التخالف (المتخالفات المدرجة ضمنيا",Implictitly graded , antonyms) |
1360
02:19 مساءً
التاريخ: 23-4-2018
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-4-2018
1093
التاريخ: 16-8-2017
2966
التاريخ: 16-8-2017
699
التاريخ: 23-4-2018
749
|
سننظر الان في الجمل التي لا تندرج فيها المتخالفات علنيا " . قبل كل شيء، يمكن ان نلاحظ ان نفي احدى الجملتين لا يتضمن تأكيد الاخرى . فجملة ليس بيتنا كبيرا " . لا تتضمن جملة " بيتنا صغير " ( رغم ان جملة بيتنا كبير تتضمن جملة بيتنا ليس صغيرا " ) . وهذه حقيقة معروفة جيدا " لدى علماء المنطق ، وهي تميز المتخالفات من المتباينات واهم من ذلك ، على اية حال ، هي حقيقة ان الجمل الحاوية على المتخالفات هي دائما " مقارنة ضمنيا " ، ان لم تكن عمليا " . لقد اشار سبير الى هذا منذ سنوات طويلة في كلمة تستحق الاقتباس كاملة :
" ان متقابلات مثل صغير وكبير وقليل وكثير تعطينا احساسا " مضللا " بالقيم المطلقة ضمن حقل الكمية مشابها " لتلك الاختلافات النوعية مثل احمر واخضر ضمن حقل ادراك اللون . وهذا الاحساس ، على اية حال وهم يعزى الى حد كبير الى الحقيقة اللغوية القائلة ان التدريج الكامن في هذه الالفاظ غير مثبت بنيويا " ، في حين انه يصلح علنيا " في بعض الاحكام مثل :
كان هناك اناس اقل ممن هنا ، او عنده لبن اكثر مما عندي . وبكلمات اخرى فان كلمة كثير many ولنأخذ هذا المثال فقط ، لا تتضمن صنفا "
ص102
معينا " من الاحكام التي تنجمع حول معيار معين للكمية قابل للتطبيق على كل نوع من التجربة ، بالمعنى الذي يمكن فيه الاحمر والاخضر ان تنطبق كل تجربة يكون للون فيها مكان ، ولكنها اي كثير على وجه الدقة ، لفظة نسبية تماما " تفقد كل الاهمية عندما تجرد من مدلولاتها " اكثر من " و " اقل من " . فكلمة كثير تعني فقط اي عدد مأخوذ كنقطة انطلاق . وواضح ان هذه النقطة تتغير كثيرا " حسب النص ويستمر سبير فيما بعد في نفس المقالة فيقول : " ان الخواص المتقابلة قد صورت على انها ذات طبيعة مطلقة نسبيا " ، اذا جاز التعبير ، فكلمتا جيد و ردئ مثلا " ، وحتى كلمتا بعيد وقريب ، لهما عين التحديد النفسي الحقيقي الموجود في اخضر واصفر . ولذا فان المعيار المنطقي بينهما لا يشعر به المرء كمعيار حقيقي ولكن منطقة تماس تلتقي فيها الخواص المدرجة باتجاهات متضادة . فبالنسبة للشخص الساذج ، فان كل فرد هو اما جيد او سيء ، فاذا تعذر تصنيفه بسهوله ، فهو الى حد ما جيد جزئيا " وسيء جزئيا " ، بدلا " من القول انه مجرد انسان اعتيادي او انه لا جيد ولا سيء " .
يجب ان لا نقلل من اهمية هذه النظرية الثاقبة في طبيعة المتخالفات فقد ظهرت كثير من المشاكل الزائغة في المنطق والفلسفة كنتيجة للفشل في تقدير ان كلمات مثل كبير وصغير ، وجيد ورديء ، لا تشير الى خواص متضادة مستقلة ، لكنها مجرد وسائل معجمية للتدريج مثل " اكثر من " او " اقل من " بالإشارة الى معيار ضمني معين . لقد قلق افلاطون مثلا " من حقيقة انه اذا جزم أمرؤ بان س اطول من ص واقصر من ع ، فان المرء سيجد نفسه مسلما " بالتأكيد المتزامن للخاصيتين المتضادتين الطول والقصر لنفس الشخص – اي ان س طويل وقصير معا " . ويكون تمثيل مشكلة زائفة مماثلة بجعل مثل " الفيل الصغير هو حيوان كبير "
ص103
A small elephant is large animal.
فاذا اعتبرت الكلمتان صغير وكبير لفظتين متضاربتين او متباينتين ، وجب ان تكون الجملة متناقضة ( مقارنة " بجملة * الفيل الذكر هو حيوان انثى ) ولكنها ليست كذلك وكيفما كان الطريق الذي نختاره لصياغة قواعد او مبادئ التفسير الدلالي ، فان ما يجب ان يصاغ بهذه القواعد واضح تماما ".
