أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-3-2018
1109
التاريخ: 19-9-2017
1132
التاريخ: 22-9-2017
1011
التاريخ: 22-9-2017
1030
|
التخلص من ما زيار:
كان مازيار أحد المقربين من الخليفة المأمون وموضع ثقته فقد ولاه شروين على حدود طبرستان وسماه محمد، وسمح له بالتلقب بلقب "الأصبهبذ" (1) وهو لقب يطلق على من كان يتولى تلك المناطق. وفي سنة 224 هـ خالف مازيار بن قارن بن وندا هُرمز المعتصم صاحب طبرستان وكشف عن روحه الثورية، وعصى وقاتل عساكره.
وكان سببه أن مازيار كان منافرًا عبد الله بن طاهر لا يحمل إِليه خراجه، وكان المعتصم يأمره بحمله إلى عبد الله، فيقول: لا أحمله إلا إِليكَ، وكان المعتصم ينفذ مُن يقبضه من أصحاب مازيار بهمذان، ويسلّمه إلى وكيل عبد الله بن طاهر يردّه إلى خراسان.
وعظّم الشر بين مازيار وعبد الله، وكان عبد الله يكتب إلى المعتصم، حتى استوحش من مازيار، فلما ظفر الأفشين ببابَك، وعظ محلّه عند المعتصم، طمع في ولاية خراسان، فكتب إلى مازيار يستميله، ويظهر له المودة، ويُعلمه أن المعتصم قد وعده ولاية خراسان، ورجا أنه إذا خالف مازيار سيَّرة المعتصم إلى حربه، و ولاه خراسان، فحمل ذلك مازيار على الخلاف، وترك الطاعة، ومنع جبال طبرستان، فكتب المعتصم إلى عبد الله بن طاهر يأمره بمحاربته، وكتب الأفشين إلى مازيار يأمره بمحاربة عبد الله بن طاهر، وأعلمه أنه يكون له عند المعتصم كما يحب، ولا يشك الأفشين أن مازيار يقوم بمقابلة ابن طاهر، وأن المعتصم يحتاج إلى إنفاذه وإنفاذ عساكر غيره .
انتفض مازيار وحمل الناس على بيعته كرهًا وأخذ رهائنهم وعجل جباية الخراج فأستكثر منه وخرب سور آمد وسور سابة وقتل أهلها إلى جبل يعرف بهر مازاياروني سرخاشان سور طمس منها إلى البحر على ثلاثة أميال وهي على حد جرجان وكانت تنبيه سدًا بين الترك وطبرستان وجعل عليه خندقًا ومن أهل جرجان إلى نيسابور، وأنفذ عبد الله بن طاهر عمه الحسن بن الحسين في جيش كثيف لحفظ جرجان، فعسكر على الخندق، ثم بعث مولاه (حيان بن جبلة) إلى قومس فعسكر علي جبال شروين.
وبعث المعتصم من بغداد محمد بن إبراهيم بن مصعب وبعث منصور بن الحسن صاحب دنباوند إلى الري، وبعث أبا الساج إلى دنباوند وأحاطت العساكر بخياله من كل ناحية، ودخل أصحاب الحسن بن الحسين أصحاب سرخاشان في تسليم سورهم وليس بينهما إلا عرض الخندق، فكلموه وسار الآخرون إِليه على حين غفلة من القائدين، وركب الحسن بن الحسين وقد ملك أصحابه السور ودخلوا منه فهرب سرخاشان وقبضوا على أخيه شهريار فقتل. ثم قبض على سرخاشان على خمسة فراسخ من معسكره وجيء به إلى الحسن بن الحسين فقتله أيضًا (2).
ثم وقعت بين حيان بن جبلة وشهريار ابن أخ مازيار ومن قواده، مداخلة استمالة حيان، فأجاب أن يسلم مدينة سارية إلى حد جرجان على أن يملكوه جبال آبائه، وبعث حيان إلى ابن طاهر فسجل لقارن بما سأل، وكان قارن في جملة عبد الله بن قارن أخي مازيار ومن قواده فأحضر جميعهم لطعامه وقبض عليهم، وبعث بهم إلى حيان فدخل جبال قارن في جموعه واعتصم لذلك مازيار، وأشار عليه أخوه القوهيار أن يخلي سبيل من عنده من أصحابه ينزلون من الجبل إلى مواطنهم لئلا يؤتي من قبلهم، فصرف صاحب شرطته وخراجه وكاتبه حميدة، فلحقوا بالسهل ووثب أهل سارية بعامله عليهم مهرستان بن شهرين ودخل حيان سارية.
