أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2016
7893
التاريخ: 5-6-2017
2339
التاريخ: 9-1-2016
2391
التاريخ: 17-11-2020
2451
|
احتلت مسألة الحقوق عموماً وحقوق الوالدين على وجه الخصوص مساحةً كبيرةً من أحاديث ووصايا النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم)، وذلك للتأكيدات القرآنية المتوالية، وللضرورة الاجتماعية المترتبة على الإحسان إليهما ، خصوصاً وأنّ النبي اضطلع بمهمةٍ تغييرية كبرى تتمثل بإعادة تشكيل وعي جديد ومجتمع جديد.
ولما كانت الأسرة تشكل لبنةً كبيرة في البناء الاجتماعي ، وجب رعاية حقوق الوالدين القيِّمَين عليها ، وبدون مراعاة ذلك ، يكون البناء الاجتماعي متزلزلاً كالبناء على الرَّمل.
وعليه، فقد تصدّرت هذه المسألة الحيوية سلّم أولويّات التوجيه النبوي، بعد الدعوة لكلمة التوحيد، فقد ربط النبي بين رضا الله تعالى ورضا الوالدين ، حتى يعطي للمسألة بعدها العبادي، وأكد ـ أيضاً ـ بأنّ عقوق الوالدين هي من أكبر الكبائر، وربط بين حب الله ومغفرته ، وبين حب الوالدين وطاعتهما ، فعن الإمام زين العابدين علي بن الحسين(عليه السلام): (إنّ رجلاً جاء إلى النبي فقال يا رسول الله ما من عمل قبيح إلاّ قد عملته فهل لي من توبة ؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): (فهل من والديك أحد حيٌّ) ؟ قال : أبي ، قال : (فاذهب فبره). قال : فلمّا ولّى ، قال رسول الله: (لو كانت أُمّه)(1).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، فقال: يا رسول الله مَنْ أبِرُّ ؟ قال : أُمَّكَ ، قال : ثم مَنْ ؟ قال : أُمَّكَ ، قال : ثم مَنْ ؟ قال: أُمَّكَ ، قال : ثم مَنْ ؟ قال : أباك)(2).
وفي التوجيه النبوي: من حق الوالد على الولد ، ان يخشع له عند الغضب ، حرصاً على كرامة الآباء من أن تُهدر ، وفوق ذلك ، فقد اعُتبر التسبب في شتم الوالدين من خلال شتم الولد للآخرين كبيرة من الكبائر ، تستحق الإدانة والعقاب الاخروي. ثم ان البَّر بهما لا يقتصر على حياتهما فيستطيع الولد المطيع ان يبَّر بوالديه من خلال تسديد ديونهما أو من خلال الدعاء والاستغفار لهما ، وغير ذلك من أعمال البرَّ.
لقد جسّد النبي هذه التوصيات على مسرح الحياة ، ففي الوقت الذي كان يحث المسلمين على الهجرة ، ليشكل منهم نواة المجتمع التوحيدي الجديد في المدينة ، وفي الوقت الذي كان فيه المسلمون قلائل بالآحاد ، تروي كتب السيرة ، أن رجلاً جاء إلى النبي فقال : جئت أبايعك على الهجرة ، وتركت أبويّ يبكيان. فقال النبي (صلى الله عليه واله وسلم): (إرجع اليهما فاضحكهما كما أبكيتهما)(3).
ومن الشواهد الاخرى ذات الدلالة القوية ، على تأكيد السيرة النبوية على رعاية حق الوالدين ، أنّ أختاً للنبي من الرضاعة زارته يوماً ، فرحَّب بها ترحيباً حاراً ، وأكرمها غاية الإكرام ، ثم جاء أخوها إليه ، فلم يصنع معه ما صنع معها من الحفاوة والإكرام ، فقيل له : يا رسول الله :
صنعت بأخته ما لم تصنع به ، وهو رجل ! فقال: ( إنّها كانت أبرَّ بأبيها منه) (4).
وهكذا نرى أنّ التوجه النبوي يجعل ميزان القرب والبُعد مرتبطاً بمدى رعاية المرء لحقوق والديه.
ولا يفوتنا في نهاية هذه الفقرة ، ان ننوه بالمكانة التي يوليها النبي للأم ، ويكفي شاهداً على ذلك
قوله: (الجنة تحت أقدام الامهات)(5).
_______________
1ـ بحار الانوار 74 : 82.
2ـ أُصول الكافي 2 : 167 / 9 باب البر بالوالدين.
3ـ التّرغيب والترهيب 3 : 315.
4ـ بحار الانوار 74 : 82.
5ـ كنز العمال 16 : 461 / 45439.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|