المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

حجر الاستنجاء
23-9-2016
أهمية صحافة المواطن
13-1-2023
تقويـم المرحلـة التجاريـة
11-10-2019
Reactions of α-Amino Acids : Carboxylic Acid Esterification
25-7-2018
Jacob (Jacques) Bernoulli
28-1-2016
مفهوم القياس الحراري عند يوهان لامبيرت (القرن 18م)
2023-05-15


ما هي عوامل حادثة الفيل  
  
3101   02:02 مساءً   التاريخ: 4-4-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏1،ص160-163.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / أسرة النبي (صلى الله عليه وآله) / آبائه /

... يكتب المؤرخون عن علة هذه الحادثة ان ملك اليمن تُبان أسعد والد ذي نواس بعد ان أرسى قواعد حكمه مر في احدى رحلاته على يثرب ( المدينة ) وقد كانت ل‍ يثرب في ذلك الوقت مكانةٌ دينيةٌ مرموقةٌ فقد قطنها جماعة من اليهود وبنوا فيها عدداً من المعابد والهياكل فأكرم اليهودُ مقدم ملك اليمن ودعوه إلى دينهم ليستطيعوا في ظل حكمه حماية أنفسهم من أذى المسيحيين الروميين والمشركين العرب.

ولقد تركت دعوتهم وما رافقها من اساليب مؤثرة اثرها في نفس ذلك الامير واختار اليهودية واجتهد في بثها ونشرها ؛ ثم ملك من بعده ابنه ذونواس الّذي جدّ في بث اليهودية والتحق به جماعة خوفاً.

بيد أن اهل نجران الّذين كانوا قد دانوا بالمسيحية قبل ذلك امتنعوا من تغيير دينهم وترك المسيحية واعتناق اليهودية وقاوموا ذي نواس مقاومة شديدة فشق ذلك على ملك اليمن واغضبه فتوجه احد قادته إلى نجران على رأس جيش كبير لتأديب المتمردين من أهلها فعكسر هذا الجيش على مشارف نجران واحتفر قائدة خندقاً كبيراً واوقد فيه ناراً عظيمة وهدّد المتمردين بالأحراق بالنار.

ولكن أهل نجران الذين احبّوا المسيحية واعتنقوها برغبة كبيرة اظهروا شجاعة كبرى واستقبلوا الموت حرقاً وغدوا طعمة للنيران .

يقول المؤرخ الإسلاميُّ ابنُ الاثير الجزري بعد ذكر هذه القصة : لما قتل ذونواس من قتل في الاُخدود لأجل العود عن النصرانية أفلَت منهم رجلٌ يقال له دوس فقدم على قيصر فاستنصره على ذي نواس وجنوده واخبره بما فَعل بهم فقال له قيصر : بعدت بلادك عنا ولكن ساكتبُ إلى النجاشي ملك الحبشة وهو على هذا الدين وقريب منكم فكتب قيصر إلى ملك الحبشة يأمره بنصره فارسل معه ملكُ الحبشة سبعين الفاً وأمّر عليهم رجلا يقال له أرياط وفي جنوده ابرهة الأشرم فساروا في البحر حتّى نزلوا بساحل اليمن وجمع ذونواس جنوده فاجتمعوا وكتب إلى زعماء قومه من اهل اليمن يدعوهم إلى الاجتماع لمقاتلة عدوّهم فلم يجيبوه فانهارت حكومته أمام حملة جيش الحبشة وسيطر الاحباش على أرض اليمن وجُعِلَ أبرهة اميراً عليها من قِبَل النجاشي بعد مقتل ارياط على يد أبرهة في صراع السلطة .

وهذه القصة هي الّتي تعرف في القرآن الكريم بقصة اصحاب الاُخدود وقد جاء ذكرها في سورة البروج إذ يقول اللّه تعالى : { قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [البروج: 4 - 9].

