المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



رأي المحدثين في اللفظ والدلالة  
  
1193   10:58 صباحاً   التاريخ: 21-4-2018
المؤلف : د. إبراهيم أنيس
الكتاب أو المصدر : دلالة الألفاظ
الجزء والصفحة : ص51- 56
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / مفهوم الدلالة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-8-2017 695
التاريخ: 5-8-2017 753
التاريخ: 5-8-2017 1003
التاريخ: 21-4-2018 978

 

رأي المحدثين

يلخص «جسبرسن (1) » آراء المحدثين في الصلة بين الألفاظ والدلالات فيعرض أولا لمقال «هميلت» الذي يزعم فيه أن اللغات يوجه عام تؤثر التعبير عن الأشياء بوساطة ألفاظ أثرها في الآذان يشبه أثر تلك الأشياء في الأذهان.

أي أن «هميلت» كان من أنصار المناسبة الطبيعية بين الألفاظ والدلالات. وقد عارضه في هذا الرأي «مدفيج» ، وساق له كثيراً من الكلمات التي لاتتضح فيها هذه العلة، غير أن «مدفيج» في رأي جسبرسن كان متجنيا علي «همبلت» ، لأنه لم يدع أن مثل هذه الظاهرة تطرد في كل كلمات اللغة ، ولأنه بين في ثنايا هذا الرأي أن الكلمات بدأت واضحة الصلة بين أصواتها ودلالالتها، ثم تطورت تلك الأصوات أو تلك الدلالات ، وأصبحت الصلة غامضة علينا.

و يبدو أن جسبرسن، كان ممن ينتصرون لأصحاب المناسبة بين الألفاظ

ص51

و دلالاتها، غير أنه حذرنا من المغالاة في هذا، إذ يري أن هذه الظاهرة لاتكاد تطرد في لنة من اللغات، وأن بعض الكلمات تفقد هذه الصلة علي مر الأيام، في حين أن كلمات أخري تكتسبها و تصبح فيها واضحة بعد أن كانت لا تلحظ فيها.

 ويسوق لنا جسبرسن أمثلة لتلك النواحي التي تلحظ فيها وثوق الصلة بين الألفاظ والدلالات منها:

أ-  وأوضح تلك النواحي ما يسمي Onomaloopeia وهي الألفاظ التي تعد بمثابة الصدي لأصوات الطبيعة. وهذه ظاهرة واضحة في كل اللغات، وهي تشبه ما عندنا في العربية من أمثال الحفيف، والخرير، والزفير والصهيل والهزيم والهواء والزئير إلي غير ذلك من كلمات استمدت ألفاظها من الأصوات الكونية و أصوات الحيوانات.

ب- يؤكد لنا «جسبرسن» أن الألفاظ التي تعبر عن الصوت الطبيعي قد تنتقل، وتصبح معبرة عن مصدر هذا الصوت، وذلك كأن يصبح الزئير اسما من أسماء الأسد. ففي أوربا طائر يظهر في الربيع و يصبح «كوكو»، وكان من الممكن أن تقنع هذه اللفظة بالتعبير عن صوت هذا الطائر، ولكنها تستعمل الآن للطائر نفسه. كذلك قد تسمي حركات الإنسان بما ينبعث عنها من أصوات، فصوت المشي قد يطلق علي المشي نفسه.

 فلصفع مثلا كلمة بدأت فيما يبدو بمثابة صدي لوقع اليد علي الوجه فهي حكاية صوت لتلك الحركة الإنسانية، ثم أصبحت تعبر عن نفس الحركة.  ويبدو أن هذا النوع من الألفاظ يكثر في اللغات البدائية، أو بين الأمم المتخلفة، فقد لاحظ بعض الباحثين في لغات وسط افريقيا أن الفعل الواحد قد يوسف بكثير من الألفاظ المعبرة عن حالاته المتعددة. فمثلا في لغة «اليوربا» تري أن الفعل «يمشي» هو Zo ، فإذا شاء أحد أبناء هذه اللغة التعبير عن المثي منتصب القامة استعمل بعد الفعل Zo لفظاة يعبر عن هذه الهيئة أو يوحي بها أراد التعبير عن المشي بنشاط وحماس استعمل لفظاً آخر. وقد جمع أحد اللغويين نحو ثلاثة وثلاثين لفظاً مختلفاً تتخذ لوصف الحالات المتعدد، لعملية المشي أو العملZ o وحده. ومن تلك الحالات (2) :

ص52

1- يمشي منتعب القامة                       Zo Ka Ka

2- يمشئ ب وحماس                         Zo dze dze

3- يمشي بسرعة                              zo tya lya

4- يمشي متقافلا لضخامة جسمه             zo boho boho

5- مشية الرجل المتزن الطويل القامة     zo tyo tya

6-مشية المرأة في حدوء وئبل             zo wudo wudo lya

ج-  كذلك قد ترتبط الألفاظ بالدلالات في بعض الحالات النفسية كالكلمات التي تعبر عن الغضب أو النفور والكره. كما ترتبط بحجم الأشياء أو أبعادها، فقد لوحظ أن «الكسرة» وما يتفرع عنها من «ياء المد» ترمز في كثير من اللغات إلي صغر الحجم أو قرب المسافة. ففي العربية مثلا مجد أن «الياء» هي علامة التصغير، وأن الكسرة علامة التأنيث (3)

