أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-8-2017
1092
التاريخ: 23-4-2018
1308
التاريخ: 5-8-2017
6570
التاريخ: 3-8-2017
7448
|
لقد وردت عبارة الاشارة سابقا للتعبير عن العلاقة بين الكلمات وبين الاشياء والاحداث والافعال والصفات التي تشير اليها .
ان السؤال ما معنى كلمة س ؟ يمكن ان يجاب عليه في ظروف معينة بموجب التعريف التأشيري بالاشارة الى ، وتوضيح ، المشار (او المشارات) بالكلمة. وهناك صعوبات فلسفية بشأن التعريف الدقيق للإشارة ولا نريد ان نخوض فيها. سنفترض ان علاقة الاشارة (وتوصف احياناً بالاستدلال denotation) هي جوهرية لتكوين اية نظرية مرضية لعلم الدلالة : وبعبارة اخرى ان هناك مغزى يمكن لعناصر معينة على الاقل من مفردات كل اللغات ان توضع بالتساوق مع صفات العالم المادي .
ان قبول هذه الفرضية لا ينطوي على قبول فكرة ان الاشارة هي علاقة دلالية تكون اساسا لكل العلاقات الاخرى ، كما انها لا تعني ان كل مفرد لغة مالها اشارة . وكما سيفهم هنا فإن الاشارة
ص43
تتضمن بالضرورة الافتراضات المسبقة بالوجود existence (او الحقيقة reality) التي تنبع مع احتكاكنا المباشر بالأشياء في العالم المادي . وعندما نقول ان كلمة ما (او عنصراً " ماذا معنى) تشير الى شيء فأننا نعني ان مشاره عنصر موجود (حقيقي) تماما " مثلما نقول ان اشخاصا " معينين ، او حيوانات او اشياء موجودة فعلا " ويمكن ايضا " كمبدأ أن نعطي وصفا " للخواص المادية للشيء المقصود . ويمكن اعتبار مفهوم الوجود المادي اساسا لتعريف العلاقة الدلالية للإشارة . كما يمكن توسيع دائرة استعمال عبارتي الوجود والاشارة بعدة سبل . فمثلا " رغم عدم وجود بعض الاشياء (لنفرض ذلك) مثل عفريت ، وحيد القرن ، القنطور ، يمكننا ان نضفي عليها وجوداً " اسطوريا " او خياليا " في نص معين وبهذا نستطيع القول ان الكلمات عفريت ووحيد القرن وقنطور لها شارات في اللغة عندما تستعمل في مجال مثل هذا النص . كذلك نستطيع توسيع مجال تطبيق عبارتي الوجود والاشارة الى بعض التكوينات النظرية للعلم مثل الذرات والجينات الخ . وحتى الى الاشياء المجردة كليا " . ومن المهم ان نلاحظ على كل حال ان مصدر هذه التوسيعات القياسية لمفهومي الوجود والاشارة موجود في التطبيق الاساسي او الاولي للأشياء المادية في الاستعمال اليومي للغة .
ونستنتج من تفسير مفهوم الاشارة هذا ان هناك عناصر كثيرة في مفردات اللغة لا ترتبط بعلاقة اشارة مع اي شيء خارج اللغة قد لا يكون هناك مثلا " شيء من قبيل الذكاء او الجودة تشير اليه كلمتا " ذكي " و " جيد " ، رغم انه يمكن دائما " للعالم النفسي او الفيلسوف ان يفترض وجود مثل هذه الكيانات ضمن اطار نظرية معينة لعلم النفس او علم الاخلاق ، او حتى الادعاء بأنه يمكن برهنة مدينة لعلم النفس او علم الاخلاق . او حتى الادعاء بأنه يمكن برهنة حقيقتها ببعض انواع التعاريف التأشيرية . أن وجود الاختلاف على
ص44
مستويات مختلفة من التعقيد حول حقيقة بعض الاشياء المفترضة لا تؤشر على المبدأ العام بأن الإشارة تفترض الوجود . ان الاصرار على ان كل المفردات المعجمية يجب ان تشير الى شيء ما عديم الجدوى اذا قصد به في نماذج معينة انه لا يمكن اثبات وجود ذلك الشيء الا عن طريق اثبات وجود عنصر معجمي يشير اليه .
يمكن ذكر نقطتين اخريتين بخصوص مفهوم الاشارة . ان قبول فكرة ان عناصر معجمية معينة تشير الى اشياء وخواص اشياء خارج اللغة لا يعني اننا ملزمين منطقيا " بقبول فرضية ان كل الاشياء المستدل عليها بلفظة معينة تكون صنفا " طبيعيا " a natural class اي انهما تترابط سوية وبصورة مستقلة عن التقليد المقبول ضمنا " من قبل الناطقين باللغة المعنية لجمعها تحت لفظة عامة : وبعبارة اخرى فإن الموقف المتبني هنا ينسجم اما مع التسوية nominalism او الواقعية realism في علم الدلالة الفلسفي . ثانياً " ان اشارة العنصر المعجمي لا تحتاج بالضرورة لأن تكون دقيقة ومقررة كليا " الى الحد الذي يجعلها دائماً " واضحة سواء وقع شيء معين او خاصية معينة في مجال عنصر معجمي معين او لم يقع : لقد رأينا سابقاً " ن لا داعي لمثل هذه الفرضية لتعليل فهم التفوهات في المجرى الطبيعي للتفاهم (1-2-9) . وغالباً " ما تكون الحدود الاشارية لعناصر معجمية غير واضحة . فمثلاً " نجد النقطة الدقيقة التي نرسم الخط فيها بين اشارة التل والجبال والدجاج والفروج والاخضر والازرق الخ ... ، لا يمكن تحديدها . ولكن هذا لا يعني ان مفهوم الاشارة لا ينطبق على مثل هذه الكلمات ، ومن صفات اللغات أنها تفرض تصنيفاً " معجميا " معينا " على العالم وترسم الحدود بصورة عشوائية في اماكن مختلفة . وكما سنرى فإن هذا هو احد الاسباب التي غالبا " ما تجعل مستحيلاً " تثبيت
ص45
المعادلات المعجمية بين اللغات المختلفة . وحقيقة ان الحدود الاشارية عشوائية واضحة لا تقود عادة الى سوء الفهم لأن التصنيف الدقيق للشيء تحت هذا الصنف المعجمي او ذلك نادراً " ما يكون مهما " وعندما ما يكون كذلك فأننا نلجأ الى سبل اخرى للتعريف والتحديد . فمثلاً اذا اردنا ان نشير الى احد الشخصين اللذين يمكن الاستدلال عليهما بفتاة او امرأة ، أمكن التمييز بينهما بالاسم او العمر او لون الشعر او الملبس الخ .
ورغم ان اشارة الفتاة تتداخل مع المرأة فإن الكلمتين ليستا مترادفتين وموقعهما النسبي بخصوص العمر محدد ، وفي حالات كثيرة تكون واحدة منهما فقط هي الصحيحة . ان عدم الدقة الاشارية من هذا النوع الذي يتصور بعض الفلاسفة خطأ انه عيب ونقص ، هو الذي يجعل اللغة وسيلة تفاهم أكثر كفاءة . ان الدقة المطلقة لا يمكن الوصول اليها نظراً " لعدم وجود حدود لعدد وطبيعة التمييزات التي يمكن للمرء ان يرسمها بين الاشياء المختلفة كما انه من الضروري تبيان عدد اكبر من التمييزات مما ضروري لغرضنا الحالي .
ص46
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
في مستشفى الكفيل.. نجاح عملية رفع الانزلاقات الغضروفية لمريض أربعيني
|
|
|