أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-2-2017
6684
التاريخ: 13-2-2017
7566
التاريخ: 14-2-2017
8123
التاريخ: 24-2-2017
4928
|
قال تعالى : { فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء : 103] .
{فإذا قضيتم الصلاة} معناه : فإذا فرغتم من صلاتكم أيها المؤمنون ، وأنتم مواقفو عدوكم {فاذكروا الله قياما وقعودا} أي : في حال قيامكم وقعودكم {وعلى جنوبكم} أي مضطجعين . فقوله {وعلى جنوبكم} في موضع نصب ، عطفا على ما قبله من الحال : أي ادعوا الله في هذه الأحوال ، لعله ينصركم على عدوكم ، ويظفركم بهم ، مثل قوله {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون} عن ابن عباس ، وأكثر المفسرين . وقيل : معناه فإذا أردتم الصلاة ، فصلوا قياما إذا كنتم أصحاء ، وقعودا إذا كنتم مرضى ، لا تقدرون على القيام ، وعلى جنوبكم إذا لم تقدروا على القعود ، عن ابن مسعود .
وروي أنه قال عقيب تفسير الآية : " لم يعذر الله أحدا في ترك ذكره إلا المغلوب على عقله " .
{فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة} : اختلف في تأويله ، فقيل : معناه فإذا استقررتم في أوطانكم ، وأقمتم في أمصاركم ، فأتموا الصلاة التي أذن لكم في قصرها ، عن مجاهد ، وقتادة . وقيل : معناه إذا استقررتم بزوال خوفكم ، فأتموا حدود الصلاة ، عن السدي ، وابن زيد ، ومجاهد ، في رواية أخرى . {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا} : اختلف في تأويله فقيل : معناه إن الصلاة كانت على المؤمنين واجبة مفروضة ، عن ابن عباس ، وعطية العوفي ، والسدي ، ومجاهد ، وهو المروي عن الباقر ، والصادق عليه السلام . وقيل : معناه فرضا موقوتا : أي منجما تؤدونها في أنجمها ، عن ابن مسعود ، وقتادة ، والقولان متقاربان .
_____________________
1. مجمع البيان ، ج3 ، ص 178 .
{ فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهً قِياماً وقُعُوداً وعَلى جُنُوبِكُمْ } . المراد بالصلاة هنا صلاة الخوف وبقضائها الفراغ منها . والمعنى ان ذكر اللَّه حسن على كل حال ، لا في الصلاة فقط ، قال الإمام علي ( عليه السلام ) : افترض اللَّه من ألسنتكم الذكر ، وأوصاكم بالتقوى ، وجعلها منتهى حاجته من خلقه . وقال ابن العربي في الجزء الرابع من الفتوحات المكية : من حاز على ذكر اللَّه في قيامه وقعوده واضطجاعه فقد حاز الوجود .
{ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً } .
المراد بالكتاب ان الصلوات الخمس مكتوبة ومفروضة ، والمراد بالموقوت إنها محدودة بأوقات معينة صباحا ومساء ، والقصد انه متى وضعت الحرب أوزارها ، وزال الخوف فعليكم ان تؤدوا الصلاة في أوقاتها ، ولا تتهاونوا بها . وتكلمنا عن الصلاة واهتمام الإسلام بها فيما سبق من الآيات ، وان تركها يؤدي إلى الكفر .
( أنظر المجلد الأول ص 368 ) .
وتسأل : ان الآية أوجبت صلاة الخوف ، حيث كان القتال بالسيف والرمح والخنجر ، أما الآن فقد تطور سلاح الحرب إلى ما نعلم من آلاته الجهنمية . .
وعليه ينبغي ارتفاع صلاة الخوف لارتفاع موضوعها .
الجواب : ان السبب الموجب لهذه الصلاة هو الخوف من حيث هو بصرف النظر عن الحرب وآلاته قديمة كانت ، أو حديثة ، فإذا حصل الخوف بسبب غير الحرب جاز قصرها كما وكيفا .
