أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-3-2016
2877
التاريخ: 21-06-2015
2698
التاريخ: 2-3-2018
2445
التاريخ: 25-06-2015
2211
|
هو ذو الوزارتين أبو بكر محمّد بن عمّار بن الحسين بن عمّار المهريّ، نسبة إلى مهرة و هي قبيلة عربية من قضاعة؛ و يقال له أيضا الشلبيّ و الأندلسيّ.
ولد ابن عمّار سنة 4٢٢ هـ (١٠٣١ م) في قرية شنّبوس قرب شلب (في الجنوب الغربيّ من الأندلس) .
انتقل ابن عمّار إلى شلب ثمّ رحل إلى قرطبة في طلب العلم.
و قد بدأ ابن عمّار حياته العمليّة بالتّطواف في البلاد يمدح أشخاصا مختلفي المراتب في الهيئة الاجتماعية؛ غير أنّه فيما يبدو لم ينل حظوة في بلاط من بلاطات ملوك الطوائف لكثرة الشعراء في ذلك الحين. و أول حظوة نالها كانت لدى المعتضد عبّاد ملك إشبيلية، و كان المعتضد قد حارب ابن الأفطس ملك بطليوس و انتصر عليه فجاء إليه ابن عمّار، سنة 445 ه(1053 م) ، و مدحه بقصيدة رائية بارعة. و عرف ابن عمّار، في بلاط إشبيلية، المعتمد بن عبّاد المعتضد-و كان لا يزال أميرا-و توثّقت الصّلة بين الشابّين الشاعرين، فقد كان يجمع بينهما في الحياة حبّ اللّهو و نزعة الطّموح و التّوسّل بالمكائد إلى بلوغ المآرب.
و أدرك المعتضد أنّ حال ابنه المعتمد و حال شاعره ابن عمّار ذواتا خطر على ملكه فأحاطهما برقابة شديدة؛ ثمّ إنّه أبعد ابن عمّار عن إشبيلية، سنة 45٠ (1058 م) ، فمضى ابن عمّار يتنقّل في البلاد: زار المريّة ثمّ السّهلة ثمّ استقرّ في سرقسطة عند بني هود.
و في سنة 46١ ه(1069 م) توفّي المعتضد فخلفه ابنه المعتمد فأسرع المعتمد باستدعاء صديقه القديم ابن عمّار. و أحبّ ابن عمّار أن يتولّى مدينة شلب فولاّه المعتمد عليها. ثمّ إنّ المعتمد استدعى ابن عمّار من شلب وشيكا و ولاّه الوزارة.
و أخذ ابن عمّار و المعتمد بن عبّاد يضعان الخطط لانتزاع المدن من ملوك الطوائف (راجع ترجمة المعتمد بن عبّاد) -و هم في ذلك يستظهرون بملوك الإسبان على إخوانهم المسلمين-فنشأ في نفس ابن عمّار ناشئة من الاستبداد. ففي سنة 4٧١ ه (١٠٨١-١٠٨٢ م) استولى ابن عمّار باسم المعتمد على مرسية فأخذ يتصرّف بها و كأنّه مستقل. ثمّ إنّه تمرّد على المعتمد و استبدّ بالمدينة. ثمّ زاد طموح ابن عمّار، و كانت أحوال طليطلة مضطربة، فسار من مرسية محاولا الاستيلاء على طليطلة بطريقة يمتزج فيها الخداع بالحرب فلم ينجح. و انتهز ابن رشيق، قائد ابن عمّار و خليفته على مرسية، هذه الفرصة و استبدّ بالمدينة. و لمّا لم يستطع ابن عمّار أن يعود إلى مرسية لجأ إلى سرقسطة و عاش في كنف ملكها المؤتمن بن هود (4٧4-4٧٨ ه) . و اتّفق أن تمرّد أحد أتباع المؤتمن بن هود في حصن من الحصون، فاقترح ابن عمّار على المؤتمن أن يعيد التابع المتمرّد إلى الطاعة. و استطاع ابن عمّار أن يعيد تلك القلعة إلى سلطان المؤتمن. ثمّ تمرّد بنو سهيل في قلعة شقورة (1) فجاء ابن عمّار ليعيد هذه القلعة أيضا إلى سلطان المؤتمن و لكنّ بني سهيل خدعوا ابن عمّار و قبضوا عليه و ألقوه في السجن، في ربيع الأول من سنة 4٧٧ ه (آب-أوغسطس 1084 م) ثمّ باعوه للمعتمد بن عبّاد، في حديث طويل، بمبلغ كبير من المال. و ألقي ابن عمّار في سجن إشبيلية مدّة يسيرة ثمّ دخل عليه المعتمد بن عبّاد و قتله بيده.
