أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-7-2020
1579
التاريخ: 1-8-2020
3687
التاريخ: 2024-03-06
621
التاريخ: 2-12-2015
4108
|
تشتية النحل
1– مع ذبول النباتات في الطبيعة يقل بالتدريج نشاط نحل العسل. انهم مثل عالم النبات يستعدون لفترة السبات الشتوي طويلة الأمد.
فقط في الايام المشمسة , يخرج النحل طائراً من الخلية للبحث عن الرحيق وغبار الطلع في ازهار النباتات المتأخرة مثل زهرة اكليل الملك او حندوقوق حقلي وزهر عنبر المروج واللفت. مع مرور الايام تقلل الملكة من وضع البيوض. تنضج يرقات الجيل الاخير من النسل. تنجز اعمال التحضير للشتاء تباعاً في الخلية. يتجمع النحل بالقرب من اقراص الحضنة بملل, يتكتلون حول بعضهم البعض بكثافة لتأمين درجة الحرارة المناسبة للحضنة , بكل حرص واهتمام تعتني المربيات بتربية اليرقات وتغذيتها , من حيث الشكل يذكرنا تجمع النحل من الاعلى للأسفل بعنقود العنب المتدلي من الاعلى. لذلك نسمي كتلة الحل المتدلية بعنقود النحل. تماماً مثل جميع الحشرات الاجتماعية لا يمضي نحل العسل فترة الشتاء عن طريق السبات الشتوي , بل يعيشون بشكل طبيعي داخل الخلية يتحركون ويتفاعلون مع العوامل الخارجية. وبما ان درجة حرارة النحل تتعلق بحرارة الجو , لذلك عندما تنخفض درجة الحرارة يتكتل النحل حول بعضه لكي يحظى بالدفء في العنقود.
2– يتوضع عادة عنقود النحل ممتداً من أعلى الى اسفل الخلية على الاطارات الفارغة. حيث يرتصّ النحل مع بعضه بعضاً , بالقرب من باب الخلية , حيث يتدفق الهواء الطازج.
ان عنقود النحل يكون مكتملاً في الاعلى , لكن اذا حصل واشرقت الشمس في احد ايام الخريف وارتفعت درجة الحرارة , يتفكك عنقود النحل , وحسب اشارة ما يخرج النحل الى خارج الخلية. ان طيران النحل في ايام الخريف يكون قصيراً والنحل متقارباً من بعضه , ويعطي طنيناً حزيناً ووديعاً. كأن النحل يحاول استغلال فترة الدفء واشراقه الشمس القصيرة. ان طيران النحل في الخريف يكون بالقرب من الخلية , حالماً تختفي الشمس خلف الغيوم , يعود النحل الى مسكنه.
3– تحتاج النحلة الى طيران مستمر لعدة دقائق خارج الخلية , حتى تتمكن من تفريغ الفضلات من امعائها.
ان النحل لا يتبرز داخل خليته , إنما يفرغ فضلات امعائه وهو يطير في الهواء مبتعداً عن مسكنه. امامه شتاء طويل مدته عدة شهور لا يتمكن اثناءها من الطيران وتفريغ امعائه من الفضلات.
بفضل غريزة حفظ النوع , فان النحل لا يفوت الطيران المتأخر في فصل الخريف ان تمكن من ذلك. اذا استطاع نحل الخلية التخلص من فضلات امعائه , سوف يتمكنون من قضاء فترة التشتية بشكل افضل , كلما حصل هذا الطيران متأخراً يكون ذلك أفضل.
4– ان النحّال يستطيع ان يساعد طوائف النحل عندما يحضرها لفترة الشتاء.
على سبيل المثال, وضع الخلايا في مكان محمي من الرياح : خلف مصدات من الاشجار او النباتات , أو سياج او بناء , او في وديان قليلة الرياح حيث ينعم المنحل بالهدوء والدفء. اضافة لذلك يجب اختيار اتجاه مناسب للخلية. في الصيف يتم توجيه فتحة الخلية باتجاه الشرق او الشمال للتقليل من اثر الحر , فانه في الخريف يجب تغيير الاتجاه تدريجياً باتجاه الجنوب. في الايام المشمسة لا سيما في منتصف النهاء , فان الجدار الأمامي للخلية يسخن وينتقل الدفء الى داخل الخلية , وهذا ينشط النحل داخل العنقود. يؤثر فيهم ايضاً ضوء الشمس الذي يدخل عبر باب الخلية. كل ذلك يتسبب بخروج النحل من الخلية لكي يطير في الخريف.
5– في الاماكن المرتفعة, حيث تهب الرياح بشكل دائم, يجب تغليف الخلايا من الخارج بورق تغليف اسود او بالورق القطراني؛ لأن الورق الأسود يمتص أشعة الشمس ويؤدي الى تسخين جدران الخلية بشكل اسرع وتدفئتها.
