أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-4-2018
772
التاريخ: 29-4-2018
1152
التاريخ: 25-4-2018
748
التاريخ: 28-4-2018
646
|
لقد استعملت لفظة اشارة مقابلا للتدليل. انها تستعمل ايضا بمعنى انفع واوسع كمقابلة لـ (ترابط) ، للتمييز بين هذين الجانبين المختلفين المرتبطين ببعضهما، للمعنى .
ص35
ويقصد بالإشارة علاقة العناصر اللغوية كالكلمات والجمل بالعالم غير اللغوي للخبرة . اما الترابط فهو النظام المعقد للعلاقات القائمة بين العناصر اللغوية نفسها (وخاصة الكلمات) ، انها تعنى فقط بالعلاقات داخل اللغة .
وقد يكون من المعقول ان نقول ان علم الدلالة يعنى بطريقة ربط اللغة بخبرتنا وتصبح الاشارة بذلك العنصر الجوهري لعلم الدلالة . مع ذلك لعبت العلاقات الترابطية دورا مهما في دراسة اللغة . لننظر في الكلمتين (كبش) و (نعجة). انهما تشيران من جهة الى نوعين معينين من الحيوان ويشتقان معنييهما بهذه الطريقة . لكنهما يعودان ايضا الى نموذج لغوي يشمل البقرة - الثور والفرس - المهر. . . فقد اعتبر النحو الانكليزي القديم ذلك جزءا من القواعد ، لأنها كانت مرتبطة بوضوح بالجنس ، وكانت للجنس حالة قواعدية (اي انه يلعب دوره النحوي في تذكير الكلمة او تأنيثها) . غير ان هناك انواعا اخرى من الكلمات المرتبطة ببعضها : بطة : بطيطة و خنزير _ خنيزير(علاقات الراشدين بالصغار)، او: اب _ ابن _وعم _ ابن عم (علاقات عائلية) . ولا تعتبر هذه العلاقات عادة علاقات قواعدية . انها جزء من البنية الدلالية للغة . هناك انواع اخرى كثيرة للعلاقات الترابطية ايضا : ضيق - عريض وميت - حي ويشتري - يبيع ، وهذا ما سنناقشه ببعض التفصيل لاحقا . ويعنى القاموس عادة بالعلاقات الترابطية، اي بربط كلمات بكلمات اخرى، على الرغم من ان معظم القواميس تحدد مثل هذه العلاقات بشكل غير مبرمج. وقد يقال مع ذلك ان الهدف النهائي للقاموس ان يهيئ لمستعمله معنى اشاريا ، وذلك بالربط ، اي باعتماد العلاقات الترابطية بين كلمة غير معروف معناها وكلمة او كلمات مفهومة اشارتها .
لدينا اذن نوعان من علم الدلالة , نوع يتعلق بالبنية الدلالية و آخر يتعلق بالمعنى بموجب خبرتنا خارج اللغة . لكن الحالة يجب الا تفاجئ اللساني ،
ص37
اذ ان حالة مشابهة في الطرف الآخر لنموذجه اللغوي ، حيث وضعنا الصوتيات بصورة اولية ( ا - ٢ ) . فيميز اللسانيون بين الصوتيات phonetics التي تعالج . اصوات الكلام وتصفها بموجب خواصها السمعية او النطقية ، او بموجب طريقة عمل اعضاء النطق ، وعلم الصوت phonology الذي يعالج الانظمة الصوتية للغة بموجب العلاقات الداخلية بين الاصناف . غير ان علينا ان لا نمد القياس اكثر مما يجب . ويكفي ان نرى ان هناك نوعين من علم الدلالة : نوعا يتعلق بالكيانات غير اللغوية ونوعا داخل اللغة نفسها .
اننا معنيون ، على اية حال ، لا بالكلمات فقط بل بالجمل ايضا . والواقع فقد اهتم معظم الباحثين الذين عالجوا الترابط ، بالدرجة الاولى بمعنى الجملة وعلاقة معناها بمعنى الكلمة . يقول بيروش ( 1970 ) ان على نظرية الدلالة ان تشرح جملا مثل :
١ - كان لآلته الطابعة قصد سيء .
2- اختي غير المتزوجة متزوجة من اعزب .
٣ - [وتحدث الرجل عن حب القائد]
٤- آ . الابرة اقصر مما يجب
ب - الابرة ليست طويلة بما يكفي
5- آ - كان كثير من الطلبة غير قادرين على الاجابة عن سؤالك .
ب - استطاع قليل من الطلبة فقط الاجابة عن سؤالك
٦ - آ- كم يوما بقي آرشيبالد في مونت كارلو
ب - لبث آرشيبالد في مونت كارلو لبعض الوقت .
الجملة (١) مثال لجملة شاذة (لأن القصد للعاقل وان الآلة الطابعة شيء غير عاقل ). والجملة (٢) مثال للتناقض . المثال (٣) جملة غامضة (حب القائد للشعب او حب الشعب للقائد) والمثال (4) يمثل تفسيرا لجملة اخرى او جملتين مترادفتين . وفي المثال (5) ننتج جملة من جملة اخرى في حين ان
ص38
الجملة الأولى في المثال (٦) تتضمن او تفترض الى جملة الثانية .
وحاول بعض اللسانيين في السنوات الاخيرة قصر علم الدلالة نظريا وعمليا على العلاقات الترابطية . وكان احد الامثلة لهذه المحاولات البحث المشهور لكاتزوفودر( ١٩٦٣ ) حيث نقرأ : " تشرح نظرية الدلالة القابلية التفسيرية للمتكلمين، بوصف ادائهم في تحديد عدد قراءات جملة ما، برصد الشذوذ الدلالي ، وبتحديد العلاقات التفسيرية بين الجمل ( والمثال ٤ ) وبتأشير كل خاصية او علاقة دلالية اخرى تلعب دورا في هذه القابلية ." نجد هنا اشارة صريحة الى الغموض فقط (اي الى عدد القراءات) والى الشذوذ والتفسير وفي دراسة لاحقة , على كل حال ، يدرج كاتز( ١٩٧٢ ) اكثر من خمسة عشر نوعا من هذه العلاقات . وقابلية المتكلم لا تشمل على كل حال ، قابليته على ربط الجمل بعالم الخبرة . والواقع فان كاتز وفودريستثنيان صراحة من النظرية الدلالية اية اشارة لخلفيات الجملة.
ان من غير الممكن دائما ان نميز بوضوح بين الترابط والاشارة لأن اصناف اللغة الانكليزية تتوافق الى حد ما على الاقل، مع تمييزات العالم الحقيقي. وما اذا كانت اللغة تقرر شكل العالم وبالعكس هي في الاغلب مسألة البيضة والدجاجة . الحقيقة ان التمييز بين الكبش والنعجة وبين الثور والبقرة هو جزء من البنية الدلالية للغة الانكليزية (والعربية) لكنه يرتبط ايضا بحقيقة ان هناك حيوانات مذكرة وحيوانات مؤنثة . وعلينا ان نتذكر ما يلي : ( ا ) لا تجري جميع اللغات نفس التمييزات (2) ان تصنيف العالم الحقيقي غير دقيق الى حد كبير - كما رأينا في مناقشة الاسماء . فبعض الاشياء (اللبائن مثلا) تقع ضمن اصناف طبيعية واضحة، وبعضها ليست كذلك . لهذا السبب فإننا نميز بين الترابط والاشارة مع الاقرار بعدم وجود خط مطلق بينهما، اي بين ما هو في العالم وما هو في اللغة .
ص39
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|