المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6763 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مراحل سلوك المستهلك كمحدد لقرار الشراء (مرحلة خلق الرغبة على الشراء1)
2024-11-22
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22

بناء نظام معلومات جغرافي
9-7-2022
Circulant Matrix
23-12-2021
كلّ شيء يُسوّق!
8/12/2022
أسباب نقص محصول المانجو
2023-12-20
خصال مذمومة وخصال كريمة
23-12-2015
Aleksandr Yakovlevich Povzner
24-12-2017


العصر الاشوري الحديث وابرز ملوكهم  
  
3490   05:14 مساءً   التاريخ: 12-1-2017
المؤلف : هديب حياوي عبد الكريم
الكتاب أو المصدر : دور حضارة العراق القديمة في بلاد الشام
الجزء والصفحة : ص171-198
القسم : التاريخ / الامبراطوريات والدول القديمة في العراق / الاشوريون /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2017 2583
التاريخ: 2023-07-24 1107
التاريخ: 25-10-2016 6870
التاريخ: 24-10-2016 1595

اصبحت الدولة الاشورية في هذا العصر في مركز الصدارة بين دول وممالك الشرق القديم، سواء من حيث الازدهار الحضاري والاقتصادي او القوة العسكرية التي برز تأثيرها على الدور السياسي الذي لعبته في المنطقة باسرها(1). وبسبب تغاير طبيعة الاحداث التأريخية وتطور الدولة الاشورية في هذا العصر فقد دأب الباحثون على تقسيمه الى دورين متميزين، قامت في كل منهما امبراطورية كبرى، هما الامبراطورية الاولى التي وضع اسسها ادد-نيراري الثاني (911-891 ق.م) وحكم فيها تسعة ملوك، فيما شغلت الامبراطورية الثانية البقية من التاريخ الاشوري اي من عام 745 ق.م الى 612 ق.م واشهر من حكم فيها ملوك السلالة السرجونية(2).

نشأت المشاكل والصعوبات القاسية التي تعرض لها الاشوريون في هذا العصر عن وجود حشد كبير من الدويلات الارامية في بلاد الشام واعالي ما بين النهرين يضاف الى ذلك ما احدثته القبائل الكلدية الآرامية في بلاد بابل من وضع سياسي غير مستقر في داخل البلاد طوال عصر الامبراطورية الاشورية الثانية، ويبدو ان الاراميين قد أخذو على عاتقهم مسؤولية مقاومة الدولة الاشورية في داخل البلاد وخارجها وهي المسؤولية التي اضطلع بها الحثيون والكاشيون في العصر الاشوري الوسيط(3).

ويمكن القول ان النزاع ما بين الاشوريين والآراميين قد انتقل في هذا العصر الى بلاد الشام اذ اسس الاراميون دويلات مهمة قاست من حملات الاشوريين اشد الضغط مما كان من الاسباب المهمة في عدم تمكن الآراميين من انشاء دولة كبرى معظمة في بلاد الشام(4). لقد تكررت الحملات الاشورية على تلك البلاد وخصوصاً على مناطق الجبال اللبنانية منها حيث كان يتوفر الخشب وهو المادة الرئيسية لأغراض البناء وبخاصة بناء القصور والمعابد التي اكثر الاشوريين من تشييدها مثلما اكثروا من تعمير المدن، كذلك كانوا يطلبون بعض الصناعات المشهورة في بلاد الشام ومنها صناعة السفن والقوارب وصناعة الأثاث الخشبي ومنه ما جاء مطعماً بالعاج فقد كان الصناع الفينيقيون من اشهر الفنانين في الحفر على العاج وتؤكد لنا كثرة القطع العاجية المكتشفة في كالخ (نمرود) والتي نجد قسماً منها في القاعات الاشورية من المتحف العراقي على مدى استفادة الاشوريين من تجارتهم الخارجية مع سوريا سواء في جلب هذه الصناعات او جلب العمال والمادة الاولية منها ثم صناعتها في المدن الاشورية(5).

لهذا فقد كان جل اهتمام الملوك الاشوريين في هذه المرحلة كسر الطوق الارامي وابعاد خطرهم من بلاد آشور ومطاردتهم ودفعهم باتجاه الاراضي السورية للسيطرة على معاقلهم(6) وكان من نتيجة هذا الامتداد الاشوري الى تلك المناطق ان احتكوا بمصالح مصر التي اصبحت احد اعداء الدولة الاشورية(7) فقد نشأ صراع وتنافس بينهما تطور في المراحل اللاحقة من هذا العصر باتجاه فتح مصر نفسها في عصر السلالة السرجونية.

ان تألق الاشوريين في هذا العصر يرجع لعدة اسباب منها ان الدول الاخرى في الشرق القديم آنذاك كانت دولاً ضعيفة لا تضارع قوتهم المتعاظمة(8). فقد زالت الدولة الحثية من الوجود وزال تأثيرها السياسي والعسكري منذ القرن الثاني عشر ق.م، أما الإمبراطورية المصرية فقد انهكتها الخلافات الداخلية والحروب الخارجية مع الدولة الحثية فانكمشت الى داخل حدودها، غير انها ظلت تلعب دور المحرض للدويلات السورية والمملكتين العبرانيتين الشمالية والجنوبية ضد النفوذ الاشوري الذي كان يهدد مصالحها التجارية. أما بلاد بابل فبعد انتهاء النفوذ الكاشي فيها تعاقب على حكمها عدد من السلالات المحلية الضعيفة التي لم تقوَ على مجابهة الدولة الاشورية حتى وقعت أخيراً تحت سيطرتها(9). يضاف الى ذلك انتشار استعمال معدن الحديد في الشرق القديم واستغلاله من قبل الاشوريين في تكوين اضخم جهاز حربي عرفه العالم القديم وتسليح جيشهم الكبير(10) به.

ابرز الملوك الاشوريين:

ادد-نيراري الثاني (911-891 ق. م):-

ابتدأت الدولة الاشورية في توسع مستمر في عهد هذا الملك حتى زوال الامبراطورية من الوجود(11) ويحدثنا هذا العاهل في حولياته انه قام في السنة الاولى من حكمه بتجهيز حملة ضد خانيكلبات ونازل ملكها المدعو (نور-ادد) وسجل انتصاراً عليه بعد ان غنم منه عدداً كبيراً من العربات وقد توالت حملات هذا العاهل على خانيكلبات حتى بلغت ست حملات كما اشار الى ذلك في نصوصه حيث استلم هدايا الطاعة والولاء من المدن التي مر بها واصبح سيداً عليها ومن بينها كوزانا التي كانت تحت سلطة (ابي-سلامو) حاكم بيت بحياتي ومدينة سيكانو التي تقع عند منابع نهر الخابور التي استلم منها العربات والخيول والذهب والفضة(12).

كذلك استطاع ادد-نير اري الثاني ان يفرض على حكام المدن المحليين الاخرين على طول نهر الخابور الاعتراف بالسيادة الاشورية وتقديم هدايا الولاء له(13). ولعل من اهم تلك المدن مدينة (شاديكانو) وقطنه ودور كاتليمو وسرقو (ترقا) التي تقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات ومدينة خندانو حيث جلب من تلك المدن غنائم كثيرة(14). ويبدو ان اكتساح ادد-نيراري الثاني لكل تلك المناطق جاء بعد نقض الاراميين في السنة الرابعة من حكمه العهد الذي قطعوه معه في حملاته السابقة بعدم خروجهم عن الولاء والطاعة للدولة الاشورية. وكان على رأس المتمردين المدعو موكورو (Mukuru) الذي كان هدفاً لتحرك الجيش الاشوري، اذ يرد في نص ادر_نيراري الثاني ما يأتي:

((وجهت عرباتي وجيشي ضد (قيدارا) التي يدعوها الاراميون (راتا مماتو) والتي في ايام تجلا بليزر ابن اشور-ريش-ايشي ملك اشور الذي سبقني كان قد اخضع الاراميين فيها، وبشجاعة قلبي التي لم تكن عند ابائي الملوك هزمت المدن المحيطة بها فخاف الاراميون من اسلحتي الفتاكه وهجماتي القاسية فدخلت مدينة (راتامماتو) وبكل شجاعة طردت المدعو (موكورو) من قصره بعد ان جمع ممتلكاته واحجاره الكريمة الغالية وعرباته وخيوله وزوجاته وابناءه وبناته ووضعها امامي وقمت بتكبيله واخوته بقيود من نحاس وجلبتهم الى مدينة اشور))(15)

ولتأكيد سطوته على المنطقة فقد نصب ادد-نيراري الثاني حاكماً عسكريا اشوريا في نصيبين وهو (اشور-دين-امور) ليكون حاكماً على المنطقة(16). ولعل من الانجازات العسكرية المهمة لهذا العاهل انه اعاد بناء مدينة ابقو (تل ابو ماريا) (الى الغرب من نينوى بحوالي 25 كم) والتي كان الاراميون قد سيطروا عليها في فترة الضعف التي مرت بها الدولة الاشورية في العصر الاشوري الوسيط فجعل من تلك المدينة حصناً وقاعدة عسكرية لحملاته صوب الجبهة الغربية(17).

