأكثر من 70 دونمًا. تضمنت المزرعة أصنافًا نادرة وذات قيمة غذائية وإنتاجية عالية، وقد أسفرت هذه الجهود عن إنتاج آلاف الأطنان من السدر الذي سُوّق في الأسواق المحلية، مما يعزز دور العتبة المقدسة في رفد الاقتصاد الزراعي ودعم المنتجات المحلية.
شركة خير الجود والتكنولوجيا الزراعية الحديثة لم يقتصر دعم العتبة العباسية للقطاع الزراعي على الإنتاج فحسب، بل شمل أيضًا إدخال تقنيات حديثة ومتطورة عبر تأسيس شركة (خير الجود) لتكنولوجيا الصناعة والزراعة الحديثة. تميّزت الشركة بإنتاج الأسمدة والمبيدات العضوية الخالية من الإضافات الكيميائية، التي استُخدمت لأول مرة في العراق. هذه المنتجات العضوية أسهمت بصورة كبيرة في تحسين زراعة المحاصيل وزيادة إنتاجيتها، وحلّ العديد من المشاكل التي تواجه الفلاحين ورفع القيمة الغذائية للمحاصيل. تأثير التقنيات الحديثة على الزراعة إنّ استخدام شركة خير الجود التقنيات الحديثة والمبيدات العضوية، كان أحد الحلول العلمية الفعالة التي أسهمت في النهوض بقطاع الزراعة في العراق، فهذه الحلول لم تسهم فقط في تحسين جودة المحاصيل، بل أسهمت أيضًا في تقليل الاعتماد على المواد الكيميائية، مما أدى إلى تعزيز الإنتاج الزراعي وتحقيق الفائدة للفلاحين والاقتصاد المحلي.
مجموعة مشاتل الكفيل ودعم الزراعة المحلية ضمن خطط العتبة العباسية لدعم القطاع الزراعي، أُنشئت (مجموعة مشاتل الكفيل) التي تعمل على إنتاج أنواع متعددة من الشتلات والنباتات وتكثيرها. تنتج المشاتل سنويًّا أكثر من مليوني شتلة ونبتة متنوعة، تشمل النباتات الموسمية والدائمة، والنباتات الظلّية، والأشجار النفضية والحمضيات. أسهم هذا الإنتاج في تحقيق الاكتفاء الذاتي للعتبة المقدسة، ورُفد السوق المحلي بمجموعة متنوعة من النباتات الزهرية والنباتية، ما يعزز التنمية الزراعية والاقتصادية.
إنتاج التمور والعسل الطبيعي تتميز مجموعة مشاتل الكفيل بوجود آلاف النخيل التي تنتج أنواعًا وأصنافًا مختلفة من التمور، وهو ما يعزز الإنتاج المحلي من هذه الفاكهة المهمة، وتضم المجموعة مناحل لإنتاج العسل الطبيعي باستخدام أحدث الوسائل والتقنيات العلمية. يتميز العسل المنتج بخلوه من أيّ إضافات كيميائية ويخضع لفحص مختبري لضمان الجودة، ويبلغ الإنتاج السنوي أكثر من 5 أطنان من العسل، بما في ذلك عسل البرسيم، والكالبتوز، وعسل السدر، ويُباع بأسعار مدعومة لدعم السوق المحلي.
مشاريع الثروة الحيوانية في إطار دعم العتبة العباسية لقطاع الثروة الحيوانية، أُنشئت محطات متعددة لتربية الأغنام وتكثيرها، وتسمين العجول ذات السلالات النادرة وفق أنظمة تربية خاصة وعلى شكل مسقوفات، مساحة الواحد 1600 متر مربع، بالإضافة إلى محطات بحثية لإجراء تجارب علمية تسهم في تحسين الإنتاج، والمحافظة على السلالات النادرة والجيدة من الأغنام والعجول والعمل على تكثيرها، إذ أسهمت هذه المحطات برفد السوق المحلية بأجود أنواع اللحوم الطازجة لتسهم في ضمان الأمن الغذائي.
