المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



ثلاث قوى  
  
2566   02:08 مساءً   التاريخ: 25-2-2018
المؤلف : الشيخ محمّد مهدي شمس الدين .
الكتاب أو المصدر : حركة التاريخ عند الإمام علي (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ص118-123.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /

قد تبلْورتْ وتحدّدت باستجابته وتولّيه للسّلطة ثلاث قوى سياسيّة / فكريّة، هي:
1 - النّهج الإسلامي الصّافي النّبوي:
تمثّله السّلطة الشرعيّة (الخلافة) وعلى رأسها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام).
والهدف الآني المباشر والملحّ لهذا النهج كان تصحيح الأوضاع السّياسيّة والإداريّة والاقتصاديّة في المجتمع الإسلامي الّذي يتطلّع بلهفة إلى تغييرات تحقّق آماله.
كما كان هذا الهدف يستبطن هدفاً آخر هو إعادة الاعتبار النّظري والعملي للمفاهيم والقِيَم الإسلاميّة.
2 - النهج الجاهلي المموّه بالإسلام:
وقد كان هذا النّهج يتمتّع بسلطة واسعة وثابتة في المنطقة السّوريّة، وكانت له جيوب في: (الحجاز، والعراق، ومصر) وغيرها من بلاد الإسلام.
وقد بدا منذ اللّحظة الأولى أنّ قائد هذا النّهج هو (معاوية بن أبي سفيان)، والهدف الآني والنّهائي لهذا النّهج هو تثبيت الأوضاع القديمة، وإجهاض النّهج النّبوي أو قمعه بإثارة المشاكل والفتن في وجهه.
إنّه الثّورة المضادّة، إنّه قطع الطّريق على حركة التغيير، وقد عبّر الإمام عن قادة هذا النّهج بأنّهم أرادُوا ردَّ الأمورِ على أدبارِه وذلك في كلام له عن أصحاب الجمل: إنَّ هؤُلاءِ قد تمالأوا(1) على سخطةِ(2) إمارتي، وسأصبِرُ ما لم أخف على جماعتِكُم، فإنَّهُم إنْ تمّمُوا على فَيَالَةِ(3) هذا الرَّأي انقطع نِظامُ المُسلمِين، وإنَّما طلبُوا هذهِ الدُّنيا حسداً لِمَنْ أفاءها(4) اللّه عليهِ، فأرادُوا ردَّ الأُمُورِ على أدبارِها، ولكُم علينا العملُ بكتابِ اللّه، تعالى، وسِيرةِ رسُولِ اللّه (صلّى الله عليه وآله)، والقيامُ بِحقِّهِ، والنَّعشُ(5) لِسُنَّتهِ (6).
3 - الموقف المتردِّد الحائر - إِذا صحّ أنْ يُسَمَّى التّردّد موقفاً -:
وتمثّل هذا الموقف بعض القيادات الثّانويّة: سعد بن أبي وقاص، عبد اللّه بن عمر.، وآخرون .
هذا النّهج لم يبلغ من الصفاء والوعي درجة تَحْمله على أنْ ينضوي في النّهج النبوي، وكانت مصالح رجاله من جهة وإثارة من التّقوى في أنفس بعضهم من جهة أخرى، قد حَمَلَتَا هؤلاء الرّجال على التزام جانب الحيطة والحذر من النهج الجاهلي، فلم ينحازوا إليه في هذه المرحلة، وإنْ كان بعضهم قد والى النّهج في النّهاية.
هؤلاء قال عنهم الإمام (عليه السلام): خذلُوا الحقَّ، ولم ينصُروا الباطِلَ (7).
ولمّا قال له (الحارث بن حوط): أتُرانِي أظُنّ أصحابَ الجملِ كانُوا على ضلالة؟ قال لهُ الإمامُ:
(يا حارِث إنَّك نظرتَ تحتك ولم تنظُر فوقك فحِرتَ(8)، إنّك لم تعرِفِ الحقَّ فتعرِف مَنْ أتاهُ، ولم تعرِفِ الباطِلَ فتعرِفَ من أتاهُ).
فقال لَه (الحارثُ بنُ حَوط): فإنّي أعتزلُ مع (سعيدِ بن مالِك وعبد اللّه بن عُمرَ)..، فأجابه الإمامُ قائلاً: إنَّ سعيداً وعبد اللهِ بن عُمر لم ينصُروا الحقَّ، ولم يخذُلا الباطِلَ (9).
وكان بعض ممثِّلي هذا الموقف يتمتّعون باحترام محدود في قواعدهم القَبَلِيّة، وهذا الإحترام لم ينبع مِن ولاء فكري، بل من ولاء قَبَلِي، كما كانوا يتمتّعون باحترام محدود من جماهير المسلمين نابع من صحبتهم للنّبيّ (صلّى الله عليه وآله) ومن غموض موقفهم من الخيارات المطروحة على السّاحة السّياسيّة.
وقد أدرك الإمام منذ اللّحظة الأولى صعوبة موقفه، فكشف للأمّة عن أنّ حركة التّاريخ قد عادت ذات نبض جاهلي، فقد عاد التاريخ السابق على النّبوة.، كما صارح الأُمّة بأنّ المواجهة مع القِيَم البائدة العائدة تقتضي الحكم بأنْ يكون قويّاً وصارِماً..، كما صارحهم بأنّ الآمال في تغيير سريع وكامل نحو الأفضل ينبغي أنْ تتضامن قليلاً؛ ليُتاح للسّلطة الشّرعيّة أنْ تواجه قوى الجاهلية بمرونة.
هذه الرّؤية السّياسيّة عبّر عنها الإمام في خطبة خطبها في أوّل خلافته، في المدينة، أو هي - حسب رواية (الجاحظ) في كتابه (البيان والتّبيين) عن (أبي عبيدة معمر بن المثنى) - أوّل خطبة خطبها بالمدينة، قال فيها حسب رواية (الجاحظ عن أبي عبيدة): أَلاَ لا يرعينَّ مُرعٍ على نفسهِ(10) شُغِلَ من الجنَّةُ والنَّارُ أمامهُ، ساعٍ مُجتهِد ينجُو، وطالِب يرجُو، ومُقصِّر في النَّار...
(اليمينُ والشِّمالُ مضلَّة، والوُسطى الجادَّةُ(11) منهج عليهِ باقي الكِتابِ والسُّنَّةِ وآثارِ النبُّوةِ، إنّ اللّه داوى هذهِ الأُمّةَ بدواءينِ: السوط والسَّيف، لا هوادةَ(12) عندَ الإمامِ فيهما، استتِروا في بُيُوتِكُم(13) وأصلِحُوا ذات بينِكُم، والتَّوبةُ من ورائكُم، مَن أبدى صفحتهُ لِلحقِّ هلكَ ..

