البصل بقل زراعي من الفصيلة الزنبقية، وهو نوعان: الأبيض والأحمر وهما سيان من ناحية الفوائد الغذائية والطبية، غير أن الأبيض يفضل في الأكل لأنه أقل حدّة من الأحمر.

تاريخ البصل:

يكاد يفوق الحصر ما يستطيع البصل فعله كغذاء وكدواء، وهذا ما جعل منذ أقدم عصور التاريخ وفي شتى بقاع الدنيا واسع الانتشار يحتل بين النباتات والخضار مكانة تكاد تكون الأولى.

فاين الموطن الأصلي للبصل حيث انتشر منه إلى بقية البلدان؟

زعم بعضهم أن موطنه الأصلي بلاد ما بين النهرين، وقال آخرون إنه روسيا وانتشر منها إلى أكثر بقاع الأرض. ولكن الأقرب إلى الصواب أنه كان منذ القدم منتشراً انتشاراً واسعاً في شتى أقطار المعمورة، لكن لم يكن استعماله كغذاء وكدواء معروفاً الا في بعض البلدان، ثم أخذت الشعوب ونتيجة للتجارب تستعمله كمادة غذائية ودوائية حتى أضحى في يومنا هذا بهذه المكانة الي تحسده عليها بقية الخضار والنباتات.

والجدير بالذكر ان الفراعنة منذ القديم عرفوا قيمته فاعتمدوا عليه في طعامهم، بل وقدسوه وخلدوا اسمة على جدران الاهرامات والمعابد واوراق البردي، وكانوا يضعونه مع موتاهم في قبورهم ويعتقدون انه يساعد موتاهم على التنفس حين يرجعون الى الحياة وترتد ارواحهم اليهم. وقد عرف اطباء الفراعنة بعض فوائده الطبية واعتبروه مغذيا ومشهيا ومدرا للبول.

أما الإغريق فعرفوه أيضاً وقدسوه ونسجوا حوله الأساطير.

ولابد من وقفة عند نظرة العرب للبصل، ونبدأ بما ورد في سنن أبى داود حيث روي عن عائشة أنها سئلت عن البصل، فقالت: (إن آخر طعام أكله صلى الله عليه وسلم كان فيه بصل). والثابت في الصحيحين انه (ص) منع اكلة من الدخول الى المسجد وذلك لئلا يؤذي ريحه المصلين.

ومن الحديثين نستدل على أن رسول الله لم يمنع أكل البصل بشكل مطلق، وإنما منعه في الصلاة فحسب، وذلك لرائحته التي تؤذي المصلين.

وقد اطنب الاطباء والعرب في الكلام عن فوائد البصل فقال داود الأنطاكي: إنه يفتح السدد ويقوي الشهوتين ويذهب اليرقان ويدر البول والحيض ويفتت الحصى.

وقال الرازي : إذا خلل البصل قلت حذاقته وقوى المعدة.

و قال ابن سينا: انا المطبوخ من البصل كثير الغذاء.

وقال ابن البيطار: البصم فاتق لشهوة الطعام، ملطف، معطش، ملين للبطن، يزيد في الباه، ويدر البول.

أما الطب الحديث فعني عناية فائقة بالبصل ، وأخضعه لتجارب كثيرة ليعرف مدى فوائده الطبية لا سيما أثره على الجراثيم. فأجرى البحاثة الروسي ب. توكين دراسات واسعة على مائة وخمسين نبتة ليعرف مدى تأثير على الجراثيم فوجد أن أول هذه النباتات هو البصل، ووجد أن له مفعولاً قوياً في قتل جراثيم التيفوس.

وبعد ذلك قام الطبيبان الروسيان فيلانوفا وتورديستيف بتجربة على البصل فوجدا أن الأبخرة المتصاعدة من البصل تقتل البكتيريا الضارة وخاصة في الجروح الملوثة، كما ثبت لبعض البحاثة الأمريكيين أن إضافة عصير البصل إلى المادة القاتلة للأعشاب الطفيلية تجعلها أقوى مفعولا.