اذا استمر الطقس الغائم والممطر طويلاً, وأصيب النحل بحالة جمود وهدوء عميقة اثناء تجمعه في العنقود , فإنهم لا يتحسسون بسرعة لفترات الدفء القصيرة. في مثل هذه الحالات على النحّال ان يوسع من فتحة الخلية , وحتى من الضروري ايقاظ النحل من الاعلى. في القسم الاوسط من روسيا يمكن ان يستمر طيران النحل خارج مسكنه الى فترة نهاية تشرين الاول وبداية تشرين القاني. أما في الجنوب يستطيع النحل ان يطير خارج خليته حتى في الشتاء. اما في سيبيريا لا يستطيع النحل ان يخرج من خليته لمدة 6-7 اشهر وهي فترة الشتاء السيبيري.
6– تستطيع مشاهدة خلايا النحل منتشرة بجانب البيوت في البساتين شتاءً, وكذلك هناك مناحل تعاونية ضخمة تنتشر على مساحة كبيرة من الارض. تعلو الخلايا قبعة من الثلج, وتنتشر حولها كثبان ثلجية. المهم ان تلك الطوائف تستطيع تحمل درجات حرارة منخفضة جداً تصل الى (-40°) تحت الصفر. لا شيء يغطي تلك الخلايا سوى الثلج واحياناً لا ترى لها اثراً. ألا يتجمد سكان مستعمرات النحل تلك من شدة الصقيع؟
تبين ان النحل داخل خلاياه يتحمل الصقيع الشديد. ان نحل العسل اثناء تاريخ وجوده الممتد لعشرات القرون اثبت انه يتحمل درجات الحرارة المنخفضة جداً وحتى التي تصل الى (-50°), مع العلم ان النحلة الواحدة بمفردها تتجمد وتموت في الحرارة المنخفضة. أما كتلة النحل المتجمعة في الطائفة القوية , تستطيع ان تصنع مناخها الخاص داخل الخلية. من الغريب ان رفع درجة حرارة الخلية اسهل على النحل من خفضها.
7– ان البرد لا يشكل خطراً شديداً على النحل. ان التجمع الكبير للنحل (ان عنقود النحل الذي يتجمع شتاءً في الخلية القوية والتي يصل عدد النحل فيها الى 30-35 الف نحلة , وبالتالي ان كثافة النحل في العنقود , تكون كبيرة جداً) يجعل من السهل الحفاظ على درجة حرارة مناسبة لحياة الطائفة, وليس من الصعب الاستمرار في ابقائها ثابتة.
ان حشرة النحل يغطي جسمها شعر كثيف, وهكذا فان تجمع النحل بكثافة في عنقود التشتية يجعل من السهل الحفاظ على الحرارة, لأن الشعر الذي يغطي جسم النحل يساعد في الحفاظ على الدفء. بين العدد الكبير للشعيرات التي تغطي جسم النحل تنتشر فقاعات هوائية تسهم في الحفاظ على الدفء في عنقود النحل وتمنع تسرب البرودة الى داخله. إضافة الى ذلك فان الهواء منتشر داخل العيون السداسية في اقراص الشمع والتي يجلس داخلها النحل. وهكذا ايضاً يساعد في الحفاظ على الدفء داخل الخلية.
بالنتيجة فان تجمع النحل على العيون السداسية الخالية من العسل ليس من قبيل المصادفة. ان شكل عنقود النحل كروي. وحسب قوانين الهندسة فان الكرة تمتلك اصغر مساحة تماس مع الوسط الخارجي. وهذا يعني ان تبادل الحرارة مع الوسع في حده الادنى.
8– ان عنقود النحل داخل الخلية يتميز بانه غير ثابت الحجم. يمكن ان يكبر او يصغر ؛ يمكن ان يكون كثيفاً , او على العكس هشاً.
عندما يكون الصقيع شديداً , فإن درجة الحرارة في الخلية الحديثة او القديمة داخل سوق الاشجار تكون قريبة من حرارة الوسط الخارجي. تدخل البرودة الى داخل الخلية عبر بابها ولو كان صغيراً , تماماً كما يدخل من نافذة المنزل عندما تكون مفتوحة اثناء الصقيع وتحت تأثير البرودة الشديدة , يصبح عنقود النحل شديد الكثافة , كأن شيئاً ما يضغطه فيصبح حجمه صغيراً يلتصق النحل ببعضه بشكل مرصوص ويشكل النحل غلافاً عازلاً يسمى القشرة , في درجات الحرارة شديدة الانخفاض يصل سمك القشرة الى 7-8 سم. هذه القشرة تحمي عنقود النحل من الصقيع الشديد.