وقد ذكر المفسرون هذه القصة في شأن نزول هذه الآيات بصورة مختلفة ؛ ثم ان ابرهة الّذي اسكره الانتصار والغلبة على منافسه وتمادى في الشهوات بنى في صنعاء كنيسة عظيمة تقرّباً إلى ملك الحبشة وارضاء له ثم كتب كتاباً إلى النجاشي ملك الحبشة يقول فيه : إني قد بَنيتُ لك ايها الملك كنيسة لم يُبن مثلها لملك كان قبلك ولست بمُنْته حتّى اصرف اليها حج العرب ؛ وقد أدى معرفة العرب بما جاء في هذا الكتاب إلى ردّة فعل شديدة لديهم إلى درجة أن امرأة مِن قبيلة بني افقم تسللت ذات ليلة إلى تلك الكنيسة واحدثت فيها فأثار هذا العمل الّذي كان يدل على مدى ازدراء العرب بكنيسة أبرهة واحتقارهم لها غضب أبرهة هذا من جانب ومن جانب آخر كان ابرهة كلما زاد في تزيين تلك الكنيسة زاد ذلك من حقد العرب وحنقهم عليه واحتقارهم لكنيسته فتسبب كل ذلك في أن يحلف أبرهة على السير إلى الكعبة وهدمها فسيَّر لذلك جيشاً عظيماً وقدّم أمامهُ الفِيَلة المقاتلة وخرج متوجهاً صوب مكة وهو يعتزم هدم الكعبة بيت اللّه الحرام ؛ فلما عرف زعماء العرب بغايته وادركوا خطورة ذلك العمل وايقنوا بان استقلال العرب وسيادتهم تتعرض لخطر السقوط لم يمنعهم ما عهدوه من قوة ابرهة وانتصاراته بل خرج بعضهم إلى حربه فقاتلوه بكل شجاعة وبسالة مدفوعين بدافع الغيرة والحفاظ على الشرف المهدَّد بالخَطر.

فقد خرج ذونفر وهو من أشراف أهل اليمن وملوكهم ودعا قومَه ومن أجابه من سائر العرب إلى حرب أبرهة ولكن سرعان ما تغلّب ابرهة عليه بجيشه الكبير ثم خرج له بعد ذلك نفيل بن حبيب وبقي يقاتله مدة طويلة فهزمه ابرهة واُخِذَ له اسيراً فطلب نفيل العفو منه فاشترط عليه أن يدلّه على طريق مكة ليعفو عنه فدلّه نفيل حتّى الطائف واوكل الدلالة على بقية الطريق إلى شخص آخر يدعى ابورغال فدلّه أبورغال على الطريق حتّى أرض المغمَّس وهي منطقة قريبة من مكة فنزل أبرهة وجيشه بالمغمَّس فارسل أبرهة رجلا من الحبشة ـ على عادته ـ إلى ضواحي مكة فاستولى على أموال قريش من الإبل والغنم فساق إليه في جملة ذلك مائتي بعير لعبد المطلب ثم امر رجلا آخر يدعى حُناطة ليدخل مكة ويبلغ أهلها عنه ما جاء من اجله وهو هدم البيت المحرّم الكعبة المعظمة وقال له : سل عن سيد اهل هذا البلد وشريفها ثم قل له : ان الملك يقول لك : إني لم آت لحربكم انما جئتُ لهدم هذا البيت فان تعرّضوا دونه بحرب فلا حاجة لي في دمائكم فإن هو لم يرد حربي فاتني به.

فدخل حُناطة مكة ولما سأل عن سيد قريش وشريفها وقد كانت قبائل قريش المختلفة قد تجمعت في اطراف البلد جماعات تتذاكر في امر ابرهة وما يجب اتخاذه من موقف تجاهه.

فدلّوه على بيت عبد المطلب ولما دخل على عبد المطلب أبلغه مقالة أبرهة فقال له عبد المطلب : واللّه ما نُريدُ حربَه وما لَنا بذلك من طاقة هذا بيت اللّه الحرام وبيت خليله إبراهيم (عليه‌ السلام) فان يمنعه منه فهو بيته وحرمه وان يخلي بينه وبينه فو اللّه ما عندنا دفع عنه ؟

فسرّ حناطة رسول ابرهة بمنطق عبد المطلب ومقالته الّتي كانت تحكي عن قوة ايمانه وعن روحه المسالمة فطلب منه أن يصحبه إلى أبرهة قائلا : فانطلق معي إليه فانه قد امرني اَن آتيه بك.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.