أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-5-2019
1055
التاريخ: 2024-03-14
717
التاريخ: 23-3-2017
744
التاريخ: 2024-03-13
829
|
زراعة التبغ
تجهيز التربة
إذا كانت الأرض حاكورة صغيرة تحرث بالمرور، وهو نعم العمل، أما في الحقول الواسعة فتحرث بعد فرش السماد بالمحاريث حراثة أولى عميقة في كانون الأول، ثم ثانية متوسطة في شباط، ثم ثالثة سطحية في آذار، ثم رابعة سطحية في نيسان أو قبيل غرس الشتول، وتسلف أو تمشط بين الحرثات مرتين أو ثلاث حتى تنظف وتنعم جيداً، ثم تخطط (تتلم) بأبعاد متساوية إذا كانت بعلية، أو تقسم وتسكب إذا كانت مسقوية، وعلى كل حال لا بد من تنظيف الأرض من الأعشاب الضارة ومن الأحجار التي يكون حجمها فوق البيضة، أما ما كان دون ذلك فلا بأس ببقائه، بل قد يكون الحصى مفيداً وضرورياً، لأنه يحفظ للتربة بعض الرطوبة، ويظلل أصول النباتات من أشعة الشمس بينما يعكس تلك الأشعة على الورق الذي ينتفع بها كما كان تلك الحصى تستدر في الليل ندى منعش له.
مشاتل التبغ
لا تزرع بذور التبغ في حقولها مباشرة، بل تزرع بادئ ذي بدء في مشاتل خاصة (دندانة في بلاد الشام، داية في العراق) حتى إذا ظهرت البادرات ونمت تنقل وتغرس في الأرض المهيأة لها، والمشتلة عبارة عن قطعة أرض صغيرة محروثة حرثاً عميقاً ومسمدة بكمية وافرة من الزبل المختمر تماماً، وقد يكون مقدار الزبل أحياناً كبيراً لا يقل عن نصف كمية التربة السطحية، والتربة التي تخصص للمشتلة يجب أن تكون:
1- خفيفة مفككة الذرات يتخللها الماء بسهولة، فلو كانت ثقيلة صلبة يتعذر نقل الشتول في الوقت اللازم وتتقصف الجذور أو الأشعار الجذرية رغم كثرة سقيها على ان هذه الصلابة يمكن إصلاحها بإضافة الزبل ودمجه بها.
2- قريبة من السكن والماء، ومحفوظة من الرياح الشديدة، ومكشوفة معرضة طول النهار إلى أشعة الشمس.
3- أن تحرث بالمرور إن أمكن مرة أو مرتين وإلا فبالمحاريث 3-4 مرات تباعاً وتنظف من الأحجار والحصى والأعشاب، وتنعم ذراتها ويمهد سطحها جيداً.
فإذا وجدت هذه الشروط تقسم الأرض إلى قطع متعددة تدعى (مساكب) ويكون عرض المسكبة 1–30،1 متراً ولا داعي لتزييد العرض أكثر لئلا يصعب العمل أثناء إبادة الأعشاب، أما الطول فكما شئت، والأولى ألا يزيد على خمسة أمتار ليسهل مرور العمال وتصرفهم في أعمال النكش والسقي وغيرها، ويجعل بين المسكبة والأخرى فسحة 40-50 سم، ولا بد من جعل تقاطيع الأرض حسنة الهندسة متساوية الخطوط مضبوطة بالخيط المربوط بوتدين على طرفي المسكبة.
هذا وفرق مساكب التبغ عن مساكب الخضروات أنها مرتفعة عن الأرض التي يتجاوز بنحو 25-30سم، لأنها تسقى باليد رشاً لا غمراً، ولأنه يجب ألا يتأخر جفافها النوعي بعد المطر الشديد والسقي الوفير، لأن المشاتل تحتاج إلى سقي متوافر، لكن قبل تكرار سقيها يجب أن تكون قاربت الجفاف، إذ إن الرطوبة الزائدة والمتواصلة تنتج شتولا هزيلة قصيرة، وتنظم أطراف المساكب بالمجاريف، وتمهد سطوحها بالأمشاط اليدوية وتنعم تربتها، فإذا تم ذلك تسمد سطوحها بسماد مغربل من بعر الغنم أو الماعز على سمك نحو 2.5-3 سم ثم يعزق وجه التربة عزقاً حسناً بالمناكيش ريثما يمتزج السماد بالتراب ليكون سطح المساكب مختلطاً سوياً متجانساً على عمق نحو ستة سنتيمترات، وبعد ذلك تحفر على دائرة الأرض كلها نادق دون الفسحة التي حول المساكب ويكون عمقها 10-12 سم في عرض 50 سم تقريباً، والغاية منها أن تكون مصارف تسيل فيها مياه الأمطار عند هطولها بشدة وتنحدر إليها مياه السقي الزائدة عن حاجة المساكب، ولا بد لهذه الخنادق من منفذ جامع لتصرف منه عند الحاجة.
