أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-07-2015
1025
التاريخ: 25-3-2018
687
التاريخ: 26-3-2018
816
التاريخ: 28-3-2017
700
|
يقول ادوار لوثر كيسيل : يرى البعض أن الاعتقاد في أزلية هذا الكون ليس أصعب من الاعتقاد في وجود إله أزلي، ولكن القانون الثاني من قوانين الديناميكا الحرارة المعبر عنه بقانون ترموديناميك يثبت خطأ هذا الرأي فالعلوم تثبت بكل وضوح أن هذا الكون لا يمكن أن يكون أزليا، فهناك انتقال حراري مستمر من الأجسام الحارة إلى الأجسام الباردة، ولا يمكن أن يحدث العكس بقوة ذاتية بحيث تعود الحرارة فترتد من الأجسام الباردة إلى الأجسام الحارة.
ومعنى ذلك أن الكون يتجه إلى درجة تتساوى فيها حرارة جميع الأجسام وينضب فيها معنى الطاقة، ويومئذ لن تكون هناك عمليات كيمياوية أو طبيعية ولن يكون هناك أثر للحياة نفسها في هذا الكون، ولما كانت الحياة ولا تزال قائمة (لا يعني بذلك أزلية الحياة بل طول بقائها) ولا تزال العمليات الكيمياوية والطبيعية تسير في طريقها، فإننا نستطيع أن نستنتج أن هذا الكون لا يمكن أن يكون أزليا وإلا لاستهلكت طاقته منذ زمن بعيد وتوقف كل نشاط في الوجود وهكذا توصلت العلوم دون قصد إلى أن لهذا الكون بداية وهي بذلك تثبت وجود اللّه تعالى.
لأن ما له بداية لا يمكن أن يكون قد بدأ نفسه ولا بدّ من مبدئ أو محرّك أول أو من خالق وهو الإله : {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ } [الطور: 35، 36] .
ولا يقتصر ما قدمته العلوم على إثبات أن لهذا الكون بداية فقد أثبت فوق ذلك أنه بدأ دفعة واحدة منذ خمسة بلايين سنة.
واليوم لا بدّ لمن يؤمنون بنتائج العلوم أن يؤمنوا بفكرة الخلق أيضا وهي فكرة تستشرف على سنن الطبيعة لأن هذه السنن إنما هي ثمرة الخلق.
ولا بدّ لهم أن يسلموا بفكرة الخالق الذي وضع قوانين هذا الكون الوسيع.
وما إن أوجد اللّه مادة هذا الكون والقوانين التي تخضع لها حتى سخرها جميعا لاستمرار عملية الخلق عن طريق التطور.
يقول فرانك ألن : إذ نحن والماديون نشترك في الإذعان بأزلية ما في الكون فإما أن ننسب الأزلية إلى عالم ميت، وإما أن ننسبها إلى إله حي يخلق ما يشاء.
وليس هناك صعوبة فكرية في الأخذ بأحد هذين الاحتمالين اكثر مما في الآخر، ولكن قوانين الديناميكا الحرارية تدل على مكونات هذا الكون تفقد حرارتها تدريجيا وأنها سائرة حتما إلى يوم قصير فيه جميع الأجسام تحت درجة من الحرارة بالغة الانخفاض هي الصفر المطلق (المراد من الصفر المطلق لا يعني الصفر المشهور بل هو الصفر الذي يفقد كافة درجات الحرارة والحركة الجزئية (المولكولية) والذرية (الآتومية) وما إليهما ، وفي هذه المرحلة تنعدم المادة إطلاقا فإنها تلازم الحركة كينونة، فمن هذه الجهة قوانين الديناميكا الحرارية تحكم بفناء المادة ذاتية إلا من ورائها من الخالق الأزلي المجرّد اللانهائي وهو اللّه تعالى.
ويومئذ تنعدم الطاقة عند ما تصل درجة حرارة الأجسام إلى الصفر المطلق بمضي الوقت.
أما الشمس المحرقة والنجوم المتوهجة والأرض الغنية بأنواع الحياة فكلها دليل واضح على أصل الكون أو أساسه يرتبط بزمان بدأ من لحظة معينة فهو إذا حدث من الأحداث.
ومعنى ذلك أنه لا بدّ لأصل الكون من خالق أزلي عالم قادر ليس له بداية، عليم محيط بكل شيء قوي ليس لقدرته حدود ولا بدّ أن يكون هذا الكون من صنعه.
وهذا شطر من شهادات العلم والعلماء على استحالة أزلية المادة والكون بأجمعه ويحتاج إلى خالق مكوّن.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|