أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-2-2018
1388
التاريخ: 21-10-2015
2365
التاريخ: 26-1-2020
1277
التاريخ: 18-7-2018
2142
|
حليب الإبل Camel Milk
حليب ينتج من إناث او نوق الإبل Camelus dromedarius المنتشرة في المناطق الصحراوية مثل العديد من مناطق الوطن العربي ، والجمال العربية تكون ذات سنام واحد Dromedary ، وتصنف كالاتي :
وبعض مفردات التصنيف تشير الى صفات محددة ، فمثلا Sub-order المسمى Tylopoda الذي يعني ان الاقدام Pad-footed اي الاقدام تكون بشكل خف وهو ما يميز الجمال عن باقي المجترات التي تكون ذات حوافر . فضلا عن ان معدتها مكونة من ثلاثة اقسام بدلا من اربعة اقسام الموجودة في المجترات .
التشكليلة الوراثية للجمال تتمثل بان 2n لها هو 74 كروموسوم ، اثنين منها خاصة بالجنس (X , Y) . وتختلف الكروكوسومات الجسمية فيما بينها في مواقع المراكز وبالتالي الاختلاف في الاذرع q و p كما موضح في الاتي
وتشكل البيئات الصحراوية بيئات قاسية مما يؤثر في تركيب الحليب المنتج منها ، اذ ترتفع درجات الحرارة فيها ويقل العلف الأخضر وغيرها من الظروف غير الملائمة . وقد تطبعت الجمال للبقاء حية في مثل هذه الظروف فتركيبة جسم الحيوان ذو الرقبة الطويلة والبطن المدورة والسيقان الطويلة كلها تمثل مساحة واسعة لفقد الحرارة ، كما ان هناك فعاليات فسلجية في الحيوان تؤهله للعيش في الظروف القاسية ، فاليوريا لا تفقد في البول لغرض التعويض عن نقص النتروجين في العلف الذي يتناوله والذي يكون واسع المدى من الحشائش والأشواك ونوى التمر فضلاً عن وجود الدهون في السنام كخزين للطاقة ، وتحور بعض الخلايا او الجيوب للاحتفاظ بالماء .
ويختلف تركيب الحليب بشكل كبير جداً بين القطعان وذلك لعدة أسباب منها السلالة الوراثية ، ومرحلة الحلب ، وعدد الولادات والأهم من كل الأسباب هو توفر الماء للحيوان ونوعية العلف من حيث الكمية والنوعية .
تطول مدة الحلب عند الحيوانات من 9- 18 شهر وفق اً للظروف المذكورة أعلاه . لون الحليب ابيض معتم ، حلو المذاق وبعض الأحيان حاد ويتغير طعمه الى الطعم المالح نتيجة لتغير الظروف ، رقمه الهيدروجيني pH يتراوح في الطازج منه بين 6.5- 6.7 والكثافة النوعية له أعلى من حليب البقر والغنم والجاموس ويكون حليب الأرباع الأربعة للضرع متجانس ، وتكون المواد الصلبة الكلية Total Solids بعد الولادة بثلاث ساعات مرتفعة وتصل الى 30 % ولكن بعد يومين من إدرار الحليب تنخفض الى حوالي 18 % نتيجة لانخفاض البروتينات والمعادن . ويوضح الجدول التالي مكونات الحليب الأول .
تنتج النوق مستويات مختلفة من الحليب تتراوح بين 800- 3600 لتر/موسم الحلب وبمعدلات بين 2-6 لتر/يوم تحت الظروف الصحراوية ويمكن ان ترتفع الى 12-20 لتر/يوم تحت ظروف أقل قسوة من الصحاري اي بتوفر الماء والعلف الأخضر . ويستعمل الحليب طازجاً دون تعريضه لمعاملات حرارية او يستخدم محمض قليلاً عند تركه لبضعة أيام في حرارة الجو . وتختلف مكونات الحليب بشكل كبير جداً والجدول التالي يوضح تركيز المواد والاختلافات فيما بينها في البلدان المختلفة .
والملاحظ من الجدول ان الماء يختلف وهذا وفقاً للظروف التي يتعرض لها الحيوان ، فمستوى الماء يصل بشكل عام من 84- 90 % ولكن الملاحظ ان مستوى الماء في الحليب يرتفع عكس ما هو متوقع وهذا مسجل في العدد الكبير من الدراسات وذلك يكون تحت تأثير هرمون Antidiuretic Hormone ، وربما شارك هرمون Oxytocin المسئول عن إدرار الحليب في ذلك ، ولذلك وعند تعرض الإبل للجفاف تفقد الماء الى الحليب ، وهذا تطبع طبيعي حتى تزود الصغار بالماء عند الجفاف وكذلك تزود الناس بالماء وليس الغذاء فقط .