9– يصغر عنقود النحل ايضاً بسبب دخول الكثير من النحل الى العيون السداسية, حيث يكون رأس النحلة باتجاه الداخل.
ان العين السداسية تصبح للنحلة كأنها معطف يقيها البرد. ترتديه النحلة في اشد اوقات الصقيع. عندما يكون العنقود دافئاً يتوسع بالحجم , وتضعف سماكة القشرة لتصبح 2سم. مهما تبدلت درجة الحرارة فان الحرارة في نواة العنقود تظل ثابتة في حدود (14-15°) ومهما كان الصقيع شديداً.
10– ينتشر الدفء من وسط العنقود باتجاه المحيط.
تنتقل النحلات التي تشعر بالبرد من خارج العنقود الى داخله , حيث الدفء , ويحل محلها نحل من داخل العنقود بعد ان تصبح اجسامها دافئة. وهكذا نلاحظ ان نظام التدفئة في عنقود النحل بسيط جداً وفعال. لقد اوصلته الطبيعة الى درجة الكمال! ان طريقة توليد الدفء ونشره وتوزيعه تقي عملياً من الهلاك الناتج عن درجات الحرارة المنخفضة.
11– في غابات وسط روسيا وسيبيريا نجد خلايا نحل تقع على اغصان الاشجار لا يحميها اي شيء , ومع ذلك تتحمل ظروف الشتاء القاسي.
في مركز العنقود لا تكون كثافة النحل كبيرة كما في محيطه , بالتالي يستطيعون التحرك بفضل رجفان عضلات الصدر , وحركة النحل واحتكاكه اثناء التجمع , كل تلك العوامل تساعد على توليد الحرارة. كذلك يستطيع النحل رفع الحرارة عبر رجفان بعض اعضاء الجسم. كذلك يستطيع النحل رفع الحرارة عبر رجفان بعض اعضاء الجسم. وبما ان اجسام النحل تمتلك خاصية جيدة لنقل الحرارة , لذلك فان الحرارة تنتشر من المركز الى جميع ارجاء العنقود.
12– ان الهدر في حرارة عنقود النحل الى الوسط الخارجي يقل عندما يكون تجمع النحل كثيفاً.
لقد اثبتت الكثير من الدراسات ان النحل لا يسعى الى تدفئة خليته بالكامل ولو حاول لن يتمكن من ذلك , لأنها اوسع من قدرته على تدفئتها. في الخلية حول عنقود النحل يمكن ان تكون درجة الحرارة منخفضة, أما داخل العنقود تكون الحرارة على الدوام دافئة. وهكذا كما ترون فان النحل لا يخشى الصقيع. لذلك ليس عبثاً ان يقال : «ان من يخشى الصقيع ليس النحل بل النحّال!».
13– الكثير من مربي النحل يضعون طوائف نحلهم شتاءً في منشآت مدفأة تحت الارض (تسمى ملجأ التشتية). يفعلون ذلك لانهم يجهلون قدرة النحل الطبيعية على تحمل درجات الحرارة المنخفضة.
على العكس فان النحل يعاني كثيراً من درجات الحرارة المرتفعة , ويشعر بالاختناق وهو داخل ملجأ التشتية ذي التهوية السيئة مع اقتراب فصل الربيع. ان النحل الذي تعرض لقلة التهوية وهو داخل الملجأ شتاءً لا يكون في الربيع نشطاً وفعالاً ولا يتصف بقدرة عمل كبيرة كما يجب , كالنحل الذي امضى فترة الشتاء في الخارج. تنمو تلك الطوائف بشكل سيء وتصاب بالأمراض بشكل اكبر وتميل للتطريد. ربما يحتاج النحل الى برد الشتاء. ان علماء النحل لم يؤكدوا ذلك بعد , لكن واقع الأمر العملي يؤكد التأثير الايجابي للبرد في النحل.
14– في واقع الأمر , كل شيء يتعلق بقوة طوائف النحل.
عندما تكون طوائف النحل قوية , فهي تنتج ما يكفي من الدفء وتستطيع المحافظة عليه. وتستطيع تعويض فقد الحرارة بسهولة. اما الطائفة الضعيفة ذات اعداد النحل القليلة , فهي بحاجة الى ارسال الكثير من النحل لتشكيل قشرة الحماية الخارجية لوقاية عنقود النحل من البرد اكثر من انتاج الدفء , وبالتالي يتطلب من معظم افراد الطائفة العمل بشكل مضنٍ. لذلك ان الطائفة الضعيفة تستهلك نفسها اثناء الشتاء , وتصل الى الربيع منهكة جداً. يكثر موت نحلها. لذلك يجب جعل طائفة النحل قبل الشتاء كثيرة العدد وقوية.
