المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



كلمات بعض المخالفين لبيعة أبي بكر  
  
708   11:36 صباحاً   التاريخ: 23-1-2017
المؤلف : ميرزا أحمد الآشتياني
الكتاب أو المصدر : لوامع الحقائق في أصول العقائد
الجزء والصفحة : ج2[ص : 22]
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم /

1- منهم أبو قحافة قال الطبرسي في الاحتجاج وروي أن أبا قحافة كان بالطائف لما قبض رسول الله (صلى الله عليه واله) وبويع لأبي بكر فكتب ابنه إليه كتابا عنوانه: من خليفة رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى أبي قحافة أما بعد فإن الناس قد تراضوا بي، فإني اليوم خليفة الله، فلو قدمت علينا كان أقر لعينك، قال: فلما قرأ أبو قحافة الكتاب قال للرسول: ما منعكم من علي (عليه السلام) قال: هو حدث السن وقد أكثر القتل في قريش وغيرها وأبو بكر أسن منه. قال أبو قحافة: إن كان الأمر في ذلك بالسن فإنا أحق من أبي بكر لقد ظلموا عليا حقه وقد بايع له النبي (صلى الله عليه واله) وأمرنا ببيعته. ثم كتب إليه من أبي قحافة إلى ابنه أبي بكر. أما بعد فقد أتاني كتابك فوجدته كتاب أحمق ينقض بعضه بعضا، مرة تقول خليفة رسول الله (صلى الله عليه واله) ومرة تقول خليفة الله ومرة تقول تراضى بي الناس، وهو أمر ملتبس فلا تدخلن في أمر يصعب عليك الخروج منه غدا ويكون عقباك منه إلى النار والندامة وملامة النفس اللوامة لدى الحساب بيوم القيامة، فإن للأمور مداخل ومخارج وأنت تعرف من هو أولى بها منك، فراقب الله كأنك تراه ولا تدعن صاحبها، فإن تركها اليوم أخف عليك وأسلم لك.

2- وفي الاحتجاج أيضا وروي عن الباقر (عليه السلام) أن عمر بن الخطاب قال لأبي بكر: اكتب إلى أسامة بن زيد يقدم عليك، فإن في قدومه قطع الشنيعة عنا فكتب أبو بكر إليه: من أبو بكر خليفة رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى أسامة بن زيد. - أما بعد فانظر إذا أتاك كتابي فأقبل إلي أنت ومن معك، فإن المسلمين قد اجتمعوا علي وولوني أمرهم فلا تتخلفن فتعصي ويأتيك مني ما تكره والسلام. قال: فكتب أسامة إليه جواب كتابه: من أسامة بن زيد عامل رسول الله (صلى الله عليه واله) على غزوة الشام. أما بعد فقد أتاني منك كتاب ينقض أوله آخره، ذكرت في أوله أنك خليفة رسول الله، وذكرت في آخره أن المسلمين قد اجتمعوا عليك فولوك أمرهم ورضوك، فاعلم أني ومن معي من جماعة المسلمين والمهاجرين فلا والله ما رضيناك ولا وليناك أمرنا، وانظر أن تدفع الحق إلى أهله وتخليهم وإياه فإنهم أحق به منك، فقد علمت ما كان من قول رسول الله (صلى الله عليه واله) في على يوم الغدير، فما طال العهد فتنسى، انظر مركزك ولا تخالف فتعصي الله ورسوله وتعصي من استخلفه رسول الله (صلى الله عليه واله) عليك وعلى صاحبك ولم يعزلني حتى قبض رسول الله (صلى الله عليه واله) وأنك وصاحبك رجعتما وعصيتما فأقمتما في المدينة بغير إذن.