انظُرُوا: فإنْ أنكرتُم فانكرُوا، وإنْ عرفتُم فآزرُوا..، وقلَّما أدبر شيء فأقبلَ، وَلَئِنْ رُجِعتْ
5 - الصّفحة: جانب الوجه، أو هي الوجه، يريد الإمام أنّ من تعرّض للحق بمخالفته وتجاوزه يهلك، لأنّه سيعاقب.
إليكُم أمُورُكُم إنّكم لسُعداءُ وإنّي لأخشى أنْ تكُونُوا في فترةٍ، وما علينا إلاّ الاجتهادُ..، (14).
- حذَّرَهم، أوّلا، من إثارة القلاقل والاضطرابات.
- ثمّ أثار في عقولهم وقلوبهم عقيدة البعث واليوم الآخر.
- ثمّ بيّن لهم أنّ الانحراف عن منهج الكتاب والسُّنّة إلى اليمين أو إلى الشمال يؤدّي بصاحبه إلى الضّلال والتَّيه؛ ولذا فإنّ نبض الجاهليّة العائد ضلال.
- ثمّ كشف لهم عن أنّ المرحلة تقتضي الحكم أنْ يكون صارماً (السّوط والسّيف)، ولذا، فإنّ على النّاس أَلاّ يخوضوا في أيّ شأن يزيد الوضع سوءً بإثارة العصبيّات القبليّة والنّزعات العشائريّة، داعياً إيّاهم إلى أنْ يكفّوا ويتوبوا عمّا سلف منهم مِن إفساد.
- ثمّ أعطاهم حقّ الرّقابة، وطالبهم بحقّه في تأييدهم ومؤازرتهم.
- ثمّ أبدى تشاؤمه من المستقبل وشكّه في عودة النهج النّبوي إلى سابق قوّته (قلَّما أدبرَ شيء فأقبل)، ولكنّه - مع ذلك - لم يفقد الأمل في تحسن الأوضاع، (لئن رُجعتْ إليكُم أُمُورُكم إنَّكُم لسُعداء).
- ثمّ حذَّرهم من أنّ على الآمال المشرقة في التغيير نحو الأحسن..، نحو النّهج النّبوي الصافي، أنْ تُضَامِن نفسها، وأنْ يعود أصحابها إلى شيء من الواقعّية في تطلّعاتهم: ..، وإنّي لأخشى أنْ تكُونُوا في فترةٍ).
قال ابن أبي الحديد في شرح هذه الفترة:  الفترة هي الأزمنة الّتي بين الأنبياء إذا انقطعتْ الرّسل فيها، كالفترة بين (عيسى - عليه السّلام - ومحمّد – (صلّى اللّه عليه وآله) -)؛ لأنّه لم يكن بينهما نبي، بخلاف المدّة الّتي كانت بين (موسى وعيسى (عليهما السّلام))؛ لأنّه بعث فيها أنبياء كثيرون، فيقول (عليه السّلام): إنّي لأخشى أَلاّ أتمكّن من الحكم بكتاب اللّه تعالى فيكم، فتكونوا ورواها الشّريف الرّضي في نهج البلاغة بتغيير بعض العبارات، انظر الخطبة رقم 176: (ومن خطبة له عليه السّلام في الشّهادة والتّقوى).
وقيل: إنّه خطبها بعد مقتل (عثمان) في أوّل خلافته.