15– سابقاً كانوا يعتقدون انه كلما كانت جدران الخلية اسمك , كان ذلك افضل لطائفة النحل من ناحية الحفاظ على الدفء داخل الخلية.
اما الآن اصبحوا على قناعة بأن الخلية عبارة عن مجرد حماية خارجية للطائفة, وان سمك جدران الخلية ليس له تأثير كبير في حرارة العش. لذلك شرع الكثير من مربي النحل في صنع خلايا سمك جدرانها من 20-25 مم اي اصبح سمك الجدران اقل من السابق , وكذلك اصبح الوزن اقل واصبحت الخلايا تتسخن بشكل اسرع بواسطة شمس الخريف والربيع , وهذا يسهل من حوم النحل حول الخلية , أما في الفترات الدافئة شتاءً تسمح لعنقود النحل بالتمدد الى اطارات العسل. اما عندما تكون جدران الخلية سميكة عند ارتفاع حرارة الجو تكون الخلية ابرد من الخارج.
16– ان الرياح اشد خطورة على النحل من الصقيع.
اذا دخل تيار هوائي بارد الى خلية النحل , فان عنقود النحل يفقد حرارته بسرعة. هذا يفرض عليه توليد مزيد من الطاقة , لذلك من الافضل وضع المناحل في الاماكن المحمية من الرياح في البساتين حيث توجد مصدات رياح او في اماكن تواجد الاشجار , أو خلف الابنية او خلف التلال او سفوح المرتفعات والتي من شأنها التقليل من قوة الرياح , مع ابقاء باب الخلية مفتوحاً , او يمكن تضييقه بالثلج. مع مرور الوقت تتولد طبقة عازلة من الثلج ناتجة عن الدفء الذي يتولد عن الخلية وعن وجود الثلج على الخلية. هذه الطبقة العازلة تخفف من تذبذب حرارة الجو الخارجي , وهذا يخفف من قساوة برد الشتاء.
17– ان الرطوبة عدو للنحل.
تؤثر الرطوبة في النحل قاتلاً اذا كانت نسبتها في الخلية اكثر من الحد المسموح به. عندما يستهلك النحل 1 كغ عسل ينطلق جرّاء ذلك 1 لتر من الماء اثناء فصل الشتاء , وتستهلك طائفة النحل 8-10 كغ عسل. اذا انعدمت التهوية داخل الخلية شتاءً هذا يعني ان تلك الكمية من الماء سوف تجعل جو الخلية من الداخل رطباً جداً , وسوف يتكاثف البخار على جدران الخلية وعلى الاقراص الشمعية , عند وجود رطوبة كبيرة في الخلية يؤدي ذلك لتجمد عنقود النحل , ويكون تأثير الرطوبة اشد خطراً في النحل من الجو الجاف مع الصقيع. ان الهواء الرطب ناقل جيد للحرارة وبالتالي يحصل فقدان في حرارة الطائفة , ومن اجل تعويض الفقد الحراري يبذل النحل الكثير من الجهد والطاقة والغذاء.
18– اضافة الى ذلك فان الرطوبة الزائدة داخل الخلية تفسد العسل , لأن العسل يتصف بانه شره لامتصاص الرطوبة من الهواء.
اذا كان الهواء رطباً , فإن العسل يمتص منه الماء فتقل كثافته مما يؤدي الى تخمره , وكذلك الرطوبة تسبب تعفن اقراص الشمع وتحمض خبز النحل , عندما بتناول النحل غذاءً سيئ النوعية يؤدي ذلك الى اصابة النحل بأمراض هضمية خطيرة تضعفه مما يتسبب بموت الكثير من النحل. نعم لا يموت النحل من الصقيع الشديد بل من الرطوبة الزائدة. يستطيع نحل العسل خلق بيئة مناسبة في مسكنه , اذا اصبحت الرطوبة عالية جداً داخل الخلية , يسعى النحل الى تخفيفها عبر تهوية الخلية , وعندما يكون الجو حاراً وجافاً فان النحل يرطب مسكنه عبر نقل الماء الى الخلية. هكذا يتصرف النحل في فصل الصيف. أما في فصل الشتاء , عندما يكون النحل في حالة سبات , تنعدم قدرة النحل على فعل ذلك. لذلك على النحّال ان يرمن تهوية الخلايا , عن طريق تبديل الهواء الرطب بهواء جاف من الخارج.
19– ان التهوية الجيدة للخلية , شرط اساسي وضروري لتشتية الخلية مهما كان مكانها.
