المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05

الدورة الزراعة المناسبة للأرز
24-6-2022
الامراض التي تصيب طائر السمان
2023-04-21
Basic Properties of Functions on R1 -Uniform Continuity
23-11-2016
الدوارق المهزوزة Shaked Flasks
27-1-2020
APPLYING THE FRAMEWORKS
2024-09-25
موقفه في بني قريظة
10-02-2015


استيحاء الدلالة من الألفاظ  
  
1617   11:01 صباحاً   التاريخ: 21-4-2018
المؤلف : د. إبراهيم انيس
الكتاب أو المصدر : دلالة الألفاظ
الجزء والصفحة : ص57- 68
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / مفهوم الدلالة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-8-2017 2002
التاريخ: 5-8-2017 1034
التاريخ: 21-4-2018 1351
التاريخ: 21-4-2018 841

 

استيحاء الدلالة من الألفاظ

كثيراً ما نتساءل عن ذلك القدر من الدلالة الذي يمكن أن يستوجيه المرء من أصوات ألفاظ لا يعرف معناها؟ ! وللإجابة عن هذا السؤال لجأنا أولا إلي بعض الألفاظ المرتجلة رجاء أن نستشف من أصواتها دلالة ما لدي سماعها.

فهب مثلا أنك ارتجلت كلمة مثل «تزلمع»، وطلت إلي صديق لك أن يخمن لها دلالة؛ فستراه يضع لها دلالة ما يستخرجها من تلك الذخيرة اللفظية التي يحترنها في ذهنه والتي اكتسبها في مراحل ت..له للغة قومه. فإذا عرضت نفس الكلمة علي صديق آخر يشبه الأول في وسطه الاجتماعي وفي ثقافته فقد يستخرج لك نفس الدلالة، أوشيئاً بها أو قريباً منها. وهنا ندهش لمثل هذه الظاهرة، ويراها اللغوي المحافظ مظهراً من مظاهر السليقة اللغوية التي تتصل بالوراثة، والتي فطر عليها أفراد كل بيئة من البئات اللغوية.

غير أن اللغوي لا يري فيما يسمي بالسليقة اللغوية إلا المران الكافي ولا يفسرها الا علي أنها ملكة مكتسبة وليس للوراثة أو الجنس أثر فيها.

لهذا يلتمس تفسيراً آخر لتلك الظاهرة، وينسبها الي ما نسميه هنا يوحي الأصوات. فالمرء يتعلم لغة أبويه، ويربط منذ طفولته بين ألفاظ قومه ودلالاتها لا ربطاً وثيقاً، وتختزن في ذهنه تلك الألفاظ مع دلالاتها في شئ من التنظيم والترتيب يساعد علي أن يدعو بعضها بعضاً، ويذكر بعضها ببعض.

ويقضي المرء في اكتساب تلك الملكة اللغوية زمناً طويلا من حياته أو شبابه حتي يسيطر علي قدر كبير من الألفاظ ودلالاتها، وتتألف في ذهنه تلك الذخيرة اللفظية الدلالية، و علي أساس ما اكتسب من ألفاظ ودلالاتها يستطيع استنباط مدلول اللفظ الجديد علي سمعه. ومع أن الناس يختلفون في تجاربهم مع الألفاظ والدلالات، تتكون لديهم تلك القدرة علي استيحاء الدلالة المجهولة، أو طرف منها من لفظ معلوم، وذلك لأنهم لايزالون يشتركون في اختزان ألفاظ معينة هي ألفاظ بيئتهم. وعلي قدر اشتراك الناس في الوسط الاجتماعي والثقافة العامة يكون اشتراكهم أو تقاربهم في استيحاء تلك الدلالات المجهولة. فإذا عرضت تلك الكلمة المرتجلة علي جماعة من

ص57

وسط واحد وثقافة متقاربة رأينا تشابهاً عجيباً في استنباطهم لدلالتها. فعرض هذه الكلمة علي مجموعة من طلبة الجامعة يفتج غير ما ينتجه عرضها علي مجموعة من القروبين مثلا. وعلينا أن نتذكر مع ما تقدم أن لكل لغة نظاما خاصا في تأليف ألفاظها، فما يشيع في إحداها قد يندر في الأخرى. فألفاظ اللغة العربية تتألف من تلك الحروف الهجائية المألوفة لنا؛ ويتكون لتلك الألفاظ العربية نسج خاص، إذا حاد عنه اللفظ قيل إنه غير عربي. وكان القدماء يشعرون بشئ من هذا حين أكد لنا بعضهم أنه لا تجتمع الجيم مع القاف في كلمة عربية مثل «المنجنيق» ولا تجتمع الصاد والجيم في كلمات العرب، فكلمة مثل «صولجان» غربية عن النسج العربي، ولا تكون النون قبل راء إلا في الكلمات الأعجمية مثل «نرجس» ، ولا تكون الزاي بعد دال كما في كلمة «مهندز» الأجنبية التي صارت في لهجاتنا الآن «مهندس» ! ولا تكون الشين بعد لام، ولا تجتمع الباء والسين والذال في كلمة عربية، ولا تعرف لغتنا العربية الزاي، والذال مع السين إلا في تلك الكلمة العربة التي ننطق بها علي صورة (سادج)، ولا تجتمع الصاد والعلاء، ونذر اجتماع الراء مع اللام ولابد من وجود حرف من حروف الذلافة (م ن ر ل ب ف) في الرباعي والخماسي (1) .

نقرأ مثل هذه الملاحظات السريعة في كتب القدماء، ولكن الأمر أعمق من مثل تلك الملاحظات القليلة، ويحتاج إلي استقراء أوفي وأتم حتي نستطيع الوقوف علي نسج الكلمة العربية. فما يمسكن أن يتألف من حروفنا الهجائية يجاوز 12 مليوناً من الكلمات، قرر هذا الخليل من قبل، ونقر صنعه الآن العمليات الحسابية الحديثة. ولكن المستعمل من الألفاظ لا يكاد يجاوز ثمانين ألفا، فيها يشيع حرف أكثر من حرف، بل قد تختلف فيها نسبة شيوع الحروف علي حسب موضعها من الكلمة. فلو أن اللغة كانت تسمح باستعمال كل تلك الملابين من الألفاظ لأشبهت الحروف بعضها بعضاً في شيوعها، ولايتكون للغة حينئذ نسج خاص تتميز به. ولكن اللغة قد تحيرت مجموعات صوتية معينة هي التي اختصتها بالدلالة، وأهملت الكثرة الغالبة.

ونكتسب نحن ألفاظ اللغة كما وردت إلينا، ونخترن قدراً كبيراً منها يتألف علي نظام معين، ويمكن دن نقرر بعد دراسة والستقراء أن تسبة شيوع «السين» مثلا في كلام فلان هي كذا، ونسبة الميم في كلامه هي كيت، و توالي الفاء والدال في ألفاظه أقل من توالي الفاء والجيم مثلا، واجتماع الام والعين والباء أكثر من اجتماع اللام

ص58

والعين والقاف، وغير ذلك من نسب كثيرة قد يهدينا إليها الاستقراء. فالمرء إذن يخضع لما يكتسبه من ألفاظ، ويتأثر بنظام تلك الألفاظ ونسجها و تركيبها. ومع هذا فأفراد البيئة قد يشتركون في شئ من هذا، ويتأثرون جميعاً بمجموعة كبيرة جداً من الألفاظ المشتركة بينهم.