و برغم القسوة التي نسبت إلى المعتمد بن عبّاد، فإنّ قلوب الناس لم ترقّ لمقتل ابن عمّار، و خصوصا بعد أن اشتهر عنه أنّه كان يداخل ملوك الإسبان لانتزاع المدن من أيدي ملوك الأندلس حتّى يستبدّ هو بحكم تلك المدن أو حتّى يضيفها إلى ملك بني عبّاد أو حتّى تخرج من يد أصحابها المسلمين لتدخل في حكم الإسبان. و لقد عبّر عبد الجليل بن عبدون عن عاطفة الصداقة الّتي يكنّها نحو ابن عمّار إلى جانب النّفور من خياناته حينما رثاه فقال:
عجبا له! أبكيه ملء مدامعي ... و أقول: لا شلّت يمين القاتل!
كان لابن عمّار الأندلسيّ ذكاء مفرط و طموح بعيد و ثقافة واسعة و اختبار كثير، غير أنه كان قليل المبالاة بالعرف و بالمثل العليا عند السّعي لتحقيق مآربه في الحياة.
و ابن عمّار شاعر. مطبوع مكثر ضاع قسم من شعره، و يقال إنّه قد أحرق هجاءه قبل موته. و شعره فصيح اللفظ متين السّبك مشرقيّ الديباجة في الأكثر مع شيء من الرشاقة الأندلسية. و هو يعتمد الصورة الحسّيّة و التعبير الرّصين عن الفكرة لإبراز أغراضه. و لا تراه يتكلّف الصناعة؛ و إذا هو فعل ذلك واتته الصورة الحسّيّة ثم أخطأ هو الصناعة البحت، ففي قوله مثلا:
يوم تكاثف غيمه فكأنّه ... دون السماء دخان عود (2) أخضر
و الطّلّ مثل برادة من فضّة ... منثورة في تربة من عنبر
و الشّمس أحيانا تلوح كأنّها ... أمة تعرّض نفسها للمشتري
لا تتأتّى له التّورية بين المشتري (الذي يدفع المال في السلعة المبيعة) و بين المشتري (الذي هو كوكب من الكواكب السيّارة) ، لأنّ المشتري نجم بعيد قلّ أن يرى بالعين المجرّدة؛ و أما إذا أردنا أن ننظر في التورية من حيث صلتها بالشمس (في النّهار) فإنّ هذه التورية تفقد حينئذ قيمتها. و كذلك الصورة في البيت الثاني غير صحيحة: إنّ الطّلّ (النّدى) يكون في الليالي الباردة جامدا على الأغصان، و لكنّه إذا سقط على الأرض فيكون قد ذاب و اصبح ماء فلا يمكن أن يبقى حينئذ بلّورات (برادة من فضّة) حتّى يبدو و كأنّه فتات من الفضّة منثور على أرض من العنبر (الأسود أو الأسمر) !
و فنون شعر ابن عمّار المدح و العتاب و الإخوانيّات و الهجاء و الوصف و النسيب و الغزل مع شيء من المجون أحيانا.
