أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2016
6248
التاريخ: 13-08-2015
3850
التاريخ: 22-2-2018
1853
التاريخ: 28-06-2015
2102
|
هو أبو العرب محمّد بن أحمد بن تميم بن تمّام بن تميم القيروانيّ المغربيّ الإفريقيّ، كان جدّه تميم بن تمّام من أمراء العرب (البدو) و أميرا على تونس.
بدأ أبو العرب التميميّ تلقي العلم على محمّد بن يحيى بن السلام (1) ثمّ سمع من جماعة منهم: أبو موسى عيسى بن مسكين الإفريقيّ المحدّث الفقيه اللغوي (ت ٢٧٧) و حبيب ابن نصر بن سهل (ت ٢٨٧) و أبو جعفر حمديس بن محمّد القطّان (ت ٢٨٩) و يحيى بن جعفر التونسي الحافظ (للحديث) الزاهد (ت ٢٨٩) و أبو عثمان سعيد بن إسحاق الكلبيّ (ت 295) و أبو يوسف جبلة بن حمّود بن عبد الرحمن الصّدفيّ الفقيه (ت ٢٩٧ أو ٢٩٩) و أبو عثمان سعيد بن الحدّاد الفقيه (ت ٣٠٢ ه) .
و قد احترف أبو العرب تربية أولاد العرب و نسخ الكتب. سمع منه أيضا جماعة منهم نفر من الأعلام. من هؤلاء جميعا ابناه تمّام و تميم ثمّ الفقيه المشهور ابن أبي زيد القيروانيّ (ت 386 ه) و محمّد بن الحارث الخشني (ت بعد 366 ه) .
و في رجب من سنة ٣٣٣(945 م) حضّ أهالي القيروان على القتال إلى جانب أبي يزيد أحمد بن يزيد الخارجيّ صاحب الحمار ضدّ العبيديّين (الفاطميّين) و لكنّه أسر و حبس ثمّ مات في ٢٢ من ذي القعدة في الأغلب من سنة ٣٣٣(٧/٧/945 م) - و في الديباج المذهب (ص 250) سنة ٣٠٣.
كان أبو العرب التميميّ رجلا صالحا عارفا بالحديث و رجاله ثقة، و كان فقيها حافظا للمذهب المالكيّ. و قد كان كثير التأليف في الحديث و الفقه و التاريخ. و يبدو أن معظم كتبه في الحديث و الفقه أبواب (أي فصول و ليست كتبا مستقلّة) . له من الكتب (الفصول) في الفقه: الوضوء و الطهارة-الجنائز-في الصلاة-ذكر الموت و عذاب القبر. ثمّ له طبقات علماء إفريقية-(مجموع من التراجم لعلماء القيروان و تونس مبنيّ على الرواية و الإملاء) -عبّاد إفريقية-مناقب بني تميم-فضائل مالك-كتاب سحنون (ذكر مناقبه و سيرته في قضائه، ص 185) -كتاب التاريخ في سبعة عشر جزءا (ص 27،36) و قيل في أحد عشر جزءا (ص ٣٨) ، و هو الكتاب الذي كسبه لقب «رافع لواء التاريخ في إفريقية» (ص ٢٧، راجع 36) -المحن-موت العلماء (جزءان) -عوالي حديثه (2) .
و أسلوب أبي العرب عاديّ واضح، و لكنّه كثير الإيجاز إلى حدّ الإخلال أحيانا. و كذلك كان له نظم صحيح المعنى من مثل شعر العلماء.
مختارات من آثاره:
- قال أبو العرب التميميّ في الصديق الذي يتغير:
إذا ولّى الصديق لغير عذرٍ... فزاد اللّه خلّته انقطاعا (3)
إلى يوم التّناد بلا رجوعٍ... فإن رام الرجوع فلا استطاعا (4)
إذا ولّى أخوك فولّ عنه... و زده، وراء ما والاك، باعا (5)
و ناد وراءه: «يا ربّ، تمّم... و لا تجعل لفرقته اجتماعا»
- و قال في الضّعف من التقدّم في السنّ:
ضعفت حيلتي و قلّ اصطباري، و إلى اللّه أشتكي كلّ ما بي:
وهن العظم بعد أن كان صلباً... و فقدتّ الشباب أيّ شبابِ (6)
- سحنون (طبقات علماء إفريقية و تونس ص 184-185) ، و هو نصّ إنشائي لا رواية:
قال أبو العرب: و من شيوخ أهل إفريقية أبو سعيد سحنون بن سعيد بن حبيب التّنوخيّ، من صليبة العرب (7)، و أصله من الشام من أهل حمص. و أبوه سعيد قدم مع الجند، و هو من أهل حمص. كان (سحنون) جامعا للعلم فقيه البدن (؟) اجتمعت فيه خلال (8)ما اجتمعت في غيره: الفقه البارع و الورع الصادق و الصرامة في الحقّ و الزهادة في الدنيا و التخشّن في الملبس و المطعم و السماحة و التّرك (9)، لا يقبل من السلطان شيئا، و كان ربّما وصل، بعض إخوانه بالثلاثين دينارا (10). و كان (سحنون) أوّل من شرّد أهل الأهواء من المسجد الجامع، و كان فيه حلقات للصّفريّة و الإباضيّة (و المعتزلة يتناظرون فيه) و يظهرون زيغهم(11). و قد كان حافظا للعلم، و لم يكن يهاب سلطانا في حقّ يقيمه. . . و ولي القضاء سنة أربع و ثلاثين و مائتين، و هو يومئذ ابن أربع و سبعين سنة، و لم يأخذ على القضاء أجرا. و توفّي، رحمه اللّه، يوم الثّلاثاء لسبعة أيام مضت من رجب سنة أربعين و مائتين.