لقد حصل ادد-نيراري الثاني من تلك الحملات على كميات كبيرة من المعادن فقد قدمت مدينة ماري لوحدها خمسة الاف تالنت(18) من الحديد والفين من الفضة والفاً من النحاس وثلاثة الاف قطعة من النسيج الملون بعدة الوان(19) وهذا يؤشر لنا ازدهاراً اقتصادياً قد حصل للدولة الاشورية في عهد هذا العاهل.

توكلتي ننورتا الثاني (890-884 ق.م):

          تسنم هذا الملك العرش خلفاً لوالده ادد-نيراري الثاني وسجل لنا نشاطه في المنطقة الغربية حيث سار على خطى ابيه. تشير نصوص هذا الملك الى تحركاته في تلك المنطقة مبتدأ من مدينة عنه صعوداً الى مدينة خندانو الواقعة على الضفة اليمنى من الفرات والتي استلم من حاكمها (آمي-ألابا) (Ami-Alaba) وقد عسكر على مشارف هذه المدينة وقام باصطياد الحيوانات البرية هناك(20). ثم تابع سيره باتجاه لاقي التي قدمت له هدايا الطاعة والولاء بعد أن استلم هدايا مدينة حماه ثم يستمر في مسيرته ليدخل مدينة سرقو التي قدمت له ايضاً الهدايا العديدة(21).

          لقد وصل هذا العاهل في حملاته العسكرية الى مدينة صور التابعة لبيت خالوبي اذ قدمت له هدايا الولاء بعد ان عبر مدن اوسالا ودور-كاتليمو وقطنه وشاديكانو حتى نصيبين مقريباً من جبال المشكي وقام بضرب كل تلك المدن الارامية واحرق مزارعها وحمل معه غنائم كثيرة(22).

          وبعد كل هذه الانتصارات التي حققها توكلتي ننورتا الثاني في الجبهة الغربية فان حولياته تخبرنا عن حدوث تمرد ضده في صور اذ يقول بصدد ذلك:

((وصلني تقرير يقول ان مدينة صور التي تعود الى بيت خالوبي قد اعلنت العصيان وانهم قاموا بقتل (خمتايا) حاكمهم وعينوا (اخي-ابابا) العديم الاصل والذي جلبوه من بيت-اديني واعتبروه ملكاً لهم))(23)

ازاء هذا الموقف تحرك العاهل الاشوري صوب تلك المدينة وقام بدخولها والقى القبض على الحاكم المعين (أخي-ابابا) الذي اقتيد الى بلاد اشور اذ لقي نهايته فيها وتمت معاقبة المتمردين وتعيين (أزي-ايلي) على صور، فيما حمل العاهل الاشوري معه عند عودته الى بلاده هدايا كثيرة وسجل انتصاره هذا على مسلة حجرية كتب عليها عبارات المجد والعظمة(24).

ومن خلال ما تم تقديمه من هدايا متنوعه من قبل القبائل الارامية الى العاهل الاشوري فان ذلك يشير الى ثرائها والى نشاطها التجاري المتميز، فالى جانب الذهب والفضة والبرونز والقصدير ضمت تلك الهدايا المر (myrrh) الذي كان يجلب من الجزيرة العربية والجمال التي تدلل على علاقات تجارية مع الجزيرة العربية والاثاث المطعم بالعاج والذي كان علامة واضحة على ثراء تلك القبائل اذ كان يصنع من قبل عمال سوريين والمنسوجات والحديد من كليكيا والماشية والاغنام والحمير والاوز والحبوب(25).

ومن الاثار المهمة التي خلفها لنا توكلتي-ننورتا الثاني في سوريا والتي تبرهن على التواجد الاشوري في المنطقة نذكر اللوح الكتابي الذي عثر عليه في تل عشارة في الفرات الاوسط (محافظة دير الزور) اذ خلد فيه انتصاراته على الاراميين ويذكر فيه المناطق التي مر بها مبتدأ من اشور ثم دور كوريكالزو وسبار صعوداً مع مجرى الفرات والخابور حيث اخضع كل المدن التي صادفته في مسيرته حتى وصل الى نصيبين وبلاد لاقي(26).

          ولابد لنا من الاشارة هنا الى ان الحملات العسكرية التي قام بها كل من ادد-نيراري الثاني وابنه توكلتي –ننورتا الثاني ووثقت في حولياتهم قد ساعدت على معرفة اسماء بعض التلول الآثارية المنتشرة في حوض الخابور. فقد استطاع كل من زايدمان (Zaydman) وهورن (Horen) من التوصل الى حقيقة ان المسافة بين تل وأخر تعادل مسيرة يوم واحد للجيش الاشوري من خلال متابعة مسيرته التي ذكرت في تلك الحوليات والتي نستشف منها ان الجيش كان يأخذ قسطاً من الراحة بعد مسيرة يوم كامل، الا انه لم يتم التوصل حتى الان الى مطابقة اسماء كل تلك التلول استناداً الى الاسماء الواردة في الحوليات بصورة تامة(27).

اشور-ناصر بال الثاني (883-859 ق.م):-

          في عهد هذا الملك تتجلى البراعة العسكرية التي تمتع بها من خلال النصوص العديدة التي تركها والتي توثق نشاطاته العسكرية التي تمتع بها من خلال النصوص العديدة التي تركها والتي توثق نشاطاته وتجعله بمصاف المؤسس الحقيقي للامبراطورية الاشورية( ). لقد ادرك هذا العاهل جيداً طبيعة الاقوام الارامية والخطورة الكبيرة التي تشكلها على كيان الدولة، كذلك تمكن من استيعاب تجارب الملوك الذين سبقوه في كيفية التعامل مع تلك الاقوام، كذلك استخدم اسلوب التدبير الكامل للقوات المعادية التي تثير اعمال الشغب والتمرد وتمتنع عن تقديم فروض الطاعة والولاء لبلاد اشور(28). وبهذه الطريقة تمكن اشورناصربال الثاني من التغلب على الدويلات الارامية الواحدة تلو الاخرى، لكنه تجنب الاصطدام بمملكة دمشق(29) اثناء حملته على ساحل البحر المتوسط لمعرفته المسبقة بموقع المملكة القوي بين الدويلات الارامية، وبذلك فانه جنب جيشه خسائر كبيرة. وكان لأسلوب الاستخبارات (عيون الملك) ونقل المعلومات اليه في اثناء الحملات العسكرية دور مهم في معرفة مستجدات الاحداث مما يمكن معالجته في الوقت المناسب(30).

تشير الدلائل التاريخية الى ان اول اصطدام لأشورناصربال الثاني مع الاراميين حصل عندما جاءته الاخبار اثناء اقامته في كوموخ (Kummuh) (بالقرب من طور عابدين) عن حدوث تمرد ضده في مدينة (سورو) التي كانت تابعة لبيت خالوبي حيث استبدل الحاكم المحلي المدعو خاماتاي (Hamatai) بحاكم جلبه المتمردون من بيت عديني(31) ويدعى أخي-ابابا (Ahiababa) الذي (لا اب له)(32). ومما لاشك فيه هذا الحدث كان دافعاً على ارسال حملة عسكرية الى منطقة الخابور ومنطقة الفرات الأوسط حيث تسجل النصوص الاشورية النشاطات العسكرية المكثفة لهذا العاهل في المنطقة ما بين عامي 878 و875 ق.م(33).

لقد استطاع اشورناصربال الثاني من خلال نشاطاته العسكرية تلك ان يبسط نفوذه على العديد من المدن الارامية التي مربها في طريقه الى (سورو)(34). وحين وصل الجيش الاشوري الى هذه المدينة قام بمحاصرتها وتصف لنا نصوص هذا الملك كيف ان الاعداء اضطروا، من فرط يأسهم الى ان يلقوا بانفسهم في مياه نهر الفرات لينجوا بحياتهم(35) ويروي لنا اشورناصربال الثاني في حولياته بان شيوخ المدينة ارتموا على قدميه يسألونه الصفح والعفو بقولهم:

((اذا شئت اقتلنا واذا شئت ابق على حياتنا، نفذ رغبة قلبك))(36).

ولكن العاهل الاشوري عاقب المتمردين وغنم الكثير من ممتلكات معابد المدينة وقصر الحاكم المخلوع (أخي-ابابا) الذي اقتيد اسيراً الى نينوى وتم تعيين (ازي-ايلو) (Azi-ilu) حاكماً على المدينة(37). ثم انه تسلم هدايا الولاء من اخوني حاكم بين عديني، وعبر نهر الفرات الذي كان في حالة فيضان ووصل الى منطقة كركميش واستلم هدايا الولاء من حاكمها سنغارا (Sangara)(38) ثم جاءه كل حكام المدن المجاورة ليعلنوا خضوعهم وولائهم مندهشون من الانتصارات العسكرية التي حققها(39).

