أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-06-2015
2139
التاريخ: 22-06-2015
2679
التاريخ: 10-04-2015
2383
التاريخ: 22-2-2018
2282
|
هو أبو الوليد اسماعيل بن محمد بن عامر بن حبيب من أهل إشبيلية، كان يلقّب بحبيب-و قيل إن أباه كان يلقّب بحبيب أيضا، و كان من أهل الرئاسة-. و ولد أبو الوليد بن إسماعيل نحو سنة 4١٠(١٠٢٠ م) . و وزر مدّة يسيرة فيما يبدو للمعتضد بن عبّاد (4٣4-46١ ه) . و قيل إن المعتضد قتله قريبا من سنة 44٠ (1048 م) .
كان أبو الوليد إسماعيل بن محمّد من أهل الفهم و العلم و البلاغة. ثم هو أديب كاتب و شاعر و مؤلف. و شعره سهل أنيق فيه شيء من الصناعة و نحسّ فيه نفس صفيّ الدين الحلّيّ (ت 750 ه) . و أكثر شعره الوصف و الغزل. و هو أكثر تكلّفا للصناعة في شعره منه في نثره. و له كتاب «البديع في وصف الربيع» جمعه من أقوال الشعراء، و قد جعله برسم المعتضد (أي ألفه له و قدمه إليه) . و يميل المؤلف في كتابه هذا إلى الكشف عن براعة الأندلسيين و تبيان عبقريتهم و ابتكارهم في الأدب (في مقابل ما كان يقال فيهم من الاندفاع في تقليد المشارقة) ؛ و لقد أراد أن يتابع فيه كتاب الحدائق لابن فرج الجيّاني (ت 366 ه) .
مختارات من آثاره:
- قال أبو الوليد إسماعيل بن محمّد في صدر كتابه «البديع في وصف الربيع» :
فصل الربيع آرج و أبهج (1) و آنس و أنفس و أبدع و أرفع من أن أحدّ حسن ذاته أعدّ بديع صفاته. و هو مع سماته الرائقة و آلاته الفائقة لم يعن بتأليفها أحد و ما انفرد بتصنيفها منفرد. . . لكنّ أهل المشرق، على تأليفهم لأشعارهم و تثقيفهم لأخبارهم-مذ تكلّمت العرب بكلامها و شغلت بنثرها و نظامها-لا يجدون لأنفسهم من التشبيهات في هذه الموصوفات ما وجدته لأهل بلدي (2) على كثرة ما سقط منها من يدي بالغفلة التي ذكرتها عنهم و قلّة التهمّم (3) بها، و على قرب عهد الأندلس بمنتحلي الإسلام، فكيف بمنتحلي الكلام (4) ؟ فكيف (لا) يرى فضلهم و قد سبقوا في أحسن المعاني مجتلى و أطيبها مجتنى (5) ، و هو الباب الذي تضمّنه هذا الكتاب فلهم فيه من الاختراع الفائق و الابتداع الرائق و حسن التمثيل و التشبيه ما لا يقوم أولئك (6) مقامهم فيه.
-و لأبي الوليد نفسه في كتابه المذكور قطعة (كان قد خاطب بها أباه) :
لمّا خلق الربيع من أخلاقك الغرّ و سرق زهره من شيمك الزّهر (7) ، و تاقت النفوس إلى الراحة فيه و مالت إلى الإشراف على بعض ما يحتويه، من النّور (8) الذي كسا الأرض حللا لا يرى الناظر في أثنائها خللا. فكأنّها نجوم نثرت على الثّرى و قد ملئت مسكا و عنبرا. إن تنسّمتها فأرجة، أو توسّمتها فبهجة. تروق العيون أجناسها و تحيي النفوس أنفاسها. . .
- و قال يصف الربيع ثم يتخلّص إلى المدح:
أبشر فقد سفر الثّرى عن بشره... و أتاك ينشر ما طوى من نشرهِ (9)
متحصّناً من حسنه في معقلٍ... عقل العيون على رعاية زهرهِ (10)
فضّ الربيع ختامه فبدا لنا... ما كان من سرّائه في سرّه (11)
من بعد ما سحب السّحاب ذيوله... فيه و درّ عليه أنفس درّه (12)
فاشكر لآذارٍ بدائع ما ترى... من حسن منظره النضير و خبره (13)
شهر كأنّ الحاجب ابن محمّدٍ... ألقى عليه مسحة من بشره (14)
- و بعث إلى أبيه وردا (بعد أوانه) و كتب إليه مع ذلك الورد يقول:
يا من تأزّر بالمكارم و ارتدى... بالمجد و الفضل الرفيع الفائقِ
انظر إلى خدّ الربيع مركّبا... في وجه هذا المهرجان الرائق
ورد تقدّم، إذ تأخّر، و اغتدى... في الحسن و الإحسان أول سابق
و افاكَ مشتملا بثوب حيائه... خجلا و قد حيّاك آخر لاحق (15)
________________________
١) آرج: أكثر أرجا (طيب رائحة) . البهجة: حسن المنظر، السرور بالمنظر الحسن
2) بلدي (الأندلس) .
3) التهمّم: طلب الأشياء و البحث عنها.
4) انتحل: اتّخذ نحلة (دينا، عادة) . منتحلي الكلام: البارعين في النثر و الشعر.
5) المجتلى: المنظر. المجتنى: القطف من الشجرة (المقصود: طعما) .
6) أولئك: (أي: المشارقة، أهل المشرق) .
7) الأغر: الأبيض. الشيمة: الصفة. الأزهر: الأبيض، اللامع.
8) النور (بالفتح) : الزهر الأبيض.
9) سفر: كشف. الثرى: التراب (وجه الأرض) . البشر: طلاقة الوجه (ارتياح الإنسان للقاء الناس سرورا بهم) . النشر: الرائحة الطيّبة: و أتاك ينشر ما طوى من نشره (يعبق منه ما كان مخفيّا فيه-من طيب الرائحة و جمال المنظر).
10) كثرة جماله جعلت الأيدي تخاف أن تقطفه، و لكنّ حسنه ربط العيون بالتطلّع إليه.
11) الربيع جعل الزهر يتفتّح و يبدي لنا سروره الذي كان مختفيا في الأزهار حينما كانت في براعمها.
12) سحب السحاب ذيوله (مرّ منخفضا فوق الأرض، و كان مطره قريبا) . و درّ (انهمر بكثرة) . الدرّ (اللؤلؤ) . أنفس: أغلى (يشعبه نقط الماء الساقطة باللؤلؤ. في هذا البيت اتكاء على أبي تمّام يصف روضا: فقد سحبت فيه السحائب ذيلها و قد أخملت بالنور فيه الخمائل -أخملت، بالبناء للمجهول. و النور، بفتح النون: الزهر الأبيض) .
13) في الواحد و العشرين من شهر آذار (مارس) يبدأ فصل الربيع. حسن المنظر من جمال الزهر. النضير: الطريّ الممتلئ بالحياة. الخبر: الباطن الذي يعرف بالاختبار (النفع و الحقيقة من الشيء) .
14) البشر (راجع شرح البيت الأوّل) . المسحة: الشيء القليل-إذا كان الربيع جميلا إلى هذا الحدّ فلأن الحاجب ابن محمّد ألقى على الربيع شيئا قليلا من بشره، فكم يكون بشر الحاجب ابن محمّد عظيما؟ .
15) بثوب حيائه (بلونه الأحمر) . حيّاك آخر لاحق: خجل منك لأنه تأخّر في المجيء إليك (لأنّه أزهر بعد جميع الأزهار).
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|