يهتم الدلاليون في هذا العلم بمجموعة من المحاور الرئيسية تتطلب ربطاً بجوانب من الدراسات اللغوية، ثم تتفرع الى وجهات تطبيقية وتحليلية يكثر فيها الاجتهاد، وتتعدد الآراء.

[1] تشكل المحور الأول العلاقة الرمزية بين الدال والمدلول، والمنعكسات الاجتماعية والنفسية والفكرية (significant , signifie , reference).

[2] والمحور الثاني يدور حول التطور الدلالي: أسبابه وقوانينه changcments des sens: والعلاقات السياقية والموقعية في الحياة والعلم والفن situation. contexte.

[3] المحور الثالث يتصل بالمجاز وتطبيقاته الدلالية وصلاته الأسلوبية.

ص9

لقد تناولت في "علم الدلالة العربي " هذه المحاور مشتجرة بما يجعلها ذات تكوين اصيل فصلت الصلاتُ بينها وبين المعجم العربي، والاشتقاق بخصائصه المميزة، وماهية الفصحى وبعض ملامحها التحليلية والتاريخية.

وركزتُ معالم نظرية التطور الدلالي عند الباحثين اللغويين والنقاد العرب، وههنا تناول نظري وتطبيق عملي من خلال النصوص اللغوية والأدبية يفتح الأبواب واسعة لرؤية تتعمق تراثنا القادر على العطاء في هذا الميدان بعد ان تتابعت مقولات غير مدققة في طبيعة الدراسات اللغوية القديمة.

وأذكر أنني اضافة الى استجلاء النظرية الدلالية العربية عند الفلاسفة والمفكرين واللغويين والأدباء قد قمت برصد التطور الدلالي في بيئة غنية بالآثار الدلالية وهي الكتب النقدية والشروح الشعرية، وأدى هذا العمل نتيجة هي التأكيد على الأهمية العملية والتطبيقية للدلالة.

أما عملي في المعجم الشعري والتحليل الدلالي للعربية الفصحى الحديثة فقد تطلعت من خلاله الى توضيح سبل تنوير الدلالة الحديثة، البرهنة على حيوية الرصيد اللغوي المعاصر، والتمهيد لأعمال تطبق فيها قوانين الدلالة مع مفهوم علم المصطلح بما يعطي ثمرات في عالم التعريب العلمي الذي يحتاج الى تمرس حقيقي بماهية الفصحى ومعالم التطور الدلالي والمجاز ؛ وليس الأمر كما قد يتبدى على البعد وضعا لكلمات تقابل الألفاظ الأجنبية من أقرب الطرق !

ص10