كالأمم الّذين في أزمنة الفترة لا يرجعون إلى نبي يشافههم بالشّرائع والأحكام، وكأنّه (عليه السّلام) كان يعلم أنّ الأمر سيضطرب عليه.
(ثمّ قال: (وَما علينا إلاّ الاجتهادُ) يقول: أنا أعمل ما يجب عليّ من الاجتهاد في القيام بالشريعة وعزل وُلاة السوء وأُمراء الفساد عن المسلمين، فإنْ تمّ ما أُريده فذاك، وإلاّ كنتُ قد أعذرتُ)(15).
إنّ الإمام (عليه السّلام) قبل الحكم - إذن - بمزيج من التّشاؤم والأمل، ولكن سرعان ما تسرّب الذّبول إلى شعلة الأمل، فإنّ القوى المتردِّدة سرعان ما أخذتْ تنحاز رويداً رويداً نحو المعسكر المناهض للنَّهج النّبوي، إنْ لم يكن في العَلَن ففي السّر..، هذا من جهة، ومن جهة أخرى راحت الجماهير الغاضبة، المترعة قلوبها بآمال التّغيير تضغط في سبيل التّغيير دون أن تقدّر ظروف المرحلة، وكان اتِّباع سياسة متوازنة ضرورةً حيويّةً؛ لِئَلاّ ينفجر المجتمع من الدّاخل بانحياز قوى موالية للنّهج النّبوي، ولكنّها غير واعية وغير ناضجة، نحو معسكر الثّورة المضادّة.
وهكذا، فبعد الصّدمة الّتي شلّت قوى الثّورة المضادّة، وبعد فترة الانتظار الّتي مرّت بها الفئات الأُخرى مِن الأمّة، تفجّر الموقف من جديد، وعاد الغليان إلى المجتمع، وعادت حالة الاختلاط والاضطراب المحمومة.
وظهرتْ للإمام عليّ في هذه المرحلة - الّتي بلغتْ فيها أزمة الحكم وأزمة الفكر الذّروة - ظهرتْ له بوضوح تام موجع ومدمٍ للقلب، معالمُ تاريخ المستقبل للأمّة الإسلاميّة، حافلاً بالأهوال والمآسي، وبكلّ ما فيه من ظلام ودماء، وتمزّقات وانهيارات، تتخلّلها هنا وهناك - في بعض الأحيان - لمعات نور وحالات سلام عارضة، وآمال مضيئة مُلْهَمَة، وخيبات أمل قاسية.
لقد رأى - رأى بحدس يضيئه نور نبويّ، وعقل مستوعب لحركة التاريخ وآلِيَّتها الّتي تكاد أنْ تكون رياضيّة - رأى الفتنة آتية بكلّ ظلامها، وحِيَلِها، وتلبيسها الحقّ بالباطل.
ورأى بعدها انتصار حركة الردّة بقِيَمِها الجاهليّة، بلبسها للإسلام (لبس الفرو مقلوباً).


___________________
1 - تمالأوا: تواطأوا واتّفقوا وتعاونوا.
2 - السّخطة: البغض والنّعرة.
3 - فَيَالَة الرّأي: ضعفه وسخفه.
4 - أفاءها اللّه: أرجعها إليه، من فاء بمعنى رجع.
5 - النّعش: من نعش ينعش: بمعنى رفع السُنّة إلى مقام العمل والتّطبيق.
6 - نهج البلاغة: رقم النّص: 169.
7 - نهج البلاغة: باب الحكم / رقم: 18.
8 - حِرتَ: من (حار) أي تحيّر.
9 - نهج البلاغة: باب الحكم / رقم: 262.
10 - لا يرعين.، أي لا يبقين، أرعيتَ عليه: أي أبقيتَ: يقول: من سالم وهدأ فإنّما سلّم نفسه وأبقى عليها.
11 - الجادّة: الطريق المستقيمة الواضحة.
12 - الهوادة: الرفق والصلح، وأصله اللّين.
13 - استتروا في بيوتكم: لا يريد منع التّجول كما يقولون في أيّامنا، وإنّما يريد النّهي عن التّجمعات ذات الطابع التّحزّبي القبائلي، الّتي تدفع إليها العصبيّة القبليّة، كما إِنّه لا ينهاهم عن النقد السّياسي؛ لأنّه قال (فإنْ أنكرتم فانِكروا).
14 - (ابن أبي الحديد): شرح نهج البلاغة 1 / 275 - 276.
15 - المصدر السابق: 1 / 281.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.