أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-12-2018
2422
التاريخ: 2024-09-05
308
التاريخ: 2023-09-02
1219
التاريخ: 17-2-2022
2578
|
هناك مجموعة من السُبل تصب في مجرى التكافل ، ومن خلالها يؤمَّن القسم الأكبر من الموارد التي تُصْرَف على الفقراء والمحتاجين ، ومن هذه السُبل :
ـ الهبات :
والهبة ـ حسب التعريف الفقهي : (هي تمليك عين من دون عوض عنها) (1). وتصح الهبة من المريض في مرض الموت. وليس للواهب الرّجوع بعد الإقباض إذا كانت لذي رحم (2). وتأسياً على ذلك تسهم الهبات إسهاماً فاعلاً في تفعيل مبدأ التكافل والتواصل ، إذ بإمكان أي إنسان أن يهب ما يشاء من أموال أو أعيان خاصة للفقراء والمحتاجين ، ويظهر من الرواية التالية أن الهبة هي أقدم في الإسلام من الصدقة.
عن زرارة عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: (إنما الصدقة محدثة ، إنما كان الناس على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ينحلون ويهبون ، ولا ينبغي لمن أعطى الله شيئاً أن يرجع فيه)(3).
وصفوة القول إن سُبل التكافل هي فروع من نظام التكافل الاجتماعي في الإسلام ، وهذا النظام أشمل وأوسع كثيراً من الزكاة والصدقات لأنه يتمثل في خطوط تشمل نواحي الحياة كلها ، ونواحي الارتباطات البشرية بأكملها.
فالتكافل ضرورة لقيام الجماعة المسلمة في وجه الصعاب والمشاق التي تواجهها وتكتنفها ، ثم هو ضرورة من ناحية أخرى: من ناحية التضامن بين أفراد الجماعة ، وإزالة الفوارق الشعورية بحيث لا يحس أحد إلا أنه عضو في ذلك الجسد.
يقول الإمام الصادق (عليه السلام) : (المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد ، إن اشتكى منه وجد
ألم ذلك في سائر جسده ، وأرواحهما من روح واحدة) (4).
وعنه (عليه السلام) : (لا والله ، لا يكون المؤمن مؤمناً أبداً حتى يكون لأخيه مثل الجسد ، إذا ضرب عليه عرق واحد تداعت له سائر عروقه) (5).
وهذا الشعور بالوحدة الإيمانية له قيمته الكبرى في قيام الجماعة شعورياً ، إذا كان سدّ الحاجة له قيمته في قيامها عملياً ، وما أراد الإسلام بالتكافل مجرّد سدّ الخلة ، ومسك البطن ، وتلافي الحاجة وحسب ، بل أراده تهذيباً وتزكية وتطهيراً لنفس المعطي ، وتأجيج مشاعره الإنسانية تجاه اُخوته المعوزين والفقراء ، وتذكيره بنعمة الله عليه ، فإذا أعطى المحسن من ماله شيئاً فإنما من مال الله أعطى ، وإذا أسلف حسنة فإنما هي قرض لله يضاعفه له أضعافاً كثيرة. وليس المحروم الآخذ إلا أداة وسببا لينال المعطي الواهب أضعاف ما أعطى من مال الله.
إن إشاعة هذه الآداب ، كان من الضرورة بمكان حتى لا يستعلي معط ولا يتخاذل آخذ ، فكلاهما آكل من رزق الله.
ومما لا يدانيه شك أن قوام الحياة في النظام الإسلامي هو العمل بكل صنوفه وألوانه ، وعلى الدولة المسلمة أن توفر العمل لكل قادر عليه حتى لا يتكل المسلم على نظام التكافل ويقف مكتوف اليدين يستعطي المحسنين.
______________
1- المسائل المنتخبة / السيد السيستاني : 375.
2- المصدر السابق ، المسألة (933) و (938).
3- الكافي 7 : 30 / 3 باب ما يجوز من الوقف والصدقة والنحل والهبة والسكنى والعمرى والرقبى وما لا يجوز من ذلك على الولد وغيره من كتاب الوصايا.
4- الكافي 2 : 166 / 4 ، باب أُخوّة المؤمنين بعضهم لبعض ، من كتاب الإيمان والكفر.
5- كتاب المؤمن / الحسين بن سعيد : 39 ، مدرسة الإمام المهدي ـ قم ، ط 1 / 1404 ه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|