أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-3-2022
2983
التاريخ: 22-4-2017
3509
التاريخ: 2024-09-15
337
التاريخ: 22-11-2015
4860
|
لقد كان إسلام كل واحد من الذين أجابوا دعوة الرسول (صـلى الله علـيه وآله) نابعاً من سبب معيَّن.
فربَّما أدَّت حادثةٌ صغيرةٌ إلى أن يعتنق فردٌ أو فريقٌ الإسلام وينضمُّوا إلى صفوف المسلمين.
وقد اتّسمَ السَبَبُ الّذي آل إلى إسلام عمر ـ من بين جميع تلكم الاسباب والعلل ـ بطرافة تقتضي التوقف عنده في هذه الدراسة التاريخية التحليلية.
على أن التسلسل التاريخي والتنظيم الوقائعي لأحداث الإسلام وان كان يقتضي منا ان نأتي على ذكر هذه الحادثة بعد هجرة صحابة النبي (صـلى الله علـيه وآله) إلى الحبشة إلاّ أن الحديث حيث دار هنا حول صحابة النبي وكيفية اسلامهم ومواقفهم ناسب أن نشير هنا إلى كيفية إسلام الخليفة الثاني.
يقول ابن هشام : كان اسلام عمر ـ في ما بلغني ـ أن اُخته بنت الخطاب وكانت عند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وكانت قد أسلمت وأسلمَ بعلُها سعيدُ بن زيد وهما مستخفيان بإسلامهما من عمَر ( وهؤلاء هم كلُ من أسلم من آل الخطاب ) وكان خبّاب بن الأرت يختلف إلى فاطمة بنت الخطاب يُقرئها القرأن.
وكان عمر الّذي كانت بينه وبين المسلمين علاقات جداً سيئة قد أزعجه ما أصابَ المجتمع المكي من تشتُّت وفرقة وما لحق بقريش من المتاعب أثر ظهور الإسلام من هنا عزم على أن يقضي على علة هذا الأمر باغتيال رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) والفتك به.
فخرج يوماً متوشحاً سيفَه يريد رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ورهطاً من أصحابه وقد ذكروا له أنهم قد اجتمعوا في بيت عند الصفا وهم قريب من أربعين ما بين رجال ونساء ومع رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) عمّه حمزة بن عبد المطلب و ابو بكر و علي بن ابي طالب في رجال من المسلمين يحفظونه ويحرسونه.
يقول نعيم بن عبد اللّه وقد كان صديقاً حميماً لعمر : لقيت عمراً وهو متوشح سيفاً ويريد مكاناً فقلتُ له : أينَ تريد يا عمر؟
فقال : اُريد محمَّداً هذا الصابئ الّذي فرّق في أمر قريش وسفّه أحلامها وعابَ دينها وسبَّ آلِهتها فأقتُله.
فقال له نعيم : واللّه لقد غرّتك نفسُك من نفسِك يا عمر أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلتَ محمَّداً أفلا ترجع إلى اهل بيتك فتقيم أمرَهم؟
قال : وأيُ أهل بيتي؟
قال : ختنُك وابنُ عمك سعيد بن زيد واختك فاطمة بنت الخطاب فقد واللّه أسلما وتابعا محمَّداً على دينه فعليك بهما.
فأغضب هذا النبأُ عمر بشدة فانصرف عن الهدف الّذي كان يرمي إليه وعاد من توّه إلى بيت اُخته فدخل على اُخته وختنه وعندهما خبّاب بن الأرت معه صحيفة فيها سورة طه يقرئُهما إياها فلما سمعوا حسّ عمر تغيّب خبّاب في مخدع لهم أوفي بعض البيت واخفت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة وكان عمر قد سمع حين دنا إلى البيت قراءة خبّاب عليهما فلما دخل قال : ما هذه الهينمة الّتي سمعت؟
قالا له : ما سمعتَ شيئاً.
قال : بلى واللّه لقد اُخبرِتُ أنكما تابعتما محمَّداً على دينه.
وبطش بختنه سعيد بن زيد فقامت إليه اختُه فاطمة بنت الخطاب لتكفَّه عن زوجها فضربها فشجَّها.
فلما فعل ذلك قالت له اخته وختنُه : نعم قد اسلمنا وآمنّا باللّه ورسوله فاصنعْ ما بدا لك.
فلما رأى عمر ما باُخته من الدَّم نَدمَ على ما صنع فارعوى ورجع وقال لاُخته : اعطيني هذه الصحيفة الّتي سمعتكم تقرأون آنفاً أنظرُ ما هذا الّذي جاء به محمَّد؟
فلما قال ذلك قالت له اُخته : إنّا نخشاك عليها.
قال : لا تخافي وحلف لها بآلهته ليَرُدّنها إذا قرأها اليها.
فلما قال ذلك طمعتِ في اسلامه فقالت : يا اُخيّ إنك نجسٌ على شِركك وانّه لا يمسُّها إلاّ الطاهر فقامَ عمر فاغتسل فأعطته الصحيفة وفيها آياتٌ من سورة طه هي : {طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [طه: 1 - 7] .
ولقد تركت هذه الآياتُ المحكمة الفصيحة البليغة تأثيراً شديداً في نفس عمر فقال : ما احسن هذا الكلام؟
وقرر الرجلُ الّذي كان قبل ثوان عدوَّ الإسلام الأول أن يغيّر موقفه فتوجه من توّه إلى البيت الّذي ذكر له أنَّ فيه رسول (صـلى الله علـيه وآله) وجماعة من أصحابه وهو متوشح سيفَه فضربَ عليهم الباب فلمّا سَمِعُوا صوته قام رجلٌ مِن أصحاب رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) فنظر من خلل الباب فرآه متوشحاً السيفَ فرجَع إلى رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وهو فزع وأخبرَ النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) بما رأى فقال حمزة : فائذن له فان جاء يريد خيراً بذلناه له وإن كان يريد شراً قتلناه بسيفه.
فقال رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) : إئذن له فأذِنَ له الرجل ونهض إليه رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) حتّى لقيه في الحجرة فأخذ حجزته ( وهو موضع شد الإزار ) أو بمجمع ردائه ثم جَبذَهُ جبذَةً شديدةَ وقال : ما جاء بك يابن الخطاب فواللّه ما أرى تنتهي حتّى ينزل اللّه بك قارعة؟!
فقال عمر : يا رسول اللّه جئتك لأؤمن باللّه وبرسوله وبما جاء من عند اللّه.
وهكذا اسلم عمر عند رسول اللّه وأصحابه وانضوى إلى صفوف المسلمين.
ثم ان ابن هشام روى رواية اُخرى في كيفية اسلام عمر من أراد الوقوف عليها راجعها في السيرة النبوية .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|