المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

دفع المفسدة أولى من جلب المصلحة
11-9-2016
Nitrogen Hydrides
19-10-2018
الخطوات التفصيلية لدورة كربس
2023-12-04
علي وشيعته السابقون الى الجنة
30-01-2015
احكام همزة الوصل
2023-09-19
دور التاريخ في المسائل التربوية
3-12-2015


التوسل بأولياء الله منهي عنه في الروايات الاسلامية  
  
795   09:21 صباحاً   التاريخ: 12-1-2017
المؤلف : ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الشيعة (شبهات وردود)
الجزء والصفحة : ص 188 - 191
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة /

[جواب الشبهة] :

...عندنا روايات كثيرة حول التوسل تصل إلى حدّ التواتر أو قريب منه.

والكثير من هذه الروايات يرتبط بالتوسل بشخص النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، فبعضها قبل ولادة النبي (صلى الله عليه وآله) وبعضها بعد ولادته وبعضها في حياته وبعضها بعد مماته.

وهناك أيضاً قسم آخر يرتبط بالتوسل بغير النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) من علماء الدين.

ونضيف: إنّ بعضها جاء بلسان الرجاء والدعاء، وبعضها بلسان طلب الشفاعة من الله، وبعضها يبين الله سبحانه وتعالى فيها مقام النبي (صلى الله عليه وآله).

والخلاصة: إننا نلاحظ جميع أقسام التوسل موجودة في هذه الروايات بشكل يسد الباب أمام جميع الذرائع التي يتمسك بها الوهابيون.

والآن نستعرض بعض الأمثلة من هذه الروايات:

1. توسل آدم بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قبل ولاته، فقد نقل الحاكم في المستدرك وجماعة آخرون من المحدثين هذا الحديث عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) يقول: «لمَّا اقترف آدم الخطيئة قال: يَا رَبِّ اَسْألُكَ بِحَقِّ مُحَمَّد لَمَا غَفَرْتَ لِي.

فقال الله: يا آدم كيف عرفت محمّداً ولم أخلقه، قال: يا ربّ لأنّك لمّا خلقتني بيدك ونفخت فيّ من روحك، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً: لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله، فعلمت أنّك لم تضف إلى اسمك إلاّ أحبّ الخلق إليك، فقال الله: صدقت يا آدم، إنّه لأحبّ الخلق إليَّ، ادعني بحقّه فقد غفرت لك، ولولا محمّد ما خلقتك» (1).

2. الحديث الآخر مرتبط بتوسل أبي طالب بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) عندما كان طفلاً، وخلاصة الحديث كما نقله ابن حجر في كتابه «فتح الباري»: عندما نزل القحط في مكة ذهبت قريش إلى أبي طالب وقالت له: أقحط الوادي وأجدب العيال، فهلم فاستسق لنا، فخرج أبو طالب ومعه غلام كأنّه شمس دجنة، فأخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة ولاذ به، أي: توسل بهذا الطفل، ولا توجد في السماء قطعة من سحاب، فأقبل السحاب من هنا ومن ههنا واغدودق وانفجر له الوادي من شدة المطر وأخصب النادي والبادي. وقال أبو طالب حينها شعراً في مدح النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) من أكثر من ثمانين بيتاً منها هذا البيت:

وأبيض يستسقي الغمام بوجهه *** ثمال اليتامى عصمة للأرامل (2)

3. توسل الرجل الضرير بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): ذهب رجل ضرير إلى النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) في زمن حياته، متوسلاً به فشافاه النبي(صلى الله عليه وآله) وأعاد البصر إليه (3).

وخلاصة الحديث: أنّ رجلاً ضرير البصر أتى النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: ادع الله أن يعافيني، قال: إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك، قال فادعه، قال فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ويدعو بهذا الدعاء: «اللّهم إنّي أسألك وأتوجه إليك بنبيّك محمّد (صلى الله عليه وآله) نبي الرحمة، يا محمّد إنّي أتوجه بك إلى ربّي في حاجتي هذه لتقضى لي، اللّهم شفِّعه فيّ» فقام الرجل وفعل ما قاله الرسول (صلى الله عليه وآله).

