المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



أمية العرب  
  
720   01:14 مساءً   التاريخ:
المؤلف : د. ابراهيم أنيس
الكتاب أو المصدر : دلالة الألفاظ
الجزء والصفحة : ص147- 150
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / قضايا دلالية اخرى /

 

أمية العرب

تذكر المعاجم القديمة لكلمة الأمي معنيين أحدهما هو المألوف الشائع بيننا الآن ، والآخر معني غريب غير مستساغ هو علي حد تعبيرهم [العيي الجافي الجلف القليل الكلام]. ولست أدري كيف استباح أصحاب المعاجم لأنفسهم دن يلسبوا مثل هذا المعني لكلمة الدمي بعد أن وصف بها النبي في القرآن الكريم، وكيف يتصور أن يكون للكلمة مثل هذه الدلالة في أذهان العرب، ثم مع هذا تتخذ وصفاً لنبيهم في قوله تعالي «الذين يتبعون الرسول النبي الأمي»، وقوله «فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي» . والغريب أننا لا نري أي أثر لهذه الكلمة في جمهرة ابن دريد، ولا في صحاح الجوهري ، ولا في تذييل الصاغاني، فلم يرد لها ذكر في هذه المعاجم علي سعنها و كثرة ما جاء فيها.

ويبدو أن كلمة الأمي من الكلمات التي لم تكن شائعة في الاستعمال قبل الإسلام، فلات عرف لها نصاً صحيحاً من نصوص الأدب الجاهلي، ولا نعرف أن العرب قد اشتقوا لها فعلا، أو غيره من أنواع المشتقات.

ومهما يكن من أصل هذه الكلمة، فالذي يبدو من استعمالها القرآني أنها وصف لا يراد به الحط من شأن الموصوف، أو الانتقاص من قدره، بل يوصف به من ليس من أهل الكتاب، سواء كان يقرأ ويكتب، أو ممن لا يقرأون ولا يكتبون ففي قوله تعالي «الذين يتبعون الرسول النبي الأمي وقوله «فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي» يدعو سبحانه أهل الكتاب من بني اسرائيل أن يؤمنوا بذلك الرسول الذي ليس منهم، والذي ورد ذكره في كتبهم.

وقد اقتضت حكمته أن يكون «محمد» من غير أهل الكتاب، خلافا لماجرت به السوابق من اختصاص أهل الكتب المقدسة بالرسل والأنبياء. فجميع أنبياء بني

ص147

إسرائيل من بينهم، وممن نشأوا في ظل الكتب المقدسة التي أنزلت من قبل، فأصبح القوم وقد خيل إليهم أن الرسول الحق لا يكون إلا منهم، كأنما كانت النبوة أمر وراثة فيهم.

ويتضح هذا المعني حين نستعرض الآيات القرآنية الأربعة التي ورد فيها كلمة «الأميين» ، فليس من بينها ما يشتم منه لأول وهلة أن المراد بالأميين .الذين يجهلون القراءة والكتابة، سوي قوله تعالي [ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني]. غير أن مثل هذا الفهم يجب أن يستبعد حين بنظر إلي الآية في ضوء الآيات التي سبقتها، وفي ضوء استعمال الكلمة في الآيات الثلاث الأخرى. وقد ذهب إلي مثل هذا التفسير بعض علماء الإسلام أمثال قتاده وابن زيد؛ فقد روي عنهم الطبري في تفسيره ها يشبه هذا الذي قررناه هنا من أن العرب أمة أمية، أي أنهم ليس لهم كتاب سماوي يقرؤونه ويدينون به. وجاء في دائرة المعارف الإسلامية ما نصه [ومن المحتمل أن كلمة أي اميين وضعها أهل الكتاب «وربما كان واضعوها هم اليهود» للدلالة علي الوثنيين. ويزيد في تأييد هذا الراي ان «هورفتز» بيتن دن لها مقابلا في العبرية هو [«أموت ها عولام»]، إلي أن يقول [فلا الكلمة العربية «أمة» ولا العبرية «أما» ولا الآرامية «أميتا» تدل علي الامة في حالة الجهالة] ... وإذا عرفنا أن «محمداً» ربما لم يكن بينة ممات دل عليه كلمة أمي عند اليهود وأنه ربما جعل لهذه الكلمة معني جديدا] (1) .

ولسنا لهدف بهذا التفسير أن نثبت للنبي أنه كان يقرأ ويكتب، أو أن العرب كانوا يقرأون ويكتبون، بل ندعو إلي عدم الربط بين هذه الآيات و بين ما كان عليه النبي فعلا. فإذا أردنا البرهان علي أنه لم يكن يكتب و يقرأ التمسنا هذا من الآيات القرآنية الأخرى كقوله تعالي [وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك]. أما جهل العرب بالكتابة والقراءة فيمكن الاستدلال عليه بكثير من الحوادث التاريخية الصحيحة، ومن آية مثل آية الدين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ...}، فهي توضح لنا ان الكاتبين في بيئة الحجاز كانوا من الندرة بحيث طلب من الناس إذ تداينوا بدين أن يلتمسوا لهم كاتباً يسجله ويوثقه، ثم فرض علي الكاتب أن يستجيب لدعوة الدائنين فلا يرفض لهم دعوة أو يأباها. ومع ندرة الكاتبين يتضح من الآية أن معظم الناس كانوا قادرين

ص148

على الإملاء، وأنه من غير المألوف أن نجد بينهم من لا يستطيع أن يملّ بنفسه.

ومن الأدلة التي يمكن أن تلتمس للبرهنة علي قلة شيوع الكتابة بين العرب قبل الإسلام ما يرويه المؤرخون الثقات كالبلاذري في كتابه فتوح (2) البلدان حين يقول (دخل الإسلام وفي قريش سبعة عشر رجلا كلهم يكتب) ثم يذكر أسماء هم فرداً فردا. فإذا كان هذا شأن قريش مع تقدمها في التجارة وسلطانها بين العرب، فما بالك بحال القبائل الأخرى.

ولم تكن الحال في المدينة خيراً منها في مكة، نقد حصر المؤر خون أسماء الكاتبين فيها فلم يجاوزوا أحد عشر رجلا ولذا كان «صلعم» يشجع المسلمين في المدينة علي تعلم الكتابة، ويفتدي الأسير في غزوة بدر بتعليم عشرة من صبيان المدينة.

أما الجالية اليهودية بالمدينة وما حولها فقد كانوا كغيرهم من اليهود في كل البيئات التي يرحلون إليها، يتعلمون لغة قومها، ومنهم من يتقنها ويتكلم بها دون لكنة تتم عن أصله، أو نفشي ما استتر من أمره. ثم هم مع هذا قد يترجمون بعض نصوص التوراة إلي هذه اللغة الجديدة، ويتعبدون بمعاني العبرانيين القدماء في ألفاظ غيرهم من الأمم التي يعيشون بينها.

وتدل كل الأسانيد التاريخية علي أن اللغة العبرية لم تعد لغة كلام يتحدث بها الناس في خط... بهم منذ القرن الرابع قبل الميلاد (3) ولم يتردد المتأخرون من أنبياء بني اسرائيل في كتابة بعض أسفارهم باللغة الآرامية أمثال دانيال و عزرا و نحميا (4).

ولم تكد المسيحية تظهر بتعاليمها حتي كانت اللغة العبرية قد أصبحت في عداد اللغات الميتة، لا يتكلم بها أحد، ولا يتفاهم بها اليهود أنفسهم. تلك كانت حال العبرية في أوائل ظهور المسيحية و في فلسطين، فكيف كان حالها بعد ذلك بنحو خمسة أو سنة قرون و في بيئة كبلاد العرب؟!

لهذا نتصور أن يهود المدينة كانت لغتهم العربية، وقد نشأ بينهم شعراء ينظمون الشعر بالعربية كالسموأل، وأوس بن دني والربيع بن أبي الحقيق، وكعب بن الأشرف. ويصف بروكلمان يهود يثرب فيقول [انهم كانوا يتكلمون باللغة نفسها

ص149

 

التي يتخاطب بها السكان الآخرون] (5) .

ومع هذا فأغلب الظن أن يهود المدينة كانوا أوثق اتصالا بالكتابة من سائر العرب، فقد قيل لنا إن بعضا منهم كانوا يعلمونها الصبيان في المدينة.

ويروي لنا البخاري حديثاً منسوبا لزيد بن ثابت بروايتين أحداهما [قال أبي بي النبي «صلعم» مقدمه المدينة، فقيل هذا من بني النجار وقد قرأ سبع عشرة سورة فقرأت عليه فأعجبه ذلك، فقال تعلم كتاب يهود فإني ما آمنهم علي كتابي، ففعلت، فما مضي لي نصف شهر حتي حذقته]. والرواية الثانية: [عن زيد بن ثابت قال لي النبي صلعم إني أكتب إلي قوم فأخاف أن يزيدوا علي أو ينقصوا فتعلم السريانية فتعلمتها في سبعة عشر يوما].

ويبدو أن الرواية الأولي أقرب إلي الصحة، فليس يعقل أن إنسانا مهما بلغ من النبوغ والعبقرية يستطيع تعلم لغة أجنبية كالسريانية- في مثل هذه المدة الوجيزة . هذا إلي أن النبي «صلعم» إنما كان يهدف إلي أن يكون بجانبه كاتب أمين ثقة، ولم يكن «صلعم» يستطيع الإملاء بغير العربية، ولا معني إذن أن يطلب من زيد تعلم السريانية، فضلا عن أن السريانية ليست لغة التوراة حتي يمكن أن نتصور أن يهود المدينة كانوا يكتبون بها إلي النبي، بل لقد رأينا أنفا أن يهود المدينة لم يكونوا علي علم باللغة العبرية لغة كتبهم المقدسة. لهذا كله ترجح أن اليهود قد شاعت بينهم الكتابة بالرموز العربية المألوفة لنا، فأراد النبي صلي الله عليه وسلم حث زيد علي تعلمها، بعد أن سمعه يقرأ عن ظهر قلب بعضا من سور القرآن.

وليس من العسير إذن علي زيد بن ثابت تعلم الرموز التي تكتب بها لغته العربية في مثل تلك المدة القصيرة. ويكون معني قوله «صلعم» كتاب يهود أو كتابتهم، تلك الرموز العربية التي شاعت بين يهود المدينة أكثر من شيوعها بين القبائل الأخرى، حتي أصبحت لهم بمثابة الحرفة التي مهروا فيها، ولا ينافسهم فيها غيرهم من العرب. فأراد النبي أن يحث المسلمين علي منافسة اليهود في تعلم الكتابة العربية حتي يكون من بينهم كاتبون مهرة يطمئن إلي ما يسطرون له من رسائل وقد أملي رسائله كلها باللغة العربية حتى تلك الرسائل التي بعث بها إلي كسرى و قيصر الروم و النجاشي والمقوقس، وغيرهم من الملوك والعظماء الذين لم تكن لغتهم العربية.

ص150

_________________

(1) النسخة العربية المجلد الثاني ص 644 .

(2) ص 471.

(3) Hebrew Grammar, by Geseniue. P. 15.

(4) Introduction to the literature of the old Tea am ... nt, by. Driver p. 467- 480.

(5) العرب والإمبراطورية العربية لبروكلمان ترجمة الدكتور نبيه أمين فارس و منبر البعلبكي . ص 29: ولعل صاحب معجم البلدان خير أشار الي يهود يثرب وقال عنهم «إنهم عرب تهودوا» لم يرد سوي أن يصفهم بأنهم كانوا من الناحية اللغوية كغيرهم من عرب القبائل الأخرى ج 4 ص 461.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.