د- كذلك يشير «جسبرسن» إلي ما عرف عند علماء العربية من أن زيادة المبني تدل علي زيادة المعني، فحين نقارن بين «صرالجندب»، و «صرصر الجندب» نري أن صيغة «صرصر» تفيد تكرير الصوت، وحين تقارن بين «كسر» و «كسر» نري أن التضعيف في الصيغة الثانية قد زاد في دلالتها.

 ويختتم «جسبرسن» هذا الفصل الذي يدعوه «رمزية الألفاظ» بقوله: إن كلمات اللغات تزداد مع الأيام ابحاء للدلالات، وتكتسب الألفاظ بمرور الزمن قدراً أكبر من تلك الرمزية. ويتنبأ من أجل هذا بتلك النبوة المتفائلة التي كان يحلم بها فلاسفة اليونان من أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه الصلة بين الألفاظ ودلالاتها أكثر وضوحاً وأوثق ربطاً مما عرف أجدادنا القدماء.

 ويعد دي سوسير de S ossure من أشهر المعارضين لأصحاب الصلة بين الألفاظ والدلالات، إذ يراها اعتباطية لا تخضع لمنطق أو نظام مطرد. ومع اعترافه بتلك الصلة في الألفاظ التي تعد بمثابة الصدي لأصوات الطبيعة والتي تسمي onomalopoeia يقرر أنها من القلة في اللغات، ومن الاختلاف والتباين باختلاف اللغات الإنسانية، بحيث لا يصح أن نتخذ منها أساساً لظاهرة لغوية مطردة أو شبيهة بالمطردة . هي إذن في رأبه مجرد ألفاظ قليلة تصادف أن أشبهت أصواتها دلالاتها.

ص53

والأمر الذي لم يبد واضحافي علاج كل هؤلاء الباحثين هو وجوب التفرفة بين الصلة الطبيعية الذاتية والصلة المكتسبة. ففي كثير من ألفاظ كل لنة نلحظ تلك الصلة بينها و بين دلالاتها، ولكن هذه الصلة لم تنشأ مع تلك الألفاظ أو تولد بمولدها، وإنما اكتسبتها اكتساباً بمرور الأيام و كثرة التداول والاستعمال.

وهي في بعض الألفاظ أوضع منها في البعض الآخر، ومرجع هذا إلي الظروف الخاصة التي تحيط بكل كلمة في تاريخها، وإلي الحالات النفسية المتباينة التي تعرض المتكلمين والسامعين في أثناء استعمال الكلمات. فإذا تصادف أن عني أحد المتكلمين بأصوات لفظ من الألفاظ، واسترعي انتباهه أكثر من غيره، لا يلبث أن يعقد الصلة الوثيقة بينه و بين دلالته، ويتصور نوعا من الناسبة بين تلك الأصوات وما تدل عليه، ومحاول نقل شعوره إلي غيره ماستطاع إلي ذلك سبيلا. فإذا تصادف أيضا أن أحسن فريق من الناس بنفس الإحساس، بدأت عملية ذهنية أخري هي الربط بين هذه الأصوات وأشباهها في الكلمات الأخري، لأن الذهن الإنساني يميل إلي التجميع والتعميم. وتلتقي تلك العملية نفسية أخري هي التي قسمي يتناعي المعاني، أي أن المعني حين بخطر في الذهن يدعو ما يشبهه أو يقاربه. وهنا قد يخطر في الذهن فكرة الربط بين مجموعة من الألفاظ المتشابهة المتقاربة، بمجموعة من المعاني المتشابهة أو المتقاربة، ويترتب علي هذا أن يشيع بين أبناء اللغة نوع من الوهم يشعرون معه بوثوق الصلة بين الألفاظ والدلالات.

 فالألفاظ لا تعدو في حقيقتها أن تكون بمثابة الرموز علي الدلالات، كل لفظ يصلح أن يتخذ للتعبير عن أي معني من المعاني، فما يسمي «بالشجرة» يمسكن أن يسمي بأي لفظ متي اصطلح الناس عليه، وتواضعوا علي استعماله فليس في لفظ «الشجرة» ما يوحي بفروعها وجذورها وأوراقها و خضرتها.