ثم بعث قوهيار أخو مازيار محمد بن موسي بن حفص عامل طبرستان(مكونة من شقين طبر، واستان) ومعناها ناحية الطبر، وهى بلدان واسعة (معجم البلدان للبغدادي، م4) وكانوا قد حبسوه عند انتفاضهم، فبعثه إلى حيان ليأخذ له الأمان وولاية جبال آبائه على أن يسلم إِليه مازيار، وعزل قوهيار بعض أصحابه في عدوله بالاستئمان عن الحسن إلى حيان فرجع إليهم وكتبوا إلى الحسن يستدعون قوهيار( قرية بطبرستان) من أخيه مازيار فركب من معسكره بطمس وجاء لموعدهم ولقي حيان على فرسخ فرده إلى جبال شروين التي افتتحها، ووبخه على غيبته عنها فرجع سارية وتوفي، وبعث عبد الله مكانه محمد بن الحسين بن مصعب وعهد إليه أن لا يمنع قارن ما يريده، ولما وصل الحسن إلى خرماباذ ( قرية من قرى بلخ ومنها أبو الليث نصر بن سيار الخرماباذي) وسط جبال مازيار لقيه قوهيار هنالك، واستوثق كل منهما من صاحبه، وكاتب محمد بن إبراهيم بن مصعب من قواد المعتصم قوهيار بمثل ذلك، فركب قاصدًا إليه، وبلغ الحسن خبره فركب في العسكر وحازم يسابق محمد بن إبراهيم إلى قوهيار فسبقه ولقي قوهيار وقد جاء بأخيه مازيار فقبض عليه وبعثه مع اثنين من قواده إلى خرماباذ ومنها إلى مدينة سارية (3).
لما وصل إلى المعتصم نبأ هذه الفتنة عزم على القضاء عليها، فألقت قواته القبض على المازيار وعقد المعتصم مجلسًا لمحاكمته ووجه إليه بعض التهم ومنها:
- محاولته القضاء على الدولة الإسلامية والدين الإسلامي والتخلص من الحكم العربي وإعادة الدولة الفارسية كما كانت بدينها ولغتها. وانتهت هذه المحكمة بضرب المازيار بالسوط حتى مات أن شهر به وصلب (4).
يتضح أن ثورة المازيار كانت حركة فارسية سياسية ترمي إلى التخلص من سلطان العرب، وأنها اتخذت المذهب الخرمي الثوري شعارهم لتضم قوي الطبقات العامة ضد بني العباسي. وقد انتبه الخليفة إلى مغزاها (5).
___________
(1) تاريخ الدولة العباسية، محمد أحمد إبراهيم، ص 40.
(2) الكامل في التاريخ، لابن الأثير، ص 961، تحقيق أبو صهيب الكرمى، والبداية والنهاية، لابن كثير، ج9 ص314.
(3) تاريخ ابن خلدون (العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، ص 746ــ 747، وتاريخ الدولة العباسية (العصر العباسي الأول)، محمد سهيل طقوش، العصر العباسي الأول، عبد المنعم ماجد، ص 407ـ 412، العصر العباسي الأول (عصر القوة والتوسع والازدهار)، د/ إبراهيم فرغلي، ص 151 ـ152.
(4) الدولة العربية الإسلامية منذ العام الأول للهجرة وحتى نهاية العصر العباسي الأول (1ـ232هـ) (622ــ846م)، الدكتور جمال الدين سرور، ص 300.
(5) تاريخ الطبري، الطبري ج 10 ص360، العيون ص 59ـ60، وشذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد (الإمام شهاب الدين أبي الفلاح)، م 3 ص 101، تحقيق محمود الأرناؤوط، دراسات في تاريخ العرب (العصر العباسي الأول)، السيد عبد العزيز سالم، ج3 ص 94.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|