المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



في ذكر الزواج الميمون  
  
3364   04:08 مساءً   التاريخ: 16-12-2014
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص131-135.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / قضايا عامة /

قال علي (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : قم فبع الدرع، فقمت فبعته واخذت الثمن ودخلت على رسول الله (صلى الله عليه واله) فسكبت الدراهم في حجره، فلم يسالني كم هي، ولا انا اخبرته، ثم قبض قبضة ودعا بلالا فاعطاه، وقال : ابتع لفاطمة طيبا، ثم قبض رسول الله (صلى الله عليه واله) من الدراهم بكلتا يديه فاعطاه ابا بكر، وقال : ابتع لفاطمة ما يصلحها من ثياب واثاث البيت، واردفه بعمار بن ياسر وبعدة من اصحابه، فحضروا السوق، وكانوا يعترضون الشيء مما يصلح فلا يشرونه حتى يعرضوه على أبي بكر، فان استصلحه اشتروه، فكان مما اشتروه قميص بسبعة دراهم، وخمار بأربعة دراهم، وقطيفة سوداء خيبرية، وسرير مزمل بشريط، وفراشين من خيش مصر، حشوها أذخر، وستر من صوف، وحصير هجري، ورحا لليد، ومخضب من نحاس، وسقي من أدم، وقعب للبن، وشن للماء، ومطهرة مزفتة، وجرة خضراء، وكيزان خزف، حتى اذا استكمل الشراء حمل ابو بكر بعض المتاع وحمل اصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) الذين كانوا معه الباقي.

فلما عرض المتاع على رسول الله (صلى الله عليه واله) جعل يقلبه بيده، ويقول : بارك الله لأهل البيت.

وفي رواية اخرى : فلما نظر (صلى الله عليه واله) إليه بكى وجرت دموعه، ثم رفع راسه الى السماء وقال : اللهم بارك لقوم جل آنيتهم الخزف.

ثم قال علي (عليه السلام) : فاقمت بعد ذلك شهرا اصلي مع رسول الله (صلى الله عليه واله) وأرجع الى منزلي ولا اذكر شيئا من أمر فاطمة (عليه السلام) ، ثم قلن أزواج رسول الله (صلى الله عليه واله) : ألا نطلب لك من رسول الله دخول فاطمة (عليها السلام) عليك؟ فقلت : افعلن، فدخلن عليه، فقالت أم أيمن : يا رسول الله، لو ان خديجة باقية لقرت عينا بزفاف فاطمة (عليها السلام) ، وان عليا يريد أهله، فقرعين فاطمة ببعلها، واجمع شملهما، وقر عيوننا بذلك.

فقال (صلى الله عليه واله) : فما بال علي لا يطلب من زوجته، فقد كنا نتوقع منه؟, قال علي (عليه السلام) : فقلت : الحياء يمنعني يا رسول الله، فالتفت الى النساء فقال : من ههنا؟, فقالت ام سلمة : انا ام سلمة، وهذه زينب، وهذه فلانة وفلانة، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : هيئوا لابنتي وابن عمي في حجري بيتا.

فقالت ام سلمة : في أي حجرة يا رسول الله؟ فقال (صلى الله عليه واله) : في حجرتك، وامر نساءه، ان يزين ويصلحن من شانها.

قالت ام سلمة : فسالت فاطمة : هل عندك طيب اذخرتيه لنفسك؟ قالت : نعم، فاتت بقارورة، فسكبت منها في راحتي فشممت منها رائحة ما شممت بمثلها قط، فقلت : ما هذا؟ فقالت : كان دحية الكلبي يدخل على رسول الله (صلى الله عليه واله) فيقول لي : يا فاطمة، هات الوسادة فاطرحيها لعمك، فاطرح له الوسادة، فيجلس عليه، فاذا نهض سقط من بين ثيابه شيء، فيأمرني بجمعه، فسال علي (عليه السلام) رسول الله عن ذلك، فقال : هو عنبر يسقط من اجنحة جبرئيل (عليه السلام).

وفي رواية اخرى : انها صلوات الله عليها اتت ايضا بماء ورد فسالت ام سلمة عنه، فقالت : هذا عرق رسول الله (صلى الله عليه واله) كنت اخذه عند قيلولة النبي عندي واجعله في قارورة.

قال علي (عليه السلام) : ثم قال لي رسول الله : يا علي، اصنع لأهلك طعاما فاضلا، ثم قال : من عندنا اللحم والخبز، وعليك التمر والسمن، فاشتريت تمرا وسمنا، فحسر رسول الله عن ذراعه وجعل يشدخ التمر في السمن حتى اتخذه حيسا، وبعث الينا كبشا سمينا فذبح، وخبز لنا خبزا كثيرا.