3- من المخالفين لبيعة أبي بكر خالد بن سعيد بن العاص، حيث قام في مسجد النبي (صلى الله عليه واله) والمسجد غاص بأهله من المهاجرين والأنصار وأبو بكر جالس فوق المنبر وقال: اتق الله يا أبا بكر، فقد علمت أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال: ونحن محتو شوه يوم بني قريظة حين فتح الله له باب النصر وقد قتل علي بن أبي طالب (عليه السلام) يومئذ عدة من صناديد رجالهم وأولي البأس والنجدة منهم، يا معاشر - المهاجرين والأنصار إني موصيكم بوصية فاحفظوها وموعدكم أمرا فاحفظوه، ألا إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أميركم بعدي وخليفتي فيكم بذلك أوصاني ربي، ألا وإنكم إن لم تحفظوا فيه وصيتي وتوازروه وتنصرونه اختلفتم في أحكامكم واضطرب عليكم أمر دينكم وولاكم أشراركم، ألا وإن أهل بيتي هم الوارثون لأمري والعالمون لأمر أمتي من بعدي، اللهم من أطاعهم من بيتي وحفظ فيهم وصيتي فاحشرهم في زمرتي واجعل لهم نصيبا من مرافقتي يدركون به نور - الآخرة، اللهم ومن أساء خلافتي في أهل بيتي فاحرمه الجنة التي عرضها كعرض السماء والأرض. فقال له عمر بن الخطاب: اسكت يا خالد فلست من أهل المشورة ولا ممن يقتدى برأيه. فقال له خالد: بل اسكت أنت يا بن الخطاب، فإنك تنطق على لسان غيرك وأيم الله لقد علمت قريش أنك من ألأمها حسبا وأدناها منصبا وأخسها قدرا وأخملها ذكرا وأقلهم عناء عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنك لجبان في الحروب بخيل بالمال، لئيم العنصر، ما لك في قريش من فخر ولا في الحروب من ذكر وأنك في هذا الأمر بمنزلة الشيطان{ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ } [الحشر: 16-17] فأبلس عمر وجلس خالد بن سعيد (1).

4- ومن المخالفين سلمان الفارسي، ثم قال سلمان الفارسي وقال: (كرديد ونكرديد) أى فعلتم ولم تفعلوا، وقد كان امتنع من البيعة قبل ذلك حتى وجئ عنقه، فقال: يا أبا بكر إلى من تسند أمرك إذا نزل بك ما لا تعرفه، وإلى من تفزع إذا سئلت عما لا تعلمه وما عذرك في تقدمك على من هو أعلم منك وأقرب إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) وأعلم بتأويل كتاب الله عز وجل وسنة نبيه ومن قدمه النبي في حياته وأوصاكم به عند وفاته، فنبذتم قوله وتناسيتم وصيته وأخلفتم الوعد ونقضتم العهد وحللتم العقد الذي كان عقده عليكم من النفوذ تحت راية أسامة بن زيد حذرا من مثل ما أتيتموه وتنبيها للأمة على عظيم ما اجترحتموه من مخالفة أمره، فعن قليل يصفوا لك الأمر وقد أثقلك الوزر ونقلت إلى قبرك وحملت معك ما كسبت يداك، فلو راجعت الحق من قريب وتلافيت نفسك وتبت إلى الله من عظيم ما اجترمت، كان ذلك أقرب إلى نجاتك يوم تفرد في حفرتك ويسلمك ذوو نصرتك، فقد سمعت كما سمعنا ورأيت كما رأينا فلم يردعك ذلك عما أنت متشبث به من هذا الأمر الذي لا عذر لك في تقلده ولا حظ للدين ولا المسلمين في قيامك به، فالله الله في نفسك فقد أعذر من أنذر ولا تكن كمن أدبر واستكبر.

5- ومنهم أبو ذر الغفاري، ثم قام أبو ذر الغفاري فقال: يا معشر قريش أصبتم قباحة وتركتم قرابة، والله ليرتدن جماعة من - العرب ولتشكن في هذا الدين، ولو جعلتم الأمر في أهل بيت نبيكم ما اختلف عليكم سيفان، والله لقد صارت لمن غلب، ولتطمحن إليها عين من ليس من أهلها، وليسفكن في طلبها دماء كثيرة، - فكان كما قال أبو ذر - ثم قال: لقد علمتم وعلم خياركم أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال: الأمر بعدي لعلي، ثم لابني الحسن والحسين ثم للطاهرين من ذريتي فأطرحتم قول نبيكم وتناسيتم ما عهد به إليكم فأطعتم الدنيا الفانية ونسيتم الآخرة الباقية، التي لا يهرم شابها ولا يزول نعيمها ولا يحزن أهلها، ولا يموت سكانها بالحقير التافه الفاني الزائل، فكذلك - الأمم من قبلكم كفرت بعد أنبيائها ونكصت على أعقابها، وغيرت وبدلت واختلفت فساويتموهم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة وعما قليل تذوقون وبال أمركم وتجزون بما قدمت أيديكم، وما الله بظلام للعبيد.

