أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-3-2018
5556
التاريخ: 26-7-2017
3495
التاريخ: 26-7-2017
4731
التاريخ: 14-08-2015
13677
|
لقد ازدهر النقد الادبي في القرن الثاني الهجري على يد جملة من رواة الشعر واُدباء العصر والشعراء التابعين، فمن رواة الشعر: الأصمعي، وحماد الراوية، وخلف الأحمر، وأبو عمر بن العلاء، وأبو عبيدة. كان خلف الأحمر من النقاد المبرّزين حتى قال ابن رشيق: (وكان أبو عمرو ابن العلاء وأصحابه لا يجرون مع خلف في حلبة هذه الصناعة ولا يشقّون له غباراً لنفاذه فيها وحذقه بها واجادته لها) (1).
كان أبو عبيدة يرى أن أشعر الناس: ثلاثة من الجاهليين؟ أمرؤ القيس الكندي، النابغة الذبياني، وزهير بن أبي سُلْمى. ومن الإسلاميين ثلاثة: الفرزدق، وجرير والأخطل، لأنهم اعطوا حظّا في الشعر لم يعطِه أحد في الإسلام.
أما الأصمعي فكان معجباً بشعر بشّار لأنه كان يناصر المولّدين فقدّمهم على الجاهليين.
وكان يشبّه بشّاراً بالأعشى والنابغة بل كان يفضله على مروان ويشبه مروان بزهير والحطَيئة.
وممّا يذهب إليه الأصمعي في النقد فيقول: عدي في الشعراء بمنزلة سهيل في النجوم يعارضها ولا يجري معها.
والنقد على أنه امتاز في هذا العصر بالموضوعية وظهور قواعد وأسس قد تبلورت على أيدي النحاة واللغويين، فأن للأدباء دوراً لا ينكر، فهذا بشار بن برد مع كونه شاعراً فهو كذلك أجود الشعراء وأدقّهم في نقد الشعر، فيذكره أبو فرج الاصفهاني فيقول: إن أبا عبيدة كان يعجب من فطنة بشار وصحّة قريحته وجودة نقده (2).
أما مروان فكان يعرض شعره على بشار. وابن الرومي يقدّم بشاراً ويَزعمُ أنه اشعر الماضين ناهيك عن المعاصرين له، وابو العتاهية يعتمد على معاني بشار (3).
وهكذا نجد في أبي نواس الأديب الاَخر والناقد الحذق الذي يمثّل جانباً من تطور الحياة الأدبية في هذا العصر.
لو أجملنا الحديث نقول إنّ النقد في القرن الثاني تطور بشكل ملحوظ لا يمكن الاغفال عنه، وقد تظافرت جهود كثيرة من زوايا متعددة حتى بلغ مرتبة من المنهجية والموضوعية بعد ما تجاوز مرحلة الاستقراء، فهناك طبقة الرواة، وطبقة اللغويين، وطبقة النحاة، وطبقة البلاغيين، ثم الأدباء أنفسهم، ثم الكتّاب المتخصصون في البلاغة والنقد، كل أولئك ساهموا بخطوات كبيرة لرفد النقد الأدبي حتَّى استقرَّ على القواعد والأسس التي دوّنت في القرن الثالث الهجري.
فمن طبقة الرواة والأدباء، أبو عمرو بن العلاء وأبو عبيدة، والأصمعي، وخلف، وأبو زيد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) العمدة 1/ 197.
(2) الأغاني 2/ 17.
(3) الأغاني 3/ 134.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
معهد الكفيل للنطق والتأهيل: أطلقنا برامج متنوعة لدعم الأطفال وتعزيز مهاراتهم التعليمية والاجتماعية
|
|
|