فإذا تم تجهيز المساكب على هذا المنوال أصبحت قابلة لزرع البذور على أن يكون سطحها جافاً جفافاً تاماً.
أوصاف بذور التبغ وموعد زرعها
إن بذور التبغ تشبه بذور دور الحرير كل الشبه، لولا أنها لا تفرخ مثلها من تلقاء نفسها، وهي اذا حفظت في مكان مهوى يمكن ان تستقيم سنة دون ان يعتريها فساد، وإلا ظهر فيها سوس صغير كالقمل يمتص ماءها ويهلكها، لذلك يجب أن تخلط بذور التبغ في مكان مناسب، لا يكون غرفة دافئة ولا مكاناً بارداً في خارجها، يوضع هذا البذر في كيس صغير ويعلق في طرف مرتفع من الجدار، لأن الدفء يفسد البذور ويمحو قوتها الحيوية، والزراع الذين يجهلون هذا الأمر ولا يراعونه يزرعون بذورهم دون أن يتحققوا سالمها من فاسدها، ثم يقعدون أياماً وأسابيع في انتظار إنباتها، وحينما يرون خيبة آمالهم يتوسلون إلى غيرهم لشراء بذور جديدة أو شتول سليمة فلا يجدون، وإن وجدوا فبمقدار أو بأثمان عالية، وبعد إضاعة الوقت.
أما موعد زرع البذور فهو في السهول الساحلية خلال كانون الثاني، وفي الجبال المرتفعة في شباط وآذار.
كمية البذر
هي غرام واحد أو سنتيمترين مكعبين (ملاء كشتبان خياطة) لكل متر مربع، ينتج منها ألف شتلة، لأن بذور التبغ خفيفة في كل سنتيمتر مكعب منها نحو 8000 بذرة، ولهذا يحسبون أن مسكبة ذرعها 1،5 * 3 = 4،5 أمتار مربعة تكفي لإنتاج شتول كثيفاً (عبياً) أو فرقاً (دليلاً) ولا بد أن تكون البذور جديدة (بنت عامها) لئلا يكون قد أصابها ما يوجب فسادها كما قدمنا، وأن تكون ثقيلة الوزن، لأنها سالمة صحيحة مستعدة للإنبات أكثر.
كيفية زرع البذور
حينما يقترب ميعاد الزرع يهيئون قرب المساكب المجهزة زابل الغنم أو الماعز المتخمر، وإن لم يوجد يهيئون روث البقر الجيد وهذا السماد يجب أن يكون مدقوقاً ناعماً كالتراب المنخول، وبعد هذه التهيئة يشرعون بنثر البذور في وقت الصحو لا تهب فيه الرياح، والبذور لا تلقى في المسكبة تواً، لأنه بحكم صغرها يتعذر توزيعها بالعدل، بل تخلط كما هو مألوف بدقائق ناعمة مثل الرماد أو الرمل، ويفضل الرماد أولاً: لسهولة استحضاره، ثانياً: لأنه نوع من السماد من حيث تركيبه وغناه بالبوتاس، لا سيما وهو سنجابي اللون، فالبذور إذا ألقيت ممزوجة معه على ظهر المساكب المسمدة تيسرت معرفة توزعها، وسهل تساوي كمياتها على سطحها.
وطريقة خلط البذور بالرماد هي: أن تؤخذ مثلاً خمسة غرامات من البذور وألف غرام من الرماد الجاف المنخول، ويوضع الرماد في صينية مستديرة ثم تسكب البذور شيئاً فشيئاً فوق الرماد وتمزج باليد مزجاً متواصلاً حتى يتحقق كون البذور اختلطت بالرماد تماماً، فإذا تم ذلك ينثر هذا الخليط نثراً سريعاً منتظماً كل الانتظام، ولأجل ضمان هذا الانتظام يسير البذر على مرحلتين:
فيسير أولاً: في إحدى جبهتي المسكبة -لا سيما إذا كانت طويلة- وعلى طولها وينثر إلى ما وراء مركزها أو خطها المتوسط ويواصل عمله في تلك الجهة حتى يبلغ منتهى المسكبة، ثم يصنع كذلك في الجهة المقابلة الموازية، وعلى هذا المنوال ينال منتصف المسكبة حصته من البذور إذا لم يبلغه من كل جهة غير قسم منها وتصبح الطبقة المزروعة متجانسة، والبذور منثورة على سطح المسكبة على سواء.