وتقدم لنا الحوليات الاشورية تفاصيل غزيرة عن تلك الحملة التي وصل فيها العاهل الاشوري سهل انطاكيه عبر جبال الاورنتس(40) بعد ان ضم خزازو (اعزاز الحالية في حلب) والتي كان يحكمها لوبارنا (Lubarna) وعبر نهر ابري Apre (عفرين)(41) ووصل الى مدينة كونولوا (Kunulua) التي تضم القصر الملكي للوبارنا الذي استسلم له ودفع هدايا الطاعة، ثم عبر نهر ارانتو Arantu (العاصي) وقام باحراق عدة مدن واقعة في بلاد لوخوتي وجلب الكثير من الاشوريين واسكنهم في مدينة كونولوا(42).

كانت الخطوة التالية للعاهل الاشوري هي سفوح جبال لبنان حيث وصل الى البحر المتوسط وغسل اسلحته فيه واستلم هدايا الولاء من ملوك مدن الساحل صور وصيدا وجبيل وارواد وحمل الاخشاب معه من جبال الامانوس مع نوع من الاشجار الجبلية المسمى (المخرو) عند عودته الى بلاد اشور(43) بعد ان اقام له نصباً تذكارياً يخلد انتصاره هذا في جبال الامانوس. وهناك نقش آخر له على المسلة الصفراء يذكر فيه مبعوثين من المدن السورية ومن بينها اونقي(44) وحتي وصور وصيدا الذين شاركوا في المأدبة التي اقامها بمناسبة اكمال الأبنية الجديدة في كالح وهذه دلالة على انه تمتع بعلاقة سلمية مع تلك المدن التي كانت تدفع له هدايا الطاعة والولاء، وهكذا فقد بسط اشورناصربال الثاني النفوذ الاشوري على شمال سورية وساحل البحر المتوسط(45) حيث لم يسبقه في الوصل الى هذا الساحل سوى تجلا بليزر الاول(46).

          ان من اهم الانجازات التي اقترنت باسم اشورناصربال الثاني هو نجاحه في تأسيس مراكز اشورية استراتيجية في مناطق خارج السيطرة الاشورية المباشرة ولكنها كانت تؤدي فروض الطاعة والولاء، ولعل من اهم تلك المراكز (كار-اشورناصربال) و(نابارتي-اشور) على الفرات اسفل بيت عديني واريبو في وادي أورنتس وقد حققت تلك المراكز للآشوريين نفوذاً سياسياً ونشاطاً تجارياً متميزاً(47) امتد الى عهد الملوك الذين خلفوه في الحكم لتحقيق انجازات اعظم فازدادت الدولة الاشورية قوة وجبروتاً(48).

شلمنصر الثالث (859-824 ق.م):-

واصل هذا الملك سياسة ابيه ذات النزعة الامبراطورية والنفوذ القوي(49) فكرس السنوات الاولى من حكمه لتقوية النفوذ الاشوري في شمال سوريا ولم يلاقِ في حملته التي شنها في السنة الاولى على ساحل البحر المتوسط أي مقاومة تذكر(50)، وتركزت جهوده في تلك الحملة على بيت عديني حيث هزم حاكمهم (أخونو) وتم الاستيلاء على العديد من مدنهم ثم عبر الجيش الاشوري نهر الفرات الذي كان في ذروة فيضانه(51) ليظهر في مدينة جورجوم فاعلن حاكمها الولاء والخضوع(52 ).

واجه الملك شلمنصر الثالث حلفاً عسكرياً وقف ضده وتكون هذا الحلف من بعض حكام المقاطعات الارامية ومنهم حيانو حاكم شمأل وسبالومي حاكم بتين/اونقي وأخوني حاكم بيت عديني وسنغارا حاكم كركميش، ولكن العاهل الاشوري تمكن من دحر هذا الحلف وايقاع الهزيمة باطرافه واخذ الكثير من الغنائم، ثم دخل الى منطقة الامانوس وعند سفوح جبالها اقام نصباً تذكارياً لتخليد انتصاراته على اعدائه(53). وفي هذا الأثناء جاءته الاخبار عن قيام بعض الحكام المحليين بتحريض سبالولمي حاكم اونقي للتمرد ضد الحكم الاشوري عندها عبر شلمنصر الثالث نهر العاصي ليدخل منطقة اونقي ويسجل انتصاراً على حاكمها المتمرد(54). ثم انه استلم هدايا الولاء من حكام ساحل البحر وجلب معه اخشاب اشجار الارز والسرو واقام نصباً آخر له في المنطقة(55)، وفي طريق عودته الى بلاد فتح شلمنصر عدة مدن تابعة لمقاطعة اونقي من بينها خزازو (اعزاز حالياً) واستسلم هدايا الولاء من حاكم بيت اجوشي أرامي (Arame)(56). كانت هذه الحملة التي استغرقت السنة الاولى من حكمه بأكملها ذات أهمية للعمليات العسكرية الاشورية المستقبلية في سوريا بعد ان ضعفت مقاومة الدويلات الأرامية بشكل واضح(57).

في سنة 875 ق.م زحف شلمنصر الثالث من جديد صوب الجبهة الغربية فاستولى على المدن التابعة لأخوني ملك بيت عديني وعبر نهر الفرات ليفتح دابيغو وسزابي التي كانت معقلاً لسنغارا ملك كركميش واستلم هدايا الولاء من شمأل (زنجرلي الآن) وبيت اجوشي وكركميش وكوموخ(58).

واشارت لنا السنة الثالثة من حكمه وهي السنة المؤرخة باسم الموظف الاشوري الكبير (اشور-بيلا-كائن) عن احتلال العاهل الاشوري تل بارسيب معقل بيت عديني على الفرات وعدة مدن أرامية اخرى ومنها أكيلو، تابيكو، روجوليتو حيث قام بأبدال اسمائها الى اسماء اشورية فأصبحت تل بارسيب (كار-شلمنصر)(59)، اليكو (اسبات-لاكوتو)، تابيكو (نيتا-اشور) وروجوليتو سميت (قبيت-اشور)(60). وسجلت هذه الحملة هروب اخوني حاكم بارسب الى الجانب الغربي من نهر الفرات وتم اسكان بعض الاشوريين في مدينة تقع على نهر ساجورا في الضفة الاخرى لنهر الفرات وعرفها الاشوريين باسم أنا-اشور-اوتر-اصبت (Ana-Ashur-uter-asbat) وكانت تعرف من قبل السكان المحليين باسم بترو (Pitru)، كذلك تم استيطان بعض الجماعات الاشورية في مدينة موتكينو الواقعة على ضفة الفرات ايضاً وكان  قد بناها تجلا بليزر الأول (1115-1077 ق.م) وانتزعت من قبل الاراميين في عهد اشور-رابي-الثاني (1013-973 ق.م) لتعود الى السيادة الاشوري في عهد شلمنصر الثالث(61).

لقد اصبحت هاتان المدينتان معقلين مهمين من المعاقل الاشورية في المنطقة بسبب موقعيهما الاستراتيجيين على معابر نهر الفرات(62).

في سنة 855 ق.م عاد آخوني حاكم بيت عديني ليثير الفتن واعلن تمرده ضد الحكم الاشوري وكان ذلك دافعاً لشلمنصر الثالث لمعاودة نشاطه العسكري في سورية حيث لاحق آخوني الى جبل (شيتا مرات) الواقع على الفرات (شمال بيت عديني وربما جبل عارودة الحالي) وقد اقتيد آخوني اسيراً مع قواته وتم نقله الى بلاد اشور ليتلقى عقابه هناك، فيما حمل العاهل الاشوري غنائم كثيرة معه(63).

اثارت تلك الانتصارات المتلاحقة التي حققها شلمنصر في شمال سوريا وخاصة على مملكة عديني القوية قلق الدويلات الجنوبية والساحل الفينيقي وهذا ما جعلها تدرك الاخطار التي ستتعرض لها مما حملها على نبذ خلافاتها مع بعضها وخاصة تلك التي كانت بين ملك دمشق حدد-عزر والملك العبري احاب فتكون حلفاً بقيادة ملكي دمشق وحماه لمواجهة الاخطار الاشورية(64).

ازار هذا الموقف بدأ شلمنصر في سنة 853 ق.م حملة جديدة على البلاد السورية فبعد أن تلقى هدايا الطاعة والولاء من حكام الشمال السوري لمدن كركميش وبيت آجو شي وشمأل وبتين/ اونقي توجه الى مدينة حلب (خلمان) وقدم القرابين امام الهها ادد، ثم دخل المنطقة التي كانت تحت سلطة ارخوليني (Irhuleni) ملك حماه واستولى على عدة مدن فيها واحرق القصور الملكية الخاصة بها وجلب العديد من الاسرى والكثير من الغنائم(65).