_____________________
1) في المقدّمة لناشري كتاب «طبقات علماء إفريقية و تونس» (ص 24) أن أبا العرب ولد بين سنة 250 و سنة 260 ثمّ على لسان أبي العرب: «أتيت و أنا حدث إلى دار محمّد بن يحيى بن السلام (كذا) فرأيت عنده الطلبة. و قيل لي إنّ الزيّ الذي كنت ألبسه ليس زيّ طلبة العلم. ثمّ جاء في الصفحة ١١٣(من الكتاب المنشور) أن محمّد بن يحيى قد مات سنة 262 ه. و معنى هذا أن أبا العرب لم يكن (لمّا مات محمّد بن يحيى) في سنّ من يطلب العلم. فإذا تشدّدنا و أجزنا أن يكون أبو العرب قد ولد في سنة 260 ه فيكون عمره يوم توفّي محمّد بن يحيى سنتين! و إذا تساهلنا فقبلنا أن يكون قد ولد سنة 250 ه فيكون عمره يوم وفاة محمّد بن يحيى اثنتي عشرة سنة.
2) عوالي الحديث: الأحاديث التي جرى جمعها و تخريجها في زمن متقدّم. فالأحاديث الواردة مثلا في «السنن» للنسائي (ت ٣٠٣ ه) فإنّها تعدّ في عوالي الحديث بالإضافة إلى الأحاديث الواردة في «المستدرك» للحاكم النيسابوري (ت 4٠5 ه) و لم ترد عند النسائي، فإنها لا تعد من عوالي الحديث بل من نوازله. و المعروف أن الحاكم النيسابوري قد استدرك أحاديث لم ترد في «الصحيحين» في صحيح (مجموع أحاديث) البخاري (ت 256 ه) و صحيح مسلم (ت 261 ه) . فالأحاديث الواردة عند البخاري و مسلم هي من عوالي الحديث بالإضافة إلى الأحاديث التي استدركها الحاكم عليهما. ثمّ إن لعوالي الحديث و نوازله درجات ليس هذا الكتاب مكانا للتفصيل فيها.
3) الخلّة (بالضمّ) الصداقة و المحبّة التي تتخلّل القلب.
4) التناد: التنادي: يوم القيامة.
5) والاك (كذا في الأصل) . اقرأ: ولاّك (ولّى عنك) . الباع: مدى الذراعين مبسوطتين. أي زده بعدا جديدا فوق ما ابتعد عنك.
6) وهن: ضعف. أي شباب! : ذلك الشباب الناضر الذي كان لي.
7) صليبة العرب: من العرب الخلّص الذين لم يتّفق اختلاط في أنسابهم.
8) خلال جمع خلّة (بالفتح) : الخصلة (بالفتح) ، الصفة.
9) الترك: الترك لما هو حقّ للشخص كيلا يكون في أخذه إساءة إلى غيره! .
10) وصل. . . أعطى.
11) الصفرية من الخوارج الذين فارقوا الإمام عليّا لأنّه قبل بالتحكيم بينه و بين معاوية بعد معركة صفّين. و هم يعدّون أصحاب الذنوب في المشركين و لكن لا يقولون بقتل نسائهم و أطفالهم. و الإباضيّة أتباع عبد اللّه بن أباض، يقال فيهم إنّهم خوارج، و لكنّهم أقرب إلى أن يكونوا سلفيّة، غير أنّهم يتشدّدون في أشياء كثيرة كالخوارج (راجع الفهرس الهجائي) . المعتزلة هم الذين يريدون إقامة البراهين على صحّة العقائد الإيمانية بالبرهان العقلي و لا يكتفون بالاقتناع بما ورد من ذلك في الروايات الدينية. الزيغ: الميل عن الحق، الباطل.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|