أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2017
3160
التاريخ: 14-2-2019
2744
التاريخ: 24-3-2022
1807
التاريخ: 7-2-2019
2609
|
... يكتب المؤرخون عن علة هذه الحادثة ان ملك اليمن تُبان أسعد والد ذي نواس بعد ان أرسى قواعد حكمه مر في احدى رحلاته على يثرب ( المدينة ) وقد كانت ل يثرب في ذلك الوقت مكانةٌ دينيةٌ مرموقةٌ فقد قطنها جماعة من اليهود وبنوا فيها عدداً من المعابد والهياكل فأكرم اليهودُ مقدم ملك اليمن ودعوه إلى دينهم ليستطيعوا في ظل حكمه حماية أنفسهم من أذى المسيحيين الروميين والمشركين العرب.
ولقد تركت دعوتهم وما رافقها من اساليب مؤثرة اثرها في نفس ذلك الامير واختار اليهودية واجتهد في بثها ونشرها ؛ ثم ملك من بعده ابنه ذونواس الّذي جدّ في بث اليهودية والتحق به جماعة خوفاً.
بيد أن اهل نجران الّذين كانوا قد دانوا بالمسيحية قبل ذلك امتنعوا من تغيير دينهم وترك المسيحية واعتناق اليهودية وقاوموا ذي نواس مقاومة شديدة فشق ذلك على ملك اليمن واغضبه فتوجه احد قادته إلى نجران على رأس جيش كبير لتأديب المتمردين من أهلها فعكسر هذا الجيش على مشارف نجران واحتفر قائدة خندقاً كبيراً واوقد فيه ناراً عظيمة وهدّد المتمردين بالأحراق بالنار.
ولكن أهل نجران الذين احبّوا المسيحية واعتنقوها برغبة كبيرة اظهروا شجاعة كبرى واستقبلوا الموت حرقاً وغدوا طعمة للنيران .
يقول المؤرخ الإسلاميُّ ابنُ الاثير الجزري بعد ذكر هذه القصة : لما قتل ذونواس من قتل في الاُخدود لأجل العود عن النصرانية أفلَت منهم رجلٌ يقال له دوس فقدم على قيصر فاستنصره على ذي نواس وجنوده واخبره بما فَعل بهم فقال له قيصر : بعدت بلادك عنا ولكن ساكتبُ إلى النجاشي ملك الحبشة وهو على هذا الدين وقريب منكم فكتب قيصر إلى ملك الحبشة يأمره بنصره فارسل معه ملكُ الحبشة سبعين الفاً وأمّر عليهم رجلا يقال له أرياط وفي جنوده ابرهة الأشرم فساروا في البحر حتّى نزلوا بساحل اليمن وجمع ذونواس جنوده فاجتمعوا وكتب إلى زعماء قومه من اهل اليمن يدعوهم إلى الاجتماع لمقاتلة عدوّهم فلم يجيبوه فانهارت حكومته أمام حملة جيش الحبشة وسيطر الاحباش على أرض اليمن وجُعِلَ أبرهة اميراً عليها من قِبَل النجاشي بعد مقتل ارياط على يد أبرهة في صراع السلطة .
وهذه القصة هي الّتي تعرف في القرآن الكريم بقصة اصحاب الاُخدود وقد جاء ذكرها في سورة البروج إذ يقول اللّه تعالى : { قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [البروج: 4 - 9].