كان هذا الانتصار دافعاً للعاهل الاشوري بالتوجه الى (قرقر) على نهر العاصي للتصدي لحلف مكون من اثني عشر ملكاً بقيادة (حدد-عزر) (ادد-ادري المذكور في التوراة) ملك دمشق وارخوليني ملك حماة كما شعر حكام وسط سوريا وجنوبها في فلسطين وشرقي الاردن بالخطر المحدق بهم فوحدوا صفوفهم مع الحلف(66). ويصف لنا العاهل الاشوري منازلته تلك مع هذا الحلف بقوله:

((هدمت قرقر عاصمة (ارخوليني) وخربتها وحرقتها)).

ثم يستمر النص ليتحدث عن تلك الجثث التي ملأت نهر العاصي:

((وجعلتها مثل الجسر في وسط المعركة، استوليت على فرسانهم وعلى عرباتهم وخيولهم))(67 ).

وعلى الرغم من ان شلمنصر قد اعطى تقريراً مفصلاً عن انتصاره في تلك المعركة الا ان هذا النصر لم يكن حاسماً حيث لم يذكر في نصوصه احتلال أي مدينة او توغل ابعد في داخل البلاد السورية، ويمكن القول ان شلمنصر لم يطأ التراب السوري لعدة سنوات بعد هذه المعركة وعلى ما يبدو فان النفوذ الاشوري قد شهد محدودية في مناطق الشمال السوري في السنوات التي اعقبت معركة قرقر(68) بسبب انشغال شلمنصر بحملتين متتاليتين على بلاد بابل بعد قيام تمرد فيها ضد الملك البابلي مردوخ-زاكر-شومي الأول والذي كان موالياً للأشوريين(69). أما في بلاد الشام فقد عادت النزاعات بين مملكة دمشق والعبريين حيث وقفت المملكتان الشمالية والجنوبية ضد بن-حدد الثاني ملك دمشق وخاضتا حرباً ضده لم تحققا فيها أي نصر(70).

سجل عام 849 ق.م عودة لشلمنصر الى بلاد الشام عندما كرر حملاته العسكرية ضد تحالف جديد قادته مرة ثانية كل من دمشق وحماه مضافاً اليها اثني عشر ملكاً من ملوك الساحل وقد تمكن العاهل الاشوري ان يحقق انتصاراً غير حاسم على هذا الحلف(71). اذ تشير حوليات السنة التالية (848 ق.م) الى قيامه بمحاربة الحلف نفسه من جديد وقد فتح في طريق عودته اباراسو (Apparasu) وهي عاصمة أرامي حاكم بيت آجوشي واستلم هدايا الولاء من حاكم بيتين/اونقي وحمل معه اخشاب الارز من جبال الامانوس(72).

تواصلت الحملات الاشورية في السنوات التالية على البلاد السورية ولكنها لم تحقق توسعاً يذكر في المنطقة حيث كان التحالف الآرامي قادراً على مواجهة تلك الحملات وصدها(73).

ونستشف من قراءة العهد القديم ان الوضع السياسي في سوريا قد اختلف حيث اغتصب عرش دمشق الملك حزائيل خلفاً لـ (بن حدد)(74) (Bin-Hadad) الذي بدأ سلسلة من الحروب ضد العبرانيين من اجل توسيع حدود مملكته(75). وازاء هذا الوضع السياسي الجديد اصبح ارخوليني ملك حماة موالياً للآشوريين(76).

لقد شجع هذا الوضع الجديد العاهل الاشوري على القيام بحملة ضد ملك دمشق في سنة 841 ق.م اذ عبر شلمنصر نهر الفرات ويصف حملته هذه بقوله:

((اجتزت الفرات للمرة السادسة عشرة، واذا بجزائيل ملك أرام (دمشق) ثقة منه بجيشه قد جند قواته لاعداد ضخمة واتخذ (سانيرو) (حرمون) الجبل القائم أمام جبال لبنان حصناً له فحاربته وانتصرت عليه وقتلت بالسلاح 6000 من جنوده، واخذت 1121 من مركباته 470 من خيله واستوليت على معسكره. فلاذ بالفرار لينجو بحياته، طاردته وحاصرته في مدينته الملكية دمشق… ودككت مدنه الكثيرة نهبتها واحرقتها بالنار وأخذت منها غنائم لا تحصى))(77)

ثم يذكر النص ان العاهل الاشوري اقام نصبا في جبال بعالي-راسي (Baali-rasi) مقابل جزيرة صور وهو المكان الذي استلم فيه هدايا الولاء من حكام صيدا وصور والتي جلبت له على ظهر سفن عديدة لكثرتها وتنوعها(78).

وفي طريق عودة شلمنصر الى بلاد اشور اقام نصبا ملكياً له في جبال لبنان الى جانب نصب تجلا بليزر الأول، ولكن بقيت مدينة دمشق محافظة على استقلالها وعاد حزائيل الى حكمها(79). ومن الملاحظ ان دمشق قد واجهت العاهل الاشوري بمفردها ولم يساعدها في ذلك أي طرف من اطراف الحلف الذي كانت تتزعمه، ولعل لذلك علاقة بطريقة وصول حزائيل الى العرش الدمشقي والذي كان عن طريق الاغتصاب مما حدا بحلفاء دمشق السابقين للتخلي عنها(80 ).

كرس شلمنصر الثالث جهوده العسكرية خلال سنة حكمه الحادية والعشرين (838 ق.م) من اجل ضم مملكة دمشق الى السيادة الاشورية ونجح في احتلال اربع مدن تابعة لها واستلم هدايا الولاء من حكام صور وصيدا وجبيل، ولكن مدينة دمشق لم تستسلم ويبدو ان العاهل الاشوري قد توقف عن شن هجمات اخرى عليها(81). فيما ركز جهوده في عامي 834-833 بحملة على قوئي (كيليكيا) واستولى على المدينة الملكية لأرامي حاكم بيت اجوشي وجعلها معقلاً خاصاً به(82) بينما اضطرته سنة حكمه الثامنة والعشرين (831 ق.م) الى التدخل في بلاد باتن/اونقي اثر الصراعات الداخلية التي نشبت فيها والتي أدت الى مقتل الحاكم المحلي (لوبارنا الثاني) فارسل العاهل الاشوري قائده ديان اشور الذي سار الى كونالوا وقتل مغتصب العرش سوري (Surri) ونُصب ساسي (sasi) بدلاً عنه(83) واقيم نصب لشلمنصر الثالث في معبد كونالو شاهدا على سيادة الاشوريين في المنطقة(84).

          أما ملك دمشق حزائيل فقد انتهز فرصة انشغال الملك الاشوري عنه فجدد بناء مملكته وضم اراضي جديدة لها على حساب العبريين.(85) الذين قاسوا من شدة ضرباته المتلاحقة عليهم والتي جعلتهم مثل التراب(86). وعلى العموم فقد كان هدف الحملات العسكرية التي قام بها كل من اشور ناصر بال الثاني وشلمنصر الثالث هو تحقيق مكاسب تجارية من خلال نفوذهم في المنطقة ولم يكن هدفهم ضم الاراضي السورية وحكمها حكما مباشرا ، وعلى الرغم من نجاح تلك الحملات الا انها تكسر شوكة مملكة دمشق، قائدة التحالف الارامي بشكل نهائي(87).

لقد خلد لنا شلمنصر الثالث اعماله العسكرية وانتصاراته المتلاحقة في الجبهة الغربية على عدة اعمال فنية ومنها المسلة السوداء والتي يظهر في الصف الخامس منها بعض الرجال من بلاد خاتي (سوريا) ومن ضمنهم حاكم اقليم انقى (العمق) قالباروندا يقدمون هدايا الولاء له(88). وتؤكد ذلك الكتابة المدون فوق المشهد الايسر لدكة العرش المكتشفة في موقع كالخ والتي جاء فيها ما نصه:

((تسلمت هدايا الولاء من قالباروندا صاحب اقليم انقي (العمق): فضة، ذهباً، قصديراً، برونزا، آنية برونزية، عاجاً، ابنوساً، خشب الارز، ملابساً زاهية الالوان، واقمشة من الكتان وخيول ملجمة))(89) فضلاً عن هذا فان تلك الانتصارات العسكرية في البلاد السورية قد خلدها شلمنصر في واحد من اهم اعماله الفنية الا وهي البوابة البرونزية التي اكتشفت في بلاوات (موقع المدينة الاشورية امكر-انليل القريبة من كالخ) اذ صور لنا على عدد من الاشرطة البرونزية التي كانت تغلف البوابة مشاهد تمثل استلامه هدايا الولاء من بعض المدن الفينيقية مثل صور وصيدا ومدن الشمال السوري مثل حماه وخزازو (اعزاز) وكركميش، كما نشاهد في بعض اشرطة هذه البوابة مشاهد حربية تصور الجيش الاشوري وهو يهاجم بعض المدن الارامية التي سجل عليها انتصاراته العسكرية(90) ان من اهم الشواهد الاثارية التي تركها لنا شلمنصر في البلاد السورية هي المدينة التي بناها والمعروفة باسم (كار-شلمنصر) وتقع بقاياها الآن في منطقة بارسيب (تل احمر) الواقع على بعد 20 كم جنوب كركميش(91) وقد ابانت تنقيبات البعثة الالمانية التي عملت في الموقع على ان شكل المدينة نصف دائري وفي اعلى مكان فيها وجدت بقايا قصر، كما وجدت منحوتات تمثل اسدين كبيرين كانا يحرسان بوابات المدينة وقد نقشت على جسمي الاسدين نصاً كتابياً يعود الى القائد الاشوري (شمشي-ايلو) كما ذكر اسم المدينة(92).، بالإضافة الى ذلك فقد عثر في داخل المدينة على مسلتين تخلدان انتصارات الملك اسرحدون على مصر ومدن الساحل الفينيقي وهي الان محفوظة في متحف حلب(93)، كما عثر في المدينة على مسلة تصور عشتار الهة الحرب وهي واقفة على أسد(94).