اثناء تهوية الخلية يجب فتح ابواب الخلايا السفلية والعلوية على مصراعيها. وحتى ذلك قد لا يكون كافياً. يجب ان يمر الهواء عبر فتحة التهوية العلوية الموجودة في الغطاء الداخلي الذي يصنع من مواد مسامية مثل لباد الخشب او القصب او القش. لذلك لا يجب ان تدثر خلية النحل بشكل كامل وذلك من اجل كعل الخلية تتنفس. عند تغليف الخلية بأغطية سميكة تنعدم دورة تهوية الخلية , وبالتالي تزداد نسبة الرطوبة داخل الخلية وهذا يضر النحل. ان الغطاء الداخلي في الخلايا العمودية به فتحة تهوية تساعد في التخلص من الهواء الرطب.
20– يجب عدم استخدام اي نوع من انواع العوازل الحرارية داخل الخلية.
لأنها تمنع خروج الرطوبة من الخلية وتصبح رطبة وهكذا تسبب زيادة برودة الخلية شتاءً ومصدراً اضافياً للرطوبة. ان وضع صندوق فارغ تحت خلية النحل في الخلايا العمودية يؤدي الى منع حدوث الرطوبة داخلها شتاءً. ان الصندوق الفارغ تحت خلية الطائفة يؤمن مخدة هوائية, تساعد في تخليص الخلية من بخار الماء, الذي يتكاثف ويهبط الى الطابق الاول مع الغازات الكربونية الناتجة عن تنفس النحل داخل الخلية شتاءً, هكذا تماماً يبني النحل البري عشه في سوق الاشجار المجوفة. دائماً في اعشاش النحل البري يوجد تحت عش النحل فراغ خالٍ من الاقراص الشمعية, لذلك فان عش النحل البري لا يتعرض للرطوبة ابداً. دائماً تتمتع خلية النحل البري بدارة تهوية دائمة تزوده بالهواء النقي , اضافة لذلك فان الوسادة الهوائية تحت العش تساعد في التخفيف من اثر التذبذب الكبير في تبديل درجات الحرارة. ان الوسادة الهوائية ضرورية جداً للطائفة التي تجتاز فترة الشتاء بصندوق واحد.
21– ان تشتية الطوائف تسير سيرها الطبيعي, عندما لا يعكر صفو السبات الشتوي الطويل للنحل اي مكدِّر.
ان النحل في فصل الشتاء يعيش في حالة الهدوء التام, في مستوى منخفض جداً من النشاط الجسمي والحياتي. نادراً ما يتحرك, يدخرون قوتهم لقدوم الربيع , يقتصدون جداً في صرف الغذاء , ان طائفة النحل تصرف الحد الادنى من العسل ما يجعلها تبقى على قيد الحياة في حالة من الهدوء التام , اي نحو 1 كغ عسل في الشهر لا يوجد اي صرف طاقة عل هضم الطعام. ان العسل غذاء لا يحتاج الى هضم انه يذهب الى الدم فور تناوله.
22– عند قدوم فصل الربيع, تظهر اليرقات في الطائفة, ترتفع درجة الحرارة داخل عنقود النحل, يبدأ النحل في العمل, وينشط الجهاز العضلي للنحلة.
يزداد استهلاك العسل وخبز النحل (غبار الطلع المخلوط مع العسل). في الخلايا البلدية القديمة لا احد يزعج النحل داخلها. ما عدا حالات نادرة عندما تحاول السنانير الدخول اليها , او يحاول ثقبها نقار الخشب او اي حيوان يحاول الحصول على العسل. ان اي تعكير لسبات النحل الشتوي وعند شعوره بالخطر ولو كان لفترة وجيزة , ذلك يتسبب بنتائج ضارة ومؤلمة على طافة النحل , يزداد تبادل المادة بين حشرات النحل ترتفع درجة حرارة العنقود يثار النحل ويصبح اكثر حركية وتحريضاً , الكثير من النحل ينفصل عن العنقود , في درجات الحرارة السالبة تتجمد النحلات التي انتشرت على الاقراص الشمعية او على ارضية الخلية الباردة او جدرانها.
23- من الاسباب المهمة التي تؤثر سلباً في حياة النحل اثناء فترة التشتية: سوء نوعية الغذاء, موت الملكة, الهواء شديد الجفاف او العكس الهواء شديد الرطوبة, ارتفاع درجة الحرارة داخل المبنى الذي وضعت به الخلايا لقضاء فترة الشتاء, ارتفاع درجة الحرارة داخل خلية النحل بسبب صغر حجمها.