غير أن هذا الاشتراك يكثر أو يعظم في الأوساط المتشابهة، ولدي أصحاب الثقافات المنقاربة.

وعلي هذا فمجرد النطق بتلك الكلمة المرتجلة يدعو إلي الذهن لفظاً آخر معروفاً يشترك معها في بعض حروفها أو صفات تلك الحروف، ويفد ذلك اللفظ المعروف ومعه دلالته فيوحي بشئ من دلالة ذلك اللفظ المرتجل.

ويغالي بعض اللغويين فيتصورون من أجل هذه الظاهرة أن هناك ربطاً طبيعياً بين الألفاظ ودلالاتها، ولا يخطر ببالهم أن القدرة علي استيجاء الدلالات مرجعها إلي ما يكتسبه المرء من ألفاظ معينة، ومن ربطه بين تلك الألفاظ ودلالاتها ربطاً وثيقاً. فالعملية كلها مكتسبة لا سحر فيها ولا غموض، ويمكن أن يستدل علي صحتها بالتجربة كما ستري.

ويري فندريس أنه من الحمق الحكم بوجود علاقة ضرورية بين أصوات الكلمة ودلالتها. وقد سخر من أولئك الذين نادوا بهذا الرأي أمثال «سان توماس الأ كويتي» غير أنه اعترف بأن بعض الألفاظ أقدر علي التعبير من البعض الأخر، ولكن المرء في رأيه حين يقيم ائتلافاً بين اللفظ ومدلوله إنما يسير علي نهج عادة قديمة جداً حين كانت الألفاظ تعد جزاءاً لا يتجزأ عن الأشياء، وحين كان الاسم له منزلة الجسد والروح كما هوالحال الآن عند بعض الإسم البدائية الذين يعتقدون أن الإنسان يتكون من الروح والجسد والاسم.

ويختم فندريس كلامه بما نصه [كل كلمة أيا كانت توقظ دائماً في الذهن صورة ها، بهيجة أو حزينة، رضية أو كريهة، كبيرة أوصغيرة، معجبة أو مضحكة، تفعل ذلك مستقلة عن المعني الذي تعبر عنه، وقبل أن يعرف هذا المعني في غالب الأحيان. اذكر اسم إنسان ما أمام شخص لم يره قط ، فإنه يكوِّن عنه فكرة في الحال، فكرة زائفة علي وجه العموم، فاذا قدمت له هذا المجهول أجابك علي الفور «أهو هذا؟ ما كنت أظنه هكذا». ومثل هذا الشئ نفسه يحصل بالنسبة لكلمات اللغة. فإدرا كنا للأشياء

ص59

خاضع لانطباعات فجائية منبعثة من الاسم الذي يدل عليها] (2) .

ويبدو من هذا النص أن فندريس يري أن تلك الصورة التي تنطبع في الأذهان لدي سماع الكلمة المجهولة لا تكاد تمت إلي الدلالة الحقيقة بأية صلة، وهو بهذا يتجاهل أثر التجارب السابقة في ذهن كل منا، وما تخضع له كل لغة في نظام مجموعاتها الصوتية، وارتباط كل مجموعة منها بدلالة معينة. فمجرد النطق باللفظ يستدعي إلي الذهن أمثاله من الألفاظ، ويستدعي معها دلالاتها، ويستوحي المرء من كل هذا دلالة لذالك اللفظ المجهول علي أساس ما اختزنه في حافظته. وقد يوفق في هذا الاستحاء كل التوفيق أو بعضه، ولكنه علي كل حال يجد نفسه قريباً من الدلالة الحقيقة في نسبة غير قلية من الحالات، وهو مانر هفت عليه تجاربنا مع بعض طلاب الكليات والمدارس.

سجل أبو حيان التوحيدي (3) في رسالة له كتبها في الانتقاص من الصاحب ابن عباد لموقف له مع أحد الشعراء حين أنكر علي هذا الشاعر دن يتجرأ علي قول الشعر وهو يجهل كثيراً من الغريب. ثم سرد الصاحب علي مسمع الشاعر طائفة كبيرة من الكلمات النادرة المهجورة التي كان يفخر بمعرفتها والإحاطة بدلالاتها منها: -

الهبلع، الجرفاس، الخيتعور، النعثل، القهبلس، القذعملة، الطربال؛ الشنعوف، العثلط، القفندر.

وقد عرفنا هذه الألفاظ علي مجموعة من طلبة الليسانس بكلية دار العلوم عددهم أربعة وعشرون، ثم عرضناها مرة أخري علي طلبة التوجيهية في إحدي المدارس الثانوية وعددهم ثلاثة وعشرون، وطلبنا من كل طالب أن يسجل ما توحيه كل لفظة من دلالة في ذهنه.

ولكن رغبة في ألا نترك الطالب في ظلام دامس، رأبنا أن ناصح له بما يحصر تخمينه في نطاق محدود، فقلنا له إن الحبلع والجرفاس والخيتعور والنعثل صفات للرجل، وإن القهبلس والقذعملة من صفات المرأة، وإن الطربال صفة للبناه، وإن الشنعوف جزء من الجبل وإن المثلط صفة للبن، وإن القفتدر لواحد من الجمال أو القبح فأيهما تختار؟

ص60

ويلاحظ في التجربة أن بعض طلبة دارالعلوم لم يجيبوا بشئ عن بعض الكلمات. وذلك لأننا طلبنا منهم عدم الإجابة حين يكون أحدهم علي علم بمدلول الكلمة من قبل. وها هي ذي إجابات طلبة كلية دارالعلوم:

1- الهبلع:

فسرها تسعة من الطلبة علي أنها «الأبله العبيط» ، وفسرها أربعة منهم علي أنها «الأ كول النهم» وهو المعني المعجمي الصحيح، وفسرها أربعة علي أنها «الضخم المهول» ، وفسرها ثلاثة من الطلبة علي أنها «القصير» أما باقي الطلبة فتباينت إجاباتهم.

وهكذا نري أن مجموعة كبيرة من هؤلاء الطلبة تشترك في الدلالة، ونسبتهم 37% أي 9 من 24.

2- الجرفاس:

أجاب نحو 14 طالبا مفسراً الكلمة علي أنها «القوي الضخم والشجاع الخشن» وتلك هي دلالات متقاربة بنسبة 58% .

أما باقي الإجابات فمتباينة. والمعني العجمي لهذه الكلمة هو «الضخم».

3- الخيتعور:

أجاب ثمانية من الطلبة مفسراً الكلمة علي أنها «الذليل الضعيف الجبان الكسلان» ، ولم يجب بشئ ستة من الطلبة، أما الباقي فإجابتهم متباينة، أي أن نسبة الاشتراك في الإجابة 44%. والمعني المعجمي لهذه الكلمة هو «الخداع المخاتل» ، فليس منهم من استطاع تخمين المعني الصحيح.