لقد زينت الجدران الداخلية لقصر المدينة برسوم تمثل مشاهد لمراسيم ملكية وحملات عسكرية فضلاً عن مشاهد تقديم هدايا الطاعة والولاء للملك الاشوري وقادته الكبار(95)، كما صورت تلك المشاهد بعض حاشية الملك الذين يقومون بأداء واجباتهم في البلاط الملكي، فضلاُ عن مشاهد تمثل اجلاء اسرى الحروب مع الخيول والعربات اذ كانت الخيول تُألف جزءاً من الهدايا التي تدفعها بعض البلدان المفتوحة من قبل الاشوريين(96) ويمثل اطول المشاهد المصورة في القصر حوالي 70 قدم حيث يمثل المشهد الملك الاشوري جالساً على عرشه ويمسك بيده صولجان الحكم فيما يقف امامه قائد الجيش الاشوري (التارتان) مع اثنان من كبار الموظفين وهم يقومون بتقديم الوفود التي جاءت لمقابلة الملك(97). ومن المعروف ان الاشوريين قد حرصوا على تنفيذ مثل تلك المشاهد الإعلامية في قصورهم وذلك لأبراز قوتهم العسكرية والسياسية للوفود التي تأتي الى تلك القصور لتقديم الولاء السنوي لهم(98). ومن الواضح جداً ان مواضيع هذه الرسوم قد نفذت بأسلوب النحت على الالواح الحجرية في قصور الملوك الاشوريين في كل من كالخ ونينوى وخرساباد خاصة موضوع جلوس الملك على العرش وقدوم الوافدين اليه وايضاً المخلوقات المركبة مثل الأسود والثيران(99).

تشير الدلائل الاثارية الى انه اجريت على قصر كار شلمنصر بعض الترميمات اضافة الى رسم لوحات جدارية جديدة في عهد الملك اشوربانيبال، لهذا فان الرسوم الجدارية عند الموجودة في داخل القصر تعتبر واحدة من أهم مصادر دراسة فن الرسوم الجدارية عن الاشوريين لآنها نفذت بمستوى عالٍ وبعيدة عن التأثيرات المحلية لفنون بلاد الشام(100) ففي كلتا المرحلتين من تاريخ بناء القصر عمل فيه رسامون اشوريون يتمتعون بحس فني ممتاز واعمالهم اشورية التصميم والتنفيذ ولا يظهر عليها ادنى تاثير للفن المحلي(101).

شهد عهد شلمنصر الثالث، قبل وفاته ببضع سنوات، تمردات ونزاعات على السلطة تزعمها أحد ابناءه المدعو (أشور-دانن-ابلي)، وبالنظر الى شيخوخة شلمنصر في حينها فقد عهد الى ابنه الآخر شمشي-ادد الخامس (823-811 ق.م) بمحاربة هذا التمرد الذي دام حوالي اربعة سنوات توفي خلالها الملك الشيخ فاعتلى العرش من بعده شمشي-ادد الخامس وسببت تلك الحرب الداخلية ضعفاً في المملكة الاشورية(102) شغلتها عن متابعة حملاتها العسكرية صوب الجبهة الغربية(103)، فلم يأتينا من عهد شمشي-ادد الخامس أي نص يشير الى ذلك باستثناء نص واحد على شكل دلاية من الحجر الزرق وجدت في جبيل عليها كتابة تدل على انها تعود الى موظف تابع للملك الاشوري ومعظم سطور النص كانت عبارة عن تعاويذ دينية(104).

ادد-نيراري الثالث 810-783 ق.م:

كان هذا الملك قاصراً عند اعتلاءه العرش لهذا اصبحت امه الملكة (سمو-رمات) وصية عليه وحكمت نيابة عنه لمدة خمس سنوات(105). وهناك اشارات الى انه كانت لهذه الملكة نشاطات حربية باتجاه الجبهة الغربية حيث تذكر لنا النصوص الاشورية انها عبرت نهر الفرات صحبة ابنها ادد-نيراري الثالث وحاربت حلفاً تزعمه حاكم مدينة ارباد مع ثمانية حكام أخرين معه وتمكنت من الاستيلاء على معسكرهم بعد ان هرب حاكم ارباد(106)، وهذه دلالة على ان هذه الملكة لم تكن توجه ابنها في حكمه فقط بل انها كانت تقود معه الجيش في حملاته العسكرية.

بدأ ادد-تيراري الثالث بقيادة الجيش بنفسه في السنة الخامسة من اعتلاءه العرش وهناك عدة شواهد كتابية عثر عليها في مناطق متعددة من سورية مثل دور-كاتليمو (تل الشيخ حمد)(107) ومسلة حجرية اكتشفت في سباعة جنوب جبل سنجار تشير الى نشاطاته العسكرية في المنطقة(108).

تركزت الحملات العسكرية لهذا الملك ما بين عامي 805-802 ق.م ضد مملكة ارباد التابعة لبيت اجوشي وضد مدينة خزازو (اعزاز الحالية) ومدينة بعالي وربما ضد مدن ساحل البحر المتوسط(109)، حيث عثر على لوح كتابي حجري في مدينة كالخ يذكر فيه بلاده حتي (شمال سوريا) وآمورو (وسط سورية) وبعض دويلات المدن الفينيقية مثل صور وصيدا اضافة الى بلاد سلالة عمري (اسرائيل) وأدوم وفلسطيا والتي كانت تدفع هدايا الولاء له(110)، كما خاض هذا العاهل معركة ناجحة في بَقَرْ خوبوني (Beker-Khoboni) الواقعة في الجزء الغربي من بيت عديني شمال سوريا(111).

ان من اهم الانجازات العسكرية التي حققها ادد-نيراري الثالث هو نجاحه في ضم مملكة دمشق القوية، اذ توجه اليها بعد وفاة ملكها بن حدد الثالث واستلام السلطة من قبل مرئي (Mari)(112) الذي اعلن استسلامه وقدم هدايا الولاء للملك الاشوري وبذلك اصبحت سورية بكاملها في قبضة الاشوريين بعد ان خضعت دمشق لهم ولأول مرة(113).

بلاد اشور بعد وفاة ادد-نيراري الثالث:

بعد وفاة ادد-نيراري الثالث مرت بلاد اشور بسنوات طويلة من الضعف امتدت قرابة الاربعين عاماً حكم فيها ثلاث ملوك كان اولهم. شلمنصر الرابع (782-772 ق.م) الذي خلف والده على العرش(114) وأرسل حملة على جبال الامانوس في حدود عام 775 ق.م واخرى ضد دمشق سنة 771 ق.م (115) وهذ ما يؤكده نص كتابي منقوش على ظهر مسلة وجدت في قرية كزكاباندي جنوب تركية عثر عليه اثناء تشييد سد بازار ككدا والذي يخبرنا فيه عن حملة قادها أحد كبار قادة الجيش الاشوري المدعو شمشي-ايلو ضد حاكم دمشق خديانو (Hadianu)(116) ، ولكن لا توجد شواهد على قيادة الملك الاشوري معارك بنفسه(117).

خلف شلمنصر الرابع في الحكم الملك اشور-دان الثالث (771-755) الذي تميز عهده بتفشي وباء الطاعون واندلاع الاضطرابات في اشور وفي كوزانا(118)، الا انه شن حملتين صوب الجبهة الغربية ضد مدينة ختاريكا (Hatarikka) (119) الواقعة على نهر العاصي في عامي 765-755 ق.م ولا توجد دلائل على توغله ابعد من ذلك(120). وفي عهد اشور-تيراري الخامس (754-745 ق.م) تضاعف انحطاط المملكة الاشورية، ولكن هذا الملك قام بحملة على ارباد عاصمة دويلة بيت آجوشي وكان يحكمها آنذاك ماتع-ايلو الذي استسلم بدون مقامة تذكر ففرض عليه العاهل الاشوري معاهدة تحالف(121) استطاع بموجبها ان يلزم حاكم ارباد بوجوب الاشتراك في أي حرب يقوم بها ضد أي طرف آخر(122)، ومن جانب آخر فقد عثر في (سفيرة) الواقعة على بعد 26 كم جنوب شرقي حلب على ثلاث قطع من نُصُبُ عليها كتابات آرامية واهم قطعة منها حفظت لنا نص معاهدة رسمية اقامها شخص يدعى (بركعيا) وهو لقب اتخذه ساردوري ملك اورارطو ويعني بالآرامية (ابن الجلالة او المبجل) بصفته سيد العالم الآرامي مع ماتع-ايلو حاكم ارباد(123) ونستشف من هذا ان الممالك الآرامية كانت تتحالف مع بعضها عندما يلوح في الافق خطر يهددها.