ويشير الجدول العام الى قلة دهون حليب الإبل مقارنة بالجاموس ، وتشكل الحوامض الدهنية غير المشبعة المتعددة %2 من مجموع الدهون ، وتكون الدهون متجانسة الانتشار مما تعطي للحليب المظهر الناعم . ويمتد تركيز الدهون من 1.1-5.5 % اعتماداً على ظروف عيش الحيوان وهي تشبه دهون الأبقار من حيث النسب . والجدول التالي يوضح بعض الحوامض الدهنية المسجلة في حليب الإبل مقارنة مع حليب الأبقار مقدرة غم/ 100 غم من دهن حليب الإبل .
وتكون قيم Reichert Value لحليب الإبل منخفضة حوالي 16.4 . أغلب الدراسات كما موضح في الجدول تشير الى انخفاض الحوامض الدهنية قصيرة السلسلة C12-C 4 ، وارتفاع الأحماض طويلة السلسلة مثل البالمتيك والستياريك لذا تكون الكليسريدات الثلاثية ذات نقطة انصهار ونقطة تبلور عالية ، ومن حيث المحتوى من الحوامض الدهنية الطويلة فهي تكون مشابهة لحليب الجاموس والنعاج . وتكون أقطار حبيبات الدهن كبيرة وتصل من 4.2- 2.9 مايكرون في القطر ولها غلاف أسمك من حبيبات دهون الحيوانات الأخرى ومرتبطة بالبروتينات بشدة ولكن ينقصها Agglutinin الذي يؤدي الى بطء فصل الدهن عند جميع درجات الحرارة ، كل هذه العوامل تصعب من فصل القشطة من الحليب لذا يصعب صناعة الزبد من حليب الإبل ، فضلاً عن ان استخلاص الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل فيتامينA يحتاج الى صوبنة ومعاملات قاسية. ونظراً لانخفاض مستوى الدهون في حليب الإبل يلاحظ ان نسبة الدهن تساوي تقريبا" المواد الصلبة الكلية التي تصل الى 31.6 مقارنة مع حليب الجاموس التي تصل الى 41 تقريباً . أما توزيع الدهون الفوسفاتية للحليب فلها نمط خاص كما موضح في الجدول الآتي :
ويعد الحليب كما ذكر آنفاً غذاء متكامل جداً خاصة عند نقص الماء للحيوان ، فعند زيادة الماء في حليب النوق العطشى ينخفض الدهن الذي هو بحدود 2.6-5.5 % الى الربع عند العطش .
أما كميات اللاكتوز فيلاحظ انها في الجمال أقل 4.62 % مقارنة بحليب الأبقار 4.8 % ولا تتغير كميته على طول مدة الحلب اذا كانت الظروف مستقرة ولكنه يتغير في حليب النوق العطشى ليصل مستويات عالية تصل الى أكثر من %5.5 معطية الطعم الحلو للحليب .
وتتراوح كميات البروتين من 2.0- 5.5 % ويقلل العطش من نسبة البروتين في الحليب وهي مشابهة للأبقار تحت الظروف المختلفة . وتشكل الكازينات قيماً مشابهة للأبقار فهي في الأبقار الروسية تصل قيمها الى 2.7 - 2.9 % في حين تكون في الإبل المصرية منخفضة نوعا ما 2.6 % من الحليب .
وتشكل الكازينات 71-79 % من بروتينات حليب الإبل والتي تكون أقل من النسب النظيرة في الأبقار التي تتراوح بين 77 - 82 %، وتكون كازينات كابا أقل اذ تصل نسبتها الى 5% من الكازينات الكلية في حين تصل في الأبقار الى 13.6 % والجدول التالي يعطي فكرة عن نسب الأنواع المختلفة من الكازينات في حليب مجموعة من البلدان مقارنة بحليب الأبقار (% من الكازينات الكلية) .
ويكون حجم الجسيمات الكازينية في حليب الإبل أكبر وتصل الى 320 مايكرون اي ضعف حجم جسيمات كازين البقر البالغة حوالي 160 مايكرون ، وفضلاً عن ذلك تكون كازينات ألبتا في حليب الإبل ذات تركيب خاص بها ولا تولد الحساسية . أما بروتينات الشرش فتصل نسبها في حليب الإبل الى 0.7-1% وتكون أكثر من حليب الأبقار التي تصل 0.7-0.8 % ، ويكون البروتين α-Lactalbumin متشابه في حليب الإبل والأبقار ولكن يخلو حليب الإبل من β-Lactoglobulin المولد للحساسية في حليب البقر . وفضلاً عن ذلك تكون بروتينات الشرش أكثر ثبوتاً من بروتينات شرش حليب الأبقار .
أما محتوى الجزء ألبروتيني للحليب من الحوامض الامينية فهي تقل بتقدم مدة الحلب وبشكل عام يكون كل من الميثايونين والفالين والفنيل-النين والارجنين والليوسين بمستويات أعلى من حليب الأبقار ، والجدول التالي يوضح محتوى الكازينات من الحوامض الامينية مقارنة بحليب الأبقار .