4-النعثل:

لم يجب عن هذه الكلمة غير 13 طالباً، منهم ثمانية فسروها علي أنها «الهادئ النائم الوديع». أي أن نسبة الاشتراك في الإجابة 61% . والمعني المعجمي لهذه الكلمة هو «الشيخ الأحمق».

5- القهبلس:

لم يجب غير عشيرين من الطلبة، منهم عشرة فسروها علي أنها «المرأة الضخمة البدينة»، أي أن نسبة الاشتراك في الإجابة 50% . والمعني المعجمي هو «المرأة الضخمة».

ص61

6- القذعملة:

أجاب 17 طالباً ، منهم 14 فسروها علي أنها القصيرة القميئة، وتلك هي الدلالة المعجمية الصحيحة فتكون نسببة الاشتراك هنا 82%.

7-الطربال:

أجاب 17 طالبا، منهم 9 فسروها علي أنها «البناء الضخم العالي الشامخ»، وتلك هي الدلالة المجمية الصحيحة فتكون نسبة الاشتراك 53% . وأجاب ثلاثة فقط فوصفوا البناء بأنه «المتهدم النهار». أما الباقي فإجاباتهم متباينة.

8- الشنعوف:

أجاب عشرون طالبا، منهم 11 فسروها بأنها «فمة الجبل» أي أن نسبة الاشتراك 55%، في حين أن ثلاثة فقط قالوا عنها ...ها «أسفل الجبل». وأربعة من الطلبة وصفوها بأنها «طرف بارز رفيع» والمعني العجمي لهذه الكلمة هو «القمة».

9- المثلط:

أجاب عنها 21 طالبا، منهم 17 وصفوه بأنه «اللبن المتجمد المتخمر»، وتلك هي الدلالة المعجمية، أي أن نسبة الاشتراك 80%.

10- القفندر:

أجاب عنها 20 طالبا، منهم 12 قالوا عنها إنها صفة للجميل، 8 من الطلبة قالوا عنها إنها صفة للقبيح. أما المعني المعجمي للكلمة فهو «القبيح المنظر».

وهكذا نري أن مجموعة من الطلبة الذين ينتمون إلي وسط اجتماعي واحد، ويشتركون في الثقافة والبيثة التعليمية ، قد استنبطوا دلالات مشتركة بينهم بنسبة 60% في المتوسط. ولم يبق سوي النسبة القليلة التي يمكن إرجاعها إلي التجارب الخاصة والأمزجة المختلفة. كذلك نري أن الدلالات المشتركة لم تكن دائما الدلالة المعجمية الصحيحة ، فلا تكاد تجاوز الإجابة الصحيحة نسبة 42 %، أي أن استنباط الدلالة الصحيحة من اللفظ أمر عسير حتي أبناء دارالعلوم الذين قطعوا شوطا بعيداً من الثقافة اللغوية.

أما إجابات طلبة التوجيهي في المدرسة الثانوية، فكانت نسبة الاشتراك في المتوسط نحو 60 % أيضا، ولكن الإجابة المطابقة للدلالات المعجمية لم تجاوز نسبتها 30% لأنهم أقل اتصالا بالثقافة اللغوية من أبناء دارالعلوم فهم لأنهم من

ص62

وسط واحد وعلي قدر واحد من الثقافة العامة أشتركوا في استيحاء الدلالات بنسبة كبيرة، ولكن إجاباتهم كانت مختلفة عن إجابات أبناء دارالعلوم بشكل ملحوظ.

1- الهبلع:

هنا راينا 16 طالبا تحوم إجاباتهم حول جو واحد من الدلالة فمعظمهم وصف اللكلمة بأنها «الأبله العبيط»، وبعض هؤلاء قالوا عنها إنها «الطويل» ، و من السهل علينا الربط بين الدلالتين. أي أن نسبة الاشتراك 69 % (16 من 23)

2-الجرافاس:

أجاب عنها 12 طالبا بدلالات متقاربة تتلخص في القوة وما يصحبها من شر أو شجاعة، أي أن نسبة الاشتراك 52 % .

3-النعشل:

أجاب عنها 15 طالبا بدلالات متقاربة هي «النعسان النائم الهادئ» ، إي أن نسبة الاشتراك 65%.

4- القهبلس:

أجاب 12 طالبا بقولهم إنها «الثانية الجذابة غير الشريفة»، أي أن الدلالة في أذهاتهم حامت حول الجاذبية الجنسية. فكانت نسبة الاشتراك 52%.

5- القذعملة:

أجاب 16 طالبا فأصابوا في استنباط المعني المعجمي الصحيح وقالوا إنها «القصيرة» أي أن نسبة الاشتراك 69%.

6- الشنعوف:

أجاب 13 طالباً فقالو عنها «القمة»، وتلك هي الدلالة المعجمية الصحيحة، أن أن نسبة الاشتراك 56%.

7- الطربال:

أجاب 16 طالبا فوصفوا البناء بدلالات متقاربة مثل «العالي الشاهق الضخم»، أي أن نسبة الاشتراك 69%.

8- المثلط:

وصفه 11 طالبا بأنه «الجاهد الرايب المقطع»، أي أن نسبة الاشتراك 48%.

ص63

9- القفتدر:

وصف 14 طالبا هذه الكلمة بأنها تعبر عن الجمال. أي أن نسبة الاشتراك 60%.

ولسنا نزعم أن مثل هذه النسب تطرد في كل تجربة من هذا النوع، فقد تكون بعض الكلمات أكثر إيحاء من العض الآخر، وقد تختلف ظروف التجربة فلا تؤدي إلي نفس النتيجة في كل مرة. ولكن الذي يؤكده هو أن نسبة كبيرة من الاشتراك في الستيحاء الدلالات تتم في الوسط الموحد الثقافة، والمتقارب في التجارب. وتأيد هذا لدينا من تجارب أخري متعددة أسست علي كلمات أخري مجهولة الدلالة.

نتهي من هذه التجارب إلي أن اللغة تخضع لنظام خاص في تركيبها من الحروف الهجائية، وأن بعض هذه الألفاظ يخترنها المرء في حافظته، وهي وإن خضعت للنظام العام للغة تتميز بصفات معينة، وتترك أثراً قويا في ذهن من يعيها ويحفظها. فاذا دل استقرائ المستعمل من ألفاظ اللغة علي أن نسبة توالي الفاء والجيم مثلا أكثر من توالي الفاء والصاد، فقد يتصادف أن ما يحفظه المرء من ألفاظ يعطي نسبة أخري قد تكون عكسية ، فيها توالي الفائ والصاد أكثر من توالي الفاء والجيم ويقال حينئذ إن توالي الفاء والصاد في ذهن شخص معين أوضح وأكثر شيوعا منه في ذهن أخر، ولكن الشخصين يخضعان معا للنظام العام الذي تجري عليه ألفاظ اللغة.

تلك هي الصفة تميز شخصا من شخص، وتجعل استيحاء الدلالة من اللفظ تختلف في بعض الأحيان بين شخصين من وسط اجتماعي واحد وثقافة واحدة.