مشروع إنتاج طائر السمان وتوسيع الثروة الحيوانية اتجهت شركة الكفيل للاستثمارات العامة، التابعة للعتبة العباسية، نحو توسيع رقعة مشاريعها الحيوانية عبر إطلاق مشروع إنتاج طائر السمان. ينقسم إنتاج المشروع إلى قسمين رئيسيّين: إنتاج اللحم وإنتاج بيض المائدة. يبلغ إنتاج اللحم من طائر السمان أكثر من 40 ألف طائر شهريًّا، في حين يتجاوز إنتاج البيض 300 ألف بيضة شهريًّا، ويهدف المشروع إلى تلبية احتياجات السوق المحلية من اللحم والبيض بجودة عالية، مما يعزز الأمن الغذائي ويقلل الاعتماد على الاستيراد.
مفاقس الكفيل ودعم قطاع الدواجن لم تقف جهود العتبة العباسية عند إنتاج السمان فقط، بل وسعت نطاقها في قطاع الثروة الحيوانية عن طريق إنشاء مفاقس الكفيل، وتبلغ الطاقة الإنتاجية لهذه المفاقس أكثر من 19 مليون فرخ دجاج سنويًّا، مما يسهم في تزويد مربي الدواجن بسلالات ذات إنتاجية عالية، سواء من ناحية الوزن أو النوع. وتتميز هذه السلالات بقدرتها على التكيّف مع الظروف المناخية، مما يجعل مفاقس الكفيل أحد أهم المشاريع في هذا القطاع الحيوي، وقد نجحت هذه المفاقس في فترة وجيزة في كسب ثقة مربي الدواجن في البلاد، لتصبح ركيزة أساسية في تلبية احتياجات السوق المحلي من الدواجن. لم يقتصر دعم العتبة العباسية للثروة الحيوانية على الأغنام والعجول فقط، بل امتد ليشمل مشاريع مثل مشروع (الضيغم) لتربية الدجاج اللاحم على مساحة 287 دونمًا، مما يسهم في توفير اللحوم الطازجة وضمان الأمن الغذائي.
تطوير الإنتاج السمكي وسعّت مشاتل الكفيل التابعة للعتبة المقدسة نشاطاتها، لتشمل إنشاء بحيرات لتربية الأسماك على مساحة دونم، مقسّمة إلى خمسة أحواض، أسهمت هذه البحيرات في إنتاج آلاف الأطنان من سمك الكارب، مما يعزز توفير مصدر غذائي إضافي ويزيد من إيرادات المشاريع الزراعية والحيوانية خدمة للصالح العام. وتُعد مجموعة مشاتل الكفيل من المشاريع الرائدة التي تجمع بين الزراعة والإنتاج الحيواني، بما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي ودعم الاقتصاد الزراعي والحيواني في العراق.
مساهمة العتبة العباسية في التشغيل ودعم الاقتصاد عبر مشاريعها الزراعية والحيوانية المتنوعة، أسهمت العتبة العباسية في توفير آلاف فرص العمل للشباب العراقي، هذه المشاريع التي تشمل الزراعة وتربية المواشي والدواجن، قدّمت فرص عمل في مختلف التخصصات، مما ساعد في تقليل معدلات البطالة في البلاد. إضافة إلى ذلك، دعمت العتبة الاقتصاد المحلي بصورة مباشرة عن طريق تعزيز الإنتاج الزراعي والحيواني، وتوفير منتجات محلية ذات جودة عالية، هذا النهج لم يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي فقط، بل أسهم أيضًا في دعم الأمن الغذائي واستدامة التنمية الزراعية في العراق، وعبر استثماراتها الزراعية والحيوانية الواسعة، وتُعد العتبة العباسية من الداعمين الرئيسيّين للاقتصاد المحلي، إذ تسهم في توفير الأمن الغذائي، ومكافحة التصحر، وتشغيل اليد العاملة، وتُعد مشاريعها أنموذجًا للتنمية المستدامة واستثمار الموارد الطبيعية بطرائق علمية ومتطورة تخدم مصلحة العراق وتقدّمه.