المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تفسير آية (103) من سورة النساء  
  
15984   03:19 مساءً   التاريخ: 14-2-2017
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : .......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف النون / سورة النساء /


قال تعالى : { فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء : 103] .

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير  هذه الآية (1) :

 

{فإذا قضيتم الصلاة} معناه : فإذا فرغتم من صلاتكم أيها المؤمنون ، وأنتم مواقفو عدوكم {فاذكروا الله قياما وقعودا} أي : في حال قيامكم وقعودكم {وعلى جنوبكم} أي مضطجعين . فقوله {وعلى جنوبكم} في موضع نصب ، عطفا على ما قبله من الحال : أي ادعوا الله في هذه الأحوال ، لعله ينصركم على عدوكم ، ويظفركم بهم ، مثل قوله {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون} عن ابن عباس ، وأكثر المفسرين . وقيل : معناه فإذا أردتم الصلاة ، فصلوا قياما إذا كنتم أصحاء ، وقعودا إذا كنتم مرضى ، لا تقدرون على القيام ، وعلى جنوبكم إذا لم تقدروا على القعود ، عن ابن مسعود .

وروي أنه قال عقيب تفسير الآية : " لم يعذر الله أحدا في ترك ذكره إلا المغلوب على عقله " .

{فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة} : اختلف في تأويله ، فقيل : معناه فإذا استقررتم في أوطانكم ، وأقمتم في أمصاركم ، فأتموا الصلاة التي أذن لكم في قصرها ، عن مجاهد ، وقتادة . وقيل : معناه إذا استقررتم بزوال خوفكم ، فأتموا حدود الصلاة ، عن السدي ، وابن زيد ، ومجاهد ، في رواية أخرى . {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا} : اختلف في تأويله فقيل : معناه إن الصلاة كانت على المؤمنين واجبة مفروضة ، عن ابن عباس ، وعطية العوفي ، والسدي ، ومجاهد ، وهو المروي عن الباقر ، والصادق عليه السلام . وقيل : معناه فرضا موقوتا : أي منجما تؤدونها في أنجمها ، عن ابن مسعود ، وقتادة ، والقولان متقاربان .

_____________________

1. مجمع البيان ، ج3 ، ص 178 .

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنيه في تفسير  هذه الآية (1) :

 

{ فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهً قِياماً وقُعُوداً وعَلى جُنُوبِكُمْ } . المراد بالصلاة هنا صلاة الخوف وبقضائها الفراغ منها . والمعنى ان ذكر اللَّه حسن على كل حال ، لا في الصلاة فقط ، قال الإمام علي ( عليه السلام ) : افترض اللَّه من ألسنتكم الذكر ، وأوصاكم بالتقوى ، وجعلها منتهى حاجته من خلقه . وقال ابن العربي في الجزء الرابع من الفتوحات المكية : من حاز على ذكر اللَّه في قيامه وقعوده واضطجاعه فقد حاز الوجود .

{ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً } .

المراد بالكتاب ان الصلوات الخمس مكتوبة ومفروضة ، والمراد بالموقوت إنها محدودة بأوقات معينة صباحا ومساء ، والقصد انه متى وضعت الحرب أوزارها ، وزال الخوف فعليكم ان تؤدوا الصلاة في أوقاتها ، ولا تتهاونوا بها . وتكلمنا عن الصلاة واهتمام الإسلام بها فيما سبق من الآيات ، وان تركها يؤدي إلى الكفر .

( أنظر المجلد الأول ص 368 ) .

وتسأل : ان الآية أوجبت صلاة الخوف ، حيث كان القتال بالسيف والرمح والخنجر ، أما الآن فقد تطور سلاح الحرب إلى ما نعلم من آلاته الجهنمية . .

وعليه ينبغي ارتفاع صلاة الخوف لارتفاع موضوعها .

الجواب : ان السبب الموجب لهذه الصلاة هو الخوف من حيث هو بصرف النظر عن الحرب وآلاته قديمة كانت ، أو حديثة ، فإذا حصل الخوف بسبب غير الحرب جاز قصرها كما وكيفا .