وتختلف نسبة شيوع المجاميع الصوتية في ذهن كل منا، فبعضها أوضع من الآخر وأقرب إلي التذكر، فمجموعة مثل «ملع» تدعو إلي ذهن بعض الناس مجموعة مثل «دلع»، وفي ذهن الآخرين مجموعة أخري مثل «لمع»، ولذا تري أن «ملع» قد يوحي إلي الفريق الأول دلالة «الدلع والميوعة والتخنث» ، وقد يدعو إلي ذهن الفريق الآخر دلالة «اللعان والبريق والضوء».

هذا هو وحي الأصوات أو استيحاء الدلالات من الألفاظ، وقد أطلقنا عليه الوحي لأنه لطيف لا يدرك إلا بعد التجارب والدراسة المستفيضة ، ولأنه عمل من أعمال العقل الباطن أو اللاشعور، يحس به المرء دون أن بدري كيف أحس به.

وللأدباء بصدد هذا الاستيحاء قدرة أخري فوق ما للمر، العادي، يستمدونها من خيالهم وتبنيهم للألفاظ. وتمدهم هذه القدرة بظلال من الدلالات

ص64

لا تكاد تخطر في ذهن الآخرين. ولين من مجال هذا البحث التعرض لما يخطر في ذهن الأدباء والشعراء، ولذا نؤثر الابتعاد عنه، تاركين تلك الظلال الدلالية الخاصة بهم لدارسي النقد الأدبي.

وكما توحي الألفاظ بالدلالات. قد توحي الأشكال والمناظر بشئ من الدلالات أيضا. وذلك لأن المرء يعي في ذهنه تلك الأشكال كما يعي الألفاظ، ويربطها ربطاً وثيقا بالألفاظ الداية علي مناظر أو أشكال شبيهة بها. فعغر الشكل يدعو إلي الذهن الألفاظ التي تدل علي صغر الحجم، وتركت الشكل أو تعقده يوحي بالألفاظ الدالة علي الجمع أو الكثرة.

وللغات في هذه الظاهرة حال تبعث علي العجب والدهشة. فإذا تصادف دن ألفاظ اللغة التي تدل علي صغر الحجم تشتمل في مجموعها علي صوت معين، نري أن المرء قد يستوحي لدي رؤية شكل صغير لفظا مشابهاً لتلك الألفاظ، ومشتملا أيضا علي ذلك الصوت المعين. وقد دلت الملاحظة علي أن «الكسرة» وما يتفرع منها «كياء المدّ» تكون عنصراً أساساً في كل الألفاظ ال.. لة علي صغر الحجم. ولا تقتصر هذه الملاحظة علي اللغة العربية، بل لوحظت أيضا في بعض اللغات الأخري، ولا غرابة إذن أن يقال .. الأشكال توحي بألعاص... معينة، أو تجعل الرائي يؤثر لفظً علي لفظ، ويستتبع ه... أنها تندخل في استيجا.. الدلالات.

وقد قمنا بعدة تجارب اتضع لنا منها أن الكسرة أو ياء المدّ توحي بصغر الحجم، وأن حروف التفخيم توحي بضخامة الحجم. وأن الشكل المتعدد الأطراف أو الأجزاء قد يوحي بفكرة الجمع وهكذا.

وبدأنا تلك التجارب بعرض شكلين حياليين لا يمثلان في الحقيقة شيئا، ولا فرق بينهما سوي أن أحدهما كبير الحجم والآخر صغيره مثل:

ص65

(شكل 1)                         (شكل 2)

ثم طلبنا من مجموعة كبيرة من الطلبة أن يتخيروا دحد النقضين المرتجنين (زليع، زلوع) للشكل الأول، وأن يتخيروا اللفظ الآخر للشكل الثاني ووحدنا أن نحو 60 % من الطلبة اختاروا لفظ «زليع» للشكل الصغير. ولا تختاف هذه اللفظة عن الأخري إلا أنها تشتمل علي (ياء ...لدء) في حين أن الأخري تشتمل علي واو المد، مما يؤكد تلك الملاحظات التي أ.... بعض العلماء من ارتباط الكسرة وياء المدّ بصغر الحجم وضيق الوقت في بعض اللغات (4)

ثم عرضنا شكلين آخرين يختلفان فقط في الحجم وطلبنا اختيار أحد اللفظين المرتجلين (ستين، سليقة) للشكل الأول واللفظ الآخر للشكل الثاني، فوجدنا أن الكثرة الغالبة قد اختارت لفظ (س..ينة) للحجم الصغير. وهذا اللفظ يوحي بفكرة التأنيث. وترتبط هذه الفكرة بصغر الحجم والرقة وضعف الأنوثةف والشكلان هما:

ص66

(شكل 3)                                     (شكل 4)

ثم عرضنا أشكالا أخري لاتختلف إلا في الحجم وعرضنا معها ألفاظاً مرتجلة مثل (الظاقع، السالع) ، (الستيم، الطقيخ) . فوجدنا أن الكثرة الغالبة كانوا يختارون اللفظ المشتمل علي حروف التفخيم كالقاف والطاء والظاء والخائ للشكل كبير الحجم.

ويقرر بعض الباحثين في اللغات الحامية أنها بوجه عام تميز بين المذكر والمؤنث بإضافة حرف «الكاف» في آخر المذكرف وإضافة حرف «التاء» في آخر المؤنث(5).

وبالمقارنة بين الحرفين تري أن «الكاف» حرف يمكن أن يعد مفخما إذا قيس بنظيره الأمامي وهو «التاء» أي أن مكرة ارتباط حروف التفخيم بالرجولة والقوة والضخامة، وارتباط حروف الترقيق بالأنوثة والضعف و صغر الحجم أمر غير مقصور علي ألفاظنا العربية.

وعرضنا أشكالا أخري مثل:

ص67

(شكل 5)                         (شكل 6)

ومعها ألفاظ مرتجلة مثل (السآن، الأفناس)، (والشواجن، الشنغاف)، ووجدنا دن الكثرة الغالبة كانوا يستوجون من الشكل الثاني فكرة الجمع أو الكثرة ، ويربطونه بما يوحي بتلك الفكرة من الألفاظ السابقة مثل (ألناس، شواجن)، فصيغة كل منهما تمثل صيغة مشهورة من صيع جمع التكسبر.

ومع اعترافنا بأن التجارب السابقة قد تمت في نطاق ضيق نستطيع أن نتنبأ ونحن مطمئنون إلي أن إجراءها في نطاق أوسع سيؤدي إلي نفس النتيجة أو ما أشبهها شبهاً كبيراً.

ونختم هذا الفصل بأن نشير إلي أن استيحاء الدلالة غير مقصور علي حروف اللفظ وأصواته، بل قد تتدخل الصيغة أو بنية اللفظ في هذا الاستيحاه شجرد النطق بألفاظ مرتجلة مثل، (سليم، مطافع، عفول) يوحي إلي الذهن أنها أوصاف أو أسماء، في حين أن صيغاً أخري مثل: (ملغ ، ب...هط ، يسافه، ا شكع) توحي إلي الذهن أنها أفعال.

ص68

_________________

(1) شفاء العليل ال...جي صفحة 7.