ان معيار الحجم الضمني للفيل لا يكون بالضرورة نفسه للحيوانات كصنف عام . فالتحليل الدلالي لجملة الفيل الصغير هو حيوان كبير يجب ان يأخذ شكلا " كالتالي : ان الفيل الذي هو صغير اكثر مما هو كبير بالمقارنة بالمعيار الملائم للفيلة هو ( مع ذلك ) كبير اكثر مما هو صغير بالمقارنة بالمعيار الملائم للحيوانات عموما " .
ولان المتخالفات غير المدرجة علنيا " تفهم على انها مدرجة ضمنيا بالإشارة الى معيار ملائم فانه لا يمكن تحليل جملة مقارنة مثل : ان بيتنا اكبر من بيتكم ( او ان بيتنا اكبر ما كان عليه بيتكم ) تحليلا " مرضيا " من وجهة النظر الدلالية ، على اساس تحليل الجملتين المتضمنتين نحويا " بيتنا كبير وبيتكم كبير ( او بيتكم كان كبيرا " ) . ان جملة مثل بيتنا كبير هي دلاليا " جملة مقارنة : ان بيتنا اكبر من البيت العادي .
كذلك يفسر التدريج الضمني للمتخالفات حقيقة انه ليس ثمة تقابل بين عضوي زوج معين في المسائل غير المميزة unmarked (1) ( وفي وظائف نحوية اخرى مختلفة ) فجملة : ما هو كبره ؟ لا تفترض مسبقا " ان الشيء المقصود سيصنف على انه كبير وليس صغيرا " ، ولكنها مفتوحة كليا " ، او انها لا تحمل علامات الكبر او الصغر بحد ذاتها ، بقدر ما يتعلق الامر بتوقعات السائل . وقد تعتبر مكافئة لجملة هل هو كبير
ص104
ام صغير ؟ ان السؤال يطرح في المناقشة معيارا " ذا علاقة ومعترفا " به من قبل المشتركين فيها ويتطلب ان يقاس الشيء كما هو بموجب هذا المقياس . فالقياس الرئيسي يكون بموجب التقسيم الثنائي : كبير اكثر مما هو صغير ، او صغير اكثر مما هو كبير ( مقارنة بالمعيار ) . فان لم يكن الوصف الرئيسي مثل كبير او صغير من الدقة بما يفي الغرض ، فمن الممكن دائما " ان نطرح السؤالين الاكثر تمييزا " : ماهو مقدار كبره ؟ How big is it ? او ما هو صغره؟ How small is it ?
( اللذين يختلفان حتى في طريقة تلفظهما عن السؤال غير المميز ما هو كبره ؟ How big is it ان السؤالين المميزين ما هو مقدار كبره ؟ وما هو مقدار صغره ؟ يحملان معهما الافتراض المسبق ان الشيء المعني قد وضع باتجاه احدى نهايتي المقياس دون الاخرى ، ويطلبان تحديدا " اكثر لمكان الشيء على المقياس الملائم في معيار الحجم .
ان التضاد بين المتخالفات هو محايد ليس فقط في الاسئلة غير المميزة من النوع الممثل في الفقرة السابقة ، ولكن ايضا " في الاسماء النعتية nominalizations (2) المختلفة مثل " ما هو عرض النهر ؟ " كل شيء يعتمد على الارتفاع " .... الخ . ان الاسمين ضيق narrowness وانخفاض lowness لا يردان في مثل هذه النصوص غير المميزة ( كبير ، عال ، واسع ، جيد ، طويل ... الخ ) ، ومن الجدير بالملاحظة ان كثيرا " من الاسماء النعتية لهذه الاشكال غير المميزة هي غير منتظمة في اشتقاقها في اللغة الانكليزية ( high : hight , wide : width , big : size ) مقارنة بالصيغ لمميزة الاقل ورودا
ص105
(narrow : narrowness , low : lowness, small : smallness)
وحقيقة ان التمييز بين المتخالفات هو محايد في مواقع نحوية معينة تسهم بدون شك في تصورنا ان لاحد المتخالفين استقطاب موجب وللأخر استقطاب سالب . اننا نميل الى القول ان الاشياء الصغيرة ينقصها الحجم الكبير اكثر ما نقول ان الاشياء الكبيرة ينقصها الصغر . وعموما " فان المتخالف غير المميز يستعمل لما نشعر انه اكثر من المعيار وليس لما هو اقل منه .
ص106
________________
(1) اي في العبارات التي ليس فيها ما يدل على ان الشيء هو مثلا " كبير او صغير ، او خفيف او ثقيل .
(2) اي الاسماء المشتقة اصلا " من الصفات مثل ارتفاع tallness hight وهذا لا يعني طبعا " ان هذين الاسمين مشتقان ايضا " من صفتهما في اللغة العربية .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|