 وقد كان من الممكن أن يعبر عن هذه المعاني برموز أخري غير صوتية كالإشارة و نحوها. ولكن الإنسان بداً  أمد بعيد جداً يتخذ من أصواته رموزاً للتعبير عما يخطر في ذهنه واستغل في هذا ما نسميه بجهاز النطق الذي وظيفته الأصلية الطبيعية المضغ والبلغ والتنفس.  دعنا نتذكر علامات المرور من أحمر وأصفر وأخضر التي يرمز كل لون منها إلي دلالة معينة اصطلح المجتمع عليها و تقبلها قبولا حسناً. فجبن يري السائق اللون الأحمر يخطر في ذهنه دلالة معينة هي وجوب الوقوف ، فإذا رأي اللون الأخضر عرف أنه يرمز له بالسماح بالمرور. وليس بين هذه الألوان وما تدل عليه أي مناسبة

ص54

طبيعية، وكل ما بينها لا يعدو أن يكون اصطلاحا ومواضعة هي من صنع الناس.

وكذلك الألفاظ اصطنعها الإنسان للتعبير عما يخطر في ذهنه، غير أنها اكتسبت مع الزمن صفة ليست في غيرها من الرموز الاصطلاحية، ومن المجازقة أن ينظر إلي تلك الألفاظ الآن علي أنها مجرد رموز، فقد ارتبطت بالفكر الإنساني ارتباطاً وثيقاً، وأصبح من الصعب أن نتصور أي نوع من التفكير بغير هذه الألفاظ. فالإنسان يفكر بوساطة هذه الألفاظ، والدلالة التي ليس لها لفظ لاوجود لها إلا في مخيلة بعض الفلاسفة. حتي ما يسمي بالتفكير الصامت أو التأمل لا يؤدي إلا بعملية نطقية يقوم بها للتأمل، وإن لم يسمعها أحد ممن حوله. فعضلات نطقه تقوم بنفس الحركات اللسانية التي يقوم بها في الكلام المسموع. وقد برهنت التجارب الكثيرة علي هذه الحقيقة العلمية، فالمرء قد يشعر بإرهاق في عضلات نطقه بعد سماعه لخطيب يخطب أمامه لمدة طويلة، وذلك لأن عضلات نطق السامع تتحرك حركات خافتة تشبه ما تقوم به عضلات نطق الخطيب تمام الشبه.

 بل لقد لوحظ أن لاعب البيانو حين يستمع لعزف غيره مدة طويلة، فديشعر بعدها بتعب أنامله وأسابعه ، فكأنما قد مارس هو العزف بنفسه.  وليس يعترض علي هذا بأن يقال إن الذي بولد أصم يدرك الأشياء والحوادث دون أن يكون له أي نصيب من تلك الألفاظ اللغوية؛ وذلك لأن إدراك الأصم مولدا أدني كثيراً من إدراك السامع، فإدراكه للأمور إدراك ناقص، ومع هذا لايتم له هذا الإدراك الناقص إلا عن طريق رموز أخري تحل محل الرموز الصوتية كالإشارة ونحوها. بل إن مشاهد السينما الصامتة لم يكن يستطيع إدراك ما يراه إلا بعد ترجمته في ذهنه إلي ألفاظ يعرف دلالتها، ولو قد عرض عليه من الأشياء أوالحوادث ما لا يستطيع ترجمته إلي الألفاظ ، لمرت بذهنه مروراً عابراً غامضاً لا يترك أثراً، ولا يبعث علي تتفكير أو رغبة في مشاهدتها.

 فاصطناع الألفاظ للتعبير عما يجول في الأذهان قدمرت به مثات أو آلاف من القرون جعلت من تلك الألفاظ ثبيثاً أرقي من مجرد رموز. فليست كإشارات المرور أو العلامات التلغرافية أو الشفرة، بل هي بالنسبة للإنسان مصابيح تهيده في ظلمات الحوادث، وتعيته في معترك الحياة، وتجعل منه مخلوقاً اجتماعياً نافعاً. و هو لهذا يعتزبها، ويتبناها، وينقب عما تتضمن من أصرار، وينسب لها فوق مالها في الحقيقة والواقع فهي التي ميزته عن سائر المخلوقات، ويسرت له التفكير ولا غرابة إذن أن يوصف الإنسان بأنه المخلوق الناطق.

ص55

 وقد اكتسبت تلك الألفاظ شيئاً من القدسية بعد أن حملت إلي الناس أرقي ما يفتجه العقل البشري من آداب و علوم، وبعد أن اتخذت وسيلة لإبصال الوحي الإلهي إلي عقول البشر، فكتبت بها أسفارهم المقدسة ونزلت بها الكتب السماوية.

أما كيف ربط الإنسان الأول بين الألفاظ ودلالاتها، ولماذا اختص العربي «الشجرة» بهذا اللفظ «والبحر» بلفظ آخر، واختصتمهما الشعوب الأخري بألفاظ أخري، ومتي بدأ أو تم للإنسان هذا الربط، فكل هذه أسئلة حيرت عقول المفكرين منذ قرون سحيقة ولا تزال تحيرها حتى الآن.

ص56

_________________

(1) Language ils nalure, development & origin: Cbapter. XX.

(2) languge families of Africa p. 47.

(3) انظر اللهجات العربية صفحة 81.

 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.