ثم قال لي رسول الله (صلى الله عليه واله) : ادع من احببت، فأتيت المسجد وهو مشحن بالصحابة، فأحببت ان اشخص قوما وادع قوما، ثم صعدت على ربوة هناك وناديت : أجيبوا الى وليمة فاطمة، فأقبل الناس ارسالا، فاستحييت من كثرة الناس وقلة الطعام، فعلم رسول الله (صلى الله عليه واله) ما تداخلني، فقال : يا علي إلي، سأدعو الله بالبركة.

قال علي (عليه السلام) : فأكل القوم عن آخرهم طعامي، وشربوا شرابي، ودعوا لي بالبركة، وصدوا وهم أكثر من اربعة الاف رجل، ولم ينقص من الطعام شيء، ثم دعا رسول الله (صلى الله عليه واله) بالصحاف فملئت، ووجه بها الى منازل ازواجه، ثم اخذ صحيفة وجعل فيها طعاما وقال : هذا لفاطمة وبعلها، حتى اذا انصرفت الشمس للغروب قال  رسول الله (صلى الله عليه واله) : يا أم سلمة، هلمي فاطمة، فانطلقت فاتت بها، وهي تسحب اذيالها، وقد تصببت عرقا حياء من رسول الله (صلى الله عليه واله)، فعثرت.

فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : اقالك الله العثرة في الدنيا والاخرة، فلما وقفت بين يدين كشف الرداء عن وجهها حتى رآها علي (عليه السلام) ، ثم أخذ يدها فوضعها في يد علي وقال : بارك الله لك في ابنة رسول الله؛ يا علي، نعم الزوجة فاطمة، ويا فاطمة، نعم البعل علي، انطلقا الى منزلكما، ولا تحدثا ارما حتى آتيكما.

قال علي (عليه السلام) : فأخذت بيد فاطمة وانطلقت بها حتى جلست في جانب الصفة وجلست في جانبها، وهي مطرقة الى الارض حياء مني، وانا مطرق الى الارض حياء منها، ثم جاء رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال : من ههنا؟ فقلنا : ادخل يا رسول الله، مرحبا بك زائرا وداخلا، فدخل فاجلس فاطمة من جانبه، ثم قال يا فاطمة، آتيني بماء، فقامت الى قعب في البيت فملأته ماء، ثم اتته به، فاخذ جرعة فتمضمض بها، ثم مجها في القعب، ثم صب منها على راسها، ثم قال : اقبلي، فلما اقبلت نضح منه بين ثدييها، ثم قال : أدبر، فادبرت، فنضح من بين كتفيها، ثم قال : اللهم هذه ابنتي، وأحب الخلق الي، اللهم وهذا أخي واحب الخلق الي، اللهم اجعله لك وليا، وبك حفيا، وبارك له في اهله، ثم قال : يا علي، ادخل باهلك، بارك الله لك ورحمة لله وبركاته عليكم انه حميد مجيد.

وفي رواية معتبرة اخرى : قال علي (عليه السلام) : فاتاني (صلى الله عليه واله) في ليلة التزويج، فاخذ بيدي فقال : قم بسم الله، وقل : على بركة الله، وما شاء الله، لا قوة الا بالله، توكلت على الله، ثم جاء بي حتى اقعدني عندها (عليها السلام) ، ثم قال : اللهم انهما احب خلقك الي، فاحبهما، وبارك في ذريتهما، واجعل عليهما منك حافظ، واني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم.

وفي الكتب المعتبرة بين العامة والخاصة رووا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال : لما زوجني رسول الله (صلى الله عليه واله) فاطمة (عليها السلام) بحضور جميع الصحابة مكثت بعد ذلك شهرا لا أعاود رسول الله (صلى الله عليه واله) في أمر فاطمة بشيء استحياء من رسول الله (صلى الله عليه واله)، غير أني كنت اذا خلوت برسول الله يقول لي : يا ابا الحسن، ما احسن زوجتك، واجملها، ابشر يا ابا الحسن، فقد زوجتك سيدة نساء العالمين.

قال علي (عليه السلام) : فلما كان بعد شهر دخل علي اخي عقيل بن ابي طالب فقال : يا اخي، ما فرحت بشيء كفرحي بتزويجك فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه واله)، يا اخي، فما بالك لا تسال رسول الله (صلى الله عليه واله) يدخلها عليك فتقر عيننا باجتماع شملكما!, قال علي (عليه السلام) : والله! يا أخي اني لأُحب ذلك، وما يمنعني من مسالته الا الحياء منه، فقال : أقسمت عليك الا قمت معي.

فقمنا نريد رسول الله (صلى الله عليه واله)، فلقينا في طريقنا ام ايمن مولاة رسول الله (صلى الله عليه واله)، فذكرنا ذلك لها، فقالت : لا تفعل، ودعنا نحن نكلمه، فان كلام النساء في هذا الامر احسن واوقع بقلوب الرجال، ثم انثنت راجعة، فدخلت الى ام سلمة فأعلمتها بذلك، وأعلمت نساء النبي (صلى الله عليه واله)، فاجتمعن عند رسول الله، وكان في بيت عائشة، فاحدقن به، وقلن : فديناك بآبائنا وامهاتنا يا رسول الله، قد اجتمعنا لأمر لو ان خديجة في الاحياء لقرت بذلك عينها.