ويجدر آن نذكر هنا أن الأطباء في العصر الحديث يقارنون بين البصل والتفاح، وكثير منهم يجعل البصل أكثر فوائد من التفاح نفسه.

محتويات البصل:

يحتوي البصل (8 – 14%) مواد سكرية منها السكروز والفركتوز والمالتوز والاينولين.

 ويحتوي على مادة (الكلوكونين Glukonin) التي تعادل (الانسولين) من حيث مفعولها في تحديد نسبة السكر في الدم.

ويحتوي على (1.5-2%) بروتين .

وفيتامين (C) و (B1) و (B2) و (A).

وفلافونوئيد كوير سيتين (Quercetine)، والكالسيوم، وأملاح معدنية.

وتحتوي الأوراق على:(1.5-4%) مواد سكريه ونحو (۱٪) بروتين، و(25-48 ملغ%) فيتامين (C)، بالإضافة إلى حمض الليمون والتفاح.

كما تحتوي الأوراق والأبصال على زيت طيار بمعدل 0.12-0.16%. ويحتوي الزيت الطيار على الكبريت على شكل دي سلفيد وهو الذي يعطي البصل رائحته وطعمة.

كما فيه مركب بلوري قاتل لبكتيريا المكورات العنقودية (Staphylococus) والعصيات الدفتيرية بتراكيز منخفضة جداً. ولكنه يعتبر في طليعة النباتات القاتلة للبكتيريا (Phytocide).

كما ويحتوي البصل على خمائر (اوكسيداز ودياستاز) التي تمنحه خاصية الادرار.

فوائد البصل الطبية:

- تشنج العنق: تستعمل لبخات من مغلي البصل المسحوق مع الزعتر، وفي نفس الوقت يشرب كاس من مزيجهما.

- التهاب الشعب: بصلة تقطع وتغلى في كوب حليب، وتشرب، يواظب المريض على ذلك كل ليلة.

التهاب اللوزتين: توضع على العنق بعض شرائح من البصل الساخن، وتحزم عليه وهي مفيدة لالتهاب اللوزتين.

- اكزيما الاجفان: تأخذ بصلا وتقليه في كوب زيت حتى يحترق ويصبح كالفحم، تدهن به المحل المصاب بالأكزيما من اجفان العين، فانه يقضي على الأكزيما في مدة أقصاها 15 يوماً، حيث ينبت شعر الأجفان.

- التهابات السحايا: يوضع فوق مؤخرة الرأس لالتهاب السحايا، شرائح من البصل بعد تسخينها حتى تصفر، و تبدل كل ۳ ساعات فأنها مفيدة وجيدة.

- منع سقوط الشعر: الفرك بعصير البصل يمنع سقوط الشعر، وذلك بالمواظبة عليه.

- داء الثعلب: إذا دلك مكان داء الثعلب بماء البصل الطري غير المطبوخ والممزوج مع النطرون بعد سحقه، أزال الداء وأنبت الشعر.

- قروح الرأس: البصل المشوي في الماء والملح، يعصر ويدهن به قروح الرأس مراراً يفيدها كثيراً.

- النمش والبهق: يدق البصل ويعصر ماؤه ويضاف لمثله خل، ثم يدهن به المصاب من 3 الى 6 مرات في اليوم، يواظب على ذلك خاصة البهق الذي فيه الأبيض والأسود، وهو مثل البرص يحتاج إلى مدة طويلة.

- البهق: يعجن البصل بالخل ويدلك به البهق الأبيض والاسود، ثم يضع منه لبيخة ويجلس به في الشمس، فانه ينفع كثيرا. وأيضاً عصير البصل مع الخل تذهب بالبهق طلاء في الشمس.

- القوباء: اذا دق البصل وعجن بخل وضمد به القوباء، اذهبها.

- جرب العين: اضف على ماء البصل خليطا من التوتياء المسحوقة جيدا، ويكتحل به المصاب بجرب العين مرارا فانه يزيل الجرب.

- دموع العين: الاكتحال بماء البصل يجفف دموع العين.

- فقدان شفافية العينين: إذا أصيبت العين بالماء الأبيض أي فقدان الشفاف التي تصيب المسنين ، فإن العين إذا قطر بها ماء البصل النيء مخلوطاً بعسل حر زال عنها الماء الأبيض.

