المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



اساليب تنمية المفاهيم الدينية لدى اطفال الروضة  
  
15956   05:14 مساءً   التاريخ: 18-7-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص215-218
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2021 2562
التاريخ: 18-1-2016 8643
التاريخ: 20-4-2016 2385
التاريخ: 11-9-2016 2500

1ـ التذكير والتواصي :

يعد هذا الاسلوب من الاساليب الدينية المناسبة لتعليم الطفل المفاهيم الدينية وقد استخدمه الله جل جلاله في دعوة الناس الى الدين والتمسك بالأخلاق الحميدة وكثيرة هي الآيات التي تشير الى اهمية هذا الاسلوب من ذلك قوله تعالى:{إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا}[الإنسان:29] ، وقال:{كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ} [عبس: 11، 12].

ويقصد بالتذكير أن يعيد المربي الى الذاكرة معاني وذكريات يوقظ بها مشاعر وانفعالات معينة في نفس الفرد مما يدفعه للمبادرة والعمل الصالح والمسارعة الى طاعة الله وتجنب ما نهى عنه وهذا يقتضي أن يكون في نفس الفرد ووجدانه ما يعتمد عليه المربي من ايمان بالله ورغبة بالثواب وخوف من العقاب وللتذكير وسائل عدة منها: التذكير بالموت وبالمرض كما اكد الاسلام على استخدام اسلوب التواصي في تربية الفرد على القيم الدينية الاخلاقية ويظهر ذلك في العديد من الآيات الكريمة منها قوله تعالى:{وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}[العصر:1 - 3] وقوله :{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان:13، 14].

ويعد الغزالي من اهم العلماء التربويين والاسلاميين الذين اكدوا على اسلوب العظة والتواصي من خلال كتابه (ايها الولد) (1934) وتبعه في ذلك كثير من المربين منهم محي الدين ابن عربي الذي اوصى ولده بتقوى الله (عزوجل) ولزوم الشرع وحفظ حدوده وتعليمه (1).

واسلوب التواصي مع التذكير يحدث اثرا بالغا في نفس الفرد كما ان استخدام التكرار عند التواصي يربط الفرد بالعقيدة ويعتاد على اداء شعائرها وتصبح جزء من كيانه لا يستطيع الابتعاد عنها.

ومن المناسب استخدام اسلوبي التذكير والتواصي مع الطفل بما يلائم عمره وتطوره العاطفي والاخلاقي والعقلي حتى لا نبث في نفس الطفل الصغير مشاعر تؤرقه ولكي يفهم بالتدريج امور دينه ودنياه بما يساعد على تقوية ايمانه وصحته النفسية.

2ـ الترغيب والترهيب :

استخدام الترغيب والترهيب في القرآن الكريم والسنة وقد تميز هذان الاسلوبان بالإقناع والبرهان والتصوير الفني الرائع وبإثارة الانفعالات وتربية العواطف فهذا الاسلوب كسابقه من الاساليب التي تخاطب عاطفة الطفل وتؤثر في نفسه فيندفع تجاه السلوك المرغوب فيه.

ـ الترغيب :

بُني هذا الاسلوب التربوي على ما فطر عليه الانسان من الرغبة في اللذة والنعيم وحسن البقاء... والترغيب وعد يصحبه تحبيب واغراء بمصلحة أو منفعة آجلة مؤكدة خيره مقابل القيام بعمل صالح أو الامتناع عن متعة ضارة أو عمل سيئ ابتغاء لمرضاة الله قال تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:31].

ـ الترهيب :

ويعرف بانه وعيد وتهديد بعقوبة تترتب على اقتراف اثم أو ذنب مما نهى الله عنه وتعتمد التربية بالترهيب على اثارة عاطفة الخوف من الافراد كعاطفة الخوف من الله سبحانه الخوف من عذاب النار رغبة في النعيم قال تعالى:{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}[الرحمن: 46].

واسلوبا الترغيب والترهيب مفيدان في تربية الطفل ومن الممكن توظيفهما بما يلائم طبيعته والمرحلة العمرية التي يمر الطفل بها ومن المفيد استخدامها معا كما يمكن استخدام احدهما.

وقد استخدم الرسول (صلى الله عليه واله) اسلوبي الترغيب والترهيب ومن ذلك قوله لابي مسعود البدري بعد أن ضرب مملوكا ثم اعتقه (اما لو لم تفعل للفحتك النار) وعن معاذ بن جبل عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه قال: (قال الله عزوجل) : المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء).

3ـ التربية بالأحداث ( بالمواقف) :

إن الفرد في تفاعل دائم مع الاحداث وما دام الناس أحياء فهم عرضة على الدوام للأحداث التي تقع بسبب تصرفاتهم الخاصة أو الاسباب خارجة عن ارادتهم والمربي البارع هو الذي يوظف هذه الاحداث لتربية النفس فلا يتركها تذهب سدى فهمها واخذ العبرة منها.

والتربية بالأحداث من وسائل التربية التي تلعب فتثير فيها عواطف شتى فتبعث فيها الطاقة للسلوك الصحيح.

إن المثل يقول (اضرب الحديد وهو ساخن) لان الضرب حينئذ يسهل الطرق والتشكيل اما اذا تركته يبرد فهيهات أن تشكل منه شيئا ولو بذلت اكبر الجهود لذلك كان استغلال الحادثة (والحديد الساخن) مهمة كبيرة من مهام التربية لينطبع في النفس في حالة انصهارها ما يريد المربي ان يطبق من التوجيهات والتهذيبات فلا يزول اثرها ابدا ولايزول عن قريب وقد قام القرآن الكريم بتوظيف الاحداث في تربية النفوس توظيفا عجيبا عميق الاثر وكان من نتيجة ذلك أمة فريدة في التأريخ(2).

لقد وظفت الاحداث والمواقف في التربية في مكة والمدينة ففي العهد المكي كان المطلوب هو الصبر على الاذى ومعالجة النفس على هذا الاحتمال والتعبد قال تعالى:{وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا} [المزمل:10] ، وفي السورة نفسها {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [المزمل:2-5] لقد كانت تربية القرآن للعرب في العهد المكي هي تجريدهم من ذواتهم تجريدهم من الاعتزاز بكل ما يعتزون به من قيم ذاتية فلا يثورون أو يأخذون بثأرهم وانما يصبرون على الاذى ويتجهون الى الله ويقومون بعبادته.

وفي العهد المدني كان التوجيه الى رد العدوان ومجابهة الكافرين بالقوة ورفض الخضوع والاعتزاز بالكرامة والمؤمنون في كلا العهدين استطاعوا أن يأخذوا العبرة مما يدور حولهم من احداث ومما يمر بهم من مواقف ليكونوا اكثر حبا لله واسمى اخلاقا واكثر قوة.

ومن الممكن استخدام اسلوب التربية بالأحداث في تربية الطفل منذ صغره على حب العقيدة

والاخلاق الحميدة وذلك عن طريق اختيار الوقت المناسب للتوجيه.

إن توظيف المواقف والاحداث في اكساب الطفل المفاهيم الدينية والاخلاقية يجعله غير قادر على نسيانها ويبقى اثرها مطبوعا في عقله ووجدانه الى الابد , أو على الاقل الى امد بعيد.

_____________

1ـ عبد الباري داود: نمو الطفل القاهرة مؤسسة المختار 2001.

2- محمد قطب: منهج التربية الاسلامية ج1 القاهرة دار الشروق 1993.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.