مختارات من شعره :
- قال ابن عمّار الأندلسيّ يمدح المعتضد عبّادا لمّا لقيه للمرّة الأولى:
أدر الزجاجة فالنسيم قد انبرى ... و النّجم قد صرف العنان عن السّرى (3)
و الصّبح قد أهدى لنا كافوره لمّا استردّ الليل منه العنبرا (4)
و الرّوض كالحسنا كساه زهره وشيا، و قلّده نداه جوهرا (5)
روض كأنّ النّهر فيه معصم صاف أطلّ على رداء أخضرا
و تهزّه ريح الصّبا فتخاله سيف ابن عبّاد يبدّد عسكرا
ملك إذا ازدحم الملوك بمورد و نحاه، لا يردون حتّى يصدرا (6)
أندى على الأكباد من قطر النّدى ... و ألذّ في الأجفان من سنة الكرى (7)
قدّاح زند المجد: لا ينفكّ من ... نار الوغى إلاّ إلى نار القرى (8)
يا سائلي، ما حمص إلاّ خاتم ... أبصرت إسماعيل فيها خنصرا (9)
لا شيء أقرأ من شفار حسامه ... إن كنت شبّهت الكتائب أسطرا (10)
قاد المواكب كالكواكب فوقهم ... من لأمهم مثل السحاب كنهورا (11)
من كلّ أبيض قد تقلّد أبيضا ... عضبا، و أسمر قد تقلّد أسمرا (12)
ملك يروقك خلقه أو خلقه ... كالرّوض يحسن منظرا أو مخبرا
أعلمت بالإيمان حتّى شمته ... فرأيته في بردتيه مصوّرا (13)
فاح الثّرى متعطّرا بثنائه ... حتّى حسبنا كلّ ترب عنبرا
يا أيّها الملك الذي أصل المنى ... منه بوجه مثل حمدي أزهرا
السّيف أفصح من زياد خطبة ... في الحرب إن كانت يمينك منبرا (14)
أثمرت رمحك من رؤوس كماتهم ... لمّا رأيت الغصن يعشق مثمرا
و صبغت درعك من دماء ملوكهم ... لمّا رأيت الحسن يلبس أحمرا
و لئن وجدت نسيم حمدي عاطرا ... فلقد وجدت نسيم برّك أعطرا
- و كتب ابن عمّار إلى الأمير محمّد المعتمد من سرقسطة، و كان المعتضد قد نفاه من إشبيلية:
عليّ و إلاّ ما بكاء الغمائم ... و فيّ و إلاّ ما نياح الحمائم (15)
و عنّي أثار الرّعد صرخة طالب ... لثأر، و هزّ البرق صفحة صارم (16)
و ما لبست زهر النّجوم حدادها ... لغيري و لا قامت له في مآتم (17)
ألا قاتل اللّه الجياد فإنّها ... نأت بي عن أرض العلا و المكارم
أشلب؟ و لا تنساب عبرة مشفق! ... و حمص؟ و لا تعتاد زفرة نادم (18)
كساها الحيا برد الشباب! فإنّها ... بلاد بها عقّ الشّباب تمائمي (19)
ذكرت بها عهد الصبا فكأنّما ... قدحت بنار الشّوق بين الحيازم (20)
ليالي، لا ألوي على رشد لائم ... عناني و لا أثنيه عن غيّ هائم (21)
أنال سهادي من عيون نواعس ... و أجني عذابي من غصون نواعم (22)
و ليل لنا بالسّدّ بين معاطف ... من النّهر ينساب انسياب الأراقم (23)
بحيث اتّخذنا الرّوض جارا تزورنا ... هداياه في أيدي الرّياح النواسم (24)
تبلّغنا أنفاسه فنردّها ... بأعطر أنفاس و أذكى مناسم (25)
و بتنا و لا واش يحسّ، كأنّما ... حللنا مكان السّرّ من صدر كاتم
هو العيش، لا ما أشتكيه من السّرى ... إلى كلّ ثغر آهل مثل طاسم (26)
و صحبة قوم لم يهذّب طباعهم ... لقاء أديب أو نوادر عالم (27)
ندامى و لا غير السّيوف أزاهري ... لديهم و لا غير الغمود كمائمي (28)
و ما حال من ربّته أرض اعارب ... و ألقت به الأقدار بين الأعاجم
و نبّئت إخوان الصفاء تغيّروا ... و ذمّوا الرضا من عهدي المتقادم
لقد سخطوا ظلما على غير ساخط ... عليهم، و لاموا-ضلّة-غير لائم
إلى الحاجب الأعلى، إلى العضد الذي ... تطول بيمناه قصار الصوارم (29)
له هزّة في الجود معتضديّة ... تهزّ إلى تشتيت شمل الدراهم (30)
سما بأبيه ذروة الشّرف الذي ... أباطحه سهل النّدى و المكارم (31)
إذا نشرت لخم بذكراه فخرها ... طوت طيّئ من خجلة ذكر حاتم (32)
أبى أن يراه اللّه غير مقلّد ... حمالة سيف أو حمالة غارم (33)
إذا جرّ أذيال الجيوش إلى العدى ... أطاعته أو جرّت ذيول الهزائم
ملوك مناخ العزّ في عرصاتهم ... و مثوى المعالي بين تلك المعالم (34)
ألكني منهم بالسّلام إلى فتى ... تهادى به جرد العتاق الصّلادم (35)
تبوّأ من لخم-و ناهيك مقعدا- ... مكان رسول اللّه من آل هاشم (36)
أبا القاسم، اقبلها إليك فإنّما ... ثناؤك مسكي و القوافي لطائمي (37)
أنا العبد في ذلّ الخضوع لو أنّني ... أرى البدر تاجي و النّجوم خواتمي
و إنّي-إذا أنصفت-بعدك خادم ... لدهري، و كان الدهر عندك خادمي
لعلّ الذي أقذى بترحة راحل ... عيونا سيجلوها بفرحة قادم (38)
فترجع أيّام مضت و كأنّها ... إذا امتثلتها النّفس، لذّة حالم (39)
- و قال ابن عمّار في هجاء المعتضد و ابنه المعتمد (وفيات الأعيان ٢:٣٧١) :
ممّا يقبّح عندي ذكر أندلس ... سماع معتضد فيها و معتمد
أسماء مملكة في غير موضعها ... كالهرّ يحكي انتفاخا صولة الأسد
_______________________________
١) شقور (كصبور) بلد في الأندلس.