ان هذه القوة المتزايدة للأراميين لم تدم طويلاً فقد قامت ثورة في كالخ اطاحت بأشور-تيراري الخامس وانتهت بمقتله الذي اشر لنا نهاية لفترة الضعف التي مرت بها الدولة الاشورية وبداية للإمبراطورية الاشورية الثانية (745-612 ق.م) ليعتلي عرش الدولة الملك القوي تجلا بليزر الثالث الذي عرف في المصادر البابلية وفي العهد القديم بلقب بولو (Pulu)(124).

تجلا بليزر الثالث (744-727 ق.م) وسياسته الجديدة:

          احدث هذا الملك تغيير في العلاقات بين السلطة المركزية الاشورية والبلاد السورية حيث استبدل النهج الذي كان متبعاً والمتمثل بتكرار الحملات العسكرية السنوية واستلام هدايا الولاء من المدن والممالك السورية الى سياسة الفتح الكامل للمناطق ودمجها مع الامبراطورية الاشورية كمقاطعات يدير شؤونها موظفون اشوريون(125).

          كانت أول خطوات تجلا بليزر الثالث العسكرية في السنة الثالثة من حكمه عندما توجه الى اورارطو التي تحالفت مع ارباد (عاصمة دويلة بيت اجوشي) من قبل(126) والتي كانت تسعى للسيطرة على منطقة الشمال السوري لضرب المصالح التجارية الاشورية فيها(127) من خلال قيام ساردوري الثاني بعقد حلف مع بعض المدن السورية في المنطقة لمواجهة الاشوريين غير ان العاهل الاشوري تمكن من دحر ذلك الحلف عندما دخل بنفسه الى شمال سورية(128 ) ثم قرر ان يحاصر ارباد نفسها لأنها تشكل بؤرة المقاومة الارامية في سوريا فحاصر المدينة مدة ثلاث سنين الى ان اعلنت استسلامها عام 740 ق.م واصبحت مقاطعة تابعة للسيادة الاشورية(130). ثم جاءه ملوك وحكام عدد من المقاطعات السورية الى ارباد نفسها لتقديم هدايا الولاء ومنهم رصين ملك دمشق وحكام كوموخ وقوئي وكركميش وجرجوم وملك صور(131).

لم تستقر الحال في بلاد الشام ففي عام 738 ق.م قام حلف انضمت اليه 19 مقاطعة تابعة لحماة مع المدن المحيطة بها اضافة الى بعض مدن ساحل البحر المتوسط وكان هذا الحدث كافياً لتسيير حملة عسكرية كان من نتائجها الاستيلاء على مدينة كيلاني التي اصبحت مقاطعة اشورية(132)، واجلى العاهل الاشوري بعض الاسرى واسكنهم في منطقة أونقي فيما سخر البعض منهم كايدي عاملة في مدن الساحل الفينيقي(133)، بعدها تلقى هدايا الولاء من عدد كبير من الحكام الذين وردت اسماؤهم في حولياته ومن بينهم رصين ملك دمشق وحيرام ملك صور وزبيبة ملكة بلاد العرب(134). ويرد في العهد القديم امتداد نفوذه الى المملكة العبرية الشمالية (اسرائيل) التي قدمت له ولائها(135). بعد ان قضى تجلا بليزر الثالث بضع سنوات يحارب اعداء الدولة الاشورية في الشمال والشرق كان عليه العودة من جديد الى البلاد السورية حيث تكون في جنوبها حلف بين ملك دمشق (رصين) وملك اسرائيل العبرانية بيكاح أو (فقح) (136).

وشهدت عام 734 ق.م ذهاب العاهل الاشوري الى فلسطين وضم غزة التي فر حاكمها حنونو (Hanunu) الى مصر ثم ضم مدن الساحل الفينيقي الواقعة بين أرواد وصور حيث قدم له ملكها حيرام الثاني هدايا الطاعة والولاء(137).

ان هذه الانتصارات الاشورية في بلاد الشام اجبرت احاز ملك المملكة الجنوبية في فلسطين الى تقديم كل ممتلكاته للعاهل الاشوري بعد ان ادرك خطورة الموقف على مملكته، بل انه طلب المساعدة من قبل تجلا بليزر الثالث جراء تهديد رصين وحليفه فقح له بالهجوم عليه لعدم وقوفه معهم ضد الجيش الاشوري حيث ناشده بقوله:

((انا عبدك وابنك، اصعد وخلصني من يد ملك أرام ومن يد ملك العبريين القائمين علي))(138).

استجاب العاهل الاشوري لنداء احاز وتمكن من الاستيلاء على بعض مدن المملكة الشمالية عندها ثار سكان السامرة على ملكهم وقتلوه ونصبوا مكانه (هوشع) الموالي للحكم الاشوري(139)، في حين بقي رصين ملك دمشق وحده حيث تقدم تجلا بليزر الثالث على مملكته في عام 732 ق.م وقتله واخضع دمشق لسيادته، فيما قام احاز بتسليم المنطقة التي يحكمها الى الاشوريين الذين ابقوه كتابع لهم يدير المملكة الجنوبية التي تحولت الى منطقة اشورية(140). ثم اخضع فقح ومر بجلعاد وهكذا حررت شرق الاردن من ربقة احتلال المملكة الشمالية العبرية(141).

تشير النصوص التاريخية الى ان الملك الارامي بانامو الثاني ملك سمأل كان موالياَ للحكم الاشوري وقاتل مع جيشه الى جانب الاشوريين ضد مملكة دمشق الى ان لقي حتفه في المعركة وتم تكريمه بإقامة نصب تذكاري له في الطريق الذي نقل جثمانه عبرها من دمشق الى بلاد اشور ومن ثم الى سمأل(142) حيث اقيمت له مراسيم الدفن(143)، وقد بقيت هذه المملكة موالية للحكم الاشوري لاحقاً إذ تم تنصيب ابن الملك القتيل ملكاً عليها من قبل تجلا بليزر الثالث(144).

أما دمشق فلم تعد تذكر كقوة عسكرية بعد ان أصبحت مقاطعة آشورية، فيما بقيت صور مستقلة شكلياً تحت حكم متان الثاني وخليفته لولي، وقد استفادت الدولة الاشورية من علاقاتها التجارية مع هذه المدينة فضلاً عن امتلاكها للحرفين الماهرين الذين كانت تحتاجهم الدولة في عملية البناء، ومن الممكن القول ان تجلا بليزر الثالث رأى ان منافعه الاقتصادية تتحقق بصورة اكبر في صور من خلال استمرار الحكم المحلي فيها وليس بتحويلها إلى مقاطعة اشورية، ولكن هناك نص قصير يعود بتأريخه الى ما بعد سقوط دمشق يشير الى حدوث تمرد في هذه المدينة غير ان العاهل الاشوري لم يرد عليه كما يبدو(145).

ان أهم الشواهد الآثارية التي جاءتنا من عهد تجلا بليزر الثالث في سوريا هو ما تم استظهاره في موقع ارسلان طاش(146) (حداتو) (الواقع على بعد 30 كم شرقي نهر الفرات، 6 كم جنوب الحدود التركية) فقد عثر على قصر وبيت كبير ومعبد مكرس لعبادة الالهة عشتار اضافة الى السور الخاص بالمدينة الذي يحتوي على ثلاثة مداخل تحرسها اسود حجرية ترتكز على قواعد مزينة بنقوش نافرة تمثل قادة اشوريين يقف امامهم عدد من السكان المحليين وهم يقدمون هدايا الولاء لهم(147). ومن خلال الطراز الفني لتلك التماثيل والنقوش واسلوب تنفيذها يمكن ارجاع زمنها الى عهد تجلا بليزر الثالث(148). ان مثل تلك الاسود وجد ما يمثلها في كالخ (نمرود) اذ عثر ملوان اثناء تنقيباته فيها على اسدين أحدهما كان في مدخل معبد الاله نابو والاخر في احد القصور التي تعود الى عهد شلمنصر الثالث(149) ومن الجدير بالذكر هنا ان الهيئة العامة للأثار والتراث قد عثرت اثناء تنقيباتها الاخيرة عام 2001 م في نفس المدينة على اسد مشابه لما استظهره مالوان وهو يعود الى معبد الآلهة عشتار.