6- ومنهم مقداد بن الأسود - ثم قام المقداد بن الأسود فقال: يا أبا بكر ارجع عن ظلمك وتب إلى ربك والزم بيتك وابك على خطيئتك، وسلم الأمر لصاحبه الذي هو أولى به منك: فقد علمت ما عقده رسول الله (صلى الله عليه واله) في عنقك من بيعته، وألزمك من النفوذ تحت راية أسامة بن زيد وهو مولاه، ونبه على بطلان وجوب هذا الأمر لك ولمن عضدك عليه بضمه لكما إلى علم النفاق ومعدن الشنان والشقاق عمرو بن العاص الذي أنزل الله فيه على نبيه (صلى الله عليه واله) إن شانئك هو الأبتر فلا اختلاف بين أهل العلم أنها نزلت في عمرو، وهو كان أميرا عليكما وعلى سائر المنافقين في الوقت الذي أنفذه رسول الله (صلى الله عليه واله) في غزاة ذات السلاسل، وأن عمروا قلد كما حرس عسكره فأين الحرس إلى الخلافة، اتق الله وبادر بالاستقالة قبل فوتها فإن ذلك أسلم لك في حياتك وبعد وفاتك، ولا تركن إلى دنياك ولا تغرنك قريش وغيرها: فعن قليل تضمحل عنك دنياك ثم تصير إلى ربك فيجزيك بعملك وقد علمت وتيقنت أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) هو صاحب الأمر بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) فسلمه إليه بما جعله الله له فإنه أتم لسترك وأخف لوزرك، فقد والله نصحت لك إن قبلت نصحي وإلى الله ترجع الأمور.

7- ومنهم بريدة الأسلمي - ثم قام بريدة الأسلمي فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون ما ذا لقى الحق من الباطل، يا أبا بكر أنسيت أم تناسيت وخدعت أم خدعتك نفسك أم سولت لك الأباطيل، أو لم تذكر ما أمرنا به رسول الله (صلى الله عليه واله) من تسمية على بإمرة المؤمنين والنبي بين أظهرنا وقوله له في عدة أوقات هذا على أمير المؤمنين وقاتل الناكثين اتق الله وتدارك نفسك قبل أن لا تدركها وأنقذها مما يهلكها واردد الأمر إلى من هو أحق به منك، ولا تتماد في اغتصابه، وراجع وأنت تستطيع أن تراجع، فقد محضتك النصح ودللتك على طريق النجاة، فلا تكونن ظهيرا للمجرمين .

8- ومنهم عمار بن ياسر - ثم قام عمار بن ياسر فقال: يا معاشر قريش ويا معاشر المسلمين إن كنتم علمتم وإلا فاعلموا أن أهل بيت نبيكم أولى به وأحق بإرثه وأقوم بأمور الدين وآمن على - المؤمنين وأحفظ لملته وأنصح لأمته، فمروا صاحبكم فليرد الحق إلى أهله قبل أن يضطرب حبلكم ويضعف أمركم ويظهر شتاتكم وتعظم الفتنة بكم وتختلفون فيما بينكم ويطمع فيكم عدوكم، فقد علمتم أن بني هاشم أولى بهذا الأمر منكم وعلى (أقرب منكم إلى نبيكم وهو) من بينهم وليكم بعهد الله ورسوله (صلى الله عليه واله) وفرق ظاهر قد عرفتموه في حال بعد حال عند سد النبي (صلى الله عليه واله) أبواكم التي كانت إلى المسجد كلها غير بابه، وإيثاره بكريمته فاطمة دون سائر من خطبها إليه منكم، وقوله (صلى الله عليه واله) أنا مدينة العلم وعلى بابها فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها وإنكم جميعا مضطرون فيما أشكل عليكم من أمور دينكم إليه وهو مستغن عن كل أحد منكم إلى ماله من السوابق التي ليست لأفضلكم عند نفسه، فما بالكم تحيدون عنه وتبتزون عليا حقه وتؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة بئس للظالمين بدلا، أعطوه ما جعله الله له ولا تتولوا عنه مدبرين، ولا ترتدوا على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين.

9- ومنهم أبي بن كعب - ثم قام أبي بن كعب فقال يا أبا بكر لا تجحد حقا جعله الله لغيرك ولا تكن أول من عصى رسول الله (صلى الله عليه واله) في وصيه وصفيه وصدف عن أمره، اردد الحق إلى أهله تسلم ولا تتماد في غيك فتندم، وبادر الإنابة يخف وزرك ولا تخصص بهذا الأمر الذي لم يجعله الله لك نفسك فتلقى وبال عملك فعن قليل تفارق ما أنت فيه وتصير إلى ربك، فيسألك عما جنيت، وما ربك بظلام للعبيد.