٢) العود (الغصن، الحطب) الأخضر لا يشتعل بسهولة، و لذلك يكثر دخانه.
3) النسيم قد انبرى (قد بدأ يهبّ بليلا عليلا، بعد أن برد الجو في الليل) . السرى: المسير ليلا. النجم قد صرف العنان عن السرى: توقّف عن المسير (بقي الليل، تأخّر طلوع الصبح) .
4) الكافور: مادّة طيّبة الرائحة بيضاء اللون. العنبر: مادّة طيّبة الرائحة سوداء اللون.
5) الوشي: التزيين، التطريز، تحسين الثوب بنقوش صغيرة. قلّده: جعل له قلادة، عقدا (حلية في العنق) . الندى: قطرات الندى التي تتجمّع في الليل على الأغصان. الجوهر: اللؤلؤ.
6) المورد: الشريعة (مكان على النهر صالح للاستقاء: لأن يشرب الناس منه) . نحاه: اتّجه اليه. يردون: يجيئون إلى النهر للشرب. يصدر: يرجع عن النهر بعد أن يكون قد أخذ حاجته من الماء.
7) أندى: أكثر ندى (بردا و رطوبة) . قطر الندى: سقوط الندى (راجع فوق ص 64١ الحاشية ٣) . السنة (بكسر السين) أول النوم. الكرى: النوم. -ألذّ ممّا يشعر به الإنسان الشديد التعب و الحاجة إلى النوم إذا بدأ يغفو.
8) الزند: حديدة تقدح بها النار من حجر الصوّان. قدّاح زند المجد: دائم الطلب لمعالي الأمور. نار الوغى: الحرب. نار القرى: الضيافة (الكرم) .
9) حمص: مدينة اشبيلية. اسماعيل: ابن المعتضد بن عبّاد. أبصرت اسماعيل فيها (في اشبيلية) خنصرا (الأصبع الصغيرة في طرف الكفّ) : قادرا على تدبير أمورها (اشارة إلى استحقاقه لولاية العهد) .
10) أقرأ: أحسن قراءة (أشدّ فعلا و أثرا) . شفار جمع شفرة (بفتح الشين) : السكّين العظيم، نصل السيف. الحسام: السيف. الكتائب: جماعة الجند بين مائة و ألف.
11) اللأم جمع لأمة: الدرع. مثل السحاب (ممتدّا) . كنهور (قطع السحاب المتراكم) .
12) أبيض (أبيض اللون، له مجد) تقلّد (علّق في مقلّده: في عنقه) أبيض (سيفا) عضبا (قاطعا) و أسمر (أسمر اللون، له فتوّة و شباب تامّ) قد تقلّد أسمر (رمحا) .
13) شام يشيم: نظر، تطلّع. البردة: الثوب.
14) زياد بن أبيه والي البصرة و الكوفة من قبل معاوية، و من الخطباء المعدودين (راجع الجزء الأول) .
15) نياح: النواح (بضمّ النون) ، النوح (بفتح النون) : البكاء على الميت. -لا أحد أشقى منّي يستحقّ أن تبكي عليه الغمائم (تسقط على قبره الأمطار) أو تنوح الحمائم!
16) من صوتي تعلّم الرعد القصف (الصوت الشديد) . و من عزمي تعلّم البرق أن ينشر أشعّته كأنّها السيوف شكلا و لمعانا.
17) زهر النجوم: النجوم البيضاء. لبست حدادها: ظهرت في الليل محاطة بالسواد. و لا قامت (زهر النجوم: النساء الجميلات) . المأتم: اجتماع النساء (في أماكن الموت) .
18) أ (أذكر) شلبا و لا تسيل مدامعي، و (أتذكّر) حمصا و لا تعتادني (ترجع إليّ مرة بعد مرّة) زفرة (نفس حار من الحزن) نادم (عليها: على فراق اشبيلية) .