قال صاحب الجواهر : « إذا خاف من سيل أو سبع أو حية أو حريق ، أو غير ذلك جاز أن يصلي صلاة شدة الخوف ، فيقصر عددا وكيفية ، لعدم الفرق في أسباب الخوف المسوغة ، فقد سئل الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) عمن خاف من سبع أو لص : كيف يصلي ؟ قال : يكبر ويومئ إيماء » .
ومرة ثانية نقول مؤكدين : ان الصلاة لا تسقط بحال ، وان كل إنسان يؤديها بالنحو الذي يستطيعه من القول والفعل ، فإن عجز عنهما أومأ إلى الصلاة بطرفه ، فإن عجز عن الإيماء استحضر صورة الصلاة في ذهنه .
____________________________
1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص 425-426 .
قوله تعالى : { فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ } والقيام والقعود جمعان أو مصدران ، وهما حالان وكذا قوله { عَلى جُنُوبِكُمْ } وهو كناية عن الذكر المستمر المستوعب لجميع الأحوال.
قوله تعالى : { فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ } (إلخ) المراد بالاطمئنان الاستقرار ، وحيث قوبل به قوله { وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ } ، على ما يؤيده السياق كان الظاهر أن المراد به الرجوع إلى الأوطان ، وعلى هذا فالمراد بإقامة الصلاة إتمامها فإن التعبير عن صلاة الخوف بالقصر من الصلاة يلوح إلى ذلك.
قوله تعالى : { إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً } الكتابة كناية عن الفرض والإيجاب كقوله تعالى { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ } [ البقرة : 183] والموقوت من وقت كذا أي جعلت له وقتا (2) فظاهر اللفظ أن الصلاة فريضة موقتة منجمة تؤدي في أوقاتها ونجومها .
والظاهر أن الوقت في الصلاة كناية عن الثبات وعدم التغير بإطلاق الملزوم على لازمه فالمراد بكونها كتابا موقوتا أنها مفروضة ثابتة غير متغيرة أصلا فالصلاة لا تسقط بحال ، وذلك أن إبقاء لفظ الموقوت على بادئ ظهوره لا يلائم ما سبقه من المضمون إذ لا حاجة تمس إلى التعرض لكون الصلاة عبادة ذات أوقات معينة مع أن قوله { إِنَّ الصَّلاةَ } ، في مقام التعليل لقوله { فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ } فالظاهر أن المراد بكونها موقوتة كونها ثابتة لا تسقط بحال ، ولا تتغير ولا تتبدل إلى شيء آخر كالصوم إلى الفدية مثلا .
_________________________
1. تفسير الميزان ، ج5 ، ص 56-57 .
2. قال الفيومي في المصباح " وقت الله الصلاة توقيتاً يقتها من باب وعد حدّد لها وقتاً ثم قيل لكل شيء محدود موقوت ومؤمن " .
وقوله قدس سره : " والظاهر أن الوقت في الصلاة كناية عن الثبات " مستفاد من قول الإمام الصادق (عليه السلام) فيما رواه عنه الكليني قدس سره في الكافي عن داود بن فرقد قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) . قوله تعالى : { إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً } قال : كتاباً ثانياً وليس إذ عجلت قليلاً أو أخرت قليلاً بالذي يضرك ما لم تضيع تلك الإضاعة فإن الله عزوجل يقول : {أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} فتأمل .
أهمية فريضة الصّلاة :
تحث الآية (١٠٣) المسلمين على أن لا ينسوا ذكر الله بعد أداء الصّلاة ، وليذكروا الله حين قيامهم وقعودهم وأثناء نومهم على جنوبهم وليسألوه العون والنصر ، والقصد من ذكر الله في حالة القيام والقعود والنوم على الجنبين ، يحتمل أن يكون في فترات الاستراحة التي تسنح للمسلمين وهم في ساحة الحرب ، كما يحتمل أن تكون في الحالات المختلفة للقتال ، أي أثناء وقوف المقاتل أو جلوسه أو استلقائه على أحد جنبيه وهو يقاتل بأحد أنواع الأسلحة الحربية كالقوس والسهم مثلا . (2)
إنّ هذه الآية تشير في الحقيقة إلى أمر إسلامي مهم ، يدل على أنّ أداء الصّلاة في أوقات معينة ليس معناه أن ينسى الإنسان ذكر الله في الحالات الأخرى ، فالصّلاة أمر انضباطي يحيى ويجدد روح التوجه إلى الله لدى الفرد ، فيستطيع في أوقات أخرى غير وقت الصّلاة أن يحتفظ بذكر الله في ذهنه ، سواء كان في ساحة القتال أو في مكان آخر .
