المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05



المفاهيم الدينية في الطفولة المبكرة  
  
2950   02:41 مساءً   التاريخ: 5-6-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص205-206
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

لا يدرك الطفل في طفولته المبكرة المعاني التي تنطوي عليها المعتقدات الدينية لان ذكاءه لم يبلغ بعد المستوى الذي يؤهله الى ادراك هذه النواحي المعنوية. وهو لا يفهم فهما صحيحا اغلب هذه المصطلحات وفي سن الرابعة يبدأ في توجيه الأسئلة للآخرين للإجابة على أمور دينية تحيره مثل: من الذي صنعنا ؟ من الذي خلق الناس والاشجار؟ اين هو الله ؟...الخ ومن الامور التي تحير الطفل وتدفعه الى البحث عن الحقيقة المفاهيم الاتية :

ـ الله :

يدرك الاطفال ادراكا مبهما تلك القدرة الالهية الضخمة التي لا سبيل الى ادراكها بحواسهم فهم وان كانوا يصفون الله بصفات روحية فان هذه الصفات لا يكون لها معنى في اذهانهم بل تكون مجرد ألفاظ استقوها ممن يعايشونهم. وايمان طفل بربه يكون ايمان وجداني فيه نزعة الى اقتحام الله في محيط عالمه اليومي يسأل اسئلة غاية في التحديث مثل: من هو الله؟ اين يعيش؟.. ويصور خياله صورا حسية عن الله. وبعض الاطفال اشد تنبها لوجود الله من غيرهم حتى انهم يخافون من ان يرى كل ما يأتون به من افعال وبصفة عامة يضفي الاطفال على الله وجودا واقعيا مشخصا ويشتد اهتمام ابن السادسة بقدرة الله الجبارة التي تؤثر بالمحيطين به واعتقاده بان الله يحقق له كل ما يرغب ويتمنى وبتقدم السن يبدأ الطفل بالتدريج في تنزيه الذات الالهية تنزيهاً ناشئاً عن رقي تفكيره.

ـ الموت :

حوادث الموت من الحوادث التي تستدعي انتباه الطفل وتثير حب استطلاعه فيبدأ في اثارة الاسئلة حولها ليجد اجابة تفسر له هذه الحوادث التي يراها او سمع عنها.

ويتقبل طفل الخامسة (الموت) كانه امر طبيعي لا غرابة فيه ويبدو انه يدرك بصفة عامة ان الموت خاتمة المطاف وقد يتحدث عنه بأنه النهاية والميت عند الطفل شخص فقد خواص الحياة فهو لا يستطيع ان يمشي او يرى او يحس ومن الملاحظ ان الطفل يربط بين حقيقة موت انسان وكبر سنه ولكنه في الوقت نفسه لا يتردد عن القيام بدور الميت عندما يطلق عليه زميله الرصاص اثناء اللعب ويصبح الموت اكثر اتصالا بحساسية نفس طفل السادسة فهو اصبح يخشى ان تموت امه وقد بدأ ينتبه الى وفاة تحدث في محيط اسرته ويدرك ان الانسان قد يقتل او يموت بالشيخوخة ويربط بين المرض والمستشفى والموت.

ـ ظواهر الطبيعة :

في مرحلة الطفولة المبكرة تستعصي على إدراك الطفل التعليلات المنطقية التي تقول ان سبب نزول المطر هو تبخر مياه البحر وعصف الرياح بالسحب وغير ذلك من الظواهر المشابهة ولا شك في ان دهشة الطفل امام مشاهداته اليومية بعجائب الطبيعة وعجزه عن ايجاد اجابات شافية على اسئلته بالعقل والمنطق يسهم بفعالية في تقديره لعجائب الكون واحساسه بقدرة الله وعظمته في خلقه.

إن فكرة الطفل عن الله والملائكة والموت والمفاهيم الدينية الاخرى ترتبط الى حد كبير بنمو الطفل العقلي والبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.