أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-11-2016
715
التاريخ: 8-2-2017
1791
التاريخ: 8-2-2017
632
التاريخ: 8-2-2017
867
|
[جواب الشبهة] :
...استدلوا..على الموالد والذكريات للأولياء، بأنها نوع من العبادة لهم وتعظيمهم.
ونقول: إن ابن تيمية قد خلط بين العبادة والتعظيم وصار يكفر الناس استنادا الى ذلك، ونحن نعرض الفرق بينهما ليتضح زيف هذا الكلام.. فنقول:
قال السيد الامين رحمه الله تعالى:
" العبادة بمعناها اللغوي، الذي هو مطلق الذل والخضوع والانقياد، ليست شركاً ولا كفراً قطعاً، وإلا لزم كفر الناس جميعا من لدن آدم إلى يومنا هذا، لأن العبادة بمعنى الطاعة والخضوع لا يخلو منها أحد، فليزم كفر المملوك، والزوجة، والولد، والخادم، والأجير، والرعية، والجنود، بإطاعتهم وخضوعهم للمولى، والزوج، والأب، والمخدوم، والمستأجر، والملك، والأمراء، وجميع الخلق لإطاعتهم بعضهم بعضا. بل كفر الأنبياء، لإطاعتهم آباءهم، وخضوعهم لهم، وقد أوجب الله إطاعة أوامر الابوين، وخفض جناح الذل لهما، وقال لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 215] (وأمر بتعزير النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتوقيره) وأمر بإطاعة الزوجة لزوجها... وأوجب طاعة العبيد لمواليهم، وسماهم عبيداً.
وأطلق على العاصي أنه عبد الشيطان، وعبد الهوى، وأن الإنسان عبد الشهوات، إلى غير ذلك مما لا مجال له، ولا ريب في أن هذه الأمور التي هي طاعة وخضوع، وكذلك ما أشير إليه من تسمية ما ذكر عبادة، لا يوجب الكفر والارتداد، وإلا لم يسلم منه أحد، والضرورة قاضية بخلافه، والسجود هو منتهى التذلل والخضوع فقد يكون حراما إذا كان على نحو العبادة للشخص وقد لا يكون كذلك مثل أمر الله الملائكة بالسجود لآدم، وسجود بعقوب وزوجته وبنيه ليوسف، كما أخبر عن ذلك القرآن الكريم، فدل ذلك على ان السجود ليس موجبا للفكر والشرك مطلقا ليكون نظير اتخاذ شريك للباري، وإلا لم يأمر الله به ملائكته، ولا حكاه عن أنبيائه وغيرهم. وعلم من ذلك ايضا: أن مطلق الخضوع والتعظيم، حتى السجود لغير الله، ليس في نفسه شركا وكفرا، حتى ولو أطلق عليه اسم «العبادة» لغة.. اذ ليس كل ما يطلق عليه اسم «العبادة» يوجب الكفر والشرك... إلا إذا دل دليل على تحرمه، مثل السجود، الذي اتفقت كلمة المسلمين على تحريم ما كان منه لغير الله سبحانه.
ونسوق هنا مثالا آخر، وهون أنه قد أطلق لفظ «العبادة» على الدعاء، قال تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي } [غافر: 60] . وعنه (صلى الله عليه واله): «الدعاء مخ العبادة».
والمراد بالدعاء، ليس مطلق أن ينادي الإنسان شخصا ما، وإلا لكان كل من نادى أحدا فقد عبده. بل المراد: سؤال الله تعالى الحاجة، مع الخضوع والتذلل، واعتباره الفاعل المختار، والمالك الحقيقي لأمور الدنيا والآخرة.
وأما ما ورد: «من أصغى الى ناطق فقد عبده، فان كان ينطلق عن الله، فقد عبد الله، وإن كان ينطق عن غير الله، فقد عبد غير الله، فهو من باب التنزيل والادعاء، ليس إلا..
والخلاصة: ان ما يترتب عليه الكفر، أو الشرك ليس هو التعظيم، ومطلق التعظيم ليس عبادة...
وإنما الذي يترتب عليه الكفر والشرك هو الخضوع والانقياد الخاص، والذي صرح الشارع بالنهي عنه، أو كان معه اعتقاد: ان غير الله هو المالك المختار، الذي بيده مقاليد كل شيء أولا وبالذات.