قال صاحب الجواهر : « إذا خاف من سيل أو سبع أو حية أو حريق ، أو غير ذلك جاز أن يصلي صلاة شدة الخوف ، فيقصر عددا وكيفية ، لعدم الفرق في أسباب الخوف المسوغة ، فقد سئل الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) عمن خاف من سبع أو لص : كيف يصلي ؟ قال : يكبر ويومئ إيماء » .

ومرة ثانية نقول مؤكدين : ان الصلاة لا تسقط بحال ، وان كل إنسان يؤديها بالنحو الذي يستطيعه من القول والفعل ، فإن عجز عنهما أومأ إلى الصلاة بطرفه ، فإن عجز عن الإيماء استحضر صورة الصلاة في ذهنه .

____________________________

1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص 425-426 .

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير  هذه الآية (1) :

 

قوله تعالى : { فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ } والقيام والقعود جمعان أو مصدران ، وهما حالان وكذا قوله { عَلى جُنُوبِكُمْ } وهو كناية عن الذكر المستمر المستوعب لجميع الأحوال.

قوله تعالى : { فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ } (إلخ) المراد بالاطمئنان الاستقرار ، وحيث قوبل به قوله { وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ } ، على ما يؤيده السياق كان الظاهر أن المراد به الرجوع إلى الأوطان ، وعلى هذا فالمراد بإقامة الصلاة إتمامها فإن التعبير عن صلاة الخوف بالقصر من الصلاة يلوح إلى ذلك.

قوله تعالى : { إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً } الكتابة كناية عن الفرض والإيجاب كقوله تعالى { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ }  [ البقرة : 183] والموقوت من وقت كذا أي جعلت له وقتا (2) فظاهر اللفظ أن الصلاة فريضة موقتة منجمة تؤدي في أوقاتها ونجومها .

والظاهر أن الوقت في الصلاة كناية عن الثبات وعدم التغير بإطلاق الملزوم على لازمه فالمراد بكونها كتابا موقوتا أنها مفروضة ثابتة غير متغيرة أصلا فالصلاة لا تسقط بحال ، وذلك أن إبقاء لفظ الموقوت على بادئ ظهوره لا يلائم ما سبقه من المضمون إذ لا حاجة تمس إلى التعرض لكون الصلاة عبادة ذات أوقات معينة مع أن قوله { إِنَّ الصَّلاةَ } ، في مقام التعليل لقوله { فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ } فالظاهر أن المراد بكونها موقوتة كونها ثابتة لا تسقط بحال ، ولا تتغير ولا تتبدل إلى شيء آخر كالصوم إلى الفدية مثلا .

_________________________

1. تفسير الميزان ، ج5 ، ص 56-57 .

2. قال الفيومي في المصباح " وقت الله الصلاة توقيتاً يقتها من باب وعد حدّد لها وقتاً ثم قيل لكل شيء محدود موقوت ومؤمن " .

وقوله قدس سره : " والظاهر أن الوقت في الصلاة كناية عن الثبات " مستفاد من قول الإمام الصادق (عليه السلام) فيما رواه عنه الكليني قدس سره في الكافي عن داود بن فرقد قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) . قوله تعالى : { إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً } قال : كتاباً ثانياً وليس إذ عجلت قليلاً أو أخرت قليلاً بالذي يضرك ما لم تضيع تلك الإضاعة فإن الله عزوجل يقول : {أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} فتأمل .

تفسير الأمثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي  في تفسير  هذه الآية (1) :

 

أهمية فريضة الصّلاة :

تحث الآية (١٠٣) المسلمين على أن لا ينسوا ذكر الله بعد أداء الصّلاة ، وليذكروا الله حين قيامهم وقعودهم وأثناء نومهم على جنوبهم وليسألوه العون والنصر ، والقصد من ذكر الله في حالة القيام والقعود والنوم على الجنبين ، يحتمل أن يكون في فترات الاستراحة التي تسنح للمسلمين وهم في ساحة الحرب ، كما يحتمل أن تكون في الحالات المختلفة للقتال ، أي أثناء وقوف المقاتل أو جلوسه أو استلقائه على أحد جنبيه وهو يقاتل بأحد أنواع الأسلحة الحربية كالقوس والسهم مثلا . (2)

إنّ هذه الآية تشير في الحقيقة إلى أمر إسلامي مهم ، يدل على أنّ أداء الصّلاة في أوقات معينة ليس معناه أن ينسى الإنسان ذكر الله في الحالات الأخرى ، فالصّلاة أمر انضباطي يحيى ويجدد روح التوجه إلى الله لدى الفرد ، فيستطيع في أوقات أخرى غير وقت الصّلاة أن يحتفظ بذكر الله في ذهنه ، سواء كان في ساحة القتال أو في مكان آخر .