(2) Language p.-237.

(3) العربية تأليف المشرق يوهان فك ترجمة عبدالعحليم النجار صفحة 162.

(4) جسبرسن صفحة 102 .

Language, ... .. ... ..., developu ... . And pr ... eio.

(5) The Language families of Africa p. 91 by weroer.

م: استيحاء الدلالة من الألفاظ

المؤلف: د. إبراهيم انيس

الكتاب: دلالة الألفاظ، ص57- 68.

___________________

استيحاء الدلالة من الألفاظ

كثيراً ما نتساءل عن ذلك القدر من الدلالة الذي يمكن أن يستوجيه المرء من أصوات ألفاظ لا يعرف معناها؟ ! وللإجابة عن هذا السؤال لجأنا أولا إلي بعض الألفاظ المرتجلة رجاء أن نستشف من أصواتها دلالة ما لدي سماعها.

فهب مثلا أنك ارتجلت كلمة مثل «تزلمع»، وطلت إلي صديق لك أن يخمن لها دلالة؛ فستراه يضع لها دلالة ما يستخرجها من تلك الذخيرة اللفظية التي يحترنها في ذهنه والتي اكتسبها في مراحل ت..له للغة قومه. فإذا عرضت نفس الكلمة علي صديق آخر يشبه الأول في وسطه الاجتماعي وفي ثقافته فقد يستخرج لك نفس الدلالة، أوشيئاً بها أو قريباً منها. وهنا ندهش لمثل هذه الظاهرة، ويراها اللغوي المحافظ مظهراً من مظاهر السليقة اللغوية التي تتصل بالوراثة، والتي فطر عليها أفراد كل بيئة من البئات اللغوية.

غير أن اللغوي لا يري فيما يسمي بالسليقة اللغوية إلا المران الكافي ولا يفسرها الا علي أنها ملكة مكتسبة وليس للوراثة أو الجنس أثر فيها.

لهذا يلتمس تفسيراً آخر لتلك الظاهرة، وينسبها الي ما نسميه هنا يوحي الأصوات. فالمرء يتعلم لغة أبويه، ويربط منذ طفولته بين ألفاظ قومه ودلالاتها لا ربطاً وثيقاً، وتختزن في ذهنه تلك الألفاظ مع دلالاتها في شئ من التنظيم والترتيب يساعد علي أن يدعو بعضها بعضاً، ويذكر بعضها ببعض.

ويقضي المرء في اكتساب تلك الملكة اللغوية زمناً طويلا من حياته أو شبابه حتي يسيطر علي قدر كبير من الألفاظ ودلالاتها، وتتألف في ذهنه تلك الذخيرة اللفظية الدلالية، و علي أساس ما اكتسب من ألفاظ ودلالاتها يستطيع استنباط مدلول اللفظ الجديد علي سمعه. ومع أن الناس يختلفون في تجاربهم مع الألفاظ والدلالات، تتكون لديهم تلك القدرة علي استيحاء الدلالة المجهولة، أو طرف منها من لفظ معلوم، وذلك لأنهم لايزالون يشتركون في اختزان ألفاظ معينة هي ألفاظ بيئتهم. وعلي قدر اشتراك الناس في الوسط الاجتماعي والثقافة العامة يكون اشتراكهم أو تقاربهم في استيحاء تلك الدلالات المجهولة. فإذا عرضت تلك الكلمة المرتجلة علي جماعة من

ص57

وسط واحد وثقافة متقاربة رأينا تشابهاً عجيباً في استنباطهم لدلالتها. فعرض هذه الكلمة علي مجموعة من طلبة الجامعة يفتج غير ما ينتجه عرضها علي مجموعة من القروبين مثلا. وعلينا أن نتذكر مع ما تقدم أن لكل لغة نظاما خاصا في تأليف ألفاظها، فما يشيع في إحداها قد يندر في الأخرى. فألفاظ اللغة العربية تتألف من تلك الحروف الهجائية المألوفة لنا؛ ويتكون لتلك الألفاظ العربية نسج خاص، إذا حاد عنه اللفظ قيل إنه غير عربي. وكان القدماء يشعرون بشئ من هذا حين أكد لنا بعضهم أنه لا تجتمع الجيم مع القاف في كلمة عربية مثل «المنجنيق» ولا تجتمع الصاد والجيم في كلمات العرب، فكلمة مثل «صولجان» غربية عن النسج العربي، ولا تكون النون قبل راء إلا في الكلمات الأعجمية مثل «نرجس» ، ولا تكون الزاي بعد دال كما في كلمة «مهندز» الأجنبية التي صارت في لهجاتنا الآن «مهندس» ! ولا تكون الشين بعد لام، ولا تجتمع الباء والسين والذال في كلمة عربية، ولا تعرف لغتنا العربية الزاي، والذال مع السين إلا في تلك الكلمة العربة التي ننطق بها علي صورة (سادج)، ولا تجتمع الصاد والعلاء، ونذر اجتماع الراء مع اللام ولابد من وجود حرف من حروف الذلافة (م ن ر ل ب ف) في الرباعي والخماسي (1) .

نقرأ مثل هذه الملاحظات السريعة في كتب القدماء، ولكن الأمر أعمق من مثل تلك الملاحظات القليلة، ويحتاج إلي استقراء أوفي وأتم حتي نستطيع الوقوف علي نسج الكلمة العربية. فما يمسكن أن يتألف من حروفنا الهجائية يجاوز 12 مليوناً من الكلمات، قرر هذا الخليل من قبل، ونقر صنعه الآن العمليات الحسابية الحديثة. ولكن المستعمل من الألفاظ لا يكاد يجاوز ثمانين ألفا، فيها يشيع حرف أكثر من حرف، بل قد تختلف فيها نسبة شيوع الحروف علي حسب موضعها من الكلمة. فلو أن اللغة كانت تسمح باستعمال كل تلك الملابين من الألفاظ لأشبهت الحروف بعضها بعضاً في شيوعها، ولايتكون للغة حينئذ نسج خاص تتميز به. ولكن اللغة قد تحيرت مجموعات صوتية معينة هي التي اختصتها بالدلالة، وأهملت الكثرة الغالبة.

ونكتسب نحن ألفاظ اللغة كما وردت إلينا، ونخترن قدراً كبيراً منها يتألف علي نظام معين، ويمكن دن نقرر بعد دراسة والستقراء أن تسبة شيوع «السين» مثلا في كلام فلان هي كذا، ونسبة الميم في كلامه هي كيت، و توالي الفاء والدال في ألفاظه أقل من توالي الفاء والجيم مثلا، واجتماع الام والعين والباء أكثر من اجتماع اللام

ص58

والعين والقاف، وغير ذلك من نسب كثيرة قد يهدينا إليها الاستقراء. فالمرء إذن يخضع لما يكتسبه من ألفاظ، ويتأثر بنظام تلك الألفاظ ونسجها و تركيبها. ومع هذا فأفراد البيئة قد يشتركون في شئ من هذا، ويتأثرون جميعاً بمجموعة كبيرة جداً من الألفاظ المشتركة بينهم.