قالت ام سلمة : فلما ذكرنا خديجة بكى رسول الله (صلى الله عليه واله) : ثم قال خديجة، واين مثل خديجة، صدقتني حين كذبني الناس، وازرتني على دين الله، وأعانتني عليه بمالها، إن الله (عز وجل) أمرني ان ابشر خديجة ببيت في الجنة من قصب الزمرد، لا صخب فيه ولا نصب.

قالت ام سلمة : فقلنا : فديناك بابائنا وامهاتنا يا رسول الله، انك لم تذكر من خديجة امرا الا وقد كانت كذلك، غير انها قد مضت الى ربها، فهناها الله بذلك، وجمع بيننا وبينها في درجات جنته ورضوانه ورحمته، يا رسول الله، وهذا اخوك في الدنيا وابن عمك في النسب علي بن ابي طالب يحب ان تدخل عليه زوجته فاطمة (عليه السلام) ، وتجمع بها شمله، فقال يا أم سلمة، فما بال علي لا يسألني عن ذلك؟ فقلت : يمنعه الحياء منك يا رسول الله، قالت ام ايمن : فقال : لي رسول الله (صلى الله عليه واله) : انطلقي الى علي (عليه السلام) فآتيني به، فخرجت من عند رسول الله، فاذا علي (عليه السلام) ينتظرني ليسألني عن جواب رسول الله (صلى الله عليه واله)، فلما رآني قال : ما وراك يا أم أيمن؟, قالت : اجب رسول الله (صلى الله عليه واله)، قال : فدخلت عليه وقمن ازواجه، فدخلن البيت، وجلست بين يديه مطرقا نحو الارض حياء منه، فقال : أتحب ان تدخل عليك زوجتك, فقلت – وأنا مطرق - : اجل فداك ابي وامي، فقال : نعم، وكرامة يا ابا الحسن، أدخلها عليك في ليلتنا هذه، او في ليلة غد ان شاء الله، فقمت فرحا مسرورا.

وأمر (صلى الله عليه واله) ازواجه ان يزين فاطمة (عليها السلام) ويطيبنها، يفرشن لها بيتا ليدخلها على بعلها، ففعلن ذلك، وأخذ رسول الله (صلى الله عليه واله) من الدراهم التي سلمها الى ام سلمة عشرة دراهم، فدفعها الى علي (عليه السلام)  وقال : اشتر سمنا وتمرا واقطا، فاشتريت واقبلت به الى رسول الله (صلى الله عليه واله)، فحسر عن ذراعيه، ودعا بسفرة من ادم وجعل يشدخ التمر والسمن ويخلطهما بالاقط حتى اتخذه حيسا، ثم قال : يا علي : ادع من أحببت، فخرجت الى المسجد واصحاب رسول الله متوافرون، فقلت : أجيبوا رسول الله (صلى الله عليه واله)، فقاموا جميعا واقبلوا نحو النبي (صلى الله عليه واله)، واخبرته ان القوم كثير، فجلل السفرة بمنديل وقال : ادخل علي عشرة بعد عشرة، ففعلت، وجعلوا يأكلون ويخرجون ولا ينقص الطعام، حتى لقد أكل من ذلك الحيس سبعمائة رجل وامرأة ببركة النبي (صلى الله عليه واله).

وفي رواية اخرى : (انه امر النبي (صلى الله عليه واله) ان ينادي على راس داره : اجيبوا رسول الله (صلى الله عليه واله)؛ وذلك كقوله : { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} [الحج: 27] ، فأجابوا من النخلات والزروع، فبسط التطوع في المسجد، وصدر الناس وهم اكثر من اربعة الاف رجل، وسائر نساء المدينة، ورفعوا منها ما ارادوا ولم ينقص من الطعام شيء، ثم عادوا في اليوم الثاني واكلوا، وفي اليوم الثالث اكلوا.

قالت ام سلمة : ثم دعا بابنته فاطمة (عليها السلام) ، ودعا بعلي (عليه السلام) ، فاخذ عليا بيمينه، وفاطمة بشماله، وضمهما الى صدره، فقبل بين اعينهما، ودفع فاطمة الى علي (عليه السلام) ، وقال : يا علي، نعم الزوجة زوجتك، ثم أقبل على فاطمة، وقال : يا فاطمة، نعم البعل بعلك، ثم قام يمشي بينهما حتى ادخلهما بيتهما الذي هيئ لهما، ثم خرج من عندهما، فاخذ بعضادتي الباب فقال : طهركما الله، وطهر نسلكما، انا سلم لمن سالمكما، وحرب لمن حاربكما، أستودعكما الله واستخلفه عليكما.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.