أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015
1947
التاريخ: 11-3-2016
2582
التاريخ: 28-06-2015
2398
التاريخ: 24-3-2016
2740
|
هو (1) أبو الطاهر إسماعيل بن أحمد بن زيادة اللّه التجيبيّ المعروف بالبرقيّ، (2) من أهل القيروان، أخذ عن أبي اسحاق الحصريّ (ت 45٣ ه) تآليفه.
دخل إسماعيل بن أحمد الأندلس بعد سنة 4٠٠ ه (١٠١٠ م) و مكث فيها مدّة، فقد كان في مالقة سنة 4٠6 ه. ثمّ رحل إلى مصر نحو 4١4 ه ثمّ زار صقلّية و قضى فيها بضعة أعوام على طرفي سنة 4٣٠ ه. ثمّ نجده في الإسكندرية سنة 4٣٨ ه. و يبدو أنّه في أثناء هذا التجوال اتّصل بنفر منهم أبو القاسم سعيد بن أبي مخلد الأزديّ العثماني و أبو حسن عليّ بن حبش (3) الشيبانيّ الأديب و أبو يعقوب النجيرمي (ت 4٢٣ ه) -أخذ عنه كتاب «أدب الكاتب» لابن قتيبة (ت 276 ه) - و أبو القاسم عمّار (بن!) محمّد الإسكندراني و أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي البشر (و كان مؤدّبا له) و أخذ عن هؤلاء و عن سواهم.
و كان إسماعيل بن أحمد موجودا في جمادى الثانية من سنة 44١(ص: ل) (4).
كان اسماعيل بن أحمد التجيبيّ البرقيّ أديبا بارعا في معرفة الأدب و الشعر خاصّة بالإضافة إلى معرفته باللغة و النحو و البلاغة. و له في النثر أسلوب سهل رصين واضح متين. و كان له نظم عاديّ. و لم يتكسّب بالأدب (ص ١٧٨) . و كان مصنّفا له: شرح على «المختار من شعر بشّار» (صنعه بعيد 4٢٧ ه) -الرائق بأزهار الحدائق.
مختارات من آثاره:
- كيف شفي اسماعيل بن أحمد التجيبيّ البرقيّ من مرضه، قال (ص 14-15) :
كنت بمدينة مالقة من بلاد الأندلس سنة ستّ و أربعمائة فاعتللت بها مديدة انقطعت فيها عن التصرّف و لزمت المنزل. و كان يمرّضني حينئذ رفيقان كانا معي يلمّان من شعثي (5) و يرفقان بي. و كنت إذا جنّني الليل اشتدّ سهري، و خفقت حولي (6) أوتار العيدان و الطنابير و المعازف (7) من كلّ ناحية و اختلطت الأصوات بالغناء فكان ذلك شديدا عليّ و زائدا في قلقي و تألّمي. فكانت نفسي تعاف تلك الضروب طبعا و تكره تلك الأصوات جبلّة (8)، و أودّ (أن) لو أجد مسكنا لا أسمع فيه شيئا من ذينك (9)، و يتعذّر عليّ وجوده لغلبة ذلك الشأن على أهل تلك الناحية و كثرته عندهم (10). و إنّي لساهر ليلة-بعد إغفاءة في أوّل ليلتي، و قد سكنت تلك الألفاظ المكروهة و هدأت تلك الضروب المضطربة-و إذا ضرب خفيّ معتدل حسن لا أسمع غيره، فكأنّ نفسي أنست به و سكنت إليه و لم تنفر منه نفارها من غيره. و لم أسمع معه صوتا (11). و جعل الضرب يرتفع شيئا فشيئا و نفسي تتبعه و سمعي يصغي إليه إلى أن بلغ في الارتفاع إلى ما لا غاية وراءه (12). و ارتحت له و نسيت الألم. و تداخلني (13) سرور و طرب. و خيّل إليّ أن أرض المنزل ارتفعت بي، و أنّ حيطانه تمور حولي (14) . و أنا في كلّ ذلك لا أسمع صوتا. فقلت في نفسي: أمّا هذا الضرب فلا زيادة عليه. فليت شعري، كيف صوت الضارب و أين يقع من ضربه (15) ؟ و لم ألبث أن اندفعت جارية تغنّي في هذا الشعر بصوت أندى من النّوّار غبّ القطار (16) و أحلى من البارد العذب على قلب الهائم الصبّ (17) . فلم أملك نفسي أن قمت - ورفيقاي نائمان-ففتحت الباب و تبعت الصوت، و كان قريبا منّي، فاطّلعت من وسط منزلي على دار فسيحة، و في وسط الدار بستان كبير، و في وسط البستان شرب (18) نحو من عشرين رجلا قد اصطفّوا-و بين أيديهم شراب و فاكهة و جوار قيام بعيدان و طنابير و آلات لهو و مزامير (19) لا يحرّكنها-و جارية جالسة ناحية و عودها في حجرها، و كلّ يرمقها ببصره و يوعيها سمعه (20) . و أنا قائم بحيث أراهم و لا يرونني و كلّما غنّت بيتا حفظته إلى أن غنّت عدّة أبيات و قطعت (21) . فعدت إلى موضعي-يشهد اللّه-و كأنّما أنشطت من عقال (22) ، و كأن لم يكن بي ألم.