          وتعتقد شترومنغر ان هذه المدينة اصبحت تحت سيادة الاشوريين في عهد شلمنصر الثالث واصبحت مقراً لحاكم مقاطعة اشورية في المنطقة بنى فيها قصراً ضم قاعة استقبال كبيرة ومجموعة من الغرف التي زين البعض منها بافاريز عرض الواحد منها 80 سم وتمثل دوائر ومربعات، فيما استخدم الجناح الشرقي من القصر كمخازن(150). والى الشرق من هذا القصر تم الكشف عن بقايا لبيت كبير عثر في داخله على قطع لأثاث منزلية مطعمة بالعاج(151) وعلى مسلة حجرية تمثل الاله ادد يمحل في كلتا يديه حزمة مضيئة ويقف على جسم ثور(152).

أما معبد المدينة فقد عثر في مدخله على تمثالين لثورين كبيرين وعليهما كتابة تذكر بان المعبد قد بني من قبل الملك تجلا بليزر الثالث(153)، كما عثر في داخله على اربعة من تماثيل الآلهة التي ترتدي ثوباً طويلاً مهدباً ويمسك كل واحد منها صندوقاً حجرياً(154) مخصصاً للتقدمات ويبلغ ارتفاع كل واحد من هذه التماثيل 1.73 م وترتكز على قاعدة ارتفاعها 34 سم (155). ولقد عثر مالوان على تمثال مشابه لتلك التماثيل أثناء تنقيباته في كالخ عام 1955م(156).

شلمنصر الخامس (726-722 ق.م):

          توفي تجلا بليزر الثالث عام 727 ق.م ليعتلي العرش من بعده ابنه شلمنصر الخامس(157). الذي حقق من خلال حملاته العسكرية على بلاد الشام السيطرة على الساحل الفلسطيني جنوبا الى المنطقة التي تعرف حالياً بقطاع غزة وكان ذلك تهديداً واضحاً للمصالح المصرية، كما تدخل في شؤون التجارة المصرية بوضع قيود على تصدير الخشب من لبنان الى مصر وكانت تلك من الاسباب التي دعت مصر الى تحريض مدن فلسطين وجنوب سوريا للوقوف ضد الدولة الاشورية في السنوات التالية(158).

نظراً لكون سنوات حكم شلمنصر الخامس قليلة فان النصوص التي جاءتنا من عهده كانت قليلة. ويرد في العهد القديم خبر محاصرته للسامرة عاصمة المملكة العبرية الشمالية لثلاث سنوات متتالية حتى سقطت في يده عام 722 ق.م وقام بترحيل سكانها(159).

تشير المصادر التاريخية الخاصة بمدينة صور الى ان شلمنصر الخامس قام بحملة على سوريا وحاصر صور مدة خمس سنوات بعد ان اخضع صيدا وأوشو (Ushu) (صور القديمة) وعكا ويعني هذا ان النفوذ الآشوري في البلاد السورية بقي مستمراً في عهده(160).

_______________       

( 1) سليمان، عامر، الجيش والسلاح ، ج1، ص 253.

( 2)  باقر، طه، مقدمة...، ج1، ص499.

( 3) فرحان، وليد محمد صالح، العلاقات السياسية للدولة الآشورية، ص 120.

( 4)  باقر، طه، مقدمة...، ج 2، ص 270.

( 5) الهاشمي، رضا جواد، "التجارة"، حضارة العراق، ج1، (بغداد، 1985)، ص 205.

(6) عبد الله، محمد صبحي، العلاقات العراقية المصرية في العصور القديمة، ص 125.

(7) اوبنهايم، ليو، بلاد ما بين النهرين، ص 211.

(8)  باقر، طه، مقدمة...، ج 1، ص 500.

(9)  باقر، طه وآخرون، تاريخ العراق القديم، ج 1، ص 229.

(10)  باقر، طه، مقدمة...، ج 1، 500.

(11) فييرا، موريس، الاشوريون، ص 55.

 (12)Grayson, A. K. ARI, I, No. 428, 429, 433.

(13) ساكز، هاري، عظمة بابل، ص 109.

 (14)Grayson, A. K. ARI, I, No. 434.

(15) Luckenbill, D.D. ARAB, I, No. 366.

(16)ibid, No. 368.

(17)Smith, S. “The foundation of the Assyrian Empire”, CAH, 3, (Cumbridge, 1971) P. 8.

(18) التالنت: وحدة قياس وزن تساوي 30 كغم انظر:

Kraus, F.R., At Babylonish Brife in umschrift und Uberstzung Archive Des Samas-hazir, (Berlin, 1968), P. 11.

(19) الجادر، وليد، "العجلة وصناعة المعادن"، العراق في موكب الحضارة، ج1، بغداد، 1988، ص 102.

(19)Grayson, A. K. ARI, I, No. 472.

(20)ibid, No. 473.

(21)ibid, No. 474,475,476.

(22) Grayson, A. K. ARI, I, No. 547.

(23) ibid..

(24) ساكز، هاري، قوة أشور، ص 108.

(25) تورنة، س. ج، "لوح توكلتي ننورتا الثاني"، ترجمة صبحي الصواف، الحوليات السورية، م2، ج2، 1952، ص 184-185.

كذلك انظر:

Cuterbock, H., “Anote on the stela of Tukulti- Ninurta II fonnd near tell-Ashara”, JNES, vol. 16, No. 2, 1957, P. 123.

( 26) روليخ، ولفانج وهارتموت، كونه، الحوليات السورية، م 27-28، 1977-1978، ص 322.

(27) ساكز، هاري، قوة اشور، ص 109.

(28) الراوي، شيبان ثابت، اشورناصربال الثاني، رسالة ماجستير غير منشورة (جامعة بغداد، 1986)، ص 63.

(29) حول هذه المملكة انظر:

زهدي، بشير، "مملكة دمشق الارامية"، الحوليات السورية، م 8-9، 1958-1959، ص 75 وما بعدها.

(30) منصور، ماجدة حسو، الصلات الاشورية الآرامية، ص 101.

(31) تقع جنوب كركميش وعاصمتها تل بارسيب (تل أحمر حالياً) انظر:-

ساكز، هاري، عظمة بابل، ص 112.

 (32)Luckenbill, D. D., ARAB. I, No. 443.

ويقصد بهذا التعبير الانتقاص والازدراء من الحاكم الجديد.

(33) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 216.

(34) تقع على نهر الخابور الى الشمال من واحة بسيسرة التي فيها خرائب قرقيسيا القديمة الواقعة عند ملتقى الخابور بالفرات. انظر:

باقر، طه، المرشد الى موطن الاثار والحضارة، المرحلة الاولى، (بغداد، 1962)، ص15.

(35) Grayson, A. K. ARI, I, No. 577.

 (36)Luckenbill, D. D., ARAB. I, No.443.

 (37)ibid.

(38) لقد فرض اشورناصربال الثاني على سنغارا تقديم هدايا من بينها اقمشة ذات لون ارجواني واحمر حيث عرف عن الاشوريين تعلقهم بهذين اللونين: انظر

الجادر، وليد، الحرف والصناعات اليدوية في العصر الاشوري المتأخر، (بغداد، 1972)، ص 68.

(39) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 217.

(40) رو، جورج، العراق القديم، ص 390.

(41) يقع وادي عفرين حاليا شمال جبل سمعان مباشرة على بعد 50 كم تقريبا شمالي غرب حلب. انظر:-

Surenhagen, D., “Tell Gindaris and the western Afrin valley, AAAS, vol. 43, 1999, P. 160.

ويعتقد الباحثين ان تل جندريس الواقع على بعد 5كم من الضفة الغربية لنهر عفرين هو موقع المدينة القديمة كونولوا التي وردت اسمها في النصوص الاشورية. انظر:

Surenhagen, D., AAAS, 43, 1999, P. 160.

(42) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 217.

 (43)Grayson, A. K. ARI, I, No.586.

(44) نشأت هذه الدويلة في منطقة وادي العاصي وعرفت في الكتابات الارامية باسم (عُمُق) ثم قامت محلها دويلة حثية باسم (باتن) او (خاتن) أو (خاتينا) انظر:       RLA, 4,1972, P.160.

(45) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص218.

(46) Gurney, O.R., Hittites, P. 42.

 (47)Liverani, M., “The growth of the Assyrian Empire in the Habur Euphreates area, a new paradigm”, unpuplished report, P. 4-5.

(48) رو، جورج، العراق القديم، ص 390.

(49) فييرا، موريس، الاشوريون، ص 56.

(50) ساكز، هاري، عظمة بابل، ص 114.

 (51)Grayson, A. K. Assyrian Rulers of Early First Millennium B. C., vol II 858-745, B. C.,(Torento, 1996), P. P. 16-41.

 (52)ibid P. 16.

 (53)ibid P.P. 16-17.

(54) ibid, P.P. 16-17-51.

 (55)ibid, P. 17.

 (56)Luckenbill, D.D. ARAB, I. No. 600..

(57) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 219.

 (58)Grayson, A. K., Assyian Rulers…. , P. 17.