وقد ذكر المفسرون هذه القصة في شأن نزول هذه الآيات بصورة مختلفة ؛ ثم ان ابرهة الّذي اسكره الانتصار والغلبة على منافسه وتمادى في الشهوات بنى في صنعاء كنيسة عظيمة تقرّباً إلى ملك الحبشة وارضاء له ثم كتب كتاباً إلى النجاشي ملك الحبشة يقول فيه : إني قد بَنيتُ لك ايها الملك كنيسة لم يُبن مثلها لملك كان قبلك ولست بمُنْته حتّى اصرف اليها حج العرب ؛ وقد أدى معرفة العرب بما جاء في هذا الكتاب إلى ردّة فعل شديدة لديهم إلى درجة أن امرأة مِن قبيلة بني افقم تسللت ذات ليلة إلى تلك الكنيسة واحدثت فيها فأثار هذا العمل الّذي كان يدل على مدى ازدراء العرب بكنيسة أبرهة واحتقارهم لها غضب أبرهة هذا من جانب ومن جانب آخر كان ابرهة كلما زاد في تزيين تلك الكنيسة زاد ذلك من حقد العرب وحنقهم عليه واحتقارهم لكنيسته فتسبب كل ذلك في أن يحلف أبرهة على السير إلى الكعبة وهدمها فسيَّر لذلك جيشاً عظيماً وقدّم أمامهُ الفِيَلة المقاتلة وخرج متوجهاً صوب مكة وهو يعتزم هدم الكعبة بيت اللّه الحرام ؛ فلما عرف زعماء العرب بغايته وادركوا خطورة ذلك العمل وايقنوا بان استقلال العرب وسيادتهم تتعرض لخطر السقوط لم يمنعهم ما عهدوه من قوة ابرهة وانتصاراته بل خرج بعضهم إلى حربه فقاتلوه بكل شجاعة وبسالة مدفوعين بدافع الغيرة والحفاظ على الشرف المهدَّد بالخَطر.
فقد خرج ذونفر وهو من أشراف أهل اليمن وملوكهم ودعا قومَه ومن أجابه من سائر العرب إلى حرب أبرهة ولكن سرعان ما تغلّب ابرهة عليه بجيشه الكبير ثم خرج له بعد ذلك نفيل بن حبيب وبقي يقاتله مدة طويلة فهزمه ابرهة واُخِذَ له اسيراً فطلب نفيل العفو منه فاشترط عليه أن يدلّه على طريق مكة ليعفو عنه فدلّه نفيل حتّى الطائف واوكل الدلالة على بقية الطريق إلى شخص آخر يدعى ابورغال فدلّه أبورغال على الطريق حتّى أرض المغمَّس وهي منطقة قريبة من مكة فنزل أبرهة وجيشه بالمغمَّس فارسل أبرهة رجلا من الحبشة ـ على عادته ـ إلى ضواحي مكة فاستولى على أموال قريش من الإبل والغنم فساق إليه في جملة ذلك مائتي بعير لعبد المطلب ثم امر رجلا آخر يدعى حُناطة ليدخل مكة ويبلغ أهلها عنه ما جاء من اجله وهو هدم البيت المحرّم الكعبة المعظمة وقال له : سل عن سيد اهل هذا البلد وشريفها ثم قل له : ان الملك يقول لك : إني لم آت لحربكم انما جئتُ لهدم هذا البيت فان تعرّضوا دونه بحرب فلا حاجة لي في دمائكم فإن هو لم يرد حربي فاتني به.
فدخل حُناطة مكة ولما سأل عن سيد قريش وشريفها وقد كانت قبائل قريش المختلفة قد تجمعت في اطراف البلد جماعات تتذاكر في امر ابرهة وما يجب اتخاذه من موقف تجاهه.
فدلّوه على بيت عبد المطلب ولما دخل على عبد المطلب أبلغه مقالة أبرهة فقال له عبد المطلب : واللّه ما نُريدُ حربَه وما لَنا بذلك من طاقة هذا بيت اللّه الحرام وبيت خليله إبراهيم (عليه السلام) فان يمنعه منه فهو بيته وحرمه وان يخلي بينه وبينه فو اللّه ما عندنا دفع عنه ؟
فسرّ حناطة رسول ابرهة بمنطق عبد المطلب ومقالته الّتي كانت تحكي عن قوة ايمانه وعن روحه المسالمة فطلب منه أن يصحبه إلى أبرهة قائلا : فانطلق معي إليه فانه قد امرني اَن آتيه بك.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|