المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

عوامل التضاعف Replication Factors
22-11-2019
مرض تشقق ثمار القرعيات Cracking
2024-10-08
مكروسكوب إلكتروني عالي الڤلطية high-voltage electron microscope
25-2-2020
Nuclear Reactions: Changing the Hearts of Atoms
28-1-2019
جعفر بن موسى، يعرف بابن الحداد
23-06-2015
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02


الاكتساب (الكسب)  
  
1128   08:48 صباحاً   التاريخ: 20-11-2014
المؤلف : الدكتور عبد الهادي الفضلي
الكتاب أو المصدر : خلاصة علم الكلام
الجزء والصفحة : ص163ـــ167
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / الجبر و التفويض /

  الاكتساب

وهو عقيدة أهل السنة جميعاً أشعرية وماتريدية وسلفية، ففي كتاب (العقيدة الواسطية) لابن تيمية ما نصه : «للعبد قدرة وارادة وفعل وهبها اللّه له، لتكون أفعاله منه حقيقة لا مجازاً.

«فهي من العبد كسباً ومن اللّه خلقاً»(1).

وفي وصية الامام ابي حنيفة (رض) لأصحابه : «نقر بأن العبد مع أعماله واقراره ومعرفته مخلوق.

فلما كان الفاعل مخلوقاً فأفعاله أولى أن تكون مخلوقة»(2).

وفي كتاب (الابانة) لابي الحسن الأشعري : «إن أعمال العبد مخلوقة للّه مقدورة كما قال : {خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: 96] »(3).

وقال الشهرستاني : «قال الأشعري : العبد قادر على أفعاله إذ الانسان يجد من نفسه تفرقة ضرورية بين حركات الرعدة والرعشة وبين حركات الاختيار والارادة.

والتفرقة راجعة الى أن الحركات الاختيارية حاصلة تحت القدرة متوقفة على اختيار القادر.

فعن هذا قال : المكتسب هو المقدور بالقدرة الحاصلة، والحاصل تحت القدرة الحادثة»(4).

وفي كتاب (مقالات الاسلاميين) للأشعري : «واختلف الناس في معنى القول إن اللّه خالق :

فقال قائلون : معنى ان اللّه خالق : ان الفعل وقع منه بقدرة قديمة، فانه لا يفعل بقدرة قديمة إلا خالق.

ومعنى الكسب : ان يكون الفعل بقدرة محدثة. فكل من وقع منه الفعل بقدرة قديمة فهو فاعل خالق. ومن وقع منه بقدرة محدثة فهو مكتسب.

وهذا قول أهل الحق«(5).

فمعنى الاكتساب أو الكسب أو كسب العبد : هو «أن العبد اذا صمّم العزم فاللّه يخلق الفعل فيه»(6).

واريد بهذا : «الجمع بنسبة ما يسمى خلقاً الى اللّه تعالى، ونسبة ما يسمى كسباً وطاعة ومعصية الى العباد.

ولم يريدوا بكون الأفعال خلق اللّه تعالى نفي كونها أفعال العباد، كما لم يريدوا بكونها كسباً للعباد نفي أنها خلق اللّه.

وبالجملة : فلم يريدوا نسبتها الى اللّه تعالى وحده من كل جهة، إذ لم تكن كسباً ولا طاعة ولا معصية، فان الطاعة والمعصية من اللّه تعالى وحده محالان.

ولا أرادوا نسبتها الى العباد وحدهم، لاعتقادهم أنها تسمى مخلوقة، وان الخلق من العباد محال»(7).

وفي كتاب (كشف المراد) : «وقال ضرار بن عمرو والنجار وحفص الفرد وابو الحسن الأشعري : إن اللّه تعالى هو المحدث لها، والعبد مكتسب، ولم يجعل لقدرة العبد أثراً في الفعل، بل القدرة والمقدور واقعان بقدرة اللّه تعالى، وهذا الاقتران هو الكسب.

وفسر القاضي الكسب بان ذات الفعل واقعة بقدرة اللّه تعالى، وكونه طاعة أو معصية صفتان واقعتان بقدرة العبد»(8).

وخلاصته :

أن العبد عندما يختار الفعل (طاعة كان أو معصية) وتتعلق ارادته به يخلق اللّه الفعل في العبد بقدرته تعالى التي يحدثها فيه مقارنة للاختيار.

وبمقارنته بالأمر بين الأمرين ننتهي الى الفارق التالي :

ان الامامية يذهبون الى ان الانسان هو الذي يختار الفعل ويخلقه، ولكن بالقوة والقدرة الانسانية التي منحها اللّه اياه.

ان أهل السنة يذهبون الى أن الانسان هو الذي يختار الفعل أيضاً.

إلا ان اللّه تعالى هو الذي يخلقه عن طريق خلق القدرة الحادثة فيه المقارنة للاختيار.

وبمقارنته مع الجبريين ننتهي الى الفارق التالي :

أن كلاً من الجبريين والكسبيين يذهب الى أن الفعل من خلق اللّه تعالى.

الا أن المجبرة يقولون هو بقدرة اللّه القديمة.

والكسبيين يرون أنه بالقدرة الحادثة التي يخلقها اللّه في العبد عند اختياره للفعل.

ومن هنا رأينا غير واحد من المؤلفين الكلاميين اعتد القائلين بالكسب من المجبرة.

ويشيع هذا بشكل بارز في مؤلفات الامامية الكلامية بنصهم على أن الاشاعرة جبريون.

واستدلوا على ذلك :

1 - بان فعل العبد ممكن، وكل ممكن مقدور للّه تعالى. ولا شيء مما هو مقدور للّه واقع بقدرة العبد، لامتناع اجتماع قدرتين مؤثرتين على مقدور واحد(9).

2 - بالآيات الدالة على أن كل شيء هو مخلوق للّه أمثال :

{خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الأنعام: 102].

{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ } [الفرقان: 2].

{ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } [الصافات: 96].

{هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} [فاطر: 3].

{لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [الفرقان: 3].

_________________

(1) ص 63.

(2) انظر : الطبقات السنية في تراجم الحنفية 1 / 63.

(3) ص 9.

(4) الملل والنحل 1 / 96 - 97.

(5) ص 538 - 539.

(6) ايثار الحق على الخلق 317.

(7) م. ن 315 - 316.

(8) ص 239 - 240.

(9) المواقف 312.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.