(59) من الجدير بالاشارة هنا الى ان شلمنصر قد عين على هذه المدينة المهمة عدة حكام اشوريين ومن اشهرهم (نينورتا-ناصر) الذي كان مولعاً بالعمران وتوسيع المدينة والاهتمام بها وبالمدن الاخرى التابعة له ومنها حران (صرين الآن)، خداتو (ارسلان طاش الان) والمدينتان الان ضمن الحدود التركية. انظر:

ابو عساف، علي، اثار الممالك القديمة في سورية، ص 467.

 (60)Grayson, A. K., Assyian Rulers…., P. 17.

 (61)ibid.

(62) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 220.

(63) كلينغل، هورست، المصدر نفسه، ص 220.

(64) سومر، دوبونت، سومر، 19، 1963، ص 109.

(65) Grayson, A. K., Assryian Rulers…., P. 23.

(66) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 221.

(67) Grayson, A. K., Assryrian Rulers…., P. 23.

وحول احدث التقنيات قفي تل قرقر انظر:

Dornemann, R., "Tell Qarqur 1996, P. 81ff and Tell Qarqur”, 1997, p. 153 f, in chronique Archeologique En Syria, vol 2, (Syria, 1998).

(68) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 221.

 (69)Luckenbill, D.D. ARAB, I. No. 622-625.

(70) الملوك الاول، 22، 2-38.

 (71)Luckenbill, D.D. ARAB, I. No. 651-652.

(72) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 221.

(73) المصدر نفسه، ص 221-222.

(74) ملوك 2،8: 15.

(75) ملوك 2، 9: 10-25.

(76) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 222.

(77) Luckenbill, D.D. ARAB, I. No. 672.

 (78)ibid.

(79) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 222.

(80) منصور، ماجدة حسو، الصلات الاشورية الارامية، ص 116.

 (81)Luckenbill, D.D. ARAB, I. No. 578.

(82) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 223.

(83) سومر، دوبونت، سومر، 19، 1963، ص112.

(84) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 223.

(85) ملوك 2، 10: 32-33.

(86) ملوك 2، 13: 7.

(87) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 223.

(88) حنون، نائل، نصوص شلمنصر الثالث ومنحوتاته، مجلة جامعة القادسية، م 5، العدد 2، القادسية، 2000، ص 285.

(89) المصدر نفسه، ص 287، وحول البوابة البرونزية انظر كذلك:- بارو، اندريه، بلاد اشور، ص 128.

(90) حنون، نائل، مجلة جامعة القادسية، م 5، العدد 2، ص 289 وما بعدها.

 (91)Parpola, S., SAA, I, P. 197.

(92) شترومنغر، ايفا، "تل أحمر (برسيب كارشلمانصر)"، الاثار السورية، فينا، 1985، ص167.

(93) بارو، اندريه، بلاد اشور، ص 93.

(94) المصدر نفسه،  ص 92.

(95) Strommenger, E., “detail of a wall painting Assyrian officer” , Ebla To Damascus, (Washington, 1985), P. 351.

(96) بارو، اندريه، بلاد اشور، ص 119.

(97) بارو، اندريه، بلاد أشور، ص 120.

(98) شترومنغر، ايفا، الاثار السورية، ص 167.

(99) بارو، اندريه، بلاد اشور، ص 52 وما بعدها.

(100) باقر، طه، مقدمة…،  ج1، ص 506.

(101) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 223.

(102) باقر، طه، مقدمة…،  ج1، ص 506.

(103) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 223.

 (104)Grayson, A. K., Assryian Rulers…., P. 198.

(105) باقر، طه، مقدمة…،  ج1، ص 507.

 (106)Grayson, A. K., Assryian Rulers…., P. 204.

 (107)Millard, A. R. and Tadmar. H., ”Adad-Nirari III in Syria. Another stele fragment and the dates of his Campaigns” , IRAQ 35, part I, 1973, P. 57f.

(108) Grayson, A. K., Assryian Rulers…. , P.206-207.

(109) ساكز، هاري، جبروت اشور الذي كان، ترجمة آحو يوسف، (دمشق، 1995)، ص 120.

(110) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 224.

(111) المصدر نفسه.

(112) يرى دوبونت سومر ان هذا الاسم عبارة عن لقب منحه المؤرخ الاشوري الى ملك دمشق برحدد بن حزائيل الذي ورد ذكره في العهد القديم بنهدد الثالث. انظر: سومر، دوبونت، سومر، 19، 1963، ص 118.

(113) ساكز، هاري، جبروت اشور الذي كان، ص 122.

(114) ساكز، هاري، قوة اشور، ص 118.

(115) سومز، دوبونت، سومر، 19، 1963، ص 119.

 (116)Grayson, A. K., Assryian Rulers…., P. 239.

(117) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 225.

(118) رو، جورج، العراق القديم، ص 406.

(119) أحد ضواحي حماة. انظر:-                           Parpola, S.,Toponyms, 1970, P. 156              

(120) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 225.

(121) حول نص تلك المعاهدة انظر:                                          ANET, 1969, P. 659 ff.       

     Parpola, S., SAA., II, P. 8  

(122) سومير، اندريه دوبون، "ثلاث انصاب ارامية مصدرها السفيرة"، ترجمة عدنان النبي، الحوليات السورية، م10، 1960، ص 234-236.

(123) سومير، اندريه دوبون، الحوليات السورية، م10، 1960،، ص 248-249.

 (124)Brinkman, J. A. Apolitical History of post kassite Babylonia, P. 172.

(125) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 247.

 (126)Postgate, J. N., “Inscription of Tiglath pileser at Mila Margi”, Sumer, 29, 1973, P.58.

(127) قابلو، جباغ، "توسع اورارتو نحو شمال سورية في القرنين التاسع والثامن ق.م"، الحوليات السورية، م 43، 1999، ص 137.

(128) Postgate, J. N., Sumer, 29, 1973, P.58.

(129) Shea. W. H., “Menahem and Tiglath-Pileser III”, JNES, 37, No. 1, 1978, P. 45.

 (130)Luckenbill, D. D., ARAB; I, No. 769.

 (131)Ibid., No 770.

 (132)Ibid., No 771.

 ( )Ibid., No. 771.

(133) ملوك 2، 15: 19.

(134) باقر، طه، مقدمة…، ج2، ص 275.

(135) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 249.

(136) ملوك 2، 16: 7-8.

(137) ملوك 2، 15: 29-30.

(138) سومر، دوبونت، سومر، 19، 1963، ص 125-126.

(139) الاحمد، سامي سعيد، تاريخ فلسطين القديم، ص 211.

(140) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 250.

تسمى سمأل الان باسم سنجرلي وتقع جنوب شرق تركيا وكانت مركز دولة مستقلة في بداية الالف الاول ق.م، نقب فيها الالمان من عام 1888 الى 1892 م وتم استظهار قلعة ذات اسوار وبعض الابنية الداخلية فيها، فضلاً عن العثور على مسلة حجرية تعود الى الملك اسرحدون. انظر:-

دانيال، كلين، موسوعة علم الاثار، ج2، ترجمة ليون يوسف، (بغداد، 1991)، ص 337.

(141) ANET, 1969, p. 655.

(142) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 250.

(143) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 250.

(144) تعني هذه التسمية حجر الأسود باللغة التركية وقد اطلقت على الموقع وذلك لكثرة عدد تماثيل الاسود البازلتية الضخمة التي وجدت على سطحه والقسم الآخر مطمور جزئياً. انظر:   

Strommenger, E., Hadatu (Arslantaash), Ebla to Damascus, p. 330.

وتسمى (حداتو) في النصوص الاشورية. انظر:

Parpala, S., Toponyms, p. 141.

(145) Strommenger, E., Ebla to Damascus, p. 331.

(146) شترومنغر، ايفا، ارسلان طاش (حداتو)، الآثار السورية، (فينا، 1985)، ص 169.

(6) Mallawan, M., Nimrud and its Remains, vol I, (London, 1966), p. 83.

 (147)Strommenger, E., Ebla to Damascus, p. 331.

(148) شترومنغر، ايفا، الآثار السورية، (فينا، 1985)، ص 169.

(149) بارو، اندريه، بلاد اشور، ص 92.

 (150)Strommenger, E., Ebla to Damascus, p. 332.

(151) بارو، اندريه، بلاد اشور، ص 32.

(152) شترومنغر، ايفا، الآثار السورية، ص 172.

(153) بارو، اندريه، بلاد اشور، ص 32.

(154) باقر، طه، مقدمة…، ج1، ص 512.

(155) ساكز، هاري، قوة اشور، ص 134-135.

(156) ملوك 2، 17: 3- 6.

(157) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي، ص 250.

Brinkman, J. A. “Elamite Military Aid to Merduk- Baladan”, JNES., vol. 14, No. 3, 1965, P.164.

 (158)ANET., 1969, P. 285.

 (159)Luckenbill. D.D., ARAB, 11, No. 5.

 (160)Ibid.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).