المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



المصطلحات في الكتب اللغوية الخالصة  
  
403   12:01 مساءً   التاريخ: 16-8-2017
المؤلف : د. فايز الداية
الكتاب أو المصدر : علم الدلالة، النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة : ص47- 51
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / الدال و المدلول /

 

ومن جوانب البحث التي شهدها القرن الرابع تلك الدراسات التي عكف عليها ابن جني، وكان الدرس اللغوي ركناً أساسياً فيها ، وقد يساعد في رسم تصور أكثر دقة لاستعمال المصطلحات اطلاعنا على مؤشرات في " الخصائص " للفظ والمعنى ، وعلى الرغم ن تناولنا لأعمال ابن جني في الشروح الأدبية ، فإننا نفرد جهده اللغوي ، في قسم منه ، لأنه يمثل تداولاً خاصاً ألصق بالمادة اللغوية وقوانينها ، وأقرب إليها مما يفتح باب المقارنة بالمجال النقدي ، حيث ينحو الناقد نحواً يحاول فيه أن يعرض الجماليات بأكثر مما يعرض الخصائص اللغوية ، وههنا مكمن الوعي الدلالي لدى الواحد من هؤلاء النقاد .

أ- إن ابن جني يقوم بتحليل عدد من المسائل الفرعية في " الخصائص " معتمداً على العلاقة بين اللفظة المفردة ودلالتها (معناها) . ومن ذلك الباب الذي عنونه (بتصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني) ، ويعرض فيه نماذج من الكلمات المتقاربة في عظم حروفها ، وذلك لتقارب مدلولاتها وهي على أضرب :

* اقتراب الاصلين الثلاثيين : كضياط وضيطار ، ولوقة وألوقة ، ورخوورخود .

ص47

* اقتراب الأصلين ثلاثياً أحدهما ورباعياً صاحبه ، أو ربايعاً أحدهما وخماسياً صاحبه: كدمث ودمثر ، وسبط وسبطر ، ولؤلؤ ولآل ، والضبعطي والضبعطري ، وقد دردبت والشيخ دردبيس .

* ومنها التقديم والتأخير في تقليب الأصول : ك ل م (ك م ل ، ل ك م ، ل م ك ، م ل ك ، م ك ل (1) ) .

وفي موضع آخر يوازن بين الاسم والمعنى ليخلص الى أنهما كل واحد ، وما تفصيله هنا إلا طريقة شارحة لهذا التآلف ، فالاسم هو سبيل الى المعنى الكامن وراء ، ويتطرق ابن جني في حديثه الى فكرة قديمة هي  : أن الاسم جزء حقيقي من المسمى ، وهي قولة إغريقية قديمة ترجع الى ما قبل سقراط ، وقد يكون في بعض المذاهب الحديثة صدى لها ؛ يقول ابن جني " لم تخاطب الملوك بأسمائها إعظاماً لها اذا كان الاسم دليل المعنى ، وجارياً في أكثر الاستعمال مجراه حتى دعا ذلك قوماً الى أن زعموا : أن الاسم هو المسمى ، فلما أرادوا اعظام الملوك تجافوا وتجانفوا عن ابتذال أسمائهم التي هي شواهدهم وأدلة عليهم الى الكناية بلفظ الغيبة (نسأله حرس اللهُ ملكه(2) ) .

وفي حديث لابن جني عن الترادف يشير الى المعنى على أنه دلالة اللفظة أو الكلمة ، ويبدي تعليلاً رئيسياً هو أن مردّ هذا التعدد في الألفاظ الملتقية على مدلول واحد إنما هو تعدد القبائل " فإذا أحرى ذلك أن يكون أفاد أكثرها أو طرفاً منها من حيث كانت القبيلة الواحدة لا تتواطأ في المعنى الواحد على ذلك كله ، وكلما كثرت الألفاظ على المعنى الواحد كان ذلك أولى بأن تكون لغات لجماعات اجتمعت

ص48

لإنسان واحد من هنا ومن هنا ، وتورد هنا قصة الرجلين اللذين اختلفا على تسمية الطير الجارح (الصقر) ، فواحد يقول بهذا اللفظ والآخر ينطقه (السقر) ، فاحتكما الى ثالث فقال إنه لا يعرفه إلا أنه (الزقر) (3) " .

