أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2018
3312
التاريخ: 21-4-2018
1358
التاريخ: 21-4-2018
1497
التاريخ: 21-4-2018
717
|
الصحاح للجوهري المتوفى سنة 392هـ
لم يكد ينتهي القرن الرابع الهجري حتى توج بمعجم له يسبق له نظير في ترتيبه و تبويبه وهو الصحاح [بالكسر جمع صحيح، أو بالفتح صفة بمعنى صحيح مثل يرئ ويراء]. فهذا المعجم مع مراعاته للحروف الأصلية من كل كلمة، ينقسم إلى أبواب، لكل حرف من حروف الهجاء باب. والحرف الأخير من الكلمة هو الباب. فالكلمات التي تنتهي أصولها بالهمزة يبدأ بها المعجم وتسمى باب الهمزة، ثم التي تنتهى أصولها بالباء وتسمى باب الباء ... وهكذا.
وينقسم الباب إلي فصول علي حسب الحرف الأول من أصول الكلمات. وعدد أبواب المعجم كعدد حروف الهجاء أي ثمانية وعشرون باباً. وقد كان المتوقع أن يكون عدد الفصول في كل باب ثمانية وعشرين أيضاً، ولكن ما ورد فعلا من الكلمات المستعملة في اللغة لا يتضمن كل هذه الفصول في كل باب. ولهذا اختلف عدد الفصول في الأبواب المختلفة، فمن الأبواب ما يشتمل علي 28 فصلا، ومنها ما لاتكاد تجاوز الفصول فيه أصابع اليدين عداً كباب الظاء. ويرجع ذلك إلي اختلاف ..سبة شيوع الحروف في كلمات اللغة. فللبحث عن كلمة مثل «كتب» بنظر في باب الباء فصل الكاف. أما في مثل «استفهم» فالحروف الأصلية فيها هي «فهم»، وعلى هذا فيبحث عنها في باب الميم فصل الفاء.
وقد لقي هذا المعجم منذ تأليفه إعجاباً به، وإقبالا عليه من جمهور العلماء. ويعدّ في الحقيقة أكل ما وصل إليه المعجم العربي القديم من نضوج في العرض والترتيب والتنظيم والتحقيق. ولا نكاد نرى أحداً ممن ألفوا المعاجم بعده يضيف شيئاً جديداً على هذا التنظيم، وكل الذي قاموا به هو إضافة كلمات جديدة لم ترد في هذا للعجم. ويعتبر الصحاح بين المعاجم كصحيح البخاري بين كتب الأحاديث.
ومع هذا أو رغم كل هذا لم يسلم المعجم من الطعن والتجريح. فيقول «التبريزي» بعد أن يعدد حسنات المعجم: [إنه مع ذلك فيه تصحيف لا بشك في أنه من المصنف لا من الناسخ] !!
ويقول عنه ياقوت في معجم البلدان: [هذا مع تصحيف فيه في عده مواضع تتبعها عليه المحققون، وقيل إن سببه أنه لما صنفه سمع عليه إلى باب الضاد المعجمة، وعرض له وسوسة فألقى بنفسه من سطح فمات] !! ويشير
ص191
ياقوت إلى أن الذي أكل المعجم هو أحد الوراقين، ولهذا اشتمل على التصحيف!!.
وظل هذا المعجم نحو أربعة قرون بعد تأليفه هدفا لطعن بعض العلماء ممن ألفوا المعاجم أو تدارسوها فابن بري المتوفى سنة 582 هـ ألف كتابا سماه [التنبيه والإيضاح عما وقع من الوهم في كتاب الصحاح].
وألف الصاغاني المتوفى سنة 660 هـ [التكملة والذيل لكتاب صحاح اللغة] في ست مجلدات استدرك فيها ما فات الجوهري من كلمات، ولايزال محطوطا حتى الآن (1) .
وألف الصفدي المتوفى سنة 754 كتاب (نفوذ السهم فيما وقع للجوهري من الوهم).
ويصف ابن منظور (2) صاحب لسان العرب في مقدمة معجمه معجم الصحاح بقوله: (غير أنه في جو اللغة كالذرة، وفي بحرها كالقطرة ، وإن كان في نحوها كالدرة)!
وقد بلغ التجريح مداه على يدي الفيروزآبادي سنة 816 هـ . حين يشير إلى معجم الصحاح وصاحبه في عبارات قاسية مثل (تصحيف فاضح، وتحريف شفيع. كلام باطل مردود، تصحيف قبيح) !!
ص192
_______________
(1) تشرع الآن بعض الهيئات العلمية في طبعه بالقاهرة.
(2) المتوفى سنة 711هـ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|