10- ومنهم خزيمة بن ثابت، ذو الشهادتين. ثم قام خزيمة بن ثابت فقال: أيها الناس ألستم تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قبل شهادتي وحدي ولم يرد معي غيري؟ قالوا بلى، قال فاشهد أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول: أهل بيتي يفرقون بين الحق والباطل وهم الأئمة الذين يقتدى بهم وقد قلت ما علمت وما على الرسول إلا البلاغ المبين.

11- ومنهم أبو الهشيم بن التيهان. ثم قام أبو الهشيم بن التيهان فقال: وأنا أشهد على نبينا (صلى الله عليه واله) أنه أقام عليا - يعني في يوم غدير - فقالت الأنصار: ما أقامه للخلافة وقال بعضهم: ما أقامه إلا ليعلم الناس أنه مولى من كان رسول الله (صلى الله عليه واله) مولاه وكثر الخوض في ذلك، فبعثنا رجالا منا إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فسألوه عن ذلك فقال: قولوا لهم علي ولي المؤمنين بعدي وأنصح الناس لأمتي وقد شهدت بما حضرني فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، إن يوم الفصل كان ميقاتا.

12- ومنهم سهل بن حنيف الأنصاري. ثم قام سهل بن حنيف، فحمد الله وأثني عليه وصلى على نبيه محمد وآله ثم قال: يا معاشر قريش اشهدوا على أني أشهد على رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد رايته في هذا المكان - يعني الروضة - وقد أخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو يقول: أيها الناس هذا على إمامكم من بعدي ووصيي في حياتي وبعد وفاتي وقاضي ديني ومنجز وعدي وأول من يصافحني على حوضي، فطوبى لمن اتبعه ونصره والويل لمن تخلف عنه وخذله.

13- ومنهم عثمان بن حنيف الأنصاري. ثم قام معه أخوه عثمان بن حنيف وقال: سمعنا رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول: أهل بيتي نجوم الأرض فلا تتقدموهم وقدموهم فهم - الولاة من بعدي، فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه واله) وسلم وأي أهل بيتك؟ فقال: علي (عليه السلام) والطاهرون من ولده وقد بين صلى الله عليه وآله، فلا تكن يا أبا بكر أول كافر به، ولا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون.

14- ومنهم أبو أيوب الأنصاري. ثم قام أبو أيوب الأنصاري فقال: اتقوا الله عباد الله في أهل بيت نبيكم، وارددوا إليهم حقهم الذي جعله الله لهم، فقد سمعتم مثل ما سمع إخواننا في مقام بعد مقام لنبينا (صلى الله عليه واله) ومجلس بعد مجلس يقول: أهل بيتي أئمتكم بعدي ويومئ إلى علي ويقول: هذا أمير البررة وقاتل الكفرة مخذول من خذله منصور من نصره فتوبوا إلى الله من ظلمكم إياه إن الله تواب رحيم، ولا تتولوا عنه مدبرين ولا تتولوا عنه معرضين.

قد اكتفينا بذكر نبذ يسير من كلمات جملة من المخالفين لبيعة أبي بكر، حذرا من التطويل ورعاية للاختصار وإلا فقد ثبت في كتب التواريخ من العامة والخاصة أن أمة محمد (صلى الله عليه واله) كافة كانوا في بدو الأمر مخالفين لبيعة أبي بكر، خصوصا الرؤساء مثل سعد بن عبادة ومالك بن نويرة الذين قتلا لشدة مخالفتهما وأكابر الصحابة الذين تقدم ذكر بعضهم، حتى مثل العباس وابنه عبد الله وحتى مثل أبي سفيان ونظائره من المنافقين كلهم كانوا مخالفين لبيعته، ثم بعد جلوسه على سرير الملك وتمام أمره بمعاونة المنافقين تبعه أضرابه من الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، ظلموا آل محمد (صلى الله عليه واله) وسلم حقهم بحيث ما وجد في الإسلام ظلما وجناية أضر منها، لأنهم أسسوا مادة الظلم وأضلوا الناس عن الطريقة المستقيمة التي دل النبي (صلى الله عليه واله) الأمة عليها وهداهم إليها فأوقعوهم إلى مسير الباطل والضلالة ثم أنجز آثارها القبيحة إلى آخر زمان خلفاء بني أمية ومن بعدهم من بني العباس وهكذا ينجر تبعاته إلى ظهور صاحب الأمر - المهدي عليه الصلاة والسلام الذي يقطع مادة الظلم والنفاق والكفر وينتقم من ظالمي آبائه عليهم أفضل الصلوات ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، اللهم عجل فرجهم وفرجنا بهم بحقهم عليك وبحقك عليهم آمين رب العالمين.