ان ما يزعج النحل اثناء فترة التشتية, عدم الاحتراس والحذر اثناء التواجد في مبنى التشتية حيث توضع الخلايا شتاءً, وجود الضوء الساطع, الطرق على الخلايا. احياناً تحاول الفئران الدخول الى خلايا النحل. ان الدفء ورائحة العسل والشمع وغبار الطلع تجذبها. ان مثل تلك الطفيليات من اعداء النحل اذا استوطنت داخل الخلايا مستهلكة العسل, فأنها سوف تسبب اثارة النحل بشكل دائم. عندها سوف تقضي الطائفة فترة تشتية سيئة. بمقدور نحل العسل تحمل برد الشتاء الشديد والطويل, مع احتفاظها بطاقتها وقوتها الى قدوم الربيع. لكن اذا ما حل تعقيد وصعوبات في حياة الطوائف , فان ذلك يؤدي الى عواقب وخيمة على مصدر الطائفة : اجتياز فترة التشتية بنجاح يتعلق بمهارة النحّال وقدرته على خلق شروط مواتية وقريبة من الطبيعة بالنسبة لطوائف النحل.
24– ان طوائف النحل التي تترك لقضاء فترة التشتية في اماكنها الاساسية في المنحل, حتى عند انخفاض الحرارة, يجب ان تكون فتحة الخلية كافية للتهوية.
ان كبر مدخل الخلية ليس له تأثير في درجة الحرارة داخلها. سواء كان صغيراً او كبيراً, فان الحرارة عملياً لا تختلف عن حرارة الخارج. لكن اذا تم تصغير مساحة مدخل الخلية كثيراً قد يؤدي الى انسداده بجثث النحل الميت, مما يؤدي الى فناء الطائفة. اما اذا كان المدخل واسعاً فان هذا الاحتمال ينعدم, اضافة الى ذلك فان المدخل الواسع يساعد في عملية تهوية الخلية, وهكذا لا تتجمع الرطوبة في ارجاء الخلية وزواياها عندما تكون التهوية سيئة. ان الهواء البارد والجاف يدخل الى الخلية من الاسفل ويخرج من فتحة التهوية الموجودة في الغطاء العلوي. ان حركة الهواء في مسكن النحل تكون بطيئة , بسبب وجود الاقراص الشمعية ومخدة العزل الحراري التي توضع في اعلى الخلية.
25- ان عنقود النحل يجب ألا تتم تهويته بتيار هواء قوي . بل بنسمات هوائية ضعيفة.
في الخلايا المتعددة الطبقات يكون ارتفاع مدخل الخلية السفلي 20مم, يزود مدخل الخلية بمانع لدخول الفئران: يصنع من الأسلاك المعدنية قطرها 2مم, افقياً يمرر سلك يقسم ارتفاع المدخل مناصفة, ولكي لا يتم اغلاق مدخل الخلية بالثلج المتساقط توضع واقية خشبية على جدار الخلية الامامي بشكل مائل على امتداد المدخل كذلك تحمي هذه الواقية مدخل الخلية من الرياح. في فصل الشتاء الاوروبي يتساقط الثلج فيغمر خلايا المنحل, وتتكون اكمات ثلجية صغيرة تنتظر تحتها الاف الحشرات جلاء فصل الشتاء. مع دخول فصل الربيع, وبسبب الحرارة المتولدة من النحل تظهر من تلك الاكمات الثلجية اثار تنفس. هذا يؤكد ان الطوائف ما تزال حية. الخلايا غير المغطاة كاملاً بالثلج لا داعي لتغطيتها لأن النحل ليس بحاجة لذلك. وضع النحل يكون جيداً من دون طبقة واقية ثلجية. عندما يكون الصقيع شديداً, يمكن اغلاق فتحة التهوية العلوية بسدادة اسفنجية او قماشية بمقدورها ابطاء التهوية.
26– ان اشعة الشمس التي تسقط على السطح الخارجي للخلية هي مفيدة لطائفة النحل شتاءً كونها تدفئها لا سيما اذا كانت قاتمة اللون.
في الخلايا القديمة التي تتكون من سوق الأشجار تقوم بخزن حرارة الشمس ويؤدي الدور المهم في ذلك لحاء الشجرة قاتم اللون. وتعمل على تأمين نظام الاستقرار الحراري داخل عش الطائفة. ان طوائف النحل التي يتم تشتيتها في الخارج في الهواء الطلق لا تحتاج الى اي عناية خاصة. عندما يأتي فصل الربيع , يذوب الثلج عن مقدمة الخلية , وحتى يخرج النحل بحرية من الخلية يتم ازالة خشبة الحماية. يستطيع النحل الآن استغلال الطقس الدافئ للطيران والحوم.
27– من الممكن ايضاً وضع النحل في فصل الشتاء , في ملجأ بني بشكل خاص لتشتية النحل. مكان التشتية هذا يتم بناؤه وتجهيزه لوضع خلايا النحل داخله اثناء فصل الشتاء.
