أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-3-2022
2677
التاريخ: 29-09-2015
2380
التاريخ: 30-01-2015
1820
التاريخ: 30-01-2015
1288
|
الإمام محمّد الباقر عليه السلام من أعلام أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، وأفذاذ العترة الطاهرة ، قام بالإمامة والقيادة الروحيّة بعد أبيه زين العابدين ، ولد عام ( 57 ه ) ولبّى دعوة ربّه عام ( 114 ه ) ، وقد وقف حياته كلّها لنشر العلم والحديث بين الناس ، ولم يعرف التاريخ له مثيلاً إلا ولده البارّ جعفر الصادق ، وقد غذّى رجال الفكر ، وروّاد العلم بعلمه ، وأرسى مدرسة كبيرة علميّة ، زخرت بكبار الفقهاء والمحدّثين والمفسّرين ، يقف عليها من درس رجال الحديث في الشيعة ، كما صرف قسماً كبيراً من عمره في تفسير القرآن ، وقد تخرّج عليه لفيف من المفسّرين.
فهذا أبو الجارود زياد بن المنذر فسّر القرآن من أوّله إلى آخره.
يقول النجاشي : له كتاب تفسير القرآن ، رواه عن أبي جعفر عليه السلام. (1)
وقال ابن النديم في « الفهرست » ، عند عرضه للكتب المؤلّفة في تفسير القرآن : « كتاب الباقر محمد بن علي بن الحسين رواه عنه أبو الجارود ، زياد بن المنذر » (2) قد روي قسم منه في تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، وسنوافيك بأسماء لفيف من تلامذته ، وخرّيجي مدرسته ، ممّن ألّفوا في مجال التفسير كتاباً ، فانتظر.
2. سأل بريد العجليّ الإمام الباقر عليه السلام عن الملك العظيم في قوله تعالى : {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} [النساء: 54] فقال : « الملك العظيم أن جعل فيهم أئمّة من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم فقد عصى الله ، فهو الملك العظيم ». (4) فقد نوّه الإمام بتفسيره هذا أنّ الملك العظيم في لسان الشرع ليس هو السلطة الجبّارة التي تركب رقاب الناس ، من دون أن تكون لها أيّة مشروعيّة ، وإنّما الملك العظيم من استند في سلطته إلى الله سبحانه تكون طاعته طاعته ، وعصيانه عصيانه.
3. روى جابر الجعفي أنّه سأل الإمام عليه السلام عن قوله سبحانه : {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24]. فقال الإمام : « ما يقول فقهاء العراق في هذه الآية ؟ » قال جابر : رأى يعقوب عاضاً على إبهامه ، فقال عليه السلام : « حدّثني أبي عن جدّي علي بن أبي طالب عليه السلام : أنّ البرهان الذي رآه أنّها حين همّت به وهمّ بها ، فقامت إلى صنم ، فسترته بثوب أبيض خشية أن يراها ، أو استحياءً منه. فقال لها يوسف : تستحين من صنم لا ينفع ولا يضر ولا يبصر ؟ أفلا أستحي أنا من إلهي الذي هو قائم على كلّ نفس بما كسبت ؟ ثمّ قال : والله لا تنالين منّي أبداً ! فهو البرهان ». (5)
4. جلس قتادة المفسّر المعروف بين يدي الإمام الباقر عليه السلام وقال له : لقد جلست بين يدي الفقهاء ، وقدّام ابن عبّاس فما اضطرب قلبي قدّام واحد منهم ما اضطرب قدّامك. قال له أبو جعفر الباقر عليه السلام : « ويحك أتدري أين أنت ؟ أنت بين يدي {بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ } [النور: 36،37] فأنت ثمّ ونحن أُولئك » ، فقال له قتادة : صدقت والله ـ جعلني الله فداك ـ ما هي بيوت حجارة ولا طين. (6)
5. روى جابر بن يزيد الجعفيّ عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه سئل عن قوله سبحانه : {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} [النساء: 119] فقال : « المقصود دين الله ». (7) إنّ تفسير « خلق الله » ب « دين الله » ليس بأمر غريب ، كيف لا ؟ وقد أسمى سبحانه دين الله فطرة الله ، وقال : {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [الروم: 30] .
6. إنّ مذهب الإمام في صلاة المسافر هو لزوم التقصير ، لا التخيير بينه وبين الإتمام ، كما عليه أئمّة المذاهب الأُخرى. فسأله بطلان من تلامذته ـ زرارة ومحمد بن مسلم ـ عن معنى قوله سبحانه : {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ } [النساء: 101] وقالا : كيف صار التقصير في السفر واجباً والله سبحانه يقول : { فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ }. ولم يقل : افعَلُوا ؟ ( فالإمام فسر الآية بأُختها ) ، فقال : أو ليس قال الله : {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158] ألا ترون أنّ الطواف بهما واجب مفروض ، وأنّ الله عزّ وجلّ ذكره في كتابه ، وصنعه نبيّه ، وكذلك التقصير في السفر شيء صنعه النبيّ وذكره الله تعالى في كتابه. (8)
7. اختلفت كلمة الفقهاء في وجوب استيعاب الرأس عند المسح أو كفاية البعض ، فقد سأل زرارة الإمام الباقر عليه السلام عن ذلك ، قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : ألا تخبرني من أين علمت ، وقلت ، إنّ المسح ببعض الرأس وبعض الرجلين ؟ فضحك ، فقال : يا زرارة قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ونزل به الكتاب من الله عزّوجلّ ، لأنّ الله عزّوجلّ قال : ( فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ ) فعرفنا أنّ الوجه كلّه ينبغي أن يُغسل ، ثمّ قال : ( وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ ) فوصل اليدين إلى المرفقين بالوجه ، فعرفنا أنّه ينبغي لهما ، أن يُغسلا إلى المرفقين ، ثمّ فصل بين الكلام فقال : ( وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ ) فعرفنا حين قال : ( بِرُءُوسِكُمْ ) أنّ المسح ببعض الرأس لمكان الباء ، ثمّ وصل الرجلين بالرأس كما وصل اليدين بالوجه ، فقال : ( وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ) فعرفنا حين وصلهما بالرأس أنّ المسح على بعضهما ، ثمّ فسّر ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للناس فضيّعوه ... . (9)
_______________________
1. رجال النجاشي : 1 / 388 برقم 446.
2. فهرست ابن النديم : 56.
3. الفصول المهمّة : 227.
4. البحار : 23 / 287 ح 10.
5. البداية والنهاية : 9 / 310.
6. الكافي : 6 / 256.
7. تفسير العياشي : 1 / 276.
8. تفسير البرهان : 1 / 410.
9. وسائل الشيعة : 1 / 290 ـ 291 ، الباب 23 من أبواب الوضوء ، الحديث 1.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|