غير أن هذا الاشتراك يكثر أو يعظم في الأوساط المتشابهة، ولدي أصحاب الثقافات المنقاربة.

وعلي هذا فمجرد النطق بتلك الكلمة المرتجلة يدعو إلي الذهن لفظاً آخر معروفاً يشترك معها في بعض حروفها أو صفات تلك الحروف، ويفد ذلك اللفظ المعروف ومعه دلالته فيوحي بشئ من دلالة ذلك اللفظ المرتجل.

ويغالي بعض اللغويين فيتصورون من أجل هذه الظاهرة أن هناك ربطاً طبيعياً بين الألفاظ ودلالاتها، ولا يخطر ببالهم أن القدرة علي استيجاء الدلالات مرجعها إلي ما يكتسبه المرء من ألفاظ معينة، ومن ربطه بين تلك الألفاظ ودلالاتها ربطاً وثيقاً. فالعملية كلها مكتسبة لا سحر فيها ولا غموض، ويمكن أن يستدل علي صحتها بالتجربة كما ستري.

ويري فندريس أنه من الحمق الحكم بوجود علاقة ضرورية بين أصوات الكلمة ودلالتها. وقد سخر من أولئك الذين نادوا بهذا الرأي أمثال «سان توماس الأ كويتي» غير أنه اعترف بأن بعض الألفاظ أقدر علي التعبير من البعض الأخر، ولكن المرء في رأيه حين يقيم ائتلافاً بين اللفظ ومدلوله إنما يسير علي نهج عادة قديمة جداً حين كانت الألفاظ تعد جزاءاً لا يتجزأ عن الأشياء، وحين كان الاسم له منزلة الجسد والروح كما هوالحال الآن عند بعض الإسم البدائية الذين يعتقدون أن الإنسان يتكون من الروح والجسد والاسم.

ويختم فندريس كلامه بما نصه [كل كلمة أيا كانت توقظ دائماً في الذهن صورة ها، بهيجة أو حزينة، رضية أو كريهة، كبيرة أوصغيرة، معجبة أو مضحكة، تفعل ذلك مستقلة عن المعني الذي تعبر عنه، وقبل أن يعرف هذا المعني في غالب الأحيان. اذكر اسم إنسان ما أمام شخص لم يره قط ، فإنه يكوِّن عنه فكرة في الحال، فكرة زائفة علي وجه العموم، فاذا قدمت له هذا المجهول أجابك علي الفور «أهو هذا؟ ما كنت أظنه هكذا». ومثل هذا الشئ نفسه يحصل بالنسبة لكلمات اللغة. فإدرا كنا للأشياء

ص59

خاضع لانطباعات فجائية منبعثة من الاسم الذي يدل عليها] (2) .

ويبدو من هذا النص أن فندريس يري أن تلك الصورة التي تنطبع في الأذهان لدي سماع الكلمة المجهولة لا تكاد تمت إلي الدلالة الحقيقة بأية صلة، وهو بهذا يتجاهل أثر التجارب السابقة في ذهن كل منا، وما تخضع له كل لغة في نظام مجموعاتها الصوتية، وارتباط كل مجموعة منها بدلالة معينة. فمجرد النطق باللفظ يستدعي إلي الذهن أمثاله من الألفاظ، ويستدعي معها دلالاتها، ويستوحي المرء من كل هذا دلالة لذالك اللفظ المجهول علي أساس ما اختزنه في حافظته. وقد يوفق في هذا الاستحاء كل التوفيق أو بعضه، ولكنه علي كل حال يجد نفسه قريباً من الدلالة الحقيقة في نسبة غير قلية من الحالات، وهو مانر هفت عليه تجاربنا مع بعض طلاب الكليات والمدارس.

سجل أبو حيان التوحيدي (3) في رسالة له كتبها في الانتقاص من الصاحب ابن عباد لموقف له مع أحد الشعراء حين أنكر علي هذا الشاعر دن يتجرأ علي قول الشعر وهو يجهل كثيراً من الغريب. ثم سرد الصاحب علي مسمع الشاعر طائفة كبيرة من الكلمات النادرة المهجورة التي كان يفخر بمعرفتها والإحاطة بدلالاتها منها: -

الهبلع، الجرفاس، الخيتعور، النعثل، القهبلس، القذعملة، الطربال؛ الشنعوف، العثلط، القفندر.

وقد عرفنا هذه الألفاظ علي مجموعة من طلبة الليسانس بكلية دار العلوم عددهم أربعة وعشرون، ثم عرضناها مرة أخري علي طلبة التوجيهية في إحدي المدارس الثانوية وعددهم ثلاثة وعشرون، وطلبنا من كل طالب أن يسجل ما توحيه كل لفظة من دلالة في ذهنه.

ولكن رغبة في ألا نترك الطالب في ظلام دامس، رأبنا أن ناصح له بما يحصر تخمينه في نطاق محدود، فقلنا له إن الحبلع والجرفاس والخيتعور والنعثل صفات للرجل، وإن القهبلس والقذعملة من صفات المرأة، وإن الطربال صفة للبناه، وإن الشنعوف جزء من الجبل وإن المثلط صفة للبن، وإن القفتدر لواحد من الجمال أو القبح فأيهما تختار؟

ص60

ويلاحظ في التجربة أن بعض طلبة دارالعلوم لم يجيبوا بشئ عن بعض الكلمات. وذلك لأننا طلبنا منهم عدم الإجابة حين يكون أحدهم علي علم بمدلول الكلمة من قبل. وها هي ذي إجابات طلبة كلية دارالعلوم:

1- الهبلع:

فسرها تسعة من الطلبة علي أنها «الأبله العبيط» ، وفسرها أربعة منهم علي أنها «الأ كول النهم» وهو المعني المعجمي الصحيح، وفسرها أربعة علي أنها «الضخم المهول» ، وفسرها ثلاثة من الطلبة علي أنها «القصير» أما باقي الطلبة فتباينت إجاباتهم.

وهكذا نري أن مجموعة كبيرة من هؤلاء الطلبة تشترك في الدلالة، ونسبتهم 37% أي 9 من 24.

2- الجرفاس:

أجاب نحو 14 طالبا مفسراً الكلمة علي أنها «القوي الضخم والشجاع الخشن» وتلك هي دلالات متقاربة بنسبة 58% .

أما باقي الإجابات فمتباينة. والمعني العجمي لهذه الكلمة هو «الضخم».

3- الخيتعور:

أجاب ثمانية من الطلبة مفسراً الكلمة علي أنها «الذليل الضعيف الجبان الكسلان» ، ولم يجب بشئ ستة من الطلبة، أما الباقي فإجابتهم متباينة، أي أن نسبة الاشتراك في الإجابة 44%. والمعني المعجمي لهذه الكلمة هو «الخداع المخاتل» ، فليس منهم من استطاع تخمين المعني الصحيح.

4-النعثل:

لم يجب عن هذه الكلمة غير 13 طالباً، منهم ثمانية فسروها علي أنها «الهادئ النائم الوديع». أي أن نسبة الاشتراك في الإجابة 61% . والمعني المعجمي لهذه الكلمة هو «الشيخ الأحمق».