بعض مربي النحل الذين يملكون مناحل ضخمة, يستخدمون ملاجئ تشتية تحت ارضية او نصف تحت ارضية. أما مربو النحل الهواة , يلجؤون الى وضع طوائف النحل لديهم داخل مبانٍ او في مداخل البنايات السكنية في المناطق الشديدة البرودة شتاءً , وذلك من اجل حماية طوائف النحل من الرياح والصقيع. ان اماكن التشتية المجهزة جيداً تستطيع المحافظة على درجة حرارة ورطوبة مناسبتين. ان درجة الحرارة المناسبة للنحل داخل منشأة التشتية من 0 الى +4 والرطوبة اقل من 80%.
28– ان التهوية الجيدة داخل ملجأ التشتية يجب ان تؤمن تبديل الهواء عشر مرات داخله في اليوم, وذلك بواسطة اجهزة تهوية خاصة.
يتم نقل طوائف النحل الى منشآت التشتية فقط بعد ان يحل برد الشتاء بشكل فعلي. هنا لا يجب التسرع في فعل ذلك. ان الصقيع المبكر او اول نزول الثلج ليس دليلاً على قدوم الشتاء او مؤشراً لنقل طوائف النحل الى ملجأ التشتية. لا داعي للقلق من برودة جدران الخلية لأنها تتعرق وتصبح رطبة. بوجود التهوية الجيدة للملجأ لا خشية من حصول اي رطوبة داخلها بعد الأيام الباردة , غالباً ما يحصل طقس دافئ يناسب حوم النحل المتأخر.
29– ان طوائف النحل الموضوعة في ملجأ تشتية ضيق او داخل قبو خانق هذا يشعر النحل بالحرارة الزائدة, فينزعج ويحدث طنيناً وضوضاء, يخرج اثر ذلك من الخلايا. ان التهوية المضاعفة للملجأ لا تساعد في حل المشكلة.
هناك مقولة ذهبية قيلت منذ القدم وبناء على تجارب عملية: (التأخر في وضع النحل في ملجأ التشتية, تخرجهم بصورة مبكرة في الربيع). قبل نقل الطوائف يجب إغلاق فتحات الخلايا ويجب وضع الخلايا على نقالات خاصة وكذلك تحريكها بكل حذر, وتجنب تعرضها للصدمات والطرقات. توضع الخلايا ضمن ملجأ التشتية بجانب بعضها البعض غالباً بطابقين والفتحات الى الداخل. بعد وضع جميع الخلايا يتم فتح ابواب الخلايا السفلية والعلوية. ويتم وضع حاجز منع دخول الفئران.
30– هناك خطورة كبيرة لدخول الفئران الى الخلايا الموضوعة داخل ملجأ التشتية بنسبة تفوق احتمال دخولها للخلايا التي يتم تشتيتها في العراء.
يجب نشر مصائد الفئران في الارضية وزوايا الملجأ, او يجب وضع الطعم السام للفئران. لمراقبة درجة حرارة الملجأ ومستوى الرطوبة يوضع في وسط الملجأ مقياس حرارة ومقياس رطوبة.
31– يتم الكشف على ملجأ التشتية مرة في الشهر على الأقل, وكذلك عند ارتفاع الحرارة او عند انخفاضها الشديد.
ان الزيارات المتكررة تقلق النحل وتزعجه , بسبب ذلك يتهيج ولا يعود الى هدوئه الا بعد فترة طويلة. أثناء الكشف يجب استخدام مصباح جيد يعطي نوراً احمر اللون. ان الضوء الأبيض يحرض النحل , أثناء الكشف يجب التأكد من تهوية الخلايا والملجأ , اذ ان الطوائف تكون بحاجة ماسة للهواء النقي لا سيما عند ظهور اليرقات , لأن اليرقات النامية بحاجة ماسة للأوكسجين. أثناء تحضير العاملات لغذاء اليرقات تحتاج للماء. انها تؤمنه من الهواء الخارجي ومن رطوبة الجو , لذلك مع قدوم فصل الربيع يجب زيادة التهوية.
32– ان التهوية لا تخفض درجة حرارة الهواء في الملجأ وضمن الخلايا فحسب, بل تزيد من رطوبة الهواء اذا كان جافاً, وكذلك تخفض الرطوبة اذا كانت نسبتها مرتفعة اي ان التهوية تخلق شروطاً مناسبة لتشتية النحل.
تظهر مهارة النحّال اثناء فترة التشتية , لذلك ليس من العبث وصفها بأنها اساس مهنة تربية النحل. مع قدوم الدفء في بداية فصل الربيع يتم اعادة الخلايا الى المنحل , ولو كان الثلج منتشراً في الطبيعة الا ان بعض النباتات والاشجار تبدأ براعمها بالتفتح مثل العرجون والحور والجوز وحشيشة السعال. عندما تبدأ الشمس بنشر اشعتها , فان الحياة تدب في الجوار. تظهر اجيال جديدة من النحل داخل الخلايا , تبدأ الملكة بوضع البيض بشكل متزايد يومياً لأن موسم الجني قد يبدأ.
