أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-2-2016
2643
التاريخ: 6-03-2015
1792
التاريخ: 15-10-2014
2182
التاريخ: 14-10-2014
1949
|
مؤلفه :
أبو جعفر محمد بن جرير الطبري من أهل آمل من
بلاد ما زندران في إيران ، ولد فيها سنة (224هـ) ورحل في طلب العلم الى مصر ،
والشام ، والعراق ، ثم استقر ببغداد الى أن توفي فيها سنة (310هـ) .
حفظ القرآن وعمره سبع سنوات ، وكتب الحديث
ولم يتجاوز التسع سنوات .
كان عارفاً بالقراءات ، بصيراً بالمعاني ،
فقيهاً بأحكام القرآن عارفاً بالسنة ، بل هو من الائمة المجتهدين ؛ لذا لم يقلد
أحداً .
وهو صاحب التاريخ الشهير ، والتفسير الكبير
" جامع البيان " وهما صاحب التاريخ الشهير ، والتفسير الكبير "
جامع البيان " وهما من أمهات مصادر المؤرخين والمفسرين (1) .
تفسيره :
تناول في تفسيره أقوال السلف بالأسانيد ،
فأصبح بذلك موضع ثقة واطمئنان العلماء .
ولكن مما يؤخذ عليه أنه أكثر النقل عن
الضعفاء والمجاهيل ، ومجموعة ممن عرفوا بالكذب والاختلاق ، كما أكثر من
الإسرائيليات ، فجاء الكتاب مشحونا بالروايات الضعيفة والمنكرة ، والموضوعات ،
والإسرائيليات ، وخاصة في الملاحم والفتن ، وقصص الأنبياء (عليهم السلام) ، وما اختلف
حول قصة زواج النبي (صلى الله عليه واله وسلم) من زينب بنت جحش (رضي الله عنها)
وغيرها .
لذلك فهو بحاجة الى تحقيق ، وتمحيص .
ومع ذلك كله فإن تفسير الطبري هذا يعتبر من
أمهات التفاسير المعتمدة في التفسير بالمأثور .
وقد احتوى على الحديث ، والأثر ، والتفسير ،
والقراءات ، واللغة ، والنحو والشعر ، والفقه (2) .
منهجه في التفسير :
لقد فسر جميع آي الذكر الحكيم .
يبدأ بذكر السورة مع ذكر ما روي لها من
أسماء – إن كان – وبيان سبب النزول ، ثم يذكر الآية ، ويعقبها بتفسير غريب اللغة
فيها ، أو إعراب مشكلها إن دعت الحاجة الى ذلك ، وربما استشهد بأشعار العرب
وأمثالهم ، ثم يأتي بالرواية التي تفسر الآية تلك ، وقد يعرض عن الرواية لأنه لا
يرتضي سندها ، ويرجح إذا كثرت الأقوال ، أو يجمع بينها إذا أمكن الجمع ، فإن لم
يجد نصا صحيحاً عنده لتفسير الآية اجتهد في تأويلها حسب ما تقتضيه اللغة والقراءات
مرجحا في ذلك قراءة على أخرى .
وقد وقف الطبري بوجه أهل الرأي في التفسير
موقفا شديدا ، مشددا على ضرورة الرجوع في التفسير الى العلم المأثور عن الصحابة
والتابعين .
مثال من تفسيره :
قال في تفسير قوله تعالى : { ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم } [البقرة : 7] وأصل الختم : الطبع ، والخاتم : الطابع ، يقال : منه
ختمت الكتاب إذا طبعته .
فإن قال القائل : وكيف يختم على القلوب ،
وإنما الختم طبع على الأوعية والظروف ، والغلف ؟
قيل : فإن قلوب العباد أوعية لما أودعت من
العلوم ، وظروف لما جُعل فيها من المعارف بالأمور ، فمعنى الختم عليها وعلى
الأسماع التي بها تدرك المسموعات ومن قبلها يُوصل الى معرفة حقائق الأنباء عن
المغيبات نظير معنى الختم على سائر الأوعية والظروف .
فإن قال : فهل لذلك من صفة تصفها لنا
فنفهمها ؛ أهي مثل الختم الذي يعرف لما ظهر للأبصار أم هي بخلاف ذلك ؟
قيل : قد اختلف أهل التأويل في صفة ذلك ،
وسنخبر بصفته بعد ذكرنا قولهم .
ثم ذكر قول مجاهد بإسناده عن الأعمش قال :
أرانا مجاهد بيده ، فقال : كانوا يرون أن القلب في مثل هذا يعني الكف ، فإذا أذنب
العبد ذنبا ضُم منه ، وقال بإصبعه الخنصر هكذا ، فإذا أذنب ضُم ، وقال بإصبع أخرى
، فإذا أذنب ضم ، وقال بإصبع أخرى هكذا حتى ضم أصابعه كلها ، قال : ثم يطبع بطابع
.
قال مجاهد : وكانوا يرون أن ذلك الرين .
وذكر قولاَ آخر لبعضهم : أن " الختم
" كناية عن تكبرهم وإعراضهم عن الاستماع لما دعوا إليه من الحق ، كما يقال :
إن فلاناً لأصم عن هذا الكلام إذا امتنع عن سماعه ، ورفع سمعه عن تفهمه تكبراً .
قال : والحق في ذلك عندي ما صح بنظيره الخبر
عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ، وهو ما رواه أبو هريرة قال : قال رسول
الله (صلى الله عليه واله وسلم) : " إن المؤمن إذا أذنب ذنبا كان نكتة سوداء
في قلبه ، فإن تاب ونزع ، واستغفر صقل قلبه ، فإن زاد زادت حتى يغلف قلبه "
الران " الذي قال الله ـ جل ثناؤه ـ { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا
يكسبون } ، فأخبر أن الذنوب إذا تتابعت على القلوب
أغلفتها ، وإذا أغفلتها أتاها حينئذٍ الختم من قبل الله والطبع ، فلا يكون للإيمان
إليها مسلك ، ولا الكفر منها مخلص .
ثم أخذ في مناقشة القول الثاني وفصل الكلام
فيه كعادته في مناقشة الأقوال ." (3)
________________
1- وفيات الأعيان ، ابن خلكان ، ج4 ، ص :
191 ، والأعلام ، الزركلي ، ج6 ، ص : 69 ، والمفسرون حياتهم ومنهجهم ، محمد علي
إيازي ، ص : 400 ، والتفسير والمفسرون ، محمد هادي معرفة ، ج2 ، ص : 313 وما بعدها
.
1، 2 ـ معرفة ، ص : 313 وما بعدها ، وإيازي ، ص : 402 وما بعدها .
3- تفسير الطبري ، ج1 ، ص : 87 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|