أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-07-2015
1207
التاريخ: 6-08-2015
704
التاريخ: 20-11-2014
752
التاريخ: 11-4-2018
655
|
الاكتساب
وهو عقيدة أهل السنة جميعاً أشعرية وماتريدية وسلفية، ففي كتاب (العقيدة الواسطية) لابن تيمية ما نصه : «للعبد قدرة وارادة وفعل وهبها اللّه له، لتكون أفعاله منه حقيقة لا مجازاً.
«فهي من العبد كسباً ومن اللّه خلقاً»(1).
وفي وصية الامام ابي حنيفة (رض) لأصحابه : «نقر بأن العبد مع أعماله واقراره ومعرفته مخلوق.
فلما كان الفاعل مخلوقاً فأفعاله أولى أن تكون مخلوقة»(2).
وفي كتاب (الابانة) لابي الحسن الأشعري : «إن أعمال العبد مخلوقة للّه مقدورة كما قال : {خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: 96] »(3).
وقال الشهرستاني : «قال الأشعري : العبد قادر على أفعاله إذ الانسان يجد من نفسه تفرقة ضرورية بين حركات الرعدة والرعشة وبين حركات الاختيار والارادة.
والتفرقة راجعة الى أن الحركات الاختيارية حاصلة تحت القدرة متوقفة على اختيار القادر.
فعن هذا قال : المكتسب هو المقدور بالقدرة الحاصلة، والحاصل تحت القدرة الحادثة»(4).
وفي كتاب (مقالات الاسلاميين) للأشعري : «واختلف الناس في معنى القول إن اللّه خالق :
فقال قائلون : معنى ان اللّه خالق : ان الفعل وقع منه بقدرة قديمة، فانه لا يفعل بقدرة قديمة إلا خالق.
ومعنى الكسب : ان يكون الفعل بقدرة محدثة. فكل من وقع منه الفعل بقدرة قديمة فهو فاعل خالق. ومن وقع منه بقدرة محدثة فهو مكتسب.
وهذا قول أهل الحق«(5).
فمعنى الاكتساب أو الكسب أو كسب العبد : هو «أن العبد اذا صمّم العزم فاللّه يخلق الفعل فيه»(6).
واريد بهذا : «الجمع بنسبة ما يسمى خلقاً الى اللّه تعالى، ونسبة ما يسمى كسباً وطاعة ومعصية الى العباد.
ولم يريدوا بكون الأفعال خلق اللّه تعالى نفي كونها أفعال العباد، كما لم يريدوا بكونها كسباً للعباد نفي أنها خلق اللّه.
وبالجملة : فلم يريدوا نسبتها الى اللّه تعالى وحده من كل جهة، إذ لم تكن كسباً ولا طاعة ولا معصية، فان الطاعة والمعصية من اللّه تعالى وحده محالان.
ولا أرادوا نسبتها الى العباد وحدهم، لاعتقادهم أنها تسمى مخلوقة، وان الخلق من العباد محال»(7).
وفي كتاب (كشف المراد) : «وقال ضرار بن عمرو والنجار وحفص الفرد وابو الحسن الأشعري : إن اللّه تعالى هو المحدث لها، والعبد مكتسب، ولم يجعل لقدرة العبد أثراً في الفعل، بل القدرة والمقدور واقعان بقدرة اللّه تعالى، وهذا الاقتران هو الكسب.
وفسر القاضي الكسب بان ذات الفعل واقعة بقدرة اللّه تعالى، وكونه طاعة أو معصية صفتان واقعتان بقدرة العبد»(8).
وخلاصته :
أن العبد عندما يختار الفعل (طاعة كان أو معصية) وتتعلق ارادته به يخلق اللّه الفعل في العبد بقدرته تعالى التي يحدثها فيه مقارنة للاختيار.
وبمقارنته بالأمر بين الأمرين ننتهي الى الفارق التالي :
ان الامامية يذهبون الى ان الانسان هو الذي يختار الفعل ويخلقه، ولكن بالقوة والقدرة الانسانية التي منحها اللّه اياه.
ان أهل السنة يذهبون الى أن الانسان هو الذي يختار الفعل أيضاً.
إلا ان اللّه تعالى هو الذي يخلقه عن طريق خلق القدرة الحادثة فيه المقارنة للاختيار.
وبمقارنته مع الجبريين ننتهي الى الفارق التالي :
أن كلاً من الجبريين والكسبيين يذهب الى أن الفعل من خلق اللّه تعالى.
الا أن المجبرة يقولون هو بقدرة اللّه القديمة.
والكسبيين يرون أنه بالقدرة الحادثة التي يخلقها اللّه في العبد عند اختياره للفعل.
ومن هنا رأينا غير واحد من المؤلفين الكلاميين اعتد القائلين بالكسب من المجبرة.
ويشيع هذا بشكل بارز في مؤلفات الامامية الكلامية بنصهم على أن الاشاعرة جبريون.
واستدلوا على ذلك :
1 - بان فعل العبد ممكن، وكل ممكن مقدور للّه تعالى. ولا شيء مما هو مقدور للّه واقع بقدرة العبد، لامتناع اجتماع قدرتين مؤثرتين على مقدور واحد(9).
2 - بالآيات الدالة على أن كل شيء هو مخلوق للّه أمثال :
{خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الأنعام: 102].
{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ } [الفرقان: 2].
{ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } [الصافات: 96].
{هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} [فاطر: 3].
{لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [الفرقان: 3].
_________________
(1) ص 63.
(2) انظر : الطبقات السنية في تراجم الحنفية 1 / 63.
(3) ص 9.
(4) الملل والنحل 1 / 96 - 97.
(5) ص 538 - 539.
(6) ايثار الحق على الخلق 317.
(7) م. ن 315 - 316.
(8) ص 239 - 240.
(9) المواقف 312.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|