يأتي الصداع في أكثر من 100 من الأشكال المختلفة، ولكل منها أنواع فرعية عديدة وأعراض متنوعة قليلا.
وتعد نوبات الصداع النصفي أكثر من مجرد صداع بسيط، ولكن يعتقد الكثير من الناس أن الصداع النصفي هو مجرد صداع سيئ يصاب به الجميع بين الحين والآخر، ولذلك، من الضروري معرفة الفرق بين الصداع والصداع النصفي.
ما هو الصداع النصفي؟
الصداع النصفي هو ثالث أكثر الأمراض شيوعا في العالم، بعد تسوس الأسنان والصداع الناتج عن التوتر.
ويعاني نحو واحد من كل سبعة أشخاص من هذه الحالة المروعة، ومع ذلك يفترض البقية منا أنها مجرد صداع سيئ.
ووفقا لتعريف البروفيسور بيتر غوادسبي، أستاذ طب الأعصاب، فإن الصداع النصفي هو "نزعة موروثة للإصابة بالصداع مع الاضطرابات الحسية. إنه عدم استقرار في الطريقة التي يتعامل بها الدماغ مع المعلومات الحسية الواردة، ويمكن أن يتأثر عدم الاستقرار بالتغيرات الفسيولوجية مثل النوم والتمارين الرياضية والجوع".
ما الفرق بين الصداع والصداع النصفي؟
الصداع النصفي هو نوع من أنواع الصداع الأساسي، ولكنه ليس الصداع الشائع الذي يعاني منه الجميع.
ويمثل الصداع الأساسي 90% من جميع أنواع الصداع، ويشكل الصداع النصفي 10% فقط من هذا الصداع.
والصداع الأكثر شيوعا والطفيف هو صداع التوتر، و4% من جميع أنواع الصداع هي هذا النوع من الصداع.
وقالت الدكتورة سارة بروير، المديرة الطبية لشركة Healthspan: "الصداع الناتج عن التوتر عادة ما يكون خفيفا إلى متوسط الشدة ويكون محسوسا على جانبي الرأس. وعادة ما ينتج عنه ألم ثابت بدلا من ألم نابض، وغالبا ما يبدو وكأنه ضغط مستمر، أو شريط ضيق فوق الجزء العلوي من الجمجمة، أو فوق مؤخرة الرأس، أو فوق كلتا العينين. ولا يزداد الأمر سوءا بسبب النشاط البدني مثل المشي، ولا يوجد غثيان".
ويمكن أن يحدث صداع التوتر في أي عمر ويعتقد أنه ناتج عن التوتر في عضلات العنق وفروة الرأس ما يؤثر على تدفق الدم داخل الجمجمة.
ومن ناحية أخرى، على عكس الصداع الناتج عن التوتر، فإن الصداع النصفي هو ألم شديد يكون عادة (ولكن ليس دائما) أسوأ في جانب واحد من الرأس، وغالبا ما يتركز حول عين واحدة.
وتقول الدكتورة بريور: "معظم المصابين بالصداع النصفي (90%) لديهم الشكل المعروف بالصداع النصفي دون هالة (aura). وينتج عن ذلك صداع شديد وخفقان نابض إلى جانب الغثيان والقيء والحساسية للضوء والصوت".
وعادة ما يستمر الصداع النصفي دون هالة ما بين أربع ساعات و72 ساعة ويزداد سوءا بسبب النشاط البدني.
وأضافت: "الصداع النصفي المصحوب بالهالة يرتبط بأعراض بصرية مثل وميض الأضواء الساطعة أو الأشكال المتعرجة الغريبة (أطياف التقوية) أو النقاط العمياء".
ما الذي يسبب الصداع النصفي؟
يحدث الصداع الناتج عن التوتر بسبب أشياء مثل الجفاف والتوتر والتحديق في الشاشات، بينما يكون سبب الصداع النصفي أكثر تعقيدا.
ووفقا لموقع Migraine Trust، فإن الصداع النصفي هو اضطراب له أساس وراثي بشكل شبه مؤكد.
ويضيف الموقع: "تضمنت النظرية القديمة حول سبب الصداع النصفي أن الصداع النصفي هو في الأساس مرض يصيب الأوعية الدموية. ومن المقبول الآن أن الصداع النصفي لا يرتبط بأي أمراض الأوعية الدموية وأن آليات الدماغ من المرجح أن تشارك في تطور نوبات الصداع النصفي".
وأشارت الدكتورة بروير: "عادة ما تبدأ أعراض الصداع النصفي في سن البلوغ وتسبب نوبات متكررة حتى منتصف العمر عندما تختفي في كثير من الأحيان".
وأوضحت أنه على الرغم من عدم فهم السبب بشكل كامل، فقد يكون مرتبطا بتغيرات في تمدد وانقباض الأوعية الدموية بحيث تصبح بعض أنسجة المخ محتقنة.
وأضافت: "يعتقد بعض الباحثين أن كل شخص لديه القدرة على المعاناة من الصداع النصفي، ولكن أولئك الذين يعانون من الأعراض لديهم عتبة أقل عند حدوث النوبة. وربما يتعلق هذا بالاختلافات الجينية، ومستويات الهرمون (الصداع النصفي أكثر شيوعا عند النساء ثلاث مرات من الرجال) وقابلية العوامل البيئية بما في ذلك الأطعمة".
وتوصي الدكتورة بريور بمعرفة ما الذي يسبب الصداع النصفي عند شخص ما عن طريق الاحتفاظ بمذكرات الصداع.
وقالت: "في كثير من الأحيان لا يوجد سبب واحد، ولكن هناك العديد من المحفزات التي تأخذك فوق العتبة لتسريع الهجوم".
وتشمل المحفزات الشائعة ما يلي:
- قلة النوم
- الضغط العصبي
- تفادي الوجبات
- الإعياء
- الاسترخاء بعد الإجهاد (ما يسمى بالصداع النصفي في عطلة نهاية الأسبوع)
- بعض الأطعمة (خلال 6 ساعات من تناولها، مثل الشوكولاتة والجبن والكافيين )
- المشاعر الشديدة