والذين لا يحسنون نثر البذور بيدهم أو يحتاجون إلى زرع مساكب قليلة الاتساع ينثرون البذور المختلطة بالرماد بواسطة منخل، فتنحل فوق المساكب بهدوء على أن يخلط الزارع بيده ما بقي من المنخل لئلا تطفو البذور بحركة المنخل فوق الرماد وهو أثقل منها نوعاً، وهذه الطريقة أضبط من غيرها.
فإذا تم ذلك يأخذ الزراع مكنسة يحركها برشاقة أخذاً ورداً على سطح المسكبة، والغاية من ذلك أن تنتفش ذرات التراب وتختلط البذور بها، وبعدها تكبس المساكب كبساً خفيفاً أجل الضغط على البذور وإلصاقها بذرات التراب لكي يسرع نبتها وتتحمل فعل الجليد ، ولا يدفعها ويجرفها الماء إذا رش فوقها.
وهذا الضغط يأتيه الزارع دوساً بحذائه الخالي من الكعب، وبرجله العارية أو يعمد إلى (طباشة) وهو لوح خشب سمكه 5 وعرضه 20 سم وطوله 55 سم وله مقبض طوله متر واحد مثبت في وسط اللوح فيجره على سطح المسكبة ذهاباً وإياباً بهدوء دون أن يرفع اللوح عنها أكثر من 3-5 سم، ويكون هذا الكبس على مثال الزرع الذي ذكرناه أي: يبدأ به من إحدى الجهتين إلى طرفها ثم من الجهة الموازية كذلك.
وإذا تم ضغط المساكب يذرون فوقها طبقة من زبل الغنم أو الماعز العتيق المختمر المدقوق الناعم المنخول الذي تحدثنا عن وجوب تهيئه قبل زرع البذور، ويفرش هذا بثخانة 1-2 سم فرشاً منتظماً إما باليد أو بالمشط اليدوي المستعمل في بساتين الخضروات.
المراقد
في بلاد أوربا الشمالية وفي مناطقنا الجبلية التي يقرس البرد فيها أيام زرع بذور التبغ يحسن استعمال مراقد تشبه تلك المستعملة في بساتين البلاد الأوربية لزرع الخضروات الباكورية، لأن بادرات التبغ تكون فيها في أمان من الظواهر الجوية الضارة، إذ تجد دفئاً متساوياً ومستمراً وغذاء وفيراً أي: تجد أحسن الشروط لنموها السريع.
والمرقد : عبارة عن صندوق خشبي لا قعر له بل أربع جدران فقط ويكون عرض الصندوق 120 سم، أما طوله فبقدر وسعة مكان الزرع ويكون علو الجدار الخلفي 90 سم، وعلو الجدار الأمامي 60 سم، أما الجدارين الجانبيين فيكونا مائلين لكي تستند عليهما الإطارات (البراويز) استناداً تاماً، وهذه الإطارات تكون عادة من الخشب وتستر بورق يجعل شبه شفاف بواسطة عدة طبقات من الزيت، أو أنها تستر بألواح من الزجاج كما في الشبابيك، وطول كل إطار يتناسب مع عرض المرقد المزروع أي : نحو 120 سم.
وفي قعر الصندوق الخشبي يوضع في ارتفاع 10 سم أغصان شائكة لأجل أن تحول دون سير الخلد، ثم يوضع فوقها طبقة سمكها 20 سم من الزبل الطري يضغط عليه ضغطاً جيداً، فهذا الزبل يبعث بحكم الاختمار حرارة تساعد البوادر على النمو إلى حد ما، ثم يوضع فوق الزبل المذكور طبقة سمكها 15-20 سم من التراب المغربل الجيد – وأحسنه التراب الطيني الكلسي - يعد خلطة بمثله من بعر الغنم المختمر.
هذا، والمراقد توضع وهي متجهة نحو الجنوب، وإذا كان المحل ذا رياح يمكن وضع دريئات تدفع أضرارها، وسطح المراقد يجب أن يملس بضغط خفيف ويمهد ليكون على استواء تام ثم يسقى قبل الزرع، إن هذه المراقد تساعد على توليد الشتول قبل مواعيدها وتنفع في كسب الوقت، أما زرعها وكمية البذور التي توضع فيها فكما قدمنا ذكره في بحث المساكب.
هذا ما يعمل أو يجب أن يعمل في المناطق الباردة والجبلية، أما في السهول والسواحل والأودية الدافئة تعد المراقد للتبغ من النوافل وزيادة في الكلف.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|