- و له من أبيات (ص 125-295)
خلٌّ بلوت خلاله فوجدتها... محمودة في الجهر و الإسرارِ (23)
علقت يدي منه بأروع ماجد... جمّ الفضائل طيّب الإخبار (24)
كرمت أرومته، و أشرق وجهه... وصفت خلائقه من الأكدار (25)
و شأى الأفاضل و استبدّ برتبة... أعيت على الأدباء و النظّار (26)
كم سابق جاراه في مضماره... فكبا، و جاز نهاية المضمار (27)
_________________________
1) جميع الأرقام المسبوقة بالحرف: ص (في هذه الترجمة) تشير إلى صفحات كتاب «المختار من شعر بشّار».
2) البرقي نسبة إلى برقة (مقاطعة بين الاسكندرية و طرابلس الغرب: الجانب الشرقي من ليبيا اليوم) .
3) «حبش» بسكون الباء أو فتحها.
4) قدّر الزركلي (الأعلام للزركلي 1:304) وفاته سنة 445 ه (و لعلّها بعد ذلك) .
5) الشعث: التفرّق (لمّ الشعث: جمع الأمور و رتّبها) .
6) خفقت (أخرجت أصواتا) حولي (في جوار مسكني) .
7) العود و الطنبور (بالضمّ) و المعزف (بالكسر) : آلات موسيقية و ترية.
8) الضروب جمع ضرب: العزف على آلة موسيقية. الجبلّة: الطبع.
9) من ذينك الشيئين (صوت العزف و صوت الغناء) .
10) لكثرة اهتمامهم بالطرب.
11) الصوت: الأغنية، النشيد (بخلاف العزف) .
12) إلى ما لا غاية وراءه (بعده، فوقه) : صوت مرتفع جدّا.
13) تداخلني: لزمني، أقام فيّ (استقرّ في نفسي. . .)
14) مار يمور: اضطرب و ماج.
15) الضارب: العازف على الآلة الموسيقية. أين يقع من ضربه؟ (أصوته جميل مثل عزفه؟) .
16) النوار: الزهر الأبيض. القطار: المطر. أندى من النوار: أكثر نضارة و جمالا.
17) الهائم الصبّ: المحبّ الذي هام (تحيّر و اضطرب) من شدّة الحبّ.
18) الشرب (بفتح فسكون) : جماعة يشربون (الخمر) معا.
19) المزمار: آلة موسيقية من آلات النفخ (من قصب أو من أنبوب مشابه للقصب) .
20) أوعى-وعى: حفظ (جعلها الكاتب متعدّية إلى مفعولين، و ليس ذلك عملها. يقصد: أوعاها في سمعه) .
21) قطعت الغناء، انتهت من غنائها.
22) أنشطت من عقال: فكّ عنّي رباط.
23) خلّ (صديق) بلوت (اختبرت) خلاله (صفاته) .
24) علقت يدي (وجدت، ظفرت) . الأروع: الذكيّ. الشريف الخيّر. جمّ: كثير. الإخبار (يقصد: المخبر-حقيقة الإنسان، خلاف ظاهره) .
25) الأرومة: الأصل.
26) شأى: سبق. أعيت على: استحالت، امتنعت. النظّار: (المتكلمون بالمنطق؟) .
27) جرى معه (إلى المجد) كثيرون فكبوا (بفتح الباء: سقطوا) في أثناء الطريق، و جاز (قطع المضمار كلّه) هو إلى الهدف.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
في مستشفى الكفيل.. نجاح عملية رفع الانزلاقات الغضروفية لمريض أربعيني
|
|
|