- طنين الاذن: تغمس قطعة من الشاش في عصير البصل المشوي وتوضع في الأذن.

وأيضاً يفيدها ماء البصلة المشوية، ويوقف عنها الطنين والتقيح.

- الدود المتولد في الأذن: يؤخذ عصير البصل ويحمى على النار ويقطر في الأذن، فإنه يقتل الدود المتولد فيها.

- سيلان الدم أو القيح من الأذن: يقطر ماء البصل في الأذن المصابة بسيلان الدم أو القيح فإنه ينفعها.

- رائحة البصل: تزال رائحة البصل بأكل ملعقة من العسل، أو مضغ حبة من الهال او حبة من البن فأنها تنفع.

- السل: يؤخذ البصل ويوضع شرائح فوق النار حتى يقرب إلى الاصفرار، ثم يوضع كلبيخة على الصدر والظهر، ويحزم من الليل حتى الصباح، ائم تعاد أخرى بعد تنظيف مكان الأولى.

- سعال الاطفال: يطبخ البصل ويعصر ماؤه ويخلط بعسل، ويعطى للطفل منه معدل 5 جرعات في اليوم وهو مفيد للسعال.

- الربو: يعصر ماء البصل ويغلى على نار هادئة، ثم يحلى بالعسل أو ويوضع في زجاجة محكمة السد، ويشرب منه المصاب بالربو مقدار ملعقة كبيرة كل ساعة. يجب الا يبقى هذا الماء اكثر من يومين، ثم يجدد، فان المصاب يشفى.

- الديدان المعوية عند الأطفال : تنقع شرائح من البصل الغض في قليل من الماء يكون من الليل حتى الصباح، ثم يصفى ويعطى للطفل، فيشربه محلى بالسكر، يستمر على ذلك يومياً كل صباح ، فإنه يطرد الديدان من الأمعاء.

- داء السكري: المواظبة على أكل ربع بصلة نيئة، كافية لهبوط السكر وإرجاعه إلى طبيعته.

- البواسير الظاهرة: بصل مقطع يضاف إليه شحم صاف ويدهن به عدة مرات فانه يفيد.

- وجع المقعدة: يشوى البصل ويدق مع شحم أو سمن ويوضع على وجع المقعدة يسكن آلمها.

- تفتيت حصى الكلى: يغلى 50 غراماً من بذر البصل في نصف ليتر من الماء حتى يبقى منه ربع لتر، يصفى ويؤخذ على مدى ثلاثة أيام، في كل يوم ثلاث جرعات صباحاً وظهراً ومساءً، فإن هذا العلاج يقضي على الحصى سواء كانت في الكلى أو المثانة أو المرارة.

- احتباس البول: توضع لبيخة من شرائح البصل الساخن على النار فوق موضع الكليتين والمثانة لمعالجة احتباس البول.

- الزحير البولي: أكل البصل نيئاً يفيد في الزحير البولي الذي يتردد صاحبه على المرحاض بين وقت وآخر، وللقضاء على رائحة البصل تؤكل تفاحة بعد كل البصل.

- إدرار البول: يشرب نقيع البصل بالعسل ثلاث مرات في اليوم فإنه مفيد في إدرار البول.

- وجع الظهر: تسحق اربع بصلات نية وتوضع في نصف ليتر من التفاح ومئة غرام من العسل وتسد سدا محكما مدة 15 يوما ثم تصفى، ويشرب منه مقدار كاس في الصباح، فإنه جيد في معالجة آلام الظهر.

- احتقان أصابع الرجلين: توضع شرائح من البصل الساخن فوق الأصابع المصابة باحتقان من المساء حتى الصباح على شكل لبائخ ثم تغير.. حتى الشفاء.

- فقر الدم: يغلي 5۰ غراماً من البصل في نصف ليتر من الماء، يشرب المصاب ثلاث جرعات يومياً مدة ثلاث أيام فإنه يفيده جداً.

وأيضاً يفيد فقر الدم وتنقية الدم من الزلال، إذا واظب المصاب على العملية.