19) كساها الحيا برد (ثوب) الشباب! (يدعو الشاعر لحمص بأن تظلّ شابّة: زاهرة فتيّة) . عقّ الشباب (قطع) الشباب تمائمي (جمع تميمة: الحرز أو الحجاب يعلّق في عنق الطفل) : في اشبيلية انتقلت من طور الطفولة إلى طور الشباب.
20) الحيازم جمع حيزوم (بفتح الحاء) : جانبا الحلق، عند العنق. إذا تذكّرت أيام شبابي في اشبيلية شعرت بغصّة (بضمّ الغين) في حلقي.
21) في تلك الأيّام ما كنت استمع إلى نصيحة و لا أرجع عن انغماس في الملذّات. الهائم: الذي يسير على غير هدى.
22) لم يكن يسهرني شيء إلاّ عيون النساء و لا يعذبني شيء إلاّ قدودهنّ الليّنة.
23) السدّ (الحاجز على النهر) . الأرقم: الثعبان، الحيّة الكبيرة.
24) هداياه-هدايا الروض: الروائح الزكيّة. النواسم جمع ناسمة (!) : الهبّة الضعيفة من الريح.
25) الذكي (بالذال أخت الدال) : الساطع (الشديد) الرائحة (الطيّبة) . المنسم: مكان هبوب النسيم.
26) السرى: السير ليلا. الثغر: المكان على طرف البلاد (القريب من أرض العدوّ) . الآهل: المسكون. الطاسم: الممحو (غير مسكون) .
27) النوادر جمع نادرة: الكلمة القليلة الورود (الأشياء القليلة التي لا يعرفها إلاّ العلماء) .
28) هؤلاء هم ندماني (بضمّ النون) : الذين يصحبونني و يرافقونني (برغمي) . إذا أردت أن أشمّ زهرته ضربوني بالسيف. و ليس لي كمائم (الكمامة في الأصل الورق الأخضر الذي يحيط بالزهرة) : ستر، مأوى (!) إلاّ غمود السيوف: الحبس (!) .
29) الحاجب في الأندلس يشبه رئيس الوزارة في أيامنا. العضد: أعلى الذراع (من الكتف إلى المرفق) . تطول بيمناه قصار الصوارم (السيوف) كناية عن شجاعته: إذا كان السيف لا يصل إلى العدوّ فإنّه يمدّ يده بالسيف فيصل إلى العدوّ.
30) معتضديّة نسبة إلى المعتضد (والد المعتمد بن عبّاد) . تهزّ: تجعل الإنسان يهتزّ (يطرب) .
31) الأبطح: مكان مجرى السيل (المكان المنخفض) . الندى: الكرم. المكارم: الأعمال المجيدة.
32) مجد المعتمد بن عبّاد (في قومه بني لخم) يجعل كرم حاتم طيّ قليلا حتّى يخجل بنو طيّ من ذلك الكرم القليل.
33) مقلّد (حامل في عنقه) حمالة سيف-سائر إلى الحرب، أو حمالة غارم (رجل عليه دين) -هو ينقذ (بكرمه) المدينين من ديونهم.
34) العرصة (بفتح ففتح) : الباحة أمام المنزل. المعلم: المكان (مساكن المعتمد بن عبّاد) .
35) ألكني: احمل عني (منّي) رسالة. تهادى-تتهادى: تتمايل (تفتخر) . جرد (الخيل القليلة الشعر) العتاق (الأصيلة) الصلادم جمع صلدم (بكسر الصاد و الدال) : الأسد، الصلب، الشديد الحافر.
36) تبوأ: نزل منزلا، اتّخذ مكانة. ناهيك مقعدا: يكفيك شرفا أن تكون في مثل هذا المقعد. مكانة المعتمد بن عبّاد في لخم كمكانة رسول اللّه في بني هاشم (مبالغة مكروهة) .
37) أبو القاسم-المعتمد بن عبّاد. اقبلها-اقبل هذه القصيدة. ثناؤك مسكي: لا أستطيع أن أهدي اليك مسكا (شيئا طيبا) سوى مدحي إيّاك. القوافي: القصائد. لطائمي جمع لطيمة: قافلة تحمل مسكا للتجارة من بلد إلى بلد.
38) أقذى العين: ألقى فيها القذى (و تأتي بمعنى أزال منها القذى) . الترحة: الحزن. سيجلوها-سيجلو القذى منها.
39) امتثلتها: جعلتها هدفا، تخيّلتها.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|