وقد فسّرت هذه الآية في روايات عديدة على أنّها تبيّن كيفية أداء الصّلاة بالنسبة للمرضى ، أي أنّهم إذا استطاعوا فليؤدوا الصّلاة قياما ، وإن لم يقدروا على ذلك فقعودا، وإذا عجزوا عن القعود فعلى أحد جنبيهم .

وهذا التّفسير في الحقيقة نوع من التعميم والتوسع في معنى الآية ، ولو أنّها لا تخص هذا المجال (3) .

وتؤكد هذه الآية أنّ حكم صلاة الخوف هم حكم استثنائي طارئ ، وعلى المسلمين إذا ارتفعت عنهم حالة الخوف أن يؤدوا صلاتهم بالطريقة المعتادة {فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ ...} .

وتوضح الآية في النهاية سر التأكيد على الصّلاة بقولها إن الصّلاة فريضة ثابتة للمؤمنين وأنّها غير قابلة للتغيير : {... إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً} .

إنّ عبارة «موقوت» من المصدر «وقت» ، وعلى هذا الأساس فإن الآية تبيّن أنّه حتى في ساحة الحرب يجب على المسلمين أداء هذه الفريضة الإسلامية ، لأنّ للصّلاة أوقات محددة لا يمكن تخطيها (4) .

ولكن الروايات العديدة التي وردت في شرح هذه الآية تبيّن أنّ عبارة «موقوتا» تعني «ثابتا» و «واجبا» ممّا لا ينافي مفهوم الآية أيضا ، والنتيجة هي أنّهما قريبين من المعنى الأوّل.

سؤال :

يقول البعض : إنّهم لا ينكرون فلسفة وأهمية الصّلاة وآثارها التربوية ، ولكنهم يسألون عن ضرورة إقامتها في أوقات محددة ، ويرون أن الأحسن أن يترك الناس أحرارا لكي يؤدي كل منهم الصّلاة متى ما سنحت له الفرصة أو متى ما وجد استعدادا روحيا لأداء هذه الفريضة ؟

الجواب :

إنّ التّجربة قد أثبت أنّ القضايا التربوية لو لم تخضع لشروط وقيود معينة ، فإن العديد من الناس سيتجاهلون ويتركون هذه القضايا ، وسيؤدي هذا التجاهل إلى أن تتزلزل أركانها ، لذلك فإن القضايا التربوية يجب أن تخضع لقيود خاصّة ويخصص لأدائها أوقات محددة ، وأن لا يسمح لأحد بتخطي هذه القيود أو تجاهل تلك الأوقات ، خاصّة وإنّ أداء فريضة كالصّلاة وفي وقت معين وبصورة جماعية يظهر عظمتها وهيبتها وتأثيرها القوي الذي لا يمكن لأحد نكرانه ، والصّلاة في الحقيقة من أهم العوامل في تربية الإنسان وتكوين شخصيته الإنسانية .

__________________________

1. تفسير الأمثل ، ج3 ، ص 285-286 .

2. «قيام» تارة يأتي بمعناه المصدري ، (ويعني به حالة القيام ، وتارة يأتي للجمع أي «قائمين» ـ و «قعود» كذلك أيضا ، فيأتي بمعنى حالة القعود والجلوس ، ويأتي بمعنى «قاعدين» للجمع. وفي الآية أعلاه يحتمل كلا الأمرين.

3. للاطلاع أكثر عن الأحاديث التي وردت في هذا المجال راجع كتاب نور الثقلين الجزء الأوّل ، ص ٥٤٥.

4. ويؤيد كتاب كنز العرفان ، في الجزء الأوّل ، ص ٥٩ ، هذا المعنى ، كما جاء في تفسير التبيان وفي مجمع البيان أيضا ذكر هذا الأمر .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .