النظر الى نوعية الطفل (ذكر او انثى) واثره في التنشئة الاجتماعية |
2546
11:37 صباحاً
التاريخ: 13-6-2017
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016
2607
التاريخ: 18-1-2016
2609
التاريخ: 5-6-2017
69529
التاريخ: 23-4-2022
1909
|
تعتبر التنشئة الاجتماعية من ناحية تخصيص ادوار للذكور واخرى للاناث واحدة من اهم التجارب التعليمية للطفل الصغير، والانثى عموما في مجتمعاتنا الشرقية والمجتمعات الريفية بصفة خاصة تكون في تنشئتها الاجتماعية التبعية دائماً، فهي لا تتعود منذ الصغر على القيادة او المسؤولية واتخاذ القرارات.
فالطفلة اليوم في كثير من البلدان - وبصفة خاصة - دول العالم النامي ومن بينها مصر توضع في مركز ادنى من مركز الطفل، وتتمتع بأقل مما يتمتع به من حقوق وفرص ومزايا الطفولة اذ تعطى له الاولوية في موارد الاسرة والمجتمع المحلي .
ان الاسرة المصرية التقليدية في الريف اساسا تميز الذكر عن الانثى وتفضل الذكر الكبير على الذكر الصغير وتتبع من اجل ذلك اساليب في التنشئة الاجتماعية تقوم على تكريس هذا التمييز ويصل هذا الامر الى حد التمييز بين الذكر والانثى من الاطفال في كمية الطعام ونوعيته ايضا ويترتب على هذا الوضع ان يحظى الطفل الذكر - عندما يكبر - بسلطة على اخوته الاصغر منه - ذكورا او اناثا - وعلى اخوته البنات الاصغر منه والاكبر منه على السواء (1) فالقيمة العالية للذكور هي التي تدفع الاب الى التماس انجاب الذكر ومحاباته وتفضيله حيث انه هو الذي سيحمل اسمه فيما بعد.
ويفضل القرويون الاطفال الذكور على الاناث وذلك انطلاقا من ان اهمية الذكر تفوق اهمية الانثى في المجتمع القروي ولذا يلقى الولد كل رعاية وتبجيل لانه هو الذي يكون قادرا على القيام بكل المسؤوليات التي يتطلبها العمل الزراعي وسيحمل اسم العائلة ويخلدها فالولد دائما في الريف يكون موضع اهتمام العائلة وتقديرها بينما لا تعامل الانثى بنفس المعاملة ويحكم عليها بان تكون تابعة في المنزل ولا يكون لها راي في مختلف امور الحياة بينما يذهب الولد مع ابيه في المناسبات العامة ويعاونه في الحقل ويجلس دائما بجانبه باعتباره مصدر فخر له فالولد هو مصدر فخر العائلة دائما وهو يحمل لقب الاسرة بعد ذلك ويقوي اركانها ويدعم شانها بينما البنت مصيرها الزواج والانتقال الى بيت زوجها ومن هنا يأتي تهميش دورها.
وقد اسهم نسق القيم والتصورات الثقافية الى التأكيد على عملية تفضيل الذكر على الانثى، نتيجة اعتماد الزراعة على الجهد العضلي والذي تفوق فيه الرجل بفعل الظروف والخبرات التي اتيحت له دون المرأة.
وتعليم الإناث على مستوى الريف المصري في وضع سيء، حيث ان غياب الاهتمام الكافي بتعليم البنت امر منتشر في كثير من القرى وان كان الوعي بدأ يزداد باستمرار بضرورة تعليمهن (2) بيد انه في الوقت الحاضر مع التغيرات الاجتماعية السريعة والتقدم الهائل في شتى مجالات الحياة والدور الذي تقوم به وسائل الاعلام بدأت ظاهرة تفضيل الذكر على الانثى تنحسر في كثير من القرى في الريف المصري وان كان ذلك يسير ببطء في صعيد مصر نظرا للعادات والتقاليد المحافظة.
_____________
1ـ محمد الجوهري وآخرون: دراسات في الانثروبولوجيا الاجتماعية، الطفل والتنشئة الاجتماعية،
الاسكندرية ، دار المعرفة الجامعية ، 1992 ، ص131-132.
2ـ جمهورية مصر العربية : وزارة الاعلام ، طفل القرية ، الرعاية الثقافية ، الهيئة العامة للاستعلامات ، 1992،ص10.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|