المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

Planetary motions
2024-02-06
تربية العجول تحت الظروف المصرية
3-5-2016
خلع الأمين والمبايعة للمأمون
26-8-2017
تعدّي حدود اللَّه‏ توجب دخول النار.
21-12-2015
استقرارية الفوسفاتير القاعدي AIP
15-3-2021
الفعل المعلوم
30/11/2022


رسول الاسلام يكافح هذه المشاكل عمليّا  
  
3427   10:47 صباحاً   التاريخ: 17-5-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏2،ص102-105.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / قضايا عامة /

تلك طائفة من المشاكل الاجتماعية التي كانت ولا تزال موجودة في كل مجتمع بنسب خاصة.

ولم تكن الفترة التي عاصرها رسول الاسلام بمستثناة من هذا الأمر فقد كانت هناك في المجتمع في عصر النبيّ (صلى الله عليه واله) مشاكل مماثلة في الزواج.

فقد كان أشراف العرب لا يزوّجون بناتهم إلاّ لمن كان من قبيلة ذات مال وشوكة، ومكانة وقوة، ويردّون كل خاطب لبناتهن يكون على غير هذه الصفة.

وقد كان الأشراف، يصرّون ـ تبعا لتلك العادة ـ على أن يتزوّجوا بابنة رسول الله (صلى الله عليه واله) السيدة فاطمة لانهم كانوا يتصوّرون أن النبيّ لن يتشدد في هذا الأمر، بل يكفيه أنهم ذو ثروة ومكانة اجتماعية مرموقة.

وكانوا يتصوّرون أنهم يمتلكون كلّ ما يهمّ الفتاة وأباها من الامكانيات المادية، كيف لا والنبيّ (صلى الله عليه واله) لم يتشدد في زواج ابنتيه الاوليين : زينب ورقية.

ولكنهم غفلوا عن أن هذه الفتاة ( أي فاطمة الزهراء سلام الله عليها ) تختلف عن اختيها السابقين.

إنها ـ كما تدل عليه آية المباهلة ـ  ذات مقام رفيع، وشأن كبير.

لقد أخطأ خطّاب فاطمة (عليها السلام) في هذا التصور، وما كانوا يعلمون أن زوج فاطمة وقرينها لا يمكن أن يكون إلاّ كفؤها في التقوى والفضل، والايمان والاخلاص، فاذا كانت فاطمة ـ بحكم آية التطهير ـ معصومة من الذنب وجب أن يكون زوجها هو الآخر معصوما والا لم يكن كفؤها المناسب.

وليس المال وليست الثورة ملاك هذا التكافؤ.

لقد قال الاسلام : إذا خطب إليكم كفؤ فزوّجوه.

ويفسر هذا التكافؤ بالمماثلة والتكافؤ في الايمان والتقوى، والطهارة والعفاف، لا في المال والثروة.

ولقد كان رسول الله (صلى الله عليه واله) مأمورا من جانب الله تعالى أن يقول لكل من خطب إليه فاطمة  من اولئك الرجال : أمرها بيد الله  وهو بهذه الاجابة يكشف القناع عن الحقيقة إلى درجة ما.

ولقد أدرك أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) أن زواج فاطمة  ليس أمرا سهلا وبسيطا، وأنه ليس لمن كان من الرجال وان بلغ من الثراء، والمكانة الاجتماعيّة أن يحظى بالزواج منها، فان زوج فاطمة  ليس إلاّ من يشابهها من حيث الأخلاق والفضائل، والصدق والايمان، والطهر، والاخلاص، بل ويلي رسول الله (صلى الله عليه واله) في السجايا الكريمة والصفات الرفيعة، والخلق العظيم.

ولا تجتمع هذه الصفات والمواصفات إلاّ في علي  (عليه السلام) لا سواه.

وللتأكد من هذه الحقيقة اقترح بعض الصحابة على ( عليّ ) (عليه السلام) أن يخطب الى النبيّ فاطمة صلوات الله عليهما.

وكان علي (عليه السلام) يريد ذلك في نفسه، ويرغب إليه من كل قلبه إلاّ أنه كان ينتظر الفرصة المناسبة ليقدم على هذا الأمر.

فاتى علي (عليه السلام) بنفسه إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) ولما رآه رسول الله قال : ما جاء بك يا أبا الحسن، حاجتك.

فمنع الخجل عليا من البوح بمطلبه وسكت، وأطرق برأسه الى الارض، حياء من النبيّ (صلى الله عليه واله).

فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) : لعلك جئت تخطب فاطمة؟ فأجاب علي (عليه السلام) بكلمات ضمّنها رغبته في الزواج من فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله).

ولقد كان هذا النمط من الخطبة علامة واضحة لما كان بين رسول الله (صلى الله عليه واله) وبين علي (عليه السلام)، من الاخوة والصفاء، ولما تحلّى به الجانبان من اخلاص وودّ ، وما أروعها من ظاهرة.

حقا انّ المبادئ والانظمة التربوية لم تستطع أن تعلّم الشباب الذين يقدمون على الخطبة الى أحد مثل هذه الحرية، المقرونة بالتقوى، والايمان والاخلاص.

لقد وافق رسول الله (صلى الله عليه واله) على طلب علي (عليه السلام) وقال : يا عليّ أنه لقد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها فرأيت الكراهة في وجهها، ولكن على رسلك حتى أخرج إليك.

ثم دخل (صلى الله عليه واله) على فاطمة، فذكر لها الأمر، وأن عليا (عليه السلام) خطبها إليه قائلا : إن علي بن أبي طالب من قد عرفت قرابته، وفضله واسلامه، واني قد سألت ربي أن يزوّجك خير خلقه، وأحبهم إليه، وقد ذكر من أمرك شيئا فما ترين؟.

فسكتت فاطمة سلام الله عليها، ولم ير رسول الله (صلى الله عليه واله) في وجهها كراهة فقام وهو يقول : الله أكبر، سكوتها إقرارها .

ولكن عليّا (عليه السلام) لم يكن يملك آنذاك إلا سيفا، ودرعا فقط.

فأمره رسول الله (صلى الله عليه واله) بأن يبيع درعه، ويهيئ بثمنه عدة الزواج وجهاز العروس، فباع علي (عليه السلام) درعه، وأتى بثمنه الى النبيّ (صلى الله عليه واله) وسكب المال بين يديه.

فقبض (صلى الله عليه واله) قبضة الدراهم، ودعا بلالا فأعطاه فقال : ابتع لفاطمة طيبا.

ثم أعطى (صلى الله عليه واله) بقية تلك الدراهم إلى أبي بكر وعمّار بن ياسر وأمرهما أن يبتاعا لفاطمة ما يصلحها من ثياب وأثاث البيت، وما شاكل ذلك من احتياجات العروسين.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.