33– يتم تحديد حالة النحل شتاءً فقط عن طريق بعض المؤشرات الخارجية وعن طريق صوت الطائفة.
اذا تمت تشتية الطوائف في العراء, بإمكانك تحديد حالة النحل بواسطة استخدام انبوب من المطاط بطول واحد متر وسلك معقوف النهاية. اقترب من الخلية وتفحص مداخلها؛ اذا كان مدخلها حراً, هذا يعني ان الهواء يدخل الى الخلية, ادخل احدى طرفي الخرطوم الى داخل الخلية عبر الفتحة, وضع الطرف الاخر على اذنك عندها سوف تسمع صوت النحل. ان الصوت الهادئ والمنتظم يدل على ان حالة الطائفة جيدة. في بداية التشتية تسمع الصوت عن طريق الفتحة السفلية, أما في نهايته فانك تسمعه عبر الفتحة العلوية لأن النحل ينتقل الى الطابق العلوي. اذا كان الصوت غير منتظم هذا يدل على عدم وجود الملكة.
34– لكي تعلم ما هي ردة فعل النحل على درجات الحرارة المنخفضة, يجب سماع صوت الطائفة اثناء الصقيع الشديد او عند ذوبان الثلوج.
حاول اكتشاف اي تغيير في صوت الطائفة. سجل الصوت على شريط تسجيل, لكي تستطيع ان تجري مقارنة في المستقبل. أدخل السلك المعدني ذا النهاية المعقوفة الى داخل الخلية, اسحب بواسطته النحل الميت من الداخل وكذلك بقايا الشمع والأوساخ. عن طريق ذلك يمكن التكهن بحالة طائفة النحل اثناء فترة التشتية. اذا كان عدد النحل الميت قليلاً فهذا يعني ان الامور طبيعية, أما اذا كانت كثيرة, ذلك يعني مؤشراً سيئاً عن وضع الطائفة. اذا كان النحل الميت جافاً, فهذا يعني ان وضع الطائفة جيد, اذا كان لزجاً وعفناً يدل ذلك على وجود رطوبة في عش الطائفة, وهذا مؤشر خطر, ويجب تحسين تهوية الخلية. اذا وجدت بلورات على ارضية الخلية فهذا يدل على ان العسل متبلور هنا , ان التهوية مفيدة عند الدخول الى ملجأ التشتية , يجب التصرف بهدوء وحذر , لآن النحل حساس جداً للهتزاز ولأي حركة.
35– راقب درجة الحرارة داخل ملجأ التشتية, بواسطة ميزان الحرارة المعلق داخله؛ قارنها مع درجة الحرارة المثالية (0-2°) ومع درجة الحرارة في الخارج. وبواسطة مقياس الرطوبة حدد مستوى الرطوبة.
اذا كانت درجة الحرارة والرطوبة داخل ملجأ التشتية أعلى من الحد الطبيعي (0 , +4 , والرطوبة 80%) , عندها يجب زيادة تهوية الملجأ , وسع فتحات دخول وخروج الهواء. تنصت الى صوت النحل داخل الخلية , بعد ذلك وعبر استخدام الخرطوم المطاطي استمع بشكل انتقائي الى أصوات طوائف النحل ولا سيما تلك التي يصدر عنها ضجيج اقوى من الطوائف الاخرى. اذا اكتشفت بعض الطوائف هادئة جداً , بإمكانك ان تحدث نقرات خفيفة بأصبعك على جدار الخلية. يمكنك ان تقيم وضع الخلية عبر رد فعل الطائفة على النقر , اذا كان دوي النحل مسالماً وطبيعياً , ثم يهدأ اثناء لحظات قصيرة , فهذا يدل على ان وضع الطائفة جيد ؛ اما اذا كان رد فعل الطائفة بصوت ضعيف يدل على شراسة وعلى شكل خشخشة فهذا يدل على جوع الطائفة. لذلك يجب الاسراع بإعطاء الطائفة العسل او بإدخال كنادي العسل السكري الى داخل الخلية. دوّن جميع الملاحظات (حرارة , رطوبة ...) وضع الخلية وحالتها في السجل الخاص. ان تلك الملاحظات والمعلومات ستساعدك بالحصول على الاستنتاجات الصحيحة واختيار طرائق التشتية المناسبة.
المصدر:
فلاديمير كروكافير. ترجمة م. منتجب يونس (2009)، موسوعة النحل "حياته – مجتمعة – تربيته".
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|