المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النابذون ولاية محمد واله وراء ظهورهم لهم عذاب اليم
2024-11-05
Rise-fall Λyes Λno
2024-11-05
Fall-rise vyes vno
2024-11-05
Rise/yes/no
2024-11-05
ماشية اللحم كالميك في القوقاز Kalmyk breed
2024-11-05
Fallyes o
2024-11-05

تأثير القوى بين الجزيئات على خواص البوليمرات
15-10-2017
درجة الحرارة
17-3-2022
Johannes Hevelius
24-1-2016
حصاد الفراولة (الشليك)
13-10-2020
الوثنية
8-10-2014
Hell-Volhard-Zelinskii Reaction
18-11-2019


عقوق الوالدين  
  
3089   01:37 مساءاً   التاريخ: 7-12-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص281-282
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

 من أعظم الكبائر المحرمة التي يقوم بها الإنسان بعد الشرك بالله سبحانه وتعالى عقوق الوالدين  وما نهى الله سبحانه وتعالى عن شيء بعد الشرك به كما نهى عن عقوق الوالدين. فقد ورد في ذلك الكثير من الآيات والروايات, وقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير قول الله سبحانه وتعالى:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}[الإسراء: 23] . أنه قال :أما قوله:{إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ}[الإسراء: 23] قال : إن اضجراك فلا تقل لهما اف,{وَلَا تَنْهَرْهُمَا}[الإسراء: 23] إن ضرباك , قال:{وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}[الإسراء: 23] قال : يقول لهما: غفر الله لكما, فلذلك منه قول كريم, قال:{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}[الإسراء: 24] قال : لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة, ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما, لا يديك فوق أيديهما, ولا تتقدم قدامهما(1) فالإمام (عليه السلام) يوضح أن الاهل قد يضجرون ابناءهم بالإلحاح عليهم بأمور بسيطة أو حتى سخيفة ما يؤدي الى إزعاجهم وأن واجب الأبناء أن لا يتأففوا وينزعجوا مما يزعج عادة ما لم يكن صادرا عن الأهل واعتبر أن كلمة أف التي هي مجرد تعبير بسيط عن حالة ضيق قد تكون مبررة إلا أنها مع الاهل غير مقبولة وتعتبر عقوقا .

ولو تعديا أكثر من ذلك فوصلا الى مرحلة الضرب فلا يجوز لك أن تنهرهما بصوت يعلو على صوتهما، بل في كل ذلك يجب على الابناء ان يقولوا لآبائهم قولا كريما فسره الإمام (عليه السلام) بان يقول لهما غفر الله لكما, أي حتى لو كانا ظالمين يجب أن لا يزعجك ذلك منهما بل أن تحزن عليهما للإساءة التي قاما بها فظلما أنفسهما بذلك, فتطلب من الله سبحانه وتعالى أن يغفر لهما .

ولكن لماذا اختار الله سبحانه تعالى كلمة أف ولم يختر غيرها من الكلمات؟ يقول الإمام الصادق (عليه السلام):(أدنى العقوق :(أف) ولو علم الله عز وجل شيئا أهون منه لنهى عنه)(2).

بإشارة بسيطة نفهم أن أدنى ما يقال وفيه إيذاء هو كلمة أف, ولو وجد أقل منها لنهى عنها الله عز وجل, طبعا لا تعني لو علم هنا أنه يوجد كلمة أخرى لم يعرفها الله سبحانه وتعالى والعياذ بالله ولكن بمعنى أن الله سبحانه وتعالى يعلم أنه لا يوجد غير هذه الكلمة .

________________

1ـ مستدرك الوسائل الجزء 15 ص 173 – 174 .

2ـ الكافي الجزء 2 ص 348 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.