وقد فسّرت هذه الآية في روايات عديدة على أنّها تبيّن كيفية أداء الصّلاة بالنسبة للمرضى ، أي أنّهم إذا استطاعوا فليؤدوا الصّلاة قياما ، وإن لم يقدروا على ذلك فقعودا، وإذا عجزوا عن القعود فعلى أحد جنبيهم .
وهذا التّفسير في الحقيقة نوع من التعميم والتوسع في معنى الآية ، ولو أنّها لا تخص هذا المجال (3) .
وتؤكد هذه الآية أنّ حكم صلاة الخوف هم حكم استثنائي طارئ ، وعلى المسلمين إذا ارتفعت عنهم حالة الخوف أن يؤدوا صلاتهم بالطريقة المعتادة {فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ ...} .
وتوضح الآية في النهاية سر التأكيد على الصّلاة بقولها إن الصّلاة فريضة ثابتة للمؤمنين وأنّها غير قابلة للتغيير : {... إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً} .
إنّ عبارة «موقوت» من المصدر «وقت» ، وعلى هذا الأساس فإن الآية تبيّن أنّه حتى في ساحة الحرب يجب على المسلمين أداء هذه الفريضة الإسلامية ، لأنّ للصّلاة أوقات محددة لا يمكن تخطيها (4) .
ولكن الروايات العديدة التي وردت في شرح هذه الآية تبيّن أنّ عبارة «موقوتا» تعني «ثابتا» و «واجبا» ممّا لا ينافي مفهوم الآية أيضا ، والنتيجة هي أنّهما قريبين من المعنى الأوّل.
سؤال :
يقول البعض : إنّهم لا ينكرون فلسفة وأهمية الصّلاة وآثارها التربوية ، ولكنهم يسألون عن ضرورة إقامتها في أوقات محددة ، ويرون أن الأحسن أن يترك الناس أحرارا لكي يؤدي كل منهم الصّلاة متى ما سنحت له الفرصة أو متى ما وجد استعدادا روحيا لأداء هذه الفريضة ؟
الجواب :
إنّ التّجربة قد أثبت أنّ القضايا التربوية لو لم تخضع لشروط وقيود معينة ، فإن العديد من الناس سيتجاهلون ويتركون هذه القضايا ، وسيؤدي هذا التجاهل إلى أن تتزلزل أركانها ، لذلك فإن القضايا التربوية يجب أن تخضع لقيود خاصّة ويخصص لأدائها أوقات محددة ، وأن لا يسمح لأحد بتخطي هذه القيود أو تجاهل تلك الأوقات ، خاصّة وإنّ أداء فريضة كالصّلاة وفي وقت معين وبصورة جماعية يظهر عظمتها وهيبتها وتأثيرها القوي الذي لا يمكن لأحد نكرانه ، والصّلاة في الحقيقة من أهم العوامل في تربية الإنسان وتكوين شخصيته الإنسانية .
__________________________
1. تفسير الأمثل ، ج3 ، ص 285-286 .
2. «قيام» تارة يأتي بمعناه المصدري ، (ويعني به حالة القيام ، وتارة يأتي للجمع أي «قائمين» ـ و «قعود» كذلك أيضا ، فيأتي بمعنى حالة القعود والجلوس ، ويأتي بمعنى «قاعدين» للجمع. وفي الآية أعلاه يحتمل كلا الأمرين.
3. للاطلاع أكثر عن الأحاديث التي وردت في هذا المجال راجع كتاب نور الثقلين الجزء الأوّل ، ص ٥٤٥.
4. ويؤيد كتاب كنز العرفان ، في الجزء الأوّل ، ص ٥٩ ، هذا المعنى ، كما جاء في تفسير التبيان وفي مجمع البيان أيضا ذكر هذا الأمر .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|