المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



خصائص النمو الانفعالي للطفل  
  
59122   10:15 صباحاً   التاريخ: 13-1-2018
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص39-40
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

 يتميز الطفل في بداية هذه المرحلة بسرعة الانفعال وحدته نتيجة لزيادة القيود التي تفرض  على سلوكه من جراء تعامله مع الكبار والصغار وكثرة المعوقات التي تحول دون تحقيق رغباته، حيث يبدأ الصدام بين الطفل وبيئته في أول هذه المرحلة، وتبلغ شدة انفعالات الطفل كالفرح  والخوف والغيرة والكراهية والانزعاج في نهاية السنة الثالثة بينما يشعر بالاستقرار في حياته الانفعالية نسبياً في سن الخامسة، بالرغم من غلبة العناد والمقاومة على سلوكه (1).

وتعتبر انفعالات الطفل وسيلته الأساسية في التعامل مع الآخرين، وخصوصاً قبل ان تنمو مهارة التعبير اللفظي لديه، ليعبر عن المطالب والحاجات والمشاعر، ويلاحظ ان الطاقة الانفعالية لدى  الطفل تعبر عن نفسها في البداية بطريقة كلية عامة، ثم لا يلبث ان يحدث فيها نوع من التمايز والتخصيص تدريجياً، حيث يتميز الطفل في بداية هذه المرحلة بسرعة الأفعال والانفعال من حالة انفعالية الى حالة انفعالية اخرى، كما يبدأ في هذه السن الخوف والقلق من المدرسة او تقبل الذهاب إليها، والرغبة في التعليم تبعاً لما يتلقاه من اتجاهات وسلوك الاخرين المحيطين به نحو الدراسة .

كما تظهر الانفعالات المتمركزة حول ذات الطفل مثل الخجل والإحساس بالذنب، ويزداد الخوف وتظهر الغيرة عند الأطفال في هذه المرحلة كنوع من التعبير عن انفعالاتهم .

ويرجع علماء النفس معظم الانفعالات الحادة للأطفال في هذه المرحلة الى أسباب نفسية وليس  الى أسباب فسيولوجية، فمعظم الأطفال يشعرون أنهم يستطيعون القيام بكثير مما لا يسمح لهم الآباء به، ويثورون على هذه القيود التي يفرضها عليهم الوالدان، ثم يغضبون مرة اخرى لأنه يجدون أنفسهم عاجزين عن أداء ما يعتقدون أنهم قادرون على أدائه بسهولة ونجاح(2).

كما تتأثر سرعة انفعال الطفل بصحته العامة وبعلاقته بالوالدين، ويمكن التغلب على حدة الانفعال بتوسع مجال الطفل الاجتماعي  لان ذلك يساعد على توزيع  انفعالاته في مجال اوسع .

ولكي يحقق الطفل الاتزان والثبات الانفعالي في هذه المرحلة، فإنه يحتاج الى إشباع حاجاته النفسية الأساسية مثل الشعور بالأمن والأمان والاطمئنان في ظل أسرة مثقفة متعلمة واعية تشبع حاجاته وتلبي متطلباته الأساسية، أو في ظل مؤسسة تربوية ترعاه وتحميه من الشعور بالخوف والقلق، وتشبع لديه الحاجة إلى الحب والعطف وتنمي لديه الحاجة الى الانتماء،  والتقدير  والاحترام والنجاح، فإذا ما شعر الطفل بكل ذلك، فإن سريرته تشعر باستقرار، ونفسه تنعم بالأمان، وينحو نحو الاتزان والوئام وتصبح تنشئته تنشئة سوية في ظل قيم وعادات وتقاليد المجتمع الذي يعيش فيه.

_____________

1- منى محمد علي جاد: رياض الاطفال نشأتها وتطورها، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتابة، 1998 ص27.

2- فؤاد ابو حطب وآمال صادق: نمو الانسان من مرحلة الجنين الى مرحلة المسنين مرجع سابق ص 306.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.