وفي موضع من (الخصائص) يقرر ابن جني قاعدة ، هي أن المفردات التي تسمع من عربي فصيح منفرداً بروايته تبلغ مرتبة المتواتر ما دامت السليقة والفصاحة غير مشكوك فيهما لدى هذا الراوي ، والطرف الذي يخص موضوع الدرس إنما هو الوقوف عند الألفاظ المفردة وهو يطلق عليها (الحروف) ثم يجمعها في صيغة مغايرة (الكلم) ، وخلال ذلك يردف كلاً منها بمعناها الخاص بها ، فعن الأصمعي أنه ذكر حروفاً من الغريب ، فقال : " لا أعلم أحداً أتى بها إلا ابن أحمر الباهلي منها الجبر وهو الملك ، وإنما سمي ذلك – أظن – لأنه يجبر بجوده ، ومنها قوله كأس (رنوناة) أي دائمة ، ومنها المأنوسة وهي النار والقول في هذا الكلم وجوب قبولها ، وذلك لما ثبتت به الشهادة من فصاحة ابن الأحمر ، فإما أن يكون شيئاً أخذه عمن نطق بلغة قديمة لم يشارك في سماع ذلك منه ، وإما أن يكون شيئاً قد ارتجله ابن الأحمر (4) " .

ب- وأما المنحى الثاني الذي يظهر في ثنايا أبحاث ابن جني اللغوية فهو يمتزج بالأدب وأمثلته ، فالمصنف يبين المكانة العالية للمعاني لدى العرب ، ويحدد قيمة الألفاظ بأنها أداة للوصول الى الغاية الأصلية ، ونلحظ هنا القصد الى الافكار والأغراض بمصطلح (المعاني) ، وكذلك نجد أن الإيماء الى (اللفظ) إنما هو عام لا تستوقفه المفردة ، بل يهدف ابن جني الى تقرير مسألة اللفظ بمجملها الى الدرجة التي يحتمل إيراد التركيب فيها . ونتابع أولاً المسألة بصورة عامة ، ثم نقف وقفة سريعة عند مثال تعاقب عليه النقاد يرى فيه ابن جني رأياً مخالفاً لابن قتيبة .

ص49

" فإذا رأيت العرب قد أصلحوا ألفاظها وحسنوها ، فلا تريدن أن العناية إذ ذاك إنما هي بالألفاظ ، بل هي عندنا خدمة للمعاني ، ونظير ذلك إصلاح الوعاء وتحصينه . وإنما المبغي بذلك منه الاحتياط للموعى عليه وجواره بما يعطر بشره ولا يعر جوهره . كما قد نجد من المعاني الفاخرة السامية ما يهجنه ويغض منه كدرة لفظة وسوء العبارة عنه"(5) . ويلتفت المصنف الى بعض المتحاورين الذين يرون في قول الشاعر :

ولّما قضينا من منى كلّ حاجة             ومسّح بالأركان من هو ماسحُ

أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا             وسالت بأعناق المطيّ الأباطحُ

ألفاظاً مؤنقة قد صقلت وزخرفت ، وبالغ أصحابها في العناية بها إلا أنها لا تتأدى الى المعاني الشريفة ، بل إن المرء لا يجد فيها قصداً ، وكأنما يشير ابن جني الى ابن قتيبة وأضرابه ، ويردُّ على هؤلاء بأن العيب والخلل لا يمكنان في الأبيات وخلوها (هنا بيتان من ثلاثة مشهورة) من المضمون والأفكار ولكنه راجع الى جفاء طبع الناظر ، وخفاء غرض الناطق ، أي يحتاج مثل هذا العمل الأدبي وهذه الطريقة في عرض الأحاسيس لدى الشاعر الى التفهم وتقصى أسراره (6) .

ج- والمنحى الثالث الذي كان لابن جني في استخدام مصطلح (المعنى) هو الذي جاء في باب عرض لأسماء العلم ، وفيه رأى المصنف أنها تقع على الماديات في معظم الحالات ، والقليل منها هو الذي ترتبط فيه الأعلام بالمجردات الذهنية ، وههنا يورد مصطلح (المعاني) قاصداً بعدها الصرفي والنحوي ، وذلك أن المشتغل بهذين العلمين يحتاج الى التفرقة بين المادي والمجرد في باب الاشتقاق

ص50

وبعض الأبواب الأخرى ، يقول ابن جني " إن الأعلام أكثر وقوعها في كلامهم إنما هو على الأعيان دون المعاني ، والأعيان هي الأشخاص نحو زيد وأبي محمد ، والوجيه ، ولاحق وعمان ونجران ، والثريا ، وكما جاءت الأعلام في الأعيان قد جاءت في المعاني نحو قوله :

أقول لما جاءني فخره              سبحان من علقمة الفاخر

فـ (سبحان) اسم علم لمعنى (البراءة والتنزيه) بمنزلة عثمان وحمران (7) " .

ص51

_________________

(1) الخصائص لابن جني (2/145 – 152) ، والخصائص (1/49) .

(2) الخصائص لابن جني (3/24) .

(3) الخصائص (1/373-374) .

(4) الخصائص (2/21-25) .

(5) الخصائص (1/217 – 218) .

(6) الخصائص (1/217 – 218) .

(7) الخصائص لابن جني (2/ 197).




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.