- لسبع النحل: يدلك مكان لسع النحل بالبصل، فإنه جيد.

- عضة الكلب: يدهن مكان عضة الكلب بماء البصل والملح السذاب، ومع تناول العسل وماء البصل شرباً، ويستمر على ذلك حتى يشفي.

- الخراجات: يشوى البصل ويوضع عليه ، فإنه مفيد. وأيضاً قشر بصلة وضع معها عسلاً ثم ضعها على نار حتى تحمى ويحمى السائل العسلي، فتضع القشر بعسلها على الخراج المتصلب فإنه يزول.

النشاط: الفوسفور الذي في البصل يساعد المفكرين وأصحاب العمل الذهني على مداومة العمل دون إرهاق.

النوم: يساعد البصل على النوع الهانئ ويخلص المصابين بالأرق من ارقهم.

الرعاف: عصير البصل إذا قطر منه قطرة في الأنف الراعف يوقف الرعاف.

السعال الديكي: يسقى الطفل المصاب بالسعال الديكي ملعقة متوسطة من شراب البصل المطبوخ مع سكر النبات.

امراض القلب: يقي البصل من الجلطة الدموية، ويزيد من سيولة الدم، ويمنع ترسب الكولسترول.

الجنس:

أ- البصل مقو جنسي لاحتوائه على مواد تشبه الهرمون الذكري التستيسترون.

ب- كما يحتوي على هرمون البتيوترين الذي يساعد على زيادة انقباضات الرحم.

ج- يقول ابن سينا عنه: انه يفتق الشهوة ويهيج الباه و يزيد في المني.

د- يحرك شهوة الجماع إذا كان مشوياً أو مطبوخاً.

هـ- ويقضي البصل على جراثيم التعقيبة في الجهاز التناسلي.

و- يغلى (5۰غ) من بزر البصل في نصف ليتر ماء حتى يبقى منه ربع ليتر يصفى ويؤخذ وهو مقو جنسياً كما أنه يقضي على الزلال والحصى.

زـ يغلى ( 50 غ) من بذور البصل في نصف ليتر من الماء حتى يبقى منه ربع ليتر فيصفى ويؤخذ في 3 أيام كل يوم (ثلثه) لمدة نصف شهر فإنه مقو.

ح– كمية من عصير البصل تمزج (بضعفيها) عسلاً وتسخن على نار خفيفة ريثما يتبخر العصير يُحفظ العسل. ثم يصار إلى نقع (قبضة) من حب الحمص في ربع ليتر ماء ملية (٢٤ ساعة) . تصفى بعدها وتضاف إلى الماء (ملعقة) من ذاك العسل ويشرب كل يوم ربع ليتر وهو مقو.

ط- مستحلب قوامه (5غ) ثوم مقطع، (5غ) بصل، (۲ غ) صعتر، (2غ) نعنع، في ليتر ماء يشرب على دفعات وهو مقو.

ك- لارتخاء أعضاء التناسل عند الرجال: يؤخذ كمية من البصل ويفرم ثم يدق في جرن ثم يعصر بقطعة شاش. يؤخذ العصير ويمزج (بمثلیه) عسلاً مرفوع الرغوة ويطبخ ماء البصل مع العسل على نار خفيفة حتى يذهب ماء البصل من العسل ويبقى العسل وحده يحفظ بزجاجه. ثم ينقع (قبضة) حمص يابس في كوب ماء مدة 24 ساعه ويؤخذ هذا الماء ويضاف اليه ملعقة من العسل السابق وتذوب بيه ويؤخذ كل يوم كوب من هذا الشراب.

مضارة

•       يورث الشقيقة.

•       يصدع الراس.

•       يولد ارياحا.

•       كثرته تظلم البصر.

•       كثرة اكله تورث النسيان ,يفسد العقل.

•       يغير رائحة الفم والنكهة.

•       يؤذي الجليس.

•       يولد - اذا اديم اكله - بخر المعدة ونتن الابطين.

المصدر:

يوسف البقاعي، الخضار غذاء وشفاء (الطبعة الثانية 2002).