5- القهبلس:

لم يجب غير عشيرين من الطلبة، منهم عشرة فسروها علي أنها «المرأة الضخمة البدينة»، أي أن نسبة الاشتراك في الإجابة 50% . والمعني المعجمي هو «المرأة الضخمة».

ص61

6- القذعملة:

أجاب 17 طالباً ، منهم 14 فسروها علي أنها القصيرة القميئة، وتلك هي الدلالة المعجمية الصحيحة فتكون نسببة الاشتراك هنا 82%.

7-الطربال:

أجاب 17 طالبا، منهم 9 فسروها علي أنها «البناء الضخم العالي الشامخ»، وتلك هي الدلالة المجمية الصحيحة فتكون نسبة الاشتراك 53% . وأجاب ثلاثة فقط فوصفوا البناء بأنه «المتهدم النهار». أما الباقي فإجاباتهم متباينة.

8- الشنعوف:

أجاب عشرون طالبا، منهم 11 فسروها بأنها «فمة الجبل» أي أن نسبة الاشتراك 55%، في حين أن ثلاثة فقط قالوا عنها ...ها «أسفل الجبل». وأربعة من الطلبة وصفوها بأنها «طرف بارز رفيع» والمعني العجمي لهذه الكلمة هو «القمة».

9- المثلط:

أجاب عنها 21 طالبا، منهم 17 وصفوه بأنه «اللبن المتجمد المتخمر»، وتلك هي الدلالة المعجمية، أي أن نسبة الاشتراك 80%.

10- القفندر:

أجاب عنها 20 طالبا، منهم 12 قالوا عنها إنها صفة للجميل، 8 من الطلبة قالوا عنها إنها صفة للقبيح. أما المعني المعجمي للكلمة فهو «القبيح المنظر».

وهكذا نري أن مجموعة من الطلبة الذين ينتمون إلي وسط اجتماعي واحد، ويشتركون في الثقافة والبيثة التعليمية ، قد استنبطوا دلالات مشتركة بينهم بنسبة 60% في المتوسط. ولم يبق سوي النسبة القليلة التي يمكن إرجاعها إلي التجارب الخاصة والأمزجة المختلفة. كذلك نري أن الدلالات المشتركة لم تكن دائما الدلالة المعجمية الصحيحة ، فلا تكاد تجاوز الإجابة الصحيحة نسبة 42 %، أي أن استنباط الدلالة الصحيحة من اللفظ أمر عسير حتي أبناء دارالعلوم الذين قطعوا شوطا بعيداً من الثقافة اللغوية.

أما إجابات طلبة التوجيهي في المدرسة الثانوية، فكانت نسبة الاشتراك في المتوسط نحو 60 % أيضا، ولكن الإجابة المطابقة للدلالات المعجمية لم تجاوز نسبتها 30% لأنهم أقل اتصالا بالثقافة اللغوية من أبناء دارالعلوم فهم لأنهم من

ص62

وسط واحد وعلي قدر واحد من الثقافة العامة أشتركوا في استيحاء الدلالات بنسبة كبيرة، ولكن إجاباتهم كانت مختلفة عن إجابات أبناء دارالعلوم بشكل ملحوظ.

1- الهبلع:

هنا راينا 16 طالبا تحوم إجاباتهم حول جو واحد من الدلالة فمعظمهم وصف اللكلمة بأنها «الأبله العبيط»، وبعض هؤلاء قالوا عنها إنها «الطويل» ، و من السهل علينا الربط بين الدلالتين. أي أن نسبة الاشتراك 69 % (16 من 23)

2-الجرافاس:

أجاب عنها 12 طالبا بدلالات متقاربة تتلخص في القوة وما يصحبها من شر أو شجاعة، أي أن نسبة الاشتراك 52 % .

3-النعشل:

أجاب عنها 15 طالبا بدلالات متقاربة هي «النعسان النائم الهادئ» ، إي أن نسبة الاشتراك 65%.

4- القهبلس:

أجاب 12 طالبا بقولهم إنها «الثانية الجذابة غير الشريفة»، أي أن الدلالة في أذهاتهم حامت حول الجاذبية الجنسية. فكانت نسبة الاشتراك 52%.

5- القذعملة:

أجاب 16 طالبا فأصابوا في استنباط المعني المعجمي الصحيح وقالوا إنها «القصيرة» أي أن نسبة الاشتراك 69%.

6- الشنعوف:

أجاب 13 طالباً فقالو عنها «القمة»، وتلك هي الدلالة المعجمية الصحيحة، أن أن نسبة الاشتراك 56%.

7- الطربال:

أجاب 16 طالبا فوصفوا البناء بدلالات متقاربة مثل «العالي الشاهق الضخم»، أي أن نسبة الاشتراك 69%.

8- المثلط:

وصفه 11 طالبا بأنه «الجاهد الرايب المقطع»، أي أن نسبة الاشتراك 48%.

ص63

9- القفتدر:

وصف 14 طالبا هذه الكلمة بأنها تعبر عن الجمال. أي أن نسبة الاشتراك 60%.

ولسنا نزعم أن مثل هذه النسب تطرد في كل تجربة من هذا النوع، فقد تكون بعض الكلمات أكثر إيحاء من العض الآخر، وقد تختلف ظروف التجربة فلا تؤدي إلي نفس النتيجة في كل مرة. ولكن الذي يؤكده هو أن نسبة كبيرة من الاشتراك في الستيحاء الدلالات تتم في الوسط الموحد الثقافة، والمتقارب في التجارب. وتأيد هذا لدينا من تجارب أخري متعددة أسست علي كلمات أخري مجهولة الدلالة.

نتهي من هذه التجارب إلي أن اللغة تخضع لنظام خاص في تركيبها من الحروف الهجائية، وأن بعض هذه الألفاظ يخترنها المرء في حافظته، وهي وإن خضعت للنظام العام للغة تتميز بصفات معينة، وتترك أثراً قويا في ذهن من يعيها ويحفظها. فاذا دل استقرائ المستعمل من ألفاظ اللغة علي أن نسبة توالي الفاء والجيم مثلا أكثر من توالي الفاء والصاد، فقد يتصادف أن ما يحفظه المرء من ألفاظ يعطي نسبة أخري قد تكون عكسية ، فيها توالي الفائ والصاد أكثر من توالي الفاء والجيم ويقال حينئذ إن توالي الفاء والصاد في ذهن شخص معين أوضح وأكثر شيوعا منه في ذهن أخر، ولكن الشخصين يخضعان معا للنظام العام الذي تجري عليه ألفاظ اللغة.

تلك هي الصفة تميز شخصا من شخص، وتجعل استيحاء الدلالة من اللفظ تختلف في بعض الأحيان بين شخصين من وسط اجتماعي واحد وثقافة واحدة.

وتختلف نسبة شيوع المجاميع الصوتية في ذهن كل منا، فبعضها أوضع من الآخر وأقرب إلي التذكر، فمجموعة مثل «ملع» تدعو إلي ذهن بعض الناس مجموعة مثل «دلع»، وفي ذهن الآخرين مجموعة أخري مثل «لمع»، ولذا تري أن «ملع» قد يوحي إلي الفريق الأول دلالة «الدلع والميوعة والتخنث» ، وقد يدعو إلي ذهن الفريق الآخر دلالة «اللعان والبريق والضوء».