وعليه فكل ما لم يكن كذلك من مصاديق التعظيم لم يكن عبادة، فضلا عن ان يكون عبادة محرمة، بل قد يكون تعظيما مباحا مثلا: الإنحناء ، ورفع الجندي يده لقائده، ورفع القبعة عند الإفرنج، وحتى السجود أحيانا، وقد يكون تعظيما مطلوبا مثل تعظيم الحجر الأسود بتقبيله، وكذا تعظيم الكعبة، وتعظيم النبي والإمام، والوالدين، والعلماء وغير ذلك..(1)
وتعظيم النبي (صلى الله عليه واله) مطلوب ومحبوب لله سبحانه..، وقد يكون المسلمون يعظمون النبي (صلى الله عليه واله) غاية التعظيم، حتى أنهم كانوا لا يحدون النظر إليه تعظيما له.. (2)
وكتاب التبرك «تبرك الصحابة والتابعين بآثار الأنبياء والصالحين» للعالم العلامة الشيخ علي الاحمدي حفظه الله لخير شاهد وأوفى دليل على شدة تعظيم الصحابة له صلى الله عليه وآله وسلم.. وكذلك على تعظيم العلماء والصلحاء.
ولسنا بحاجة إلى إثبات لزوم تعظيم الني (صلى الله عليه واله)، ويكفي أن نشير هنا إلى قوله تعالى: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا } [النور: 63] .
وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ} [الحجرات: 2] .
بل.. إذا كان يجب احترام كل مؤمن وتعظيمه، انطلاقا مما ورد في الحديث من ان المؤمن أعظم حرمة من الكعبة. (3)
ولزوم تعظيم الكعبة وتكريمها أظهر من الشمس، وأبين من الأمس... فكيف يكون الحال بالنسبة لسيد الخلق أجمعين وأفضل كل ولد آدم على الاطلاق من الأولين والآخرين، فهل يكون تعظيمه وتوقيره واحترامه عبادة له، وحراما شرعا ؟ ! معاذ الله.. «كبرت كلمة تخرج من أفواههم».
والضحى، والليل إذا سجى :
وبالنسبة لتعظيم خصوص ليلة مولده (صلى الله عليه واله) وليلة المعراج، نوردها هنا نصا يشير إلى هذا التعظيم من قبل الله سبحانه، فقد قال الحلبي وغيره.
«... وقد أقسم الله بليلة مولده في قوله تعالى: (والضحى، والليل)، وقيل المراد ليلة الإسراء، ولا مانع أن يكون الإقسام وقع بهما، أي استعمل الليل فهما». (4)
وفي بعض المصادر: أن المراد بالضحى هو الساعة التي خر فيها السحرة سجدا، وبالليل ليلة المعراج.
وعن الصادق عليه السلام، وقتادة، ومقاتل: أن المراد بالضحى، الضحى الذي كلم الله فيه موسى، وبالليل ليلة المعراج. (5)
____________
1 ـ كشف الارتياب / ص 103 ـ 106 بتصرف، وتلخيص.
2 ـ البحار / ج 1 / ص 32 / عن الشفاء لعياض.
3 ـ الجامع الصحيح للترمذي / ج 4 / ص 378، وسنن ابن ماجة / ج 2 / ص 297، وراجع المصنف لعبد الرزاق / ج 5 / ص 139، وكشف الارتياب / ص 446 / 477.
4 ـ راجع: السيرة الحلبية / ج 1 / ص 58، والسيرة النبوية لدحلان / ج 1 / ص 21، وقد نبهني إلى وجود هذا النص في السيرة الحلبية أحد الفضلاء من الاخوة، فنشكره على ذلك.
5 ـ فتح القدير / ج 5 / ص 457، وراجع المصادر التالية: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي / ج 2 / ص 91، والتفسير الكبير للرازي / ج 31 / ص 208، وراجع ص 109، وغرائب القرآن، للنيسابوري، بهامش الطبري / ج 30 / ص 107، والكشاف للزمخشري / ج 4 / ص 765، ومدارك التنزيل للنسقي، بهامش تفسير الخازن / ج 4 / ص 385.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|