المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الموطن الاصلي للفجل
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24

اصناف قصب السكر
24-11-2019
التمسّك بالعلم الإجمالي‏ لوجوب الاحتياط
12-5-2020
الصخور والمواد التي تكونها
2024-10-13
بيكارد ، اوغسط
2-11-2015
شرح الدعاء الرابع من الصحيفة السجّاديّة.
2023-10-07
قضية جنوب غرب أفريقيا (ناميبيا).
20-6-2016


دولة الحيرة وغسان  
  
3734   12:01 مساءً   التاريخ: 2-4-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏1،ص87-88.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

كانت المناطقُ ذاتُ المناخ الجيّد من الجزيرة العربية حتّى آخر قرن قبل الإسلام تحت سيطرة ثلاث دول كبرى هي : ايران والروم والحبشة .

فالشرق والشمال الشرقي من هذه المنطقة كانت تحت حماية ايران .

والشمال الغربي كان تابعاً للروم.

والمناطق المركزية والجنوب كانت تحت نفوذ الحبشة .

وعلى أثر مجاورة هذه المناطق للدول المتحضّرة المذكورة وما كان بينها من نزاع وتنافس دائمين ظهرَت في المناطق الحدودية للجزيرة العربية دول شبه متحضرة وشبه مستقلة كان كلُ واحدة منها تابعة في حضاراتها لدولة متمدنة عظمى تجاورها.

وقد كانت دول غسان و الحيرة وكنده من هذه الدول شبه المستقلة وشبه المتمدنة وكانت كلُ واحدة منها تابعة لأحدى الدول العظمى آنذاك : ايران والروم والحبشة .

الحيرة : يتبيَّن من الآثار والأخبار أنه هاجرت ـ في أوائل القرن الثالث بعد الميلاد ـ بعضُ الطوائف العربية وذلك في نهايات الحكم الأشكناني إلى الأراضي المجاورة للفرات وسيطروا على قسم من أراضي العراق وقد أوجدت هذه الجماعةُ المهاجرةُ القرى والقلاع هناك شيئاً فشيئاً وأحدثت المدنَ الّتي مِن أهمّها : الحيرة الّتي كانت تقعُ على حافة صحراء بالقرب مِن مدينة الكوفة الحالية.

وقد كانت هذه المدينة ـ وكما يظهر من إسمها ـ في بداية أمرها قلعة ( لأن الحيرة تعني في اللغة السريانية : الدير وما يشبهه ) يسكنها العرب ثم تطورت شيئاً فشيئاً إلى مدينة.

وقد ساعد مناخها الجميل والمياهُ الوافرة الّتي تأتي اليها من الفرات وجودة الأحوال الطبيعية الاُخرى إلى أن تجتذب اليها أصحاب الصحراء وسكان البوادي والقفار كما واستطاعت هذه المدينة وبفضل مجاورتها للحضارة الفارسية إن تكتسب من ثقافتها ومدنيتها ما أفاض عليها لوناً من الحضارة والمدنية وقد بُنيت بالقرب من الحيرة قصورٌ مثل الخورنق الّذي اضاف إلى هذه المدينة جمالا وبهاء خاصّين وقد تعرَّف العربُ الساكنون في هذه المنطقة على الخط والكتابة ويمكن ان تكون الكتابة والقراءة قد سرتا منها إلى بقية مناطق الحجاز ومُدُنها .

ولقد كان ملوك الحيرة وأمرأوها من اللخميين العرب يؤيّدون من قِبَل الدولة الإيرانية بقوة وسبب هذا التأييد والحماية الايرانية لأمراء الحيرة وملوكها كان يكمن في أن ملوك إيران ـ آنذاك ـ كانوا يُريدون أن تكونَ الحيرة سَدّاً وحاجزاً بينهم وبين عرب البادية يدفعون بهم خطرَ الغزاة من أهل الصحارى على الحدود الإيرانية.

ولقد سجَّلَ التاريخُ أسماء هؤلاء الاُمراء ؛ وقد نظم حمزة الاصفهاني فهرستاً بأسمائهم وجدولا بأعمارهم ومُدد حكوماتهم ومن كان يعاصرهم من ملوك بني ساسان الإيرانيين .

ومهما يكن الأمر فإن دولة اللخميين العرب كانت من أكبر الحكومات العربية شبه المتحضرة في منطقة الحيرة وكان آخر ملوك هذه السلسلة هو النعمان بن المنذر صاحب القصة التاريخية الّتي تتضمن خلعه من الحكم وقتله بواسطة الملك الايراني : خسرو برويز .

و في أوائل القرن الخامس أو اوائل القرن السادس الميلادي هبط جماعة من المهاجرين اليمنيين في الشمال الغربي ـ أقصى نقاط الجزيرة العربية ـ وفي جوار الإمبراطوريّة الروميّة وأسسوا دولة الغساسنة وقد كانت هذه الدولة تحت حماية الروم وكان مُلوكُها يُنصبون من جانب إمبراطوريات قسطنطينية مباشرة تماماً كما كان مُلُوك الحيرة يُنصبون من جانب ملوك ايران.

ولقد كانت دولة الغساسنة متحضرة نوعاما وحيث أن مراكز حكمها كانت قريبة من ناحية إلى دمشق ومجاورة ل‍ : بُصرى مركز القسم الرومي من الجزيرة العربية من ناحية اُخرى لذلك تأثرت بحضارة الروم تأثراً كبيراً وبالغاً.

ولقد كان الغساسنة متحالفين مع الروميين بسبب ما كان بينهم وبين ملوك الحيرة اللخميين العرب والايرانيين من الاختلاف والنزاع ولقد حكم في دولة الغساسنة تسعة أو عشرة من الاُمراء والملوك تباعاً.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.