يقول عثمان بن عمير راوي هذا الحديث: كنّا جالسين في نفس المجلس نتحدث وبعد مضي فترة إذ قدم الرجل الضرير إلى المجلس، وكان يبصر كحالته السابقة بحيث لا يوجد أي أثر للعمى.

والملفت للنظر أن الكثير من كبار أهل السنّة قد صرّح بأنّ هذا الحديث صحيح، فالترمذي يصحح الحديث، وابن ماجه قال: إنّه صحيح (4)، والرفاعي قال: إنّه لا شك في أنّ هذا الحديث صحيح ومشهور(5).

4. التوسل بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بعد مماته، «الدارمي» هو أحد علماء أهل السنّة المعروفين يقول في كتابه المعروف «سنن الدارمي» تحت عنوان باب «ما أكرم الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وآله) بعد موته» وهذا الباب معقود لبيان الكرامات التي أعطاها الله سبحانه وتعالى للنبي (صلى الله عليه وآله) بعد موته: «قَحُطَ أهل المدينة قحطاً شديداً، فشكوا إلى عائشة، فقالت: انظروا قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فاجعلوا منه كوي إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف، قال: ففعلوا فمطرنا مطراً حتى نبت العشب، وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم، فسمي عام الفتق»(6).

5. التوسل بالعباس عم النبي (صلى الله عليه  وآله)، ينقل البخاري في صحيحه: أنّ عمر بن الخطاب إذا قحط استسقى بالعباس بن عبد المطلب، وكان يدعو بهذا الدعاء: «اللهم إنّا كنا نتوسل إليك بنبيّنا(صلى الله عليه وآله)فتسقينا، وإنّا نتوسل إليك بعم نبينِّا فاسقنا» قال الراوي: «فيسقون مطراً كثيراً»(7).

6. ينقل ابن حجر المكي في الصواعق عن الإمام الشافعي من علماء أهل السنّة المعروفين: أنّه كان يتوسل بأهل بيت النبي(عليهم السلام) وينقل عنه الشعر المعروف:

آل النبي ذريعتي *** وهم إليه وسيلتي

أرجو بهم أعطى غداً *** بيدي اليمين صحيفتي

أورد هذا الحديث الرفاعي في كتابه «التوصل إلى حقيقة التوسل»(8).

____________________

1. الحاكم في المستدرك، ج 2، ص 615. ونقله الحافظ السيوطي في الخصائص النبوية واعتبره صحيحاً، ونقله البيهقي في دلائل النبوة وهو لا يروي ضعاف الأحاديث. ونقله القسطلاني والزرقاني في المواهب اللدنية واعتبره صحيحاً، وجماعة آخرون أيضاً، ولمزيد من التوضيح يراجع كتاب: مفاهيم يجب أن تصحح، ص 121 .

2. فتح الباري، ج2، ص 494; وكذلك السيرة الحلبية، ج 1، ص 116 .

3. صحيح الترمذى، ص 119، ح 3578; وفي سنن ابن ماجه، ج 1، ص 441، ح1385; ومسند أحمد، ج 4، ص 138 .

4. سنن ابن ماجة، ج 1، ص 441 .

5. ولأجل زيادة التوضيح يمكنكم مراجعة كتاب الرسائل والمسائل، ج 18، ص 1، طبعة بيروت، حيث يقول: إنّ عين عبارة ابن تيمية هى: «أنّ النسائي والترمذي رويا حديثاً صحيحاً أنّ النبي(صلى الله عليه وآله) علّم رجلا أن يدعو فيسأل الله ثم يخاطب النبي فيتوسل به، ثم يسأل الله قبول شفاعته».

6. سنن الدارمي، ج 1، ص 43 .

7. صحيح البخاري، ج 2، ص 16 .

8. التوصل إلى حقيقة التوسل، ص 329 .




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.