المحقق الدواني:

ومن جملة من أمعن النظر في تشخيص المذهب الحق من بين - المذاهب المختلفة الواقعة بعد النبي (صلى الله عليه واله) وخصوصا في مسألة الإمامة والخلافة حتى استبصر واتبع المذهب الشيعة الاثنا عشرية بعد ما كان على مذهب أهل السنة والجماعة مدة كثيرة من عمره، المحقق الدواني (مولا جلال) الذي كان من أكابر الفضلاء ومن عظماء علماء علم الكلام وبعد ما اختار مذهب الحق بالأدلة القطعية قال: إن الذين جعلهم - المخالفون لمذهب أهل البيت خلفاء الرسول (صلى الله عليه واله) واختاروهم للإمامة مع أنهم لم يكونوا ذا نفس قدسية (حتى استحقوا بها تولية أمر الخلافة) حتى يصيروا بسببها قابلا لمقام الخلافة، كانت مرتبة عقلانيتهم ودرجة تفكرهم في غاية الدنائة والخساسة على حد لم يبلغوا (لم يصلوا) إلى مرتبة أوساط الناس.

ولنذكر في المقام زيادة لبصيرة الناظرين في هذا الرسالة طرفا (مما ذكره المحقق المذكور) قال رحمه الله: في رسالته - المسماة بنور الهداية التي كانت مطبوعة في ذيل كتاب الخصائص لابن بطريق، ما هذا ترجمته وبين الأسلاف وإن كان اختلاف كثير في تعيين خليفة الرسول (صلى الله عليه واله) وسلم ولهم أقوال ومذاهب مختلفة لكن القول الحق الحقيق بالتصديق منها يدور بين المذهبين فقط وهما مذهب أهل السنة والجماعة القائلين بخلافة الخلفاء الأربعة ومذهب الشيعة - القائلين بإمامة الأئمة الاثني عشر، ثم إني بعدما نظرت في كتب الفريقين رأيت فيها لإثبات مذهبهم كلمات وأدلة كثيرة لا يمكن تحريرها، لكن لما راجعت إلى قانون العقل قضيت بأن خليفة النبي (صلى الله عليه واله) كان آية وأنموذجا له فلا بد أن يكون في الكمالات العلمية والعملية والنفسانية والروحانية مشابها له (صلى الله عليه واله) وأن يكون ذا نفس قدسية ليكون على حسب استعداده معصوما من أول العمر إلى آخره ويكون قوله حجة لا شائبة فيه أصلا ويبقى دين النبي (صلى الله عليه واله) وشريعته على حاله وبعد التتبع في الكلمات المتفق عليها (بين الفريقين) والمختلف فيها علمت بأن عليا (عليه السلام) بلغت كمالاته العلمية والعملية إلى حد جعله - النبي (صلى الله عليه واله) بأمر الله عز وجل في مرتبة نفسه الشريفة كما نطقت به آية المباهلة حيث قال الله تعالى: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 61] فإن المراد من أنفسنا هو على ابن أبي طالب (عليه السلام) باتفاق المفسرين، كما أن المراد من ابناءنا ونساءنا هو الحسن والحسين وفاطمة الزهراء عليهم السلام وعلمت أيضا بأنه (عليه السلام) صاحب نفس قدسية وعلم لدني (أي غير مكتسب) حتى قبل تولده حينما كان في رحم أمه فاطمة بنت أسد، فإن النبي (صلى الله عليه واله) حين يريها (وهي جالسة) تقوم له بلا اختيار وإرادة ولما سئلوا عنها حقيقة الحال وسبب قيامها له (صلى الله عليه واله) بلا اختيار أجابت بأني إذا رأيت خير البشر محمدا (صلى الله عليه واله) يتحرك الجنين الذي في بطني للقيام له (تأدبا) وإذا توجه النبي (صلى الله عليه واله) من جهة إلى أخرى يتحرك - الجنين في بطني واعلم أنه أقبل بوجهه نحو الجهة التي توجه الرسول (صلى الله عليه واله) إليها.

 وأكثر علماء أهل السنة والجماعة ذكروا في كتبهم وجه دعائهم له (عليه السلام)(بعد ذكر اسمه الشريف) بكرم الله وجهه (دون سائر الخلفاء والصحابة) هذا لمعنى الذي ذكرناه، فعلمت أن مقام الرسالة ومرتبة حضرة النبي (صلى الله عليه واله) منكشف له (عليه السلام)  قبل تولده وهذا من جهة كونه ذا نفس قدسية ومن خواصها، بخلاف الخلفاء الثلاثة.

_____________

1 - احتجاج الطبرسي ص 99.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.