أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-5-2016
3599
التاريخ: 12-12-2014
3639
التاريخ: 16-12-2014
3586
التاريخ: 16-12-2014
3647
|
تلك طائفة من المشاكل الاجتماعية التي كانت ولا تزال موجودة في كل مجتمع بنسب خاصة.
ولم تكن الفترة التي عاصرها رسول الاسلام بمستثناة من هذا الأمر فقد كانت هناك في المجتمع في عصر النبيّ (صلى الله عليه واله) مشاكل مماثلة في الزواج.
فقد كان أشراف العرب لا يزوّجون بناتهم إلاّ لمن كان من قبيلة ذات مال وشوكة، ومكانة وقوة، ويردّون كل خاطب لبناتهن يكون على غير هذه الصفة.
وقد كان الأشراف، يصرّون ـ تبعا لتلك العادة ـ على أن يتزوّجوا بابنة رسول الله (صلى الله عليه واله) السيدة فاطمة لانهم كانوا يتصوّرون أن النبيّ لن يتشدد في هذا الأمر، بل يكفيه أنهم ذو ثروة ومكانة اجتماعية مرموقة.
وكانوا يتصوّرون أنهم يمتلكون كلّ ما يهمّ الفتاة وأباها من الامكانيات المادية، كيف لا والنبيّ (صلى الله عليه واله) لم يتشدد في زواج ابنتيه الاوليين : زينب ورقية.
ولكنهم غفلوا عن أن هذه الفتاة ( أي فاطمة الزهراء سلام الله عليها ) تختلف عن اختيها السابقين.
إنها ـ كما تدل عليه آية المباهلة ـ ذات مقام رفيع، وشأن كبير.
لقد أخطأ خطّاب فاطمة (عليها السلام) في هذا التصور، وما كانوا يعلمون أن زوج فاطمة وقرينها لا يمكن أن يكون إلاّ كفؤها في التقوى والفضل، والايمان والاخلاص، فاذا كانت فاطمة ـ بحكم آية التطهير ـ معصومة من الذنب وجب أن يكون زوجها هو الآخر معصوما والا لم يكن كفؤها المناسب.
وليس المال وليست الثورة ملاك هذا التكافؤ.
لقد قال الاسلام : إذا خطب إليكم كفؤ فزوّجوه.
ويفسر هذا التكافؤ بالمماثلة والتكافؤ في الايمان والتقوى، والطهارة والعفاف، لا في المال والثروة.
ولقد كان رسول الله (صلى الله عليه واله) مأمورا من جانب الله تعالى أن يقول لكل من خطب إليه فاطمة من اولئك الرجال : أمرها بيد الله وهو بهذه الاجابة يكشف القناع عن الحقيقة إلى درجة ما.
ولقد أدرك أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) أن زواج فاطمة ليس أمرا سهلا وبسيطا، وأنه ليس لمن كان من الرجال وان بلغ من الثراء، والمكانة الاجتماعيّة أن يحظى بالزواج منها، فان زوج فاطمة ليس إلاّ من يشابهها من حيث الأخلاق والفضائل، والصدق والايمان، والطهر، والاخلاص، بل ويلي رسول الله (صلى الله عليه واله) في السجايا الكريمة والصفات الرفيعة، والخلق العظيم.
ولا تجتمع هذه الصفات والمواصفات إلاّ في علي (عليه السلام) لا سواه.
وللتأكد من هذه الحقيقة اقترح بعض الصحابة على ( عليّ ) (عليه السلام) أن يخطب الى النبيّ فاطمة صلوات الله عليهما.
وكان علي (عليه السلام) يريد ذلك في نفسه، ويرغب إليه من كل قلبه إلاّ أنه كان ينتظر الفرصة المناسبة ليقدم على هذا الأمر.
فاتى علي (عليه السلام) بنفسه إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) ولما رآه رسول الله قال : ما جاء بك يا أبا الحسن، حاجتك.
فمنع الخجل عليا من البوح بمطلبه وسكت، وأطرق برأسه الى الارض، حياء من النبيّ (صلى الله عليه واله).
فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) : لعلك جئت تخطب فاطمة؟ فأجاب علي (عليه السلام) بكلمات ضمّنها رغبته في الزواج من فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله).
ولقد كان هذا النمط من الخطبة علامة واضحة لما كان بين رسول الله (صلى الله عليه واله) وبين علي (عليه السلام)، من الاخوة والصفاء، ولما تحلّى به الجانبان من اخلاص وودّ ، وما أروعها من ظاهرة.
حقا انّ المبادئ والانظمة التربوية لم تستطع أن تعلّم الشباب الذين يقدمون على الخطبة الى أحد مثل هذه الحرية، المقرونة بالتقوى، والايمان والاخلاص.
لقد وافق رسول الله (صلى الله عليه واله) على طلب علي (عليه السلام) وقال : يا عليّ أنه لقد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها فرأيت الكراهة في وجهها، ولكن على رسلك حتى أخرج إليك.
ثم دخل (صلى الله عليه واله) على فاطمة، فذكر لها الأمر، وأن عليا (عليه السلام) خطبها إليه قائلا : إن علي بن أبي طالب من قد عرفت قرابته، وفضله واسلامه، واني قد سألت ربي أن يزوّجك خير خلقه، وأحبهم إليه، وقد ذكر من أمرك شيئا فما ترين؟.
فسكتت فاطمة سلام الله عليها، ولم ير رسول الله (صلى الله عليه واله) في وجهها كراهة فقام وهو يقول : الله أكبر، سكوتها إقرارها .
ولكن عليّا (عليه السلام) لم يكن يملك آنذاك إلا سيفا، ودرعا فقط.
فأمره رسول الله (صلى الله عليه واله) بأن يبيع درعه، ويهيئ بثمنه عدة الزواج وجهاز العروس، فباع علي (عليه السلام) درعه، وأتى بثمنه الى النبيّ (صلى الله عليه واله) وسكب المال بين يديه.
فقبض (صلى الله عليه واله) قبضة الدراهم، ودعا بلالا فأعطاه فقال : ابتع لفاطمة طيبا.
ثم أعطى (صلى الله عليه واله) بقية تلك الدراهم إلى أبي بكر وعمّار بن ياسر وأمرهما أن يبتاعا لفاطمة ما يصلحها من ثياب وأثاث البيت، وما شاكل ذلك من احتياجات العروسين.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|