أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-9-2017
890
التاريخ: 3-8-2017
2332
التاريخ: 31-8-2017
2851
التاريخ: 28-4-2018
8417
|
تبلور مصطلح علم الدلالة في صورته الفرنسية Sémantiké لدى اللغوي الفرنسي بريال Breal في أواخر القرن التاسع عشر 1883 ثم ليعبر عن فرع من علم اللغة العام هو " علم الدلالات " ليقابل " علم الصوتيات " الذي يعنى بدراسة الأصوات اللغوية.
اشتقت هذه الكلمة الاصطلاحية من أمل يوناني مؤنث Semantipue مذكره Semantike أي: يعني، يدل، ومصدره كلمة sema أي: إشارة ؛ وقد تقلت كتب اللغة هذا الاصطلاح إلى الإنكليزية وحظي بإجماع جعله متداولاً بغير لبس Semantics (1).
الإشكالية اللغوية في هذا العلم هي الوقوع على قوانين المعنى(2) التي تكشف أسراره، وتبين السبل إليه وكيفية حركته، لترق الدلالة ؟ فتؤدي وظائف حضارية عالية في الحياة
ص6
اليومية، وميادين العلوم، وآفاق الفن، وتغدو أداة طيعة بين أيدي البشر.
لم تنتظر المجتمعات البشرية نهاية القرن التاسع عشر كما تدرس قضايا الدلالة، وتوليها اهتمامها ؟ ومن ثم لتوظفها في إطار الفاعلية المميزة لعلم اللغة، ولكن العلماء في ميدان النحو وسواه من جوانب الدرس اللغوي أعطوا نتاجاً ساعد على معالجة مشكلات دلالية منذ الآماد المبكرة، سواء في المعجمات التي بزغت مع الحضارات العربية القدية في سورية وبلاد الرافدين ومصر والهند وبلاد الإغريق، أو في أعال اللغويين والنعوين ثم الفلاسفة وأصحاب الفكر(3).
إننا نفصل بين مرحلتين أساسيتين في هذا المجال الأولى [1] هي التناول الدلالي ضمن اهتمامات لغوية أخرى، أو على نحو مشتجر بضروب الثقافة الأخرى من عنوان يحمل عنوانا مميزا له استقلاله ومصنفاته ومعاييره الموثقة، وقد امتد هذا قرونا إلى أن التفت الباحثون في المرحلة الثانية إل التركيز على قضايا الدلالة ووضع المصطلح Sémantique [٢] وفي هذه المرحلة أفاد علم الدلالة من نتائج المناهج اللغوية سراه في الاتجاه التاريخي والمقارن historique والمعتد على الجانب التأصيلي الاشتقاقي etymologique، أو في اتجاه وصفي تزامني له أسسه النابعة من نظرات تحليلية اجتماعية ونفسية وفكرية إضافة إلى البنى اللغوية ذاتها كما جاء لدى دو سوسير F. de Saussure فيما تركه في (محاضرات في علم اللغة العام) تحت عنوان: Synchronique (4).
استمد الدلاليون ما كان لدى البلاغيين منذ أرسطو، وفسروا تغيرات المعنى لغويا في المجاز والاستعارات، كما أنهم تابعوا تحليل التصورات فلسفيا وربطها بالحقيقة وبالأشياء، ثم ركزوا بحوثا لهم في علاقات الرموز بمدلولاتها (5)، وقد زودت الجهود الدلالية الحديثة المصادر القديمة بنتائجها الدقيقة كما في الاشتقاق التأصيلي، وقد ظلت المعاجم العامة تحمل
ص7
أخطاء في مواضع منها تتعلق بهذا الضرب من العمل اللغوي إلى أن أفادت من الدرس الدلالي المفصل(6).
وظاهر في الدراسات الدلالية أنها أغفلت جهود الدلاليين العرب القدامى فلم تأت على ذكرهم في سلسلة تطور الاهتمام الدلالي القديم.
ينبه دارسون دلاليون محدثون إلى ضرورة تحديد المصطلح وتأطيره بالدلالة اللغوية(7)، ذلك أن ( الدلالة ) دخلت مجالات عديدة فيها قوم قد يجعل الباحثين يحملونها إلى اللغة، وهي ألصق بعلم الرموز semiologie. أما اختيارنا للمصطلح العربي المقابل فهو (الدلالة)، ذلك أنه ينتشر في مصنفات عربية قديمة تتصل بمجالات تقرب من ماهية هذا العلم في صورته المعاصرة فابن خلدون يذكر في مقدمته علم أصول الفقه وما يلزم دارسيه فيقول: (يتعين النظر في دلالة الألفاظ، ذلك أن استفادة المعاني على الإطلاق من تراكيب الكلام عل الإطلاق يتوقف على معرفة الدلالات الوضعية مفردة ومركبة... ثم إن هناك استفادات أخرى خاصة من تراكيب الكلام، فكانت كلها من قواعد هذا الفن ولكونها من مباحث الدلالة كانت لغوية ) (8).
أما السيد الشعريف الجرجاني (740-816 هـ) فإنه يورد في تعريفاته كلاماً جامعاً عن الدلالة في الثقافة الأصولية فيقول " الدلالة هي كون الشيء حالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر، والشيء الأول هو الدال، والثاني هو المدلول، وكيفية دلالة اللفظ على باصطلاح علماء الاصول محصورة في عبارة النص، وإشارة النص، واقتضاء النص"(9)،
ص8
وكان درس الدلالات في البلاغة طرفاً استعارته من المنطق، ويهمنا في هذا المجال الاشتقاق اللغوي للمصطلح الذي ركزه الجرجاني كذلك في التعريفات " فالدلالة الوضعية: هي كون اللفظ بحيث متى أطلق أو تخيل فهم منه معناه للعلم بوضعه، وهي المنقسمة الى المطابقة والتضمن والالتزام، لأن اللفظ الدال بالوضع يدل على تمام ما وضع له بالمطابقة، وعلى جزئه بالتضمن، وعلى ما يلازمه في الذهن بالالتزام كالإنسان فإنه يدل على تمام الحيوان الناطق بالمطابقة، وعلى جزئه بالتضمن وعلى قابل العلم بالالتزام ".
لقد تركنا مصطلح (المعاني) لأنه عنوان قسم من الدراسات البلاغية الجمالية التي تعني بقيم التركيب اللغوي وتفيد من نظرية السياق على النحو الذي اكتملت فيه لدى عبد القاهر الجرجاني في (دلائل الإعجاز)، ويقدم (علم المعاني) نتائج تفيد الباحث الدلالي لكننا نؤثر عدم اضطراب المستقر تاريخياً في جانب من جوانب الثقافة العربية.
آثرنا كذلك ترك مصطلح (المعنى) لأن فيه عموماً من جهة، ومن جهة اخرى لا يعين على اشتقاقات فرعية مرنة نجدها في مادة (الدلالة: دلّ، الدال، المدلول، المدلولات، الدلالات، الدلالي....) ؛ وأما مصطلح (الرموز) فهو خاص بعلم قائم بذاته وله أبعاده العامة.
ص9
________________
(1) Dic. Elyrn. P. 682 , Larousse , paris 1968.
(2) Lyons, j. ling generale, p. 307 , Larousse , paris 1970. Guiraud. P. La Semantique , p. 7, P.U.D.F. , Dic. De linguistique p. 427 , Larousse , Paris 1975 .
(3) مونان، جورج، تاريخ عم اللغة ص /48-49/ وزارة التعلم العالي بدمشق 1972 ثم.
(4)Saussure , f., cours de linguistique generale p. 141 , payot, paris 1975
(5) guiraud , la semantique, p.6 , lyons , ling. generale , p. 308
(6) Matore , Georges. Histoire des dictionnaires francaises , p. p. 254 – 255 , Larousse , paris 1968.
(7) Mounin , georges , la sem. p. 9 , seghers , paris 1975 , martinet , Jeanne , la semiologie p. p. 7-8 , seghers , paris 1975.
(8) ابن خلدون (عبد الرحمن) المقدمة 419، ط دار الشعب بالقاهرة.
(9) الجرجاني (السيد الشعريف)، التعريفات 315، ط مصطفى البابي الحلبي القاهرة هـ / 1938 ثم. وينظر أيضا في: الكليات لأبي البقاء الكفوي 2 / 324، ط. عدنان درويش ومحمد المصري وزارة الثقافة بدمشق 1973 ثم.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|