ومحتوى الحليب من الفيتامينات فتختلف عن المقياس المرجعي وهو حليب البقر، فهو غني جداً بفيتامين C تصل نسبته أحياناً الى ثلاثة أضعاف حليب البقر ولكن تصل الى نصف مستواه في حليب الأم ، وهذا يفيد في الصحراء حيث تشح الفواكه والخضر الحاوية على الفيتامين ويصل الى حوالي 5.7- 9.8 ملغم %، ويزداد فيتامين C بمرور مدة الحلب . أما الفيتامينات الأخرى الذائبة في الماء مثل B12 فيقل مستواه من 4 مايكروغرام/لتر الى 2.5 مايكروغرام/ لتر بعد مرور 1.5 شهر من الولادة ، ولكن بصورة عامة تكون فيتامينات B1 و B2 كافية وأعلى من حليب الأغنام ، وتقل الكاروتينات بمرور مدة الحلب فبداية توجد نسب 0.46 ملغم/كغم من الحليب تنخفض الى حوالي الربع بعد 1.5 شهر من الولادة وتكون نسبة فيتامين A قليلة وقد يعود ذلك لانخفاض مستوى الدهون ويوضح الجدول التالي بعض القيم المسجلة لبعض الفيتامينات مقارنة بما مسجل في حليب الأبقار (مايكروغرام/ 100 غرام من الحليب).
*Iu وحدة دولية = 0.3 مايكروغرام
ومن حيث محتوى الحليب من الرماد او العناصر المعدنية فهو مختلف ايضا وعادة يقل في حليب النوق العطشى . والتركيز العام أقل مما هو عليه في حليب الأبقار ولكن التوازن بين الشكل الذائب للأملاح والشكل الغروي للكالسيوم والفوسفات والمغنسيوم يشبه ما موجود في حليب الأبقار . ويلاحظ ان الشكل الذائب للأملاح في حليب الإبل يشكل حوالي 30 % من المحتوى الكلي وتزداد نسبة الكالسيوم الى 61 % والفسفور 75 % في موسم الحر ويكون حليب الإبل غنياً بالكلوريد ، ويزداد كل من الصوديوم والكلوريد في حليب النوق العطشى وربما كان السبب في الطعم المالح للحليب في بعض الحالات ، أما فوسفات الكالسيوم والمغنسيوم فتقل في حليب النوق العطشانة ولكنها تكون كافية لتغذية الإنسان ويوضح الجدول التالي بعض القيم المسجلة للأملاح والمعادن (ملغم / 100 غرام حليب) .
والنواحي العلاجية وعلاقتها بتركيب الحليب فهي كثيرة وهذا ما يلاحظ من الصحة البادية على رعاة الجمال في الصحاري .
فحليب الإبل يخلو من β-Lactoglobulin وكذلك تختلف طبيعة تركيب كازينات بتا التي تسبب الحساسية لحليب الأبقار ولذا يستعمل في علاج الحساسية والذي يستمر تأثيره مدة طويلة وتمكن الأشخاص من العودة الى الغذاء الطبيعي ، كما يستعمل في معالجة الأمراض الخاصة بالهضم غير المتكامل للكازينات مثل مرض التوحدAutism لدى الأطفال .
كما انه يحوي على كلوبيولينات مناعية تشابه حليب الأم ويحوي كلوبيولينات او أجسام مضادة خاصة بالجمال وليس اي حيوان آخر وخاصة IgG1 وIgG2 وتضاد المستضدات الفيروسية بشكل أفضل مما هي الحال في الإنسان كما في حالة فيروسات التهاب الكبد نوع C، والملاحظ ان استخدام حليب الإبل في العلاج المناعي Immunotherapy يعود الى ان الأجسام المضادة تكون صغيرة لان الأجسام الكبيرة يصعب بعض الأحيان وصولها الى أهدافها ، كما ان لها ألفة مشابهة للأجسام المضادة للإنسان ولكنها أصغر منها بعشر مرات مما يسهل دخولها الى الحليب . وفضلاً عن ذلك يحوي الحليب على بروتينات تقوم بالحماية وتقتل بعض البكتريا والفيروسات ومنها Lactoferrin الذي يكون أعلى تركيزاً من حليب البقر بحوالي 10 أضعاف وكذلك إنزيم Lactoperoxidase،ولكن هذه المركبات تتلف بالتسخين لذا يتناول حليب الإبل طازجاً .
ويستعمل الحليب في بعض البلدان لمعالجة السل ومرض Crohn's Disease وداء السكري وهذه الأمراض لهاعلاقة بشكل مباشر او غير مباشر بالجهاز المناعي ، فالحليب يستعمل كعلاج مساعد Adjuvant Therapy في علاج مرضى السكري النوع الأول اذ ان هناك اعتقاد يسود في الدول العربية انه مع تناول حليب الإبل بشكل منتظم لا يوجد داء سكري (النوع الأول) وقد جرت دراسة في محافظة المنوفية في مصر موسعة على مجموعة من مرضى داء السكري وباستعمال الحليب يومياً وبانتظام أدى الى زيادة إفراز الأنسولين الداخلي .
وعليه أقيمت مراكز خاصة برعاية الإبل في بعض الدول العربية خاصة وان الأطباء مهتمين جداً بها ومثل هذه الدول مؤهلة للقيام بهذه المهمة نظراً لتوفر أغلب متطلبات هذه المراكز .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|