أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2017
4542
التاريخ: 13-12-2014
3484
التاريخ: 2-4-2017
2962
التاريخ: 10-4-2022
2558
|
كانت المناطقُ ذاتُ المناخ الجيّد من الجزيرة العربية حتّى آخر قرن قبل الإسلام تحت سيطرة ثلاث دول كبرى هي : ايران والروم والحبشة .
فالشرق والشمال الشرقي من هذه المنطقة كانت تحت حماية ايران .
والشمال الغربي كان تابعاً للروم.
والمناطق المركزية والجنوب كانت تحت نفوذ الحبشة .
وعلى أثر مجاورة هذه المناطق للدول المتحضّرة المذكورة وما كان بينها من نزاع وتنافس دائمين ظهرَت في المناطق الحدودية للجزيرة العربية دول شبه متحضرة وشبه مستقلة كان كلُ واحدة منها تابعة في حضاراتها لدولة متمدنة عظمى تجاورها.
وقد كانت دول غسان و الحيرة وكنده من هذه الدول شبه المستقلة وشبه المتمدنة وكانت كلُ واحدة منها تابعة لأحدى الدول العظمى آنذاك : ايران والروم والحبشة .
الحيرة : يتبيَّن من الآثار والأخبار أنه هاجرت ـ في أوائل القرن الثالث بعد الميلاد ـ بعضُ الطوائف العربية وذلك في نهايات الحكم الأشكناني إلى الأراضي المجاورة للفرات وسيطروا على قسم من أراضي العراق وقد أوجدت هذه الجماعةُ المهاجرةُ القرى والقلاع هناك شيئاً فشيئاً وأحدثت المدنَ الّتي مِن أهمّها : الحيرة الّتي كانت تقعُ على حافة صحراء بالقرب مِن مدينة الكوفة الحالية.
وقد كانت هذه المدينة ـ وكما يظهر من إسمها ـ في بداية أمرها قلعة ( لأن الحيرة تعني في اللغة السريانية : الدير وما يشبهه ) يسكنها العرب ثم تطورت شيئاً فشيئاً إلى مدينة.
وقد ساعد مناخها الجميل والمياهُ الوافرة الّتي تأتي اليها من الفرات وجودة الأحوال الطبيعية الاُخرى إلى أن تجتذب اليها أصحاب الصحراء وسكان البوادي والقفار كما واستطاعت هذه المدينة وبفضل مجاورتها للحضارة الفارسية إن تكتسب من ثقافتها ومدنيتها ما أفاض عليها لوناً من الحضارة والمدنية وقد بُنيت بالقرب من الحيرة قصورٌ مثل الخورنق الّذي اضاف إلى هذه المدينة جمالا وبهاء خاصّين وقد تعرَّف العربُ الساكنون في هذه المنطقة على الخط والكتابة ويمكن ان تكون الكتابة والقراءة قد سرتا منها إلى بقية مناطق الحجاز ومُدُنها .
ولقد كان ملوك الحيرة وأمرأوها من اللخميين العرب يؤيّدون من قِبَل الدولة الإيرانية بقوة وسبب هذا التأييد والحماية الايرانية لأمراء الحيرة وملوكها كان يكمن في أن ملوك إيران ـ آنذاك ـ كانوا يُريدون أن تكونَ الحيرة سَدّاً وحاجزاً بينهم وبين عرب البادية يدفعون بهم خطرَ الغزاة من أهل الصحارى على الحدود الإيرانية.
ولقد سجَّلَ التاريخُ أسماء هؤلاء الاُمراء ؛ وقد نظم حمزة الاصفهاني فهرستاً بأسمائهم وجدولا بأعمارهم ومُدد حكوماتهم ومن كان يعاصرهم من ملوك بني ساسان الإيرانيين .
ومهما يكن الأمر فإن دولة اللخميين العرب كانت من أكبر الحكومات العربية شبه المتحضرة في منطقة الحيرة وكان آخر ملوك هذه السلسلة هو النعمان بن المنذر صاحب القصة التاريخية الّتي تتضمن خلعه من الحكم وقتله بواسطة الملك الايراني : خسرو برويز .
و في أوائل القرن الخامس أو اوائل القرن السادس الميلادي هبط جماعة من المهاجرين اليمنيين في الشمال الغربي ـ أقصى نقاط الجزيرة العربية ـ وفي جوار الإمبراطوريّة الروميّة وأسسوا دولة الغساسنة وقد كانت هذه الدولة تحت حماية الروم وكان مُلوكُها يُنصبون من جانب إمبراطوريات قسطنطينية مباشرة تماماً كما كان مُلُوك الحيرة يُنصبون من جانب ملوك ايران.
ولقد كانت دولة الغساسنة متحضرة نوعاما وحيث أن مراكز حكمها كانت قريبة من ناحية إلى دمشق ومجاورة ل : بُصرى مركز القسم الرومي من الجزيرة العربية من ناحية اُخرى لذلك تأثرت بحضارة الروم تأثراً كبيراً وبالغاً.
ولقد كان الغساسنة متحالفين مع الروميين بسبب ما كان بينهم وبين ملوك الحيرة اللخميين العرب والايرانيين من الاختلاف والنزاع ولقد حكم في دولة الغساسنة تسعة أو عشرة من الاُمراء والملوك تباعاً.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|