هذا هو وحي الأصوات أو استيحاء الدلالات من الألفاظ، وقد أطلقنا عليه الوحي لأنه لطيف لا يدرك إلا بعد التجارب والدراسة المستفيضة ، ولأنه عمل من أعمال العقل الباطن أو اللاشعور، يحس به المرء دون أن بدري كيف أحس به.

وللأدباء بصدد هذا الاستيحاء قدرة أخري فوق ما للمر، العادي، يستمدونها من خيالهم وتبنيهم للألفاظ. وتمدهم هذه القدرة بظلال من الدلالات

ص64

لا تكاد تخطر في ذهن الآخرين. ولين من مجال هذا البحث التعرض لما يخطر في ذهن الأدباء والشعراء، ولذا نؤثر الابتعاد عنه، تاركين تلك الظلال الدلالية الخاصة بهم لدارسي النقد الأدبي.

وكما توحي الألفاظ بالدلالات. قد توحي الأشكال والمناظر بشئ من الدلالات أيضا. وذلك لأن المرء يعي في ذهنه تلك الأشكال كما يعي الألفاظ، ويربطها ربطاً وثيقا بالألفاظ الداية علي مناظر أو أشكال شبيهة بها. فعغر الشكل يدعو إلي الذهن الألفاظ التي تدل علي صغر الحجم، وتركت الشكل أو تعقده يوحي بالألفاظ الدالة علي الجمع أو الكثرة.

وللغات في هذه الظاهرة حال تبعث علي العجب والدهشة. فإذا تصادف دن ألفاظ اللغة التي تدل علي صغر الحجم تشتمل في مجموعها علي صوت معين، نري أن المرء قد يستوحي لدي رؤية شكل صغير لفظا مشابهاً لتلك الألفاظ، ومشتملا أيضا علي ذلك الصوت المعين. وقد دلت الملاحظة علي أن «الكسرة» وما يتفرع منها «كياء المدّ» تكون عنصراً أساساً في كل الألفاظ ال.. لة علي صغر الحجم. ولا تقتصر هذه الملاحظة علي اللغة العربية، بل لوحظت أيضا في بعض اللغات الأخري، ولا غرابة إذن أن يقال .. الأشكال توحي بألعاص... معينة، أو تجعل الرائي يؤثر لفظً علي لفظ، ويستتبع ه... أنها تندخل في استيجا.. الدلالات.

وقد قمنا بعدة تجارب اتضع لنا منها أن الكسرة أو ياء المدّ توحي بصغر الحجم، وأن حروف التفخيم توحي بضخامة الحجم. وأن الشكل المتعدد الأطراف أو الأجزاء قد يوحي بفكرة الجمع وهكذا.

وبدأنا تلك التجارب بعرض شكلين حياليين لا يمثلان في الحقيقة شيئا، ولا فرق بينهما سوي أن أحدهما كبير الحجم والآخر صغيره مثل:

ص65

(شكل 1)                         (شكل 2)

ثم طلبنا من مجموعة كبيرة من الطلبة أن يتخيروا دحد النقضين المرتجنين (زليع، زلوع) للشكل الأول، وأن يتخيروا اللفظ الآخر للشكل الثاني ووحدنا أن نحو 60 % من الطلبة اختاروا لفظ «زليع» للشكل الصغير. ولا تختاف هذه اللفظة عن الأخري إلا أنها تشتمل علي (ياء ...لدء) في حين أن الأخري تشتمل علي واو المد، مما يؤكد تلك الملاحظات التي أ.... بعض العلماء من ارتباط الكسرة وياء المدّ بصغر الحجم وضيق الوقت في بعض اللغات (4)

ثم عرضنا شكلين آخرين يختلفان فقط في الحجم وطلبنا اختيار أحد اللفظين المرتجلين (ستين، سليقة) للشكل الأول واللفظ الآخر للشكل الثاني، فوجدنا أن الكثرة الغالبة قد اختارت لفظ (س..ينة) للحجم الصغير. وهذا اللفظ يوحي بفكرة التأنيث. وترتبط هذه الفكرة بصغر الحجم والرقة وضعف الأنوثةف والشكلان هما:

ص66

(شكل 3)                                     (شكل 4)

ثم عرضنا أشكالا أخري لاتختلف إلا في الحجم وعرضنا معها ألفاظاً مرتجلة مثل (الظاقع، السالع) ، (الستيم، الطقيخ) . فوجدنا أن الكثرة الغالبة كانوا يختارون اللفظ المشتمل علي حروف التفخيم كالقاف والطاء والظاء والخائ للشكل كبير الحجم.

ويقرر بعض الباحثين في اللغات الحامية أنها بوجه عام تميز بين المذكر والمؤنث بإضافة حرف «الكاف» في آخر المذكرف وإضافة حرف «التاء» في آخر المؤنث(5).

وبالمقارنة بين الحرفين تري أن «الكاف» حرف يمكن أن يعد مفخما إذا قيس بنظيره الأمامي وهو «التاء» أي أن مكرة ارتباط حروف التفخيم بالرجولة والقوة والضخامة، وارتباط حروف الترقيق بالأنوثة والضعف و صغر الحجم أمر غير مقصور علي ألفاظنا العربية.

وعرضنا أشكالا أخري مثل:

ص67

(شكل 5)                         (شكل 6)

ومعها ألفاظ مرتجلة مثل (السآن، الأفناس)، (والشواجن، الشنغاف)، ووجدنا دن الكثرة الغالبة كانوا يستوجون من الشكل الثاني فكرة الجمع أو الكثرة ، ويربطونه بما يوحي بتلك الفكرة من الألفاظ السابقة مثل (ألناس، شواجن)، فصيغة كل منهما تمثل صيغة مشهورة من صيع جمع التكسبر.

ومع اعترافنا بأن التجارب السابقة قد تمت في نطاق ضيق نستطيع أن نتنبأ ونحن مطمئنون إلي أن إجراءها في نطاق أوسع سيؤدي إلي نفس النتيجة أو ما أشبهها شبهاً كبيراً.

ونختم هذا الفصل بأن نشير إلي أن استيحاء الدلالة غير مقصور علي حروف اللفظ وأصواته، بل قد تتدخل الصيغة أو بنية اللفظ في هذا الاستيحاه شجرد النطق بألفاظ مرتجلة مثل، (سليم، مطافع، عفول) يوحي إلي الذهن أنها أوصاف أو أسماء، في حين أن صيغاً أخري مثل: (ملغ ، ب...هط ، يسافه، ا شكع) توحي إلي الذهن أنها أفعال.

ص68

_________________

(1) شفاء العليل ال...جي صفحة 7.

(2) Language p.-237.

(3) العربية تأليف المشرق يوهان فك ترجمة عبدالعحليم النجار صفحة 162.

(4) جسبرسن صفحة 102 .

Language, ... .. ... ..., developu ... . And pr ... eio.

(